إلـى أُمّـيْ...ابراهيم طيار
أُمّي كَبُرتُ وظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني
كأنَّه البَعضُ مِنْ روحي ومِنْ بَدني
أحسُّهُ فيَّ فيْ صَمتي وفي صَخبي
وفي سُروري وأحزاني وفي شَجني
أغفو فيغفو معي بالهَمْسِ مُرتجِلاً
صدى حَكاياكِ قبلَ النَّومِ في أذُني
يَزورني في الرؤى طيفاً فأحضُنهُ
بكلِّ ما فيَّ مِنْ شَوقٍ و يَحضُنني
يَبكي مَعـي حينما أبكي على زمنٍ
دَفنتهُ تحتَ أنقاضٍ مِـنَ الزَّمنِ
******
يلومُني فيكِ يـا أُمّـي فأعذرهُ
على المـَلامةِ لـكنْ ليـسَ يَعذرني
عَيناهُ بحرانِ مِـنْ شكٍّ ومِـنْ قلقٍ
ودَمعُ عينيهِ مـثلَ الـمَوجِ يُغرِقني
وصوتـهُ سابـحٌ حولي ككوكبةٍ
مـِنَ المَحاذيرِ تَنهاني و تأمـرني
يلومني فيكِ يا أُمّـي وليس مـعي
عذرٌ سوى أنَّ أوجـاعي تُمزِّقني
سَفحتُ في كـفِّهِ دَمعي ليسأَلهُ
عَـنِ الإجابةِ لـكنْ ظـلَّ يَسألني
لِما كَبُرتَ..؟ أنا..! هُمْ كلُّهمْ كـَبُروا
فمَنْ يُحاسِبهمْ أو مَـنْ يُحاسِبني
كُنَّا ندور مَعاً في خيطِ سُبْحتِها
مِنْ أوِّلِ الصَّحوِ حتَّى آخرِ الوَسنِ
ثمَّ انفرطنا و مَـا زالـتْ أصابِعُها
تُقبِّلُ الخيطَ في شَوقٍ و في شَجنِ
هـي السِّنينُ الَّتي تمحو مَلامحنا
يا للقبيحِ الَّذي يأتي على الحَسَنِ
كَبُرتُ حقَّاً..! أرى وجهي فأُنكرُهُ
وحينَ أسألهُ : مَـنْ أنتَ؟ يُنكِرُني
كَبُرتُ حقَّا..! وأظفارُ الأسى حَـفرتْ
في سَحنتي ألفَ تذكارٍ مـِنَ المِحَنِ
كَبُرتُ حقَّا..! وشابتْ فيَّ ذاكرتي
حـتَّى صَحا الطِّفلُ في روحي فذكَّرَني
******
أمَّي أضعتُ طريقَ البيتِ في طُـرقٍ
تلتفُّ مـثل الأفاعي داخلَ المُدُنِ
أعْدو وراءَ أمـانٍ لا مكانَ لـهُ
ومِـنْ ورائي أشباحي تُطارِدُني
أبكي عَـليَّ فـلا يبكي مَـعي أحدٌ
في غُربتي أو يواسيني و يَسمعني
هذي بـلادٌ بـلا قلبٍ قَتلْتُ لها
قلبي الَّذي كـادَ بالأحزانِ يَقتلُني
رميتهُ عندَ رِجليها فمـا رضيَتْ
وبعتها كلَّ أحلامي بـلا ثمنِ
هذي البلادُ المَنافي لستُ أعرِفُها
ولمْ تكنْ قَـطُّ يا أمَّاهُ تَعرِفني
*******
أُمّي و أُمّي و أُمّي كـيفَ أعزفـها
على فَـمي نَغماً في السِّرِ و العَـلنِ
هَلْ تَسمعينَ دَمي يَهتزُّ في جَـسدي
مِـنْ وَقعِها حينما تهتزُّ في أُذني
إنِّـي أعـودُ إليكَ اليومَ مُنكسِراً
أحـبو إلـيكِ وأشواقي تُسابقني
عصيتُ قلبي سنيناً في رضـاكِ فهلْ
جنَّاتُ عَـدْنٍ علـى كفَّيكِ تقبلني
مُدِّي يديكِ أنا أطفو على ألمٍ
كالبَحرِ يَلفظني حيناً ويَبلعني
مُدَّي دَعاءكِ عندَ الفَجرِ أشرعةً
بَيضاءَ يرفعها شَوقي على سُفني
مُدِّي وشاحكِ شطآناً ألـوذ بها
مِنْ غربتي عنكِ يا داري و يا وطني
مُدِّي إليَّ ولو نعشاً ولو كفناً
يا مَنْ تمنَّيتُ لو منديلها كَفَني
و عانقيني أنـا روحٌ بـلا جسـدٍ
و أنتِ آخـرُ فِردوسٍ يُعانـقني
18 – 6 - 2009
أُمّي كَبُرتُ وظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني
كأنَّه البَعضُ مِنْ روحي ومِنْ بَدني
أحسُّهُ فيَّ فيْ صَمتي وفي صَخبي
وفي سُروري وأحزاني وفي شَجني
أغفو فيغفو معي بالهَمْسِ مُرتجِلاً
صدى حَكاياكِ قبلَ النَّومِ في أذُني
يَزورني في الرؤى طيفاً فأحضُنهُ
بكلِّ ما فيَّ مِنْ شَوقٍ و يَحضُنني
يَبكي مَعـي حينما أبكي على زمنٍ
دَفنتهُ تحتَ أنقاضٍ مِـنَ الزَّمنِ
******
يلومُني فيكِ يـا أُمّـي فأعذرهُ
على المـَلامةِ لـكنْ ليـسَ يَعذرني
عَيناهُ بحرانِ مِـنْ شكٍّ ومِـنْ قلقٍ
ودَمعُ عينيهِ مـثلَ الـمَوجِ يُغرِقني
وصوتـهُ سابـحٌ حولي ككوكبةٍ
مـِنَ المَحاذيرِ تَنهاني و تأمـرني
يلومني فيكِ يا أُمّـي وليس مـعي
عذرٌ سوى أنَّ أوجـاعي تُمزِّقني
سَفحتُ في كـفِّهِ دَمعي ليسأَلهُ
عَـنِ الإجابةِ لـكنْ ظـلَّ يَسألني
لِما كَبُرتَ..؟ أنا..! هُمْ كلُّهمْ كـَبُروا
فمَنْ يُحاسِبهمْ أو مَـنْ يُحاسِبني
كُنَّا ندور مَعاً في خيطِ سُبْحتِها
مِنْ أوِّلِ الصَّحوِ حتَّى آخرِ الوَسنِ
ثمَّ انفرطنا و مَـا زالـتْ أصابِعُها
تُقبِّلُ الخيطَ في شَوقٍ و في شَجنِ
هـي السِّنينُ الَّتي تمحو مَلامحنا
يا للقبيحِ الَّذي يأتي على الحَسَنِ
كَبُرتُ حقَّاً..! أرى وجهي فأُنكرُهُ
وحينَ أسألهُ : مَـنْ أنتَ؟ يُنكِرُني
كَبُرتُ حقَّا..! وأظفارُ الأسى حَـفرتْ
في سَحنتي ألفَ تذكارٍ مـِنَ المِحَنِ
كَبُرتُ حقَّا..! وشابتْ فيَّ ذاكرتي
حـتَّى صَحا الطِّفلُ في روحي فذكَّرَني
******
أمَّي أضعتُ طريقَ البيتِ في طُـرقٍ
تلتفُّ مـثل الأفاعي داخلَ المُدُنِ
أعْدو وراءَ أمـانٍ لا مكانَ لـهُ
ومِـنْ ورائي أشباحي تُطارِدُني
أبكي عَـليَّ فـلا يبكي مَـعي أحدٌ
في غُربتي أو يواسيني و يَسمعني
هذي بـلادٌ بـلا قلبٍ قَتلْتُ لها
قلبي الَّذي كـادَ بالأحزانِ يَقتلُني
رميتهُ عندَ رِجليها فمـا رضيَتْ
وبعتها كلَّ أحلامي بـلا ثمنِ
هذي البلادُ المَنافي لستُ أعرِفُها
ولمْ تكنْ قَـطُّ يا أمَّاهُ تَعرِفني
*******
أُمّي و أُمّي و أُمّي كـيفَ أعزفـها
على فَـمي نَغماً في السِّرِ و العَـلنِ
هَلْ تَسمعينَ دَمي يَهتزُّ في جَـسدي
مِـنْ وَقعِها حينما تهتزُّ في أُذني
إنِّـي أعـودُ إليكَ اليومَ مُنكسِراً
أحـبو إلـيكِ وأشواقي تُسابقني
عصيتُ قلبي سنيناً في رضـاكِ فهلْ
جنَّاتُ عَـدْنٍ علـى كفَّيكِ تقبلني
مُدِّي يديكِ أنا أطفو على ألمٍ
كالبَحرِ يَلفظني حيناً ويَبلعني
مُدَّي دَعاءكِ عندَ الفَجرِ أشرعةً
بَيضاءَ يرفعها شَوقي على سُفني
مُدِّي وشاحكِ شطآناً ألـوذ بها
مِنْ غربتي عنكِ يا داري و يا وطني
مُدِّي إليَّ ولو نعشاً ولو كفناً
يا مَنْ تمنَّيتُ لو منديلها كَفَني
و عانقيني أنـا روحٌ بـلا جسـدٍ
و أنتِ آخـرُ فِردوسٍ يُعانـقني
18 – 6 - 2009