جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    ●|▓[ الأشجار تورق من جديد..بقلم جاسم محمد صالح. ]▓|●

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


     ●|▓[ الأشجار تورق من جديد..بقلم جاسم محمد صالح. ]▓|●   7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام ●|▓[ الأشجار تورق من جديد..بقلم جاسم محمد صالح. ]▓|●

    مُساهمة من طرف In The Zone الأربعاء مارس 02, 2011 11:38 am

    الأشجار تورق من جديد..بقلم جاسم محمد صالح
    قصة قصيرة للأطفال.

    ...............
    أظلمت الدنيا في عيني الطفل (يعرب)، فاقترب من خلية النحل وحاول أن يتذوق شيئا من عسلها ففوجئ بان العسل مرّ ولا يؤكل، فابتعد عنه، ثم تناول تفاحة لذيذة حاول أن يقضمها لأنه جائع.. لم يستطع، فهي قوية مثل الخشب اليابس ولا تؤكل، رمى التفاحة بعيدا عنه.. واقترب من بركة الماء، مدّ يده ليشرب بعض الماء، تعجب، كان الماء مالحا جدا ولا يطاق.. حتى الأسماك الملونة التي تعيش فيه تركته مبتعدة إلى الرمال القريبة منه وهي تتلوى من الاختناق.
    اقترب من الشجرة الكبيرة المثمرة، فازداد عجبه حينما لم يجد فيها ثمرة واحدة.. ولا ورقة خضراء، حتى الطيور هجرتها مبتعدة إلى أعماق الفضاء البعيد وهي تتجول هنا وهناك بحثا عن مكان تأوي إليه لكنها لم تجد أي مكان آمن.
    لم يجد (يعرب) أحدا يكلمه، فالتراب يملأ الجو وأصوات كلاب غريبة ومرعبة هنا وهناك، استغرب (يعرب) مما يجري في قريته المسالمة هذه، فهي تخلو من الكلاب المتوحشة والخنازير البرية، وكل ما كان يذكره في قريته من أصوات هو تغريد البلابل وزقزقة العصافير وخرير المياه الجارية وأغنيات الأطفال وهم يغنون ويرقصون ويكركرون، وهم يعزفون بالمزمار القصبي الذي كانوا يصنعونه بأيديهم بسهولة ألحانا جميلة تطربهم.
    وضع (يعرب) رأسه بين يديه واتكأ على جذع الشجرة الكبيرة القريبة منه وغلبه النعاس، لكنه فجأة استيقظ على صوت أفعى كبيرة، وتحيط بها الكلاب المتوحشة التي لم ير مثلها في حياته أبدا، وقد فتحت فمها المخيف وفعلت مثلها الخنازير البرية، وحلقت في الأجواء مجاميع من الغربان والبوم، توقفت الأفعى قرب (يعرب) متعجبة وقالت:
    عجيب أن أرى طفلا هنا.. حسناً سأعطيك سلة تفاح وقنينة من العسل ووعاء كبيرا من الماء، فأنت الطفل الوحيد الذي بقي في القرية.. لقد قتلناهم جميعا ولم ينج منهم أحد، إننا نريدهم أن يعيشوا بسلام.
    صرخ (يعرب) بوجهها قائلا:
    من أنت؟ ومن أين أتيت؟ وما هذه الوحوش المخيفة التي معك..إنها كلاب وخنازير متوحشة!!!
    تلوّت الأفعى الرقطاء وحركت ذيلها بعنف وبدأت الكلاب تنبح بصوت عال والخنازير تصدر أصواتا مخيفة، وأحاطوا بـ(يعرب) من كل جانب، قالت الأفعى:
    أنا ملك جزيرة الظلام البعيدة، طمعنا في عسل قريتكم اللذيذ، ومياهكم العذبة وأسماككم الطرية اللذيذة، أرسلت كلابي لتنهش أطفالكم وخنازيري لتدمر مزارعكم وغرباني لتقتل الطيور والبلابل وعصافير الدوري.. لا نريد أن يبقى أحد في قريتكم.. إنها أمست قريتنا، نريد أن نقتلكم واحدا..واحدا، حتى تكون كل خيراتها لنا وحدنا.
    قالت الأفعى الرقطاء ذلك وفتحت فمها كثيرا وتحركت نحو الطفل (يعرب)، تريد أن تلدغه بأسنانها القوية، لكن (يعرب) قفز بسرعة على غصن الشجرة وبدأ بكل قوة يحرك أغصانها وأخذت أثمار التفاح اليابسة تتساقط على الأرض وهي تُحدث انفجارات قوية أشبه بانفجاريات القنابل القوية.
    خافت الأفعى الرقطاء وتراجعت هاربة، أما الكلاب والخنازير فهي الأخرى قد ولّت هاربة واختفت الغربان والبوم من الجو، فالدخان المتصاعد من انفجارات التفاح المتساقط خنقها، فابتعدت وهي تنعق بغضب ورعب وخوف مما يجري.
    نزل (يعرب) إلى الأرض وهو ممسك بيده اليمنى بتفاحة لم يرمها، وهو غير مصدق لكل ما يجري أمام عينيه، لكنه من بعيد سمع صوت عربة أمريكية للقوات التي احتلت العراق بالقوة وقتلت أطفاله وهي تدوس بعجلاتها على المزارع ويطلق جنودها نيران بنادقهم على الطيور والعصافير والفراشات البرتقالية الملونة وعلى كل شيء أمامهم وهم يضحكون بصوت عال كلما قتلوا شيئا حتى ولو كان طفلا عراقيا.
    لم يفهم (يعرب) شيئا من هولاء الأغراب المعتدين وعرف أنهم أشرار ومجرمون وقتلة، وبدون وعي منه رمى عليهم التفاحة التي بيده بكل قوة، وتفجرت قرب عجلتهم وأحرقتها وصمت إلى الأبد جنودها القتلة المتوحشون.
    بدأ الظلام الذي جلبه هولاء القتلة إلى القرية يقلّ ويتلاشى، وبدأ الصباح الجميل يشعّ على القرية من جديد، فقد هرب المحتلون من القرية بعد أن سرقوا منها كل شيء.
    فرح (يعرب) كثيرا وتعجب أكثر حينما بدأت الشجرة تورق من جديد والعصافير والطيور الملونة تزقزق فوقها، وأصبح ثمر التفاح شهيّا، والعسل عاد طعمه لذيذا مثلما كان، وبدأت المياه ترتفع قليلا قليلا في البركة، وتلوّت الأسماك وتحركت زاحفة نحو البركة لتسبح فيها من جديد.. صرخ (يعرب) بصوت عال:
    الآن تحررت قريتي من احتلالكم أيها اللصوص..اللعنة عليكم أيها المحتلون..لقد تخلصنا منكم وأصبح كل شيء في قريتي أجمل.
    .................
    جاسم محمد صالح.
    مداد القلم.

     ●|▓[ الأشجار تورق من جديد..بقلم جاسم محمد صالح. ]▓|●   2815027540_1 ●|▓[ الأشجار تورق من جديد..بقلم جاسم محمد صالح. ]▓|●   2815027540_1

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 4:12 pm