جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    من منكم يمنحني فتوى بإسم الإسلام أن آكل ابني....فاروق جويدة.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    من منكم يمنحني فتوى بإسم الإسلام أن آكل ابني....فاروق جويدة. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول من منكم يمنحني فتوى بإسم الإسلام أن آكل ابني....فاروق جويدة.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة نوفمبر 26, 2010 11:47 pm

    الحرية لفلسطين...أوقفوا الإحتلال...

    ملعون يا سيف أخي......فاروق جويدة

    لم أكل شيئا
    منذ بداية هذا العام
    والجوع القاتل يأكلني
    يتسلل سما في الأحشاء
    يشطرني في كل الأرجاء
    أرقب أشلائي في صمت
    فأرى الأشلاء بلا أشلاء
    من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
    أن آكل ابني ؟!

    ابني قد مات
    قتلوه أمامي
    قد سقط صريعا
    بين مخالب جوع لا يرحم
    بعد دقائق سوف أموت
    و دماء صغيري شلال
    يتدفق فوق الطرقات
    أعطوني الفرصة كي أنجو
    من شبح الموت
    لا شيء أمامي آكله
    لا شيء سواه
    لا تنزعجوا
    لست بمجنون أو قاتل
    فأنا صليت الفجر و رب الكعبة عشر سنين
    لم أترك فرضا
    و كثيرا ما أقرأ وحدي
    ورد الصوفية كل صباح
    و كثيرا ما يسبح قلبي بين القرآن
    و أنا والله أصوم و يسحرني
    قبس من نور في رمضان
    و أهيم وحيدا
    حين يطل على قلبي نور الرحمن
    وأنا والله أخاف الله
    و أخشى يوما تنكرني فيه قدماي
    أو يسأم جفني من عيني
    و تثور على صمتي شفتاي
    أو يهرب وجهي من وجهي
    وتموت على جفني عيناي
    قد جئت الآن لأسألكم:
    أفتوني باسم الإسلام
    أن آكل ابني .

    إني والله أبوه و أعرف أمه
    أشهد والله بأن امرأتي
    ما كانت يوما زانية
    كي تزني فيه
    ولدي من صلبي أعرفه
    من لون الشعر إلى قدميه
    وجها هو يحمل لوني

    منذ رأيت حقول القمح
    تضيء الفجر على عينيه
    هو يحمل لون الشعر
    و إن كانت أطياف الضوء
    تطارد شبح الليل على رأسي
    هو يحمل أوصاف شبابي
    لكني أشهد أن وليدي
    كان عنيد الحلم فلم يحمل
    في يوم شيء من يأسي

    وهناك على الصدر علامة
    وطن مغتصب و كرامة .
    لم أنجب غيره
    قد عشت أخاف سحابة حزن
    سوف تغلف أيامي .
    قد عشت أسير بأرض الله
    و أجهل خطوة أقدامي
    فلماذا أنجب والدنيا
    وطن مصلوب الجدران
    إني إنسان
    أحمل أوصاف الإنسان

    أتكلم
    أحلم

    أمشي أو أبكي
    أو أكتب شعرا
    حين يطل على عيني وجه الأحزان
    لكني لا أملك وطنا
    لا بيت لدي ولا عنوان
    تلفظني كل الأبواب
    تصفعني كل الأعتاب
    فأنا مكروه مرفوض في كل كتاب
    كل الأبواب أمام العين
    يحاصرها شبح الحراس
    فأنا محسوب بين الناس
    لكني شيء غير الناس .
    أحببت صغيري
    حملته يداي و أسمعني
    أحلى الضحكات
    ولدي قد مات
    أحمله الآن على صدري
    أشلاء ، رفات
    كم كنت أصلي في عينيه
    و يغمرني ضوء الصلوات
    كم كنت أحدق فيه
    فألمح عمري بين يديه
    كم كنت أصلي الفجر
    ويشرق نور الخالق في عينيه
    كم كنت أراه الوطن القادم
    من أشلاء الوطن المهزوم
    كم كنت أراه و أسمعه
    يبكي في الليل
    فأسمع فيه صهيل الخيل
    و ألمح فيه الفرس الجامح
    يتهادى فوق الأسوار
    أراه المارد يخرج
    بين سواد الليل خيوط نهار
    و يقول كلاما أفهمه
    لكني أبدا لا أحكيه
    أعرفتم كيف نقول كلاما في الأعماق
    و نخشى يوما أن نحكيه .
    ولدي من زمن يسكنني
    و أنا من زمن أسكنه

    قد عاش زمانا في صدري
    و الآن تكفنه عيني
    فدعوني آكل من ابني
    كي أنقذ عمري .

    ماذا آكل من ابني ؟
    من أين سأبدأ ؟
    لن أقرب أبدا من عينيه
    عيناه الحد الفاصل
    بين زمان يعرفني
    و زمان أخر ينكرني
    لن أقرب أبدا من شفتيه
    شفتاه نبي مصلوب
    برسالة نور تهديني
    و بريق ضلال يجذبني
    لن أقرب أبدا من قدميه
    قدماه نهاية ترحالي
    في وطن عشت أطارده
    و زمان عاش يطاردني .

    ماذا آكل من ابني
    يا زمن العار
    تكتب أشعارا في الفقراء
    و في البسطاء
    و حق الثورة و الثوار
    تتشدق عن زمن الصاروخ
    و عصر العلم
    و سوق البورصة و الدينار
    تتباكى عن حق الإنسان
    شذوذ الجنس و مرضى الإيدز
    و حق الشورى و الأحرار
    تكفر بالله
    تبيع الأرض تبيع العرض
    و تسجد جهرا للدولار
    لم آكل شيئا من ابني يا زمن العار
    سأظل أقاوم هذا العفن
    لآخر نبض في عمري
    سأموت الآن
    لينبت مليون وليد
    وسط الأكفان على قبري
    و سأرسم في كل صباح
    وطنا مذبوحا في صدري .

    حاربت كثيرا أعدائي
    لم أهزم منهم
    حاربني ظلي
    حاربني سيفي يا للعار
    تسلل في ظلمة ليل
    كي يسكن جنبي
    حاربني قلبي
    كيف الشريان تنكر يوما خادعني
    وغدا سكينا في قلبي
    فأخي في الله و باسم الدين
    و باسم محمد

    يقتلني في غرفة نومي
    ابني قد مات بسيف أخي
    و غداً سأموت بسيف أخي
    ملعون يا سيف أخي
    في كل كتاب
    في التوراة
    و في الإنجيل
    و في القرآن
    ملعون يا سيف أخي
    في كل زمان
    ملعون يا عار أخي
    خوفا من صدر المحكومين
    و بطشا من أيدي الحكام
    ملعون يا سيف أخي
    ماذا أبقيت من الدنيا
    و عيون صغيري بعض حطام
    رحم موبوء جمعنا
    خانتنا كل الأرحام
    ما أنت أخي...
    قد جئت سفاحا يا ملعون و ابن حرام
    ملعون يا وجه أخي
    فدمي يتحلل في الأنقاض
    و بين الموتى و الأيتام
    ملعون يا سيف أخي
    سيف يتعبد للسفهاء
    و يسحقنا تحت الأقدام
    من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
    أن أقتل يوما جلادي؟

    و أحطم كل الأصنام.

    من روائع فاروق جويدة.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 5:57 pm