جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    عندما يسمو الاحساس و ترتقي المشاعر..بر الأم سبيل الجنة.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    عندما يسمو الاحساس و ترتقي المشاعر..بر الأم سبيل الجنة. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    تسلية عندما يسمو الاحساس و ترتقي المشاعر..بر الأم سبيل الجنة.

    مُساهمة من طرف In The Zone الخميس أبريل 19, 2012 10:44 pm

    عندما يسمو الاحساس و ترتقي المشاعر.
    الشيخ الدكتور جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين
    كم هو عظيم قلب الأم؟!
    كم هو كبير عطاء الأم؟!
    كم هي ضخمة تلك التضحيات التي تضحيها الأم من أجل أولادها؟!
    فهي تجوع ليشبعوا،و تسهر ليناموا،و تتعب ليرتاحوا و يطمئنوا.
    اذا أردنا ان نرى رحمة مجسدة في شكل انسان فلننظر الى أم و هي تحتضن أولادها،فهذا قد يُقرب الى أذهاننا شيئا فشيئا كيف هي رحمة الله بعباده واسعة.
    ينبغي على كل امرأة عندما تصبح أماً ان تحسن تجسيدها لرحمة الله في تربيتها لأولادها،لتكون في المقام الذي جعله الله لها من الطاعة و البر على أولادها.
    أنت أيتها الأم الملاذ الآمن و الحضن الدافئ لبناتك،و خاصة في خضم هذه الحياة التي نعيشها و التي أصبحت الفتن تعصف بهن من كل جانب فلذا اقتربي منهن و قربيهن اليك،عيشي همومهن،كوني مستودع أسرارهن،اسمعيهن نصائحك و استمعي لهن.
    أيتها البنات أقول لكن:
    ان الأم كنز ثمين لا يقدّر بأي ثمن،من حفظه حُفِظ،و من أهمله هلك.
    الأم هي القلب الرقيق الذي يحس بنا كلما اشتدّ بنا الألم،و ضاق بنا الزمان فحافظن على أمهاتكن
    على كل زوجين أيضاً أن يعلما أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة بينهما،فمن الطبيعي ان يحدث سوء تفاهم و خلافات بينهما.
    قال الشاعر:
    اني لأمنحك الصدود و انني
    قسماً اليك مع الصدود أميل.

    ان مما يدعو للأسى ان كثيراً من الزوجات لا يحسن التعامل عندما تغضب من زوجها فهي لا تهجر اسم زوجها فحسب..بل تهجر خِدمته!و تهجر الحديث معه؟!و تهجر النظر اليه،ان أراد الحديث معها!
    انّ القلوب اذا تنافر وِدها = مِثل الزجاجِ كسرُها لا يُشعبُ
    اننا لا نتصور الأنثى الا ان تكون لبقة في حال الغضب و في حال الرضا،و اللباقة هي الكلمة المناسبة و الفعل الملائم ورد الفعل الذكي،و استخدام آداب التحدث و التعامل و الكياسة و يشمل ذلك الذكاء و الحكمة و الفطنة في التعامل مع الآخرين.
    لقد أعطتنا السيدة عائشة رضي الله عنها درساً في اللباقة و اللطف عند الغضب من الزوج فلقد أجابت جواباً في غاية اللطف فقد أخبرت أنها اذا كانت في غاية الغضب الذي يسلب العاقل اختياره لا يغيرها عن كمال المحبة المستغرقة ظاهرها و باطنها الممتزجة بروحها،و انما عبرت عن الترك بالهجران لتدل به على أنها تتألم من هذا الترك الذي لا اختيار فيه.
    ................
    شعور أم ببناتها.
    عنْ عائِشة أنّها قالتْ جاءتْنِى مِسْكِينةٌ تحْمِلُ ابْنتيْنِ لها فأطْعمْتُها ثلاث تمراتٍ فأعْطتْ كُلّ واحِدةٍ مِنْهُما تمْرةً و رفعتْ الى فِيها تمْرةً لِتأْكُلها فاسْتطْعمتْها ابْنتاها فشقّتِ التّمْرة التي كانتْ تُرِيدُ ان تأْكُلها بيْنهُما فأعْجبنِى شأنها فذكرْتُ الذي صنعتْ لِرسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه و سلم-فقال «ان اللّه قدْ أوْجب لها بِها الْجنّة أوْ أعْتقها بِها مِن النّارِ».(1).
    قصة مؤثرة،و حكاية معبرة،نستشعر من خلالها كم هو عظيم قلب الأم؟!
    كم هو كبير عطاء الأم؟!
    كم هي ضخمة تلك التضحيات التي تضحيها الأم من أجل أولادها؟!
    فهي تجوع ليشبعوا،و تسهر ليناموا،و تتعب ليرتاحوا و يطمئنوا.
    هذا هو أنموذج الأم المثالية.
    و هذا هو الحال الذي ينبغي ان تكون عليه كل أم في رقتها و عطفها و حنانها و شفقتها على أولادها لا فرق عندها بين ذكر أو أنثى،و لا بين كبير أو صغير،و لا بين غني منهم أو فقير.
    فالأم هي أكبر مدرسة للرحمة في الحياة الدنيا،فاذا أردنا ان نتعلم الرحمة في اسمى معانيها بين البشر من حولنا فلننظر الى أم.
    اذا أردنا ان نرى رحمة مجسدة في شكل انسان فلننظر الى أم و هي تحتضن أولادها،فهذا قد يُقرب الى أذهاننا شيئا فشيئا كيف هي رحمة الله بعباده واسعة.
    فالأم منذ ان أصبحت أمًّا أصبحت دالة على رحمة الله سبحانه و تعالى،فالأم بلسانها و يديها و كل ذراتها تجسيدٌ لرحمة الله سبحانه و تعالى في الأرض،و نموذج من المائة جزء الذي أنزله الله سبحانه و تعالى الى الأرض.
    منذ اليوم الذي حملت فيه و أنجبت و اكتسبت كلمة «أم» أصبحت غالية على الله سبحانه و تعالى، وأصبحت نموذجا يعرض رحمة الله سبحانه و تعالى في الأرض.
    و لقد عرفنا النبي صلى الله عليه و سلم هذا عندما قدِم بسبْيٍ فاذا امْرأةٌ مِن السّبْيِ تسْعى،اذْ وجدتْ صبياً في السّبْيِ أخذتْهُ فألْزقتهُ بِبطْنِها فأرضعتْهُ،فقال رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتروْن هذِهِ المرْأة طارِحةً ولدها في النّارِ؟» قُلْنا:لا واللهِ.فقال:«للهُ أرْحمُ بِعِبادِهِ مِنْ هذِهِ بِولدِها» مُتّفقٌ عليهِ.(2)
    و لذا أصبح أمر برها و طاعتها يساوي الكثير في ميزان الحسنات عند الله تعالى،فعن أبي هريرة قال: جاء رجلٌ الى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:أمك قال: ثم من؟ قال:أمك قال: ثم من؟ قال؟ أمك قال: ثم من؟ قال أبوك.(3).
    ..........
    بر الأم سبيل الجنة.
    بل ان كل من أراد ان يبحث عن الجنة فانه سيجد طريقها في بر أمه فعن معاوية بن جاهمة السلمي قال:أتيت رسول الله فقلت:يا رسول الله اني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله و الدار الآخرة.قال:ويحك أحية أمك؟ قلت: نعم.قال: (ارجع فبرها) ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت:يا رسول الله اني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله و الدار الآخرة.قال:ويحك أحية أمك؟ قلت: نعم.يا رسول الله قال:(فارجع اليها فبرها) ثم أتيته من أمامه فقلت: يا رسول الله اني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.قال (ويحك أحية أمك؟) قلت نعم.يا رسول الله قال (ويحك الزم رجلها.فثم الجنة)(4).
    ...............
    بر الأم مكفر للسيئات.
    بل و حتى من فعل الذنوب و الخطايا و يبتغي المغفرة من الله و يحب ان يتقرب اليه بأفضل الأعمال اليه ليكفر خطيئته و يمحو حوبته فانه لن يجد عملاً أقرب الى الله من بره بأمه فعن عطاء بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أتاه رجل فقال: اني خطبت امرأة فأبت ان تنكحني وخطبها غيري فأحبت ان تنكحه،فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا قال: تب الى الله عز و جل و تقرب اليه ما استطعت.فذهبت فسألت ابن عباس لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: اني لا أعلم عملا أقرب الى الله عز و جل من بر الوالدة(5).
    فلذا ينبغي على كل امرأة عندما تصبح أماً ان تحسن تجسيدها لرحمة الله في تربيتها لأولادها،لتكون في المقام الذي جعله الله لها من الطاعة والبر على أولادها.
    .............
    لا تفرقي بين ذكر و أنثى فالتفرقة مفسدة.
    ترتكب بعض الأمهات خطأ جسيما في تربية بناتهن،ألا و هو تفضيل الذكور عليهن،و ربما يكون هذا الأمر غير مقصود من الأم،و لكنه يأتي عفويا في بعض الأحيان فلا تنتبه اليه الأم،و لكن البنات يحسسن به و لكن لا يجرؤن على ان يتحدثن فيه،فيصبح هذا الأمر بمرور الوقت مشكلة متجذرة و مؤثرة،تنقلب آثارها على البنات مع أمهم،بل على الأسرة ككل،و ربما يزيد الأمر حتى يصير قضية اجتماعية لها نتائجها على المجتمع كله.
    ان من الطبيعي بالنسبة للأم التي أنجبت ذكراً على عدد من البنات الاناث ان يطير قلبها فرحا به و طرباً لمجيئه بعد طول انتظار،و أن تتفنن في تدليله..لكن من غير المقبول أبدا ان تمنحه السلطة المطلقة في ضرب و اهانة أخواته البنات،و هذا الأمر- و للأسف - يبتلى به بعض البيوت،فترى الأم تجبرهن على خدمته و تدليله و عدم المساس به و عدم جرح مشاعره!!حتى وان أخطأ في حقهن و أساء اليهن،و هي من حيث لا تدري تشعل ناراً مستعرة في قلوب بناتها تجاهها و تجاه أخيهم.
    و كذلك من الأخطاء التي يقع فيها بعض الأمهات تجاه بناتهن عدم فهم مشاعرهن و الانشغال عنهن و عن توجيههن و تأديبهن.
    فعلى كل أم ان تتقي الله في بناتها،و تتنبه الى احتياجاتهن العقلية و الفطرية و الجسدية و التربوية،و أن تراعي بعض الأمور عند توجيهها لبناتها التوجيه الصحيح،فالأم هي أول قصّة حبّ بالنسبة اليها،و ان الرابط بينهما سيستمرّ مدى الحياة.
    أختي الأم:
    ان التربية في مفهومها الصحيح تعني الحنان المغدق و العناية و التوجيه السليم..بل و الشعور بالحب الدائم،و حسن التوجيه لغرس القيم و المبادئ،و التفريق بين الحلال و الحرام و المسموح و الممنوع بأسلوب هادئ و رصين و مؤثر.
    و أنت أيتها الأم الملاذ الآمن و الحضن الدافئ لبناتك،و خاصة في خضم هذه الحياة التي نعيشها و التي أصبحت الفتن تعصف بهن من كل جانب فلذا اقتربي منهن و قربيهن اليك،عيشي همومهن،كوني مستودع أسرارهن،اسمعهن نصائحك و استمعي لهن،انقصي من عمرك و سنك و عيشي معهن كأنك في مثل سنهن و أعمارهن،و بذلك ستكونين أغلى ما عندهن،و تيقني عندها أنهن لن يخرجن عن نصائحك و توجيهاتك قيد أنملة،لأنك بحق كنت (أماً) و كفى بهذا شرفاً و نبلاً.
    أيتها الأم:
    أنتِ رمز الرحمة،و أنتِ عنوان الرحمة،و أنتِ من أودع الله فيكِ سرًّا تستطيعين به ان تقومي بمهام لا يستطيع ان يقوم بها الرجال،بل و أن تقومى بعشر مهام في الوقت نفسه،أنت الوحيدة التي تعرفين كيف تتجاوبين مع أدق احساس لأبنائك و بناتك و هذا لك أنت أيتها الأم؟ فهذا سر الهيٌ.
    أيتها الأمهات:
    ان أي امرأة يمكن ان تحمل و تضع،و ترضع و تغذي الجسم...كل هذه أعمال يجازي الله عز و جل أحسن الجزاء و يجزل ثوابها كلما حضرت النية و عظمت لكن ليست كل امرأة هي أم حقيقية،فان المرأة لا ترقى لمقام الأمومة ان أهملت ولدها و لم تحرص على تغذية روحه و عقله و فكره و تربيته تربية سليمة،حتى يعرف خالقه و يفهم رسالته في الأرض.
    ان الفرق شاسع بين الأم و الوالدة،فان كانت الوالدة تضع الأجسام و ترعاها فحسب،فان الأم تتولى رعاية الأرواح و الأجسام معا.
    دور الأم تربية الولد ليحيى عابدا لله صالحا مصلحا،و هذا ما رفعها الى مقام القداسة حيث ذكرها الله عز و جل في كتابه العزيز حين قال تعالى:«ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته أمه كرها و وضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا»(6).
    ان الأم تربي الذرية و تلقنها أمانة الايمان برفق و رحمة و حنان،فتؤدي بذلك وظيفة محورية في المجتمع بدونها تنفصم عراه و يستأصل معنى الانسانية منه.
    ...............
    وأخيراً أيتها البنات أقول لكن:
    ان الأم كنز ثمين لا يقدّر بأي ثمن،من حفظه حُفِظ،و من أهمله هلك.
    الأم هي القلب الرقيق الذي يحس بنا كلما اشتدّ بنا الألم،و ضاق بنا الزمان الأم اذا فُقِدت فُقِد الفرح،فهي السعادة في أبهى حللها و اسمى معانيها.فحافظن على أمهاتكم
    ...............
    سمو المشاعر بين الأزواج.
    عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:«قال لي رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم:«انِّي لأعلمُ اذا كنتِ عنِّي راضيةً،و اذا كنتِ على غضْبى»،قلتُ: كيف يا رسول الله؟ قال:«اذا كنتِ عنِّي راضيةً،قلتِ: لا،و ربِّ محمّدٍ، و اذا كنتِ على غضْبى،قلتِ: لا،و ربِّ ابراهيم»، قالت:«أجلْ، و اللهِ ما أهجر الاّ اسمك»(7).
    ...............
    رقة الاحساس بالآخر.
    هذه القصة تمثل أعلى و اسمى أنواع الاحساس و الشعور بين الرجل و زوجته فعلى الرجل ان يفهم كيف تتبدل مشاعر زوجته فيعرف رضاها من غضبها،و فرحها من حزنها على هذا النحو،و عليه ان يتعامل معها كما هي و يتقبل تقلبات أمواج مزاجها و فكرها التي ترتفع و تنخفض في أيامها و لياليها،بل و يشاركها في همومها و أحزانها،فيفرح عند فرحها،و يحزن عند حزنها،و يهتم و يغتم لهمها و غمها،و يشعرها أنه مهتم بأمرها و مستشعر لتقلباتها و تغيراتها و محس بها.
    وعلى كل زوجين أيضاً ان يعلما ان الحياة لا تسير على وتيرة واحدة بينهما،فمن الطبيعي ان يحدث سوء تفاهم و خلافات بينهما.
    و ان هذه الحكاية لتحكي لنا أنموذجاً رائعاً للتحاور بين الزوجين و كيف يكون العتاب بينهما بكل رقي و أدب و عتاب لطيف.
    و ان العِتاب اللطيف مع تأكيد المحبة،هو أبقى لحبائل الوِد..
    و هو أسكن لنفس الطرف المخطئ،و أحفظُ لمشاعره.
    و كم نحن بحاجة لاتقان فن المُصالحة،و التلميح بالخطأ..
    والعتب اللطيف الخفيف الذي لا يُشعر الآخر بأن مشاعِر الوِد قد خبتْ،و أن جسور المحبة قد هوت.
    لِتتأمل كل زوجة العِتاب اللطيف الذي تمارسه عائشة – رضي الله عنها - فهي عندما تغضب لا تهجر الا اسم الرسول عليه الصلاة والسلام.
    و ليست تهجر مناداته،و لكنها تهجر ايراد اسمه حين تحلِف.
    عِتاب خفي لطيف منها – رضي الله عنها – تعتب فيه على زوجها مع ابقائها للمحبة بينهما.
    وكما قال الشاعر:
    اني لأمنحك الصدود و انني
    قسماً اليك مع الصدود أميل
    انها لتضرب لنا أروع المثل في فن اللباقة في حال الغضب و عدم الرضا عن الزوج،فهي تترك التسمية اللفظية فقط،أما قلبها و وجدانها فلم يفارق و لم يترك التعلق بذاته الكريمة مودة و محبة و احتراماً و تقديراً.
    و كذلك عندما أبدى لها احساسه بها و بمشاعرها لم تنس لطفه صلى الله عليه و سلم و تلمسه مشاعرها و معرفة حال الرضا و حال الغضب عندها،فأجابت بكل أدب و محبة:أجلْ،و اللهِ ما أهجر الاّ اسمك.
    فوجدت في حياتها الزوجية كل ما يسعدها في حياتها الزوجية من فرح و سرور‏،و من ابتهاج و حبور‏، ‏و من ممازحات لطيفة‏،و من عبارات رقيقة‏، ‏و من بشارات عظيمة‏،و من معاملة كريمة‏،زادتها قوة في ايمانها و سمواً في سلوكها و شجاعة في النطق بكلمة الحق،و علما نافعا يسمو بأمور دينها و بشؤون دنياها.
    .............
    عدم الأدب في الغضب مدمر للحياة الزوجية.
    و ان مما يدعو للأسى ان كثيراً من الزوجات لا تحسن التعامل عندما تغضب من زوجها فهي لا تهجر اسم زوجها فحسب..بل تهجر خِدمته!و تهجر الحديث معه؟!
    و تهجر النظر اليه،ان أراد الحديث معها!
    يحصل بينهما خِلاف،فيعلم أهل البيت جميعًا بهذا الخلاف!بسبب هذا الهجر(غير الجميل)و الذي يحرِج و يجرح زوجها.
    و تظن أنها بِفعلها هذا تثأر لكرامتها!و تقوّم زوجها!
    وما علمت،أو ما أدركت قوله عليه الصلاة والسلام «ما كان الرِفقُ في شيءٍ الا زانه،و ما نُزِع مِن شيءٍ الا شأنه»
    هذا مطلوب مع سائرِ الناس،فكيف مع الزوج الذي جمعت بينها و بينه المودة و الرحمة و السكنى؟؟ ان اصرار الزوجة على معاقبة زوجها بمثل هذه القسوة،و اشعاره بأنه صاحِب خطأ لا يُغتفرن و ذنب لا يسامح عليه ينفر الزوج مِن المُصالحة و البحث عن الصُلح..
    ثم قد ينفر منها و حينها ستشكو ندامة.
    و كما قيل:
    ان القلوب اذا تنافر وِدها = مِثل الزجاجِ كسرُها لا يُشعبُ
    ............
    دقة عالية في استقراء مزاج الزوجة.
    يجب على كل زوج و زوجة ان يكون عند كل واحد منهما جهاز استشعار عن بعد،و يكون هذا الجهاز مصنوعاً من شدة الاهتمام و الاحساس و الشعور،ليتمكن من خلاله ان يعرف أحوال الرضا و الغضب، و الحزن و الفرح،و الصحة و المرض عند الطرف الآخر.
    فلقد بلغ من دقة عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاعر عائشة رضي الله عنها حتى صار يعلم رضاها و غضبها من مجرد كلامها و حلفها في هذا الحديث.
    قال الحافظ بن حجر (قوله: اني لأعلم اذا كنتِ عني راضية..الخ) يؤخذ منه استقراء الرجل حال المرأة من فعلها و قولها فيما يتعلق بالميل اليه و عدمه.
    أيُّ ملاحظة أرق من هذه الملاحظة؟!
    وأي تودد ألطف من هذا التودد؟!
    انه الخلق النبوي العظيم،يوجهنا معاشر الأزواج أحسن توجيه،و يوجه كذلك الزوجات أفضل توجيه.
    ..............
    نصيحة للزوجات.
    أيتها الزوجات: اننا لا نتصور الأنثى الا ان تكون لبقة في حال الغضب و في حال الرضا، و اللباقة هي الكلمة المناسبة و الفعل الملائم و رد الفعل الذكي،و استخدام آداب التحدث و التعامل و الكياسة و يشمل ذلك الذكاء و الحكمة و الفطنة في التعامل مع الآخرين.
    فاتسمي باللباقة لتستمتعي بدوام العلاقة بينك و بين الآخرين.
    و صدق رسولنا الكريم عندما قال: «ان من البيان لسحراً»8
    و «الكلمة الطيبة صدقة»(9)
    فلقد أعطتنا السيدة عائشة رضي الله عنها درساً في اللباقة و اللطف عند الغضب من الزوج فلقد أجابت جواباً في غاية اللطف في الجواب فقد أخبرت أنها اذا كانت في غاية الغضب الذي يسلب العاقل اختياره لا يغيرها عن كمال المحبة المستغرقة ظاهرها و باطنها الممتزجة بروحها،و انما عبرت عن الترك بالهجران لتدل به على أنها تتألم من هذا الترك الذي لا اختيار فيه.
    ........
    موقع أمهات بلا حدود.
    ........
    هوامش:
    1 - مسلم 2630.
    2 - البخاري 5999 ومسلم 2754.
    3 - البخاري 5626 ومسلم 2528.
    4 - ابن ماجه 2781 قال الألباني: صحيح.
    5 - البخاري في الأدب المفرد ج 1ص15قال الشيخ الألباني: صحيح.
    6 - الأحقاف الآية 15.
    7 - رواه البخاري 4930 ومسلم 2439.
    8 - البخاري 4851.
    9 - البخاري 2827 ومسلم 1009.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 5:58 pm