الوصفة السحرية للسعادة الزوجية ( بين آدم وحواء )
إعداد : نوران رضوان
هل فكرت يوما في بداية الخلق؟ كانت البداية عندما خلق الله آدم عليه السلام من تراب ثم إعداد : نوران رضوان
خلق من آدم زوجه حواء، لتحدث آلفة بين قلوبهم، و تكون سبب للتقرب إلي الله أكثر.
الزواج رابطة مقدسة جعلها الله أية من آيته فخلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها
ونعمر من خلاله الكون ونأخذ بأيدي بعضنا ليرضى الله عنا، حتى يكون حبنا في الله،
وزواجنا طاعة لله يوصلنا لرفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة،فإذا صار
الحب ما بين الزوجين حبًا خالصا لوجه الله الكريم، سيرضى عنهم الله تعالى ويرسخه في قلوبهم
و يجعل بيوتهم أسعد ما يكون.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم.
لو علق الأزواج هذه الآية في بيوتهم وفهموا معناها وطبقوه ؛ لحل بواسطتها الكثير من المشاكل
"وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" ... المودة والرحمة خلاصة العلاقة السليمة والجميلة بين الزوج
وزوجته
تعالوا نتعلم الوصفة السحرية للسعادة الزوجية... نتعلم كيف نربط القلوب بعلام الغيوب... كيفي
نحول بيتنا إلي طاعة نرضي بها ربنا...ولنرى كيف كانت أجمل قصة حب بين زوجين في التاريخ
بين محمد رسول الله وبين السيدة خديجة رضى الله عنها ولنرى كيف كانا الزوجين يحيا معا؟ و
لنرى كيف كانت معاملة النبي لزوجاته ؟
الاختيار
الزواج يبدأ بالاختيار الصحيح لشريك الحياة...اختر أولًا بعقلك، ثم بقلبك، ثم بعينيك.
فكيف اختارت السيدة خديجة؟ اختارت محمد رسول الله وهو شاب يعمل في تجارة لها، فأفادت إليه
من يذكرها عنده ويدعوه للتقدم لزواجها إعجابا بخلقه وأمانته وفضائله.
المعاشرة
كان رسول الله حلو المعاشرة لزوجاته، كثير المسامرة لهن، متحملا لأخلاقهن ، ولننظر معا عن
ما قالته السيدة عائشة عن الزوج محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم
سئلت عائشة رضي الله عنها: ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت ؟
فقالت:
كان بشراً من البشر، يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب شاته، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته،
فإذا حضرت الصلاة خرج...عن عائشة ؛ أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتكئ في حجري وأنا حائض.فيقرأ القرآن (رواهمسلم)...و كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. (رواهمسلم)...
أما السيدة خديجة فإنها أول من آمنبالحبيب صلى الله عليه وسلم فصدقته وآزرته وأعانته
وثبتته وخففالله بسبب إيمانها عن نبيه صلى الله عليه وسلم كل هم وفرّج عنه ما أصابه في
الدعوةمن تعب ونكد وغم ، فكان لا يسمع شيئاً من زمرة الإلحاد من تكذيب وجحود وعناد
ويرجعإلى أم المؤمنين خديجة إلا ويجد عندها كل هدى وسداد فتهون عليه الرزايا وتواسي
وتبعث الطمأنينة إلى نفسه وتسليه وتمنحه العطف وتبشره بما سوف تراه فيه وتشجعه وتؤيده
وبكل خير تمنّيه.
" والله لا يضيعك الله أبدا إنك لتصل الرحم و تصدق الحديث و تحمل الكل و تعين على نوائب
الحق" هكذا كانت تؤيد السيدة خديجة زوجها و تهدأ من روعه حين جاءه الوحي و هبطت عليه
الرسالة.
عنعائشة قالت : " ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ولقد هلكت قبل أن يتزوجني
بثلاثسنين لما كنت أسمعه يذكرها ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة وإن كان
ليذبح الشاة ثم يهدي في خلائلها منه"
وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة( والله ما أبدلني خيراً منها : آمنت بي
حين كفر الناس ،وصدقتني إذا كذبني الناس ، وواستني بمالها إذا حرمني الناس ، ورزقني منها
الولد ذونغيرها من النساء )) أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب..
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله إذا أتى بالشيء يقول " اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها
كانت صديقةلخديجة اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت تحب خديجة " ..
قال الرسول صلي الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " أخرجه الترمذى
ضيق الرزق و شدة الحال
وكان نساء الرسول يحتملن منه شدة الحال وخشونة العيش ، وكان يسره ذلك منهن ،فلما فكرن
يوما أن يطلبن منه التوسعة والزينة والمطعم ، شق ذلك عليه وهجرهن شهراً لا يكلمهن ،
ثم نزل قوله تعالى
(يَاأَيُّهَاالنَّبِيُّقُللِّأَزْوَاجِكَإِنكُنتُنَّتُرِدْنَ الْحَيَاةَالدُّنْيَاوَزِينَتَهَافَتَعَالَيْنَأُمَتِّعْكُنَّوَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا
جَمِيلًا * وَإِنكُنتُنَّتُرِدْنَاللَّهَوَرَسُولَهُوَالدَّارَ الْآخِرَةَفَإِنَّاللَّهَأَعَدَّلِلْمُحْسِنَاتِمِنكُنَّأَجْرًاعَظِيمًا )
(الأحزاب 28 و29)
فلما نزلت هاتان الآيتان خيّر نساءه وبدأ بعائشة وقال لها " ما أحب أن تختاري حتى تستأمري
أبويك " ثم تلا عليها الآيات وفيها التخيير بين ا، تبقى عنده على شظف العيش وخشونة الحياة ،
وبين أن يفارقها ويمتعها متاعا جميلا ، فكان جوابها على الفور : أفيك أستأمر أبوي ؟ بل أختار
الله ورسوله والدار الآخرة ! وكذلك فعل بكل واحدة من نسائه على انفراد فكان جوابها كجواب
عائشة ، وهي لا تعلم بما أجابت به غيرها ... وظل هكذا شأنه مع نسائه من التقشف وخشونة
العيش حتى توفاه الله.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : ما شبع آل محمد يومين من خبز بر ، ولقد كنا نمكث الشهر
والشهرين لا يوقد في بيتنا نار ، وكان طعامنا إلا التمر والماء ، ولقد توفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وما في بيتنا شيء يأكله ذو كبد ، إلا كسرة خبز من شعير على رف لي وقال أنس :
رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعاً له على شعير يأخذه لطعام أهله .
فليصبر الأزواج على ضيق الرزق و شدة الحال، فإن السعادة في هذه الدنيا ليست بوفرة المال،
وإنما هي بالإيمان والقناعةو الرضىووضع مسألتكما بين يدي الله وطلب الرزق الحلال منه ،
فهو الذي لا يخيب من دعاه، فيده ملآى لاتغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، ينفق كيف يشاء.
المشاكل الزوجية وإنما هي بالإيمان والقناعةو الرضىووضع مسألتكما بين يدي الله وطلب الرزق الحلال منه ،
فهو الذي لا يخيب من دعاه، فيده ملآى لاتغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، ينفق كيف يشاء.
أحد الصحابة كان يضيق بزوجته جداً .. لأن صوتها عالٍ دوما .... ومن ضيقه ذهب يشتكي إلى
أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب ، فذهب ليطرق الباب وحينها وجد صوت زوجة عمر يعلو
على صوت عمر ويصل إلى الشارع فخاب أمله ومضى ... وبينما هو ينوي المضي إذا بعمر
يفتح الباب ...
ويقول له : كأنك جئت لي..
قال: نعم ، جئت أشتكي صوت زوجتي فوجدت عندك مثل ما عندي ...
فأنظر إلى رد عمر وعاطفته
يقول: " تحملتـني..غسلت ثيابي وبسطت منامي وربت أولادي ونظفت بيتي ، تفعل ذلك ولم
يأمرها الله بذلك ، إنما تفعله طواعية وتحملت كل ذلك ،
أفلا أتحملها إن رفعت صوتها"
و لنرى كيف كان الرسول صلى الله عليه و سلم يحل المشكلات الزوجية بهدوء و تروى...
جلس رسول الله بين اثنين من زوجاته كانا يأكلان العسل فداعبت إحداهما الأخرىوغمست
أصبعها في الطبق ووضعته على وجه الأخرى, فغضبت غضبا شديدا ونظرت إليه تقولألا تنتصر
لي ...فقال :بلى..و أخذ يد الغاضبة وغمست أصبعها في الطبق ووضعه على وجهالثانية
قائلا:هذه بتلك..فضحك الجميع....فما أعقله من زوج!!
و فى مرة أخرى كان الرسول صلى الله عليه وسلم في بيت السيدة عائشة, فأرسلت إليه إحدى
نسائه قصعة بها طعام..فغضبت عائشة وضربت يد الرسول, فسقطت القصعة فانكسرت وأخذ
الرسول يجمع الطعام قائلا: كلوا غارت أمكم..و أمرعائشة أن تأتي بقصعة جديدة فردها
الرسول صلى الله عليه وسلم إلى من كسرت قصعتهاوترك المكسورة في بيت عائشة.
غضب الرسول مرة مع عائشة فكيف أدارهذا الموقف!! تعلموا معي أيها الأزواج...
فخيرها قاللها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبو عبيدة الجراح...فقالت لا هذا رجل لن يحكم عليك
أبدا,هل ترضين بعمر قالت لا:أنا أخاف من عمر..قال:هل ترضين بأبي بكر... فقالت :نعم... فلما
عرض الرسول صلى الله عليه وسلم المشكلة على أبا بكر قاطعته عائشةقائلة: قل الحق يا
رسول الله) ، فصعق أبوبكر وضربها على وجهها فنزل الدم من أنفها صائحا (فمن يقله إن لم
يقله رسولالله)...فاستاء الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: ويحك يا أبا بكر ما لهذاجئناك...
وغسل الدم من وجهها وثوبها بيده الشريفتين وقلبه يكادينفطر!!!
و في حادثة الافك كيف كان موقف نبينا محمد رسول الله
تقول السيدة عائشة: " فبقيت شهراً مريضة ولا أدري ما يقول الناس ولا يغيبني، – أي لا يوجد
ما استغربه- غير أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يدخل علىَّ مهموماً، وطريقة سلامه
مختلفة، فيدخل عليّ رسول الله ويقول: "كيف تيكم ؟"، ولا أجد ما كنت أجد منه من الوُد".
فبالرغم من ذلك لم يكلمها الرسول عن أي شي طيلة هذه المدة.
ماذا فعل رسول الله في هذا الموقف؟ موقف رسول الله يدل على الحكمة، والصبر، والترتيب؛ فقد
أخذ رسول الله رأي الشباب والنساء والكبار، وجمع الناس، ثم صعد الرسول على المنبر،
وقال:"أيها الناس من يعذِرَني في رجل آذاني في أهل بيتي، وما علمت على أهل بيتي إلا خيراً،
ولقد ذكروا لي رجل ما علمت عنه إلا خيراً، وما دخل على أهل بيتي في غيابي أبداً، فيقوم أسيد
بن حضير سيد الأوس، وهو من الأنصار الصادقين، فيقول:"يا رسول الله إن كان من الأوس
قطعنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج مرنا فلنقطع عنقه، فقام سعد بن عبادة صحابي
من سادة الخزرج، فقال:"كذبت والله لا تقدر أن تقطع عنقه"، فقال له أسيد:"بل أنت الذي كذبت أنت
منافق تدافع عن منافق"، فقام الأوس والخزرج كل يشد سلاحه، فنزل النبي من على المنبر،
وقال :"دعوها، أبدعوى الجاهلية وأنا بينكم؟ عودوا إلى بيوتكم".
و أخيرا
أذكركما أن تجتمعا على الطاعات لكي تتحقق الألفة بين قلوبكما .. مثل:
1) قراءة وحفظ بعض سور القرآن سويًا
2) الاجتماع على صلاة السُنن وقيام الليل أحيانًا ..
3) الصيام والإفطار معًا ..
4) الاجتماع على الصدقة ..
5) مدارسة شيئًا من العلم النافع سويًا.. الاتفاق على حضور درس علم مشترك ..
6) الدعوة إلى الله تعالى فيما بينكما.. فطالما تسعيان في الخير فإن الله سيبارك لكما..
7) خروجه لله .. زيارة أيتام، عيادة مرضى، مساعدة فقراء ، وحفاظ الزوج على صلاة
االجماعة في المسجد..
جلسة كل فترة زمنية معينة للمحاسبة.. لمتابعة أحوالكما الإيمانية ومراجعة أهدافكما..
تذكروا أيها الأزواج أن ليس كل شيء في الحياة كاملا والإنسان الكامل لم يخلق بعد ؛ لذلك كلنا
بشر لنا حسناتنا ولنا أيضًا عيوبنا ، وستستطيعون الحياة معا إذا ما فهم كل منكم الآخر وأحبّه...
جدد حبك لزوجتك وجددي حبك لزوجك... قال صلى الله عليه و سلم "إذا أحب أحدكم أخاه في الله
فليعلمه فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة "[حسنه الألباني، صحيح الجامع (280)]
المصادر
§ شخصية الرسول وأثره، للدكتور / مصطفى السباعي، موقع صيد الفوائد
§ وصايا لبيت سعيد ، و حبنا في الله ، موقع منهج الاسلامى
§ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، موقع بيت النبوة
§ كيف يجب التعامل مع الزوج \ الزوجة ؟ ، موقع قرآنت
§ قصة حادثة الافك ، موقع عائلة البكدوري