فاروق جويدة
أبحث عن شيء يؤنسني
ديوان: كانت لنا أوطان
في هذا الزمن المجنون
أبحث أحيانا عن نفسي
كى أهرب من ظلمة يأسي
أمضي كالطيف فألقاها
تقترب قليلا .. أعرفها
يختلط العمر فلا أدري
هل أحيا يومي .. أو أمسي
نتبادل كالغرباء تحية صبح .. نتناجى
تسقيني أسكر
ثم أدور وأعطيها كأسي
تتسرب في قلبي ....عقلي
وتغوص بجسدي
يتصاعد صوتي حين أراها
ثم تغيب
فيطويني صمتي....كصراخ الخرس
نتلاشى في الأرض حيارى
فأراها موتى أحيانا
وأراها في يوم .. عرسي
ننشطر بعرض الكون
فنصبح ذرات كشعاع الشمس ..
نفترق ونمضي أغرابا .. ببلاد الله
وتحملنا دوامة بؤسي..
نشتاق ليوم يجمعنا .. لأعود لنفسي ..
في هذا الزمن المجنون
أبحث أحيانا عن نفسي في باقة زهر ..
ألمحها ضوءا يتهادى في طلعة بدر ..
تصرخ في ألم كالعصفور بلدغة قهر ..
فأرى الأيام على صدري كتلال الجمر ..
أبحث عن نفسي في الطرقات ..
وعند الباعة .. خلف النهر ..
تسري أحيانا فوق الموج ..
وبين الأحياء الموتى .. كطيور الفجر ..
تتوارى نفسي في خجل .. كسنين العمر ..
فأدور أدور أحاصرها ..
فأراها تسكن في العينين .. قصيدة شعر ..
في هذا الزمن المجنون ..
مازلت أخاف من الأشياء .. أبحث عن شيء يؤنسني ..
قلمي يتمرد في غضب .. يصبح سجانا يصفعني ..
دفتر أوراقي أحيانا .. يبدو سكينا في عيني ..
والعمر الظالم أتبعه .. والقدر الطائش يتبعني ..
نبضات القلب تعاندني .. أحيانا تخفت .. تهرب .. تصمت ..
ثم تعود وتسألني .. أتريد حياتك بعد اليوم ؟
هموم زمانك تؤلمني ..
ليتك في يوم .. تسمعني ..
في هذا الزمن المجنون ..
لا أفتح بابي للغرباء .. لا أعرف أحدا ..
فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني ..
أو ظلمة ليل .. أو سجان ..
فالدنيا حولي أبواب .. لكن السجن بلا قضبان ..
والخوف الحائر في العينين ..
يثور ويقتحم الجدران ..
والحلم مليك مطرود ..
لاجاه لديه ولا سلطان ..
سجنوه زمانا في قفص ..
سرقوا الأوسمة مع التيجان ..
وانتشروا مثل الفئران ..
أكلوا شطآن النهر .. وغاصوا في دم الأغصان ..
صلبوا أجنحة الطير ..
وباعوا الموتى والأكفان ..
قطعوا أوردة العدل .. ونصبوا سركا للطغيان ..
في هذا الزمن المجنون ..
إما أن تغدو دجالا..
أو تصبح بئرا من أحزان ..
لاتفتح بابك للفئران ..
كي يبقى فيك الإنسان
في هذا الزمن المجنون ..
كثيرا ما ألمح نفسي فوق الأوراق
فأراها تبكي خلف العين ..
وتصرخ في الأحداق ..
وأراها في صدري حلما ..
يتكسر مني في الأعماق ..
قد كنت أراها حين أحب ..
وحين أضيع .. وحين أموت من الأشواق ..
قلبي عاندني زمنا ..
ماعاد يحب .. ولا يشتاق ..
الناس تقول بأن الموت نهاية عمر ..
وأنا لا أخشى طعم الموت ..
ولا أخشى اشباح القبر ..
لكني أكره كالعصفور سجون القهر ..
أكره أن أغدو أمواجا يشطرها الصخر ..
ما أجمل أن تبقى مطرا ..
وسحابا يسري فوق البحر ..
في هذا الزمن المجنون ..
حين أطل على عمري ..
لايبقى شيء من نفسي غير التذكار ..
تتوارد بين العين هموم العمر ..
وصرخة فجر يخنقها ليل جبار ..
فالعمر الجامح يتحدى كل الأسوار ..
يعبر آلاف الممنوعات ..
ويرفض أن يغدو شبحا .. وظلال غبار ..
يرفض أن يصبح دجالا ..
أو لصا .. في سوق التجار ..
نفسي أعرفها .. إن سقطت ..
ستعود وتبني أجنحة ..
وتحلق بين الأشجار ..
إن ماتت يوما ..
سوف تحطم صمت القبر .. وتهدم حولي كل جدار ..
إن ركعت قهرا .. لن ترضى ..
ستقوم وتهدر كالإعصار ..
وتحت الماء .. ولو قطعوا كل الأوتار ..
فالشمس إذا سقطت يوما ..
ستعود وتنجب .. ألف نهار ..
أبحث عن شيء يؤنسني
ديوان: كانت لنا أوطان
في هذا الزمن المجنون
أبحث أحيانا عن نفسي
كى أهرب من ظلمة يأسي
أمضي كالطيف فألقاها
تقترب قليلا .. أعرفها
يختلط العمر فلا أدري
هل أحيا يومي .. أو أمسي
نتبادل كالغرباء تحية صبح .. نتناجى
تسقيني أسكر
ثم أدور وأعطيها كأسي
تتسرب في قلبي ....عقلي
وتغوص بجسدي
يتصاعد صوتي حين أراها
ثم تغيب
فيطويني صمتي....كصراخ الخرس
نتلاشى في الأرض حيارى
فأراها موتى أحيانا
وأراها في يوم .. عرسي
ننشطر بعرض الكون
فنصبح ذرات كشعاع الشمس ..
نفترق ونمضي أغرابا .. ببلاد الله
وتحملنا دوامة بؤسي..
نشتاق ليوم يجمعنا .. لأعود لنفسي ..
في هذا الزمن المجنون
أبحث أحيانا عن نفسي في باقة زهر ..
ألمحها ضوءا يتهادى في طلعة بدر ..
تصرخ في ألم كالعصفور بلدغة قهر ..
فأرى الأيام على صدري كتلال الجمر ..
أبحث عن نفسي في الطرقات ..
وعند الباعة .. خلف النهر ..
تسري أحيانا فوق الموج ..
وبين الأحياء الموتى .. كطيور الفجر ..
تتوارى نفسي في خجل .. كسنين العمر ..
فأدور أدور أحاصرها ..
فأراها تسكن في العينين .. قصيدة شعر ..
في هذا الزمن المجنون ..
مازلت أخاف من الأشياء .. أبحث عن شيء يؤنسني ..
قلمي يتمرد في غضب .. يصبح سجانا يصفعني ..
دفتر أوراقي أحيانا .. يبدو سكينا في عيني ..
والعمر الظالم أتبعه .. والقدر الطائش يتبعني ..
نبضات القلب تعاندني .. أحيانا تخفت .. تهرب .. تصمت ..
ثم تعود وتسألني .. أتريد حياتك بعد اليوم ؟
هموم زمانك تؤلمني ..
ليتك في يوم .. تسمعني ..
في هذا الزمن المجنون ..
لا أفتح بابي للغرباء .. لا أعرف أحدا ..
فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني ..
أو ظلمة ليل .. أو سجان ..
فالدنيا حولي أبواب .. لكن السجن بلا قضبان ..
والخوف الحائر في العينين ..
يثور ويقتحم الجدران ..
والحلم مليك مطرود ..
لاجاه لديه ولا سلطان ..
سجنوه زمانا في قفص ..
سرقوا الأوسمة مع التيجان ..
وانتشروا مثل الفئران ..
أكلوا شطآن النهر .. وغاصوا في دم الأغصان ..
صلبوا أجنحة الطير ..
وباعوا الموتى والأكفان ..
قطعوا أوردة العدل .. ونصبوا سركا للطغيان ..
في هذا الزمن المجنون ..
إما أن تغدو دجالا..
أو تصبح بئرا من أحزان ..
لاتفتح بابك للفئران ..
كي يبقى فيك الإنسان
في هذا الزمن المجنون ..
كثيرا ما ألمح نفسي فوق الأوراق
فأراها تبكي خلف العين ..
وتصرخ في الأحداق ..
وأراها في صدري حلما ..
يتكسر مني في الأعماق ..
قد كنت أراها حين أحب ..
وحين أضيع .. وحين أموت من الأشواق ..
قلبي عاندني زمنا ..
ماعاد يحب .. ولا يشتاق ..
الناس تقول بأن الموت نهاية عمر ..
وأنا لا أخشى طعم الموت ..
ولا أخشى اشباح القبر ..
لكني أكره كالعصفور سجون القهر ..
أكره أن أغدو أمواجا يشطرها الصخر ..
ما أجمل أن تبقى مطرا ..
وسحابا يسري فوق البحر ..
في هذا الزمن المجنون ..
حين أطل على عمري ..
لايبقى شيء من نفسي غير التذكار ..
تتوارد بين العين هموم العمر ..
وصرخة فجر يخنقها ليل جبار ..
فالعمر الجامح يتحدى كل الأسوار ..
يعبر آلاف الممنوعات ..
ويرفض أن يغدو شبحا .. وظلال غبار ..
يرفض أن يصبح دجالا ..
أو لصا .. في سوق التجار ..
نفسي أعرفها .. إن سقطت ..
ستعود وتبني أجنحة ..
وتحلق بين الأشجار ..
إن ماتت يوما ..
سوف تحطم صمت القبر .. وتهدم حولي كل جدار ..
إن ركعت قهرا .. لن ترضى ..
ستقوم وتهدر كالإعصار ..
- إن خنقوا صوتي .. سوف أغني فوق الريح ..
وتحت الماء .. ولو قطعوا كل الأوتار ..
فالشمس إذا سقطت يوما ..
ستعود وتنجب .. ألف نهار ..