الإحساس بالزمن.
* د. سعود هلال الحربي.
..............
يقول أبو صخر الهذلي في رائيته الشهيرة:
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها **** ولما انقضى ما بيننا سكن الدهر.
تصوير جميل يعبر عن إحساس الإنسان بالزمن، فنحن في هذه الحياة نعيش بحسب عمر زمني قدره الله تعالى، ومن خلاله تتجسد علاقتنا بالوجود وكل ما يحويه، ونمر بلحظات فرح وحزن وألم تبعاً لظروفنا التي نعيشها، ونختلف نحن البشر بإحساسنا بالزمن، فهناك من يشعر به دائماً ويحسب حسابه لذلك فهو دائم التفكير به، ويجعل مسيرة حياته وفق فهمه للزمن ويشكل يومه بما يحتاجه ويراه، وبذلك فشعوره بسرعة الزمن حاضر في ذهنه يحركه ويدفعه للحياة بفهمه الخاص، وسوف ينعكس ذلك على نظرته للحياة بين التفاؤل والتشاؤم حسب خبراته النفسية والعقلية.
من جانب آخر نجد هناك من لا يشعر بالزمن وسرعته، فيعيش حالة ركود وطمأنينة وعندما يكتشف ذلك يصاب بصدمة قلق الوجود، الذي ينشأ عن الإحساس المتأخر بالزمن ومن ثمّ يحاول أن يتفهم واقعه ويسيطر على مجريات حياته، وقد ينجح في ذلك ويستعيد قدرته الذهنية والنفسية التي ضاعت بسبب قلق الإكتشاف المتأخر، قد يفشل لأن صحوته جاءت متأخرة، لذا فمظاهر القلق وعدم التوافق تظهر على سلوكه اليومي أو حتى من خلال منطلقاته الفكرية.
إذا كنّا نريد أن نشعر بالوجود لابدّ وأن نكتشف الزمن باكرا ونحاول أن نشكل لنا فهماً خاصاً به وعلاقة وثيقة تقوم على إدراكنا لرحلة العمر التي نعيشها، وإنّها مهما طالت فهي قصيرة، وعلينا أن نتكيف مع كل مرحلة نمر بها بعيداً عن الإحساس الغامض بأننا نريد البقاء في بعض المراحل العمرية، فلا دائم إلا الله سبحانه وتعالى.
المصدر: كتاب العيش في الحقيقة (مقالات في الفكر والثقافة).
.......
موقع البلاغ
* د. سعود هلال الحربي.
..............
يقول أبو صخر الهذلي في رائيته الشهيرة:
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها **** ولما انقضى ما بيننا سكن الدهر.
تصوير جميل يعبر عن إحساس الإنسان بالزمن، فنحن في هذه الحياة نعيش بحسب عمر زمني قدره الله تعالى، ومن خلاله تتجسد علاقتنا بالوجود وكل ما يحويه، ونمر بلحظات فرح وحزن وألم تبعاً لظروفنا التي نعيشها، ونختلف نحن البشر بإحساسنا بالزمن، فهناك من يشعر به دائماً ويحسب حسابه لذلك فهو دائم التفكير به، ويجعل مسيرة حياته وفق فهمه للزمن ويشكل يومه بما يحتاجه ويراه، وبذلك فشعوره بسرعة الزمن حاضر في ذهنه يحركه ويدفعه للحياة بفهمه الخاص، وسوف ينعكس ذلك على نظرته للحياة بين التفاؤل والتشاؤم حسب خبراته النفسية والعقلية.
من جانب آخر نجد هناك من لا يشعر بالزمن وسرعته، فيعيش حالة ركود وطمأنينة وعندما يكتشف ذلك يصاب بصدمة قلق الوجود، الذي ينشأ عن الإحساس المتأخر بالزمن ومن ثمّ يحاول أن يتفهم واقعه ويسيطر على مجريات حياته، وقد ينجح في ذلك ويستعيد قدرته الذهنية والنفسية التي ضاعت بسبب قلق الإكتشاف المتأخر، قد يفشل لأن صحوته جاءت متأخرة، لذا فمظاهر القلق وعدم التوافق تظهر على سلوكه اليومي أو حتى من خلال منطلقاته الفكرية.
إذا كنّا نريد أن نشعر بالوجود لابدّ وأن نكتشف الزمن باكرا ونحاول أن نشكل لنا فهماً خاصاً به وعلاقة وثيقة تقوم على إدراكنا لرحلة العمر التي نعيشها، وإنّها مهما طالت فهي قصيرة، وعلينا أن نتكيف مع كل مرحلة نمر بها بعيداً عن الإحساس الغامض بأننا نريد البقاء في بعض المراحل العمرية، فلا دائم إلا الله سبحانه وتعالى.
المصدر: كتاب العيش في الحقيقة (مقالات في الفكر والثقافة).
.......
موقع البلاغ