البعض يلعنه..و آخرون ينتظرونه.
الحظ..صدفة أم نحن من يصنعه؟
........
* تحقيق: سهى هشام الصوفي.
موقع البلاغ.
........
هل يقف الحظ على عتبات أبوابنا ينتظر مناسبة للدخول؟ أم أن علينا أن نفتح الباب بأنفسنا لنمسك به بأيدينا و نحكم قبضتنا عليه؟ هل يكون خطاً سعيداً أم عاثراً؟
تلك هي المسألة..فكيف ينظر إليه الناس؟
........
- اجتهاد:
يعتبر عبدالكريم حيدر، أن "فرصة العمر لا تأخذ شكل الفرصة الحقيقية،إلا إذا امتلك الواحد فينا موهبة اقتناصها.و من هنا علينا أن نحدد معايير الإقتناص حتى نتعلم كيفية الإفادة من الفرص التي تمر أمامنا".
الحظ في حياة عبدالكريم لم يأته بشكل مفاجئ "عرفت منذ البداية مفاتيح النجاح في عصر يضع الكمبيوتر في قائمة أولوياته،فدرسته و تخصصت فيه،لأحصل بعد ذلك على فرصة عمل ممتازة،تتناسب مع متطلبات الزمن الحالي".و يضيف: "الحظ هو عبارة عن تخطيط ناجح لمستقبل لن يهبنا ما نريد إلا إذا عرفنا كيف نهيئ له جيِّداً،و ما عبارة "حظي قليل" إلا شكل من أشكال التأفف و التذمر من عجز المرء عن قيادة حياته بالطريقة المناسبة".
أما في ما يتعلق بالحظ في الزواج،فيقول: "من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البشر،ندب حظهم في الزواج،بعد أن يكونوا بمعظمهم قد اختاروا شريك العمر بإرادتهم الخالصة"،معتبراً أن "الزواج الفاشل ليس حظاً عاثراً كما يتوهم البعض".
السعادة في الزواج و العمل و العلاقات الإنسانية،هي المعايير التي يستند إليها كريس لوغ (أميركي الجنسية) في سياق حديثه عن الحظ،معتبراً أنّ "الزواج الناجح يأتي في المرتبة الأولى في سلم الحظ".مع ذلك،لا يلقي كريس المسألة برمتها على كلمة فرصة،ففي رأيه،"هناك معطيات أهم من اغتنام فرصة أو تفويتها في ما يتعلق بالزواج،كحسن الإختيار و دراسة القرار قبل الإقدام عليه،و ذلك بخلاف الوظيفة التي قد تجعلنا نجد أنفسنا في مرتبة لم نحلم يوماً بالوصول إليها".
و عما إذا كان يعتبر نفسه محظوظاً يقول: "أنا رجل سعيد مع زوجتي،و ناجح في عملي،و محبوب من قِبَل أصدقائي.فهل هناك أحد محظوظ أكثر مني في هذا العالم؟".
يصر كريس على الفصل بين بعض النقاط المتعلقة بمعيار الحظ عنده،فبالنسبة إليه "زوجتي هي صديقتي التي تفهمني قبل أن أنطق بكلمة واحدة،و هذا كافٍ لجعلي من أسعد الأزواج حظاً،إنها شريكة العمر و الروح،و حين أطلع على علاقات الآخرين الزوجية أشعر بقيمة المرأة التي تشاركني حياتي".
أمّا في ما يتعلق بطبيعة عمله كإستشاري في المجال العقاري،فيعتقد كريس أنّه رجل ناجح،و يقول في هذا السياق: "قدرتي على إثبات وجهة نظري و إقناع الآخرين بها هي موهبة من عند الله،تعكس حجم حظي و مهاراتي في المجال الذي أعمل فيه".
.......
- القناعة:
يأخذ الحظ بُعداً مختلفاً عند غرام أحمد،يتجلّى ذلك في القناعة،التي تصفها بأنّها "روح الحظ و معناه الحقيقي"،لافتة الإنتباه إلى أنّ "المحظوظ فينا هو الشخص الذي يشعر بأنّه راضٍ عن حياته،و المقتنع بما يملكه مهما كان متواضعاً،و يكفي أنّ نعرف أنّ السعادة الحقيقية تكمن في الرضا عن الذات، لنعرف قيمة القناعة في حياتنا".
و إذ تعدد غرام المعطيات التي تجعل منها امرأة محظوظة،تقول: "أولاً أنا من بيت كريم و لم يبخل أهلي عليَّ منذ طفولتي،لذا تعلمت و درست في الجامعة التي أريدها.و لم يقصّر أهلي في واجباتهم تجاهي بشيء،ما جعلني أشعر بالإكتفاء،و هذا كاف للقول إني امرأة محظوظة منذ نعومة أظفاري".
و تستحضر غرام فرصة العمر التي التقطتها ذات يوم،كاشفة أنّها كانت في مرحلة الخطبة مع أحد الشبان عندما تقدم لطلبها شاب آخر،"منحني إحساساً غريباً من اللحظة الأولى،ترجمته على أنّه إشارة من الله،ففسخت خطبتي و قررت المضي في الإرتباط مع الفارس الجديد،الذي كان بحق فاتحة السعادة في حياتي حتى هذه اللحظة".
تؤكد غرام أن "اغتنام الفرص يلزمه قلب شجاع و قوة في التصميم و الإرادة"،مشيرة إلى أنّها لو لم تمتلك تلك القدرة ذات يوم "لَمَ كنت اليوم زوجة لرجل منحني السعادة منذ اليوم الأوّل لإرتباطنا".
بدوره،و في إطار الكلام عن القناعة،يعتبر علاء البشتلي أنّ "القناعة هي الركيزة الأساسية في موضوع الحظ"،لافتاً الإنتباه إلى أنّ "الإصرار على المقارنة بالآخرين هي عدو الحظ،فحين نقارن وضعنا المادي و الإجتماعي و العائلي بغيرنا،نصل إلى طريق مسدود".
و يضيف: "تلك المقارنات التي نجريها تسلبنا الإحساس بالطمأنينة،فننظر إلى حالنا باكين شاكين، أننا كنا نستحق أفضل من هذا المصير،و لم نحقق ذلك بسبب الحظ العاثر".
و يرى علاء أنّه في هذه الحال "لن نرى الحظ بصورته الحقيقية،لأننا لم نقدر ما أعطانا الله من نعم.
في حين سيرى مَن يعيش بقناعة أنّ الحياة من حوله جميلة و سيكتشف أنّ الحظ في حياته في أعلى مستوياته،و ذلك لمجرد أنّه راضٍ عن نفسه و مقتنع بما عنده".
..........
- حكمة و تروٍّ:
لا تؤمن عائشة النجار بأنّ الحظ "يأتي على طبق من فضة"،ففي رأيها،"نحن مَن نخلق حظوظنا و نصنعها،و الحظ ليس هبة بل مهارة و تصميم و خطة محكمة من كل الجهات".
بالنسبة إلى عائشة،فإن "تمضية الوقت في إنتظار فرصة العمر في حياتنا،تقتل فينا الرغبة في البحث و التقصي و الجهد من أجل الوصول إلى ما نريده،لا بل إنّها حالة من التخاذل و التراخي و الكسل،فالسماء لا تمطر ذهباً،و الحظ لا يأتي سائراً على قدمين".
تجد عائشة في التمهل "بوصلة الحظ،التي لا يمكن لها ان تخطئ في حقنا"،معتبرة أن "مَن يتمهل لا يقع ضحية خيارات خاطئة،و لا يجد نفسه عالقاً في سوء طالع من الصعب النجاة منه".و تضيف: "لذلك أنا أجتهد لأكون إنسانة متأنية،خصوصاً في ما يتعلق بخياراتي،كما أني حذرة جدّاً في إتّخاذ قراراتي المصيرية".
..........
- حظ باسم:
للحظ في حياة مارلين (هندية) حكاية غريبة،حيث يوحي كلامها بأنّه لا يفارقها،ذلك أنّها لا تشترك في جائزة أو مسابقة إلا و تكسبها،"و لا أسحب ورقة يانصيب إلا و تكون الجائزة من نصيبي".
هذه العلاقة الخاصة بين مارلين و الحظ،تمنحها إحساساً بالثقة على حد قولها،"جميل أن يشعر الإنسان بأنّه محظوظ في ما يتعلّق بالزواج و المال و الأبناء،فتلك نعم من الله لا تقدر بثمن،خاصة حين نرى مصائب الآخرين".
تنظر مارلين إلى الحظ كـ"فول باكيج"،أي حزمة واحدة،بمعنى أنّها تعتبر أنّه "لا يمكن للمرأة الناجحة في عملها أن تكون محظوظة إن كان زواجها تعيساً،و العكس تماماً".
فالحظ في رأيها "يجب أن يكون في البيت و الوظيفة و الأبناء،إنّه كلٌّ لا يتجزأ و لا ينفصل،إما أن نكون في الجانب الأبيض أو الأسود".
........
- سنة الحظ:
لم يكد العام يفتح أبوابه،حتى بدأت تباشير الحظ الجيِّد تلوح في حياة محمد إبراهيم صباح،الذي بدأ يحصد ثمار تعبه و جهده منذ الشهر الأوّل لهذا العام "الحظ في حياتنا كموسم الحصاد،حيث نحصل دفعة واحدة على كل ما كنا نصبو إليه".
على الرغم مما تقدم،فإنّ الجهد وحده "لا يكفي لحصاد الحظ" بالنسبة إلى محمد "فلولا الصبر و احتراف الإنتظار،لما عرفنا أبجدية الحظ التي تبدأ بكلمة نجاح".
يرى محمد في النجاح المهني "معيار الحظ الحقيقي".و في رأيه فإن هذا النجاح "و الذي يجعلنا نصف أنفسنا بالمحظوظين،فمهما كان الرجل سعيداً في علاقة عاطفية ما،لن يصل إلى درجة الرضا عن نفسه ما لم يكن ناجحاً في حياته المهنية".
أمّا في ما يتعلق بفرصة العمل،فهي "تأتي في حياتنا أكثر من مرّة"،في نظر محمّد،الذي يعتبر أنّ "السماء لا تبخل علينا بالفرص،لكن نحن مَن نبخل بقدراتنا حين تمر هذه الفرص أمامنا و لا نمسك بها".
أمّا سر اقتناص فرصة العمر فيكمن،في رأيه،في كلمات ثلاث: "الجرأة،الذكاء و المغامرة".
.......
- الحظ يستوجب الإجتهاد:
* د.محمود فاضل
- هل نصنع بأنفسنا؟أم أنّه يأتينا على شكل قدر حيناً أو صُدفة عابرة حيناً آخر؟
لا ينكر الدكتور محمود فاضل (طبيب نفسي)،وجود الحظ،لكنّه يؤكد أنّه "ليس عملية سلبية خاضعة للترقُّب و الإنتظار"،فالحظ حسب وصفه: "عملية إيجابية فاعلة،تستوجب العمل و المبادرة و الإجتهاد ليكون صاحبها إنساناً محظوظاً".
و يشير الدكتور فاضل إلى أن "إيماناً بالحظ،هو تعويل على المستقبل و توقُّع أشياء،إمّا أن تكون سلبية أو إيجابية،و إن كانت آلية توقع أنّ الأشياء الإيجابية تعطي مؤشرات مختلفة عن توقُّع الأشياء السلبية".
و يتحدث عن أهمية الوقوف عند كمية التعويل الذاتي على الحظ،كإشارة إلى نوعية الشخصية التي تمارس ذلك التعويل،لافتاً إلى أنّه ليس هناك من ضررٍ ينتج عن التعويل بالمعقول و المحدود على المستقبل،بشقّيه الإيجابي و السلبي من الناحية النفسية.
مفسراً ذلك بالقول،أنّ "الإنسان لا يُدرك ما يخفيه القدر،لهذا نجد أنّ إنشغال البال بقدر مُعيَّن، ظاهرة صحية و طبيعية،قد تحمل نوعاً من التشاؤم و الحذر حيناً،و نوعاً من التفاؤل و التوقُّع حيناً آخر".
في المقابل،يعكس التعويل الإيجابي المفرط و المبالغ فيه على المستقبل،حسب وجهة نظر الدكتور فاضل،"شخصية حسيَّة خيالية،تُركِّز على الأمور العاطفية،على حساب الأمور المنطقية و العقلانية".
- هل في إستغلال الفرصة و الإستفادة منها،مؤشر على ذكاء صاحبها؟
يجيب: "إذا كان الذكاء هو أي سلوك يؤدي إلى حل مشكلات الإنسان،فاستغلال الفرصة بلا شك،يعكس ذكاء ما،بما أن في تلك الفرصة وسيلة إلى حل مشكلاتنا أو الوصول إلى أهدافنا".
و يتحدث الدكتور فاضل عن "أمور أخرى غير الذكاء،تلعب في صناعة حظوظنا،فهناك كيفية الإقدام على الفرصة،و سرعة اتّخاذ القرار،و عدم التردد،و التوقف عن حساب كل كبيرة و صغيرة،بهدف الإطمئنان،و يقول: "لهذا،فالشخص غير المحظوظ بحسب رأي الطب النفسي،هو الذي فكر كثيراً،و أخذ وقتاً طويلاً قبل اتّخاذ قراره،و وقف يتفرج على الفرصة،و هي تضيع منه".
الحظ..صدفة أم نحن من يصنعه؟
........
* تحقيق: سهى هشام الصوفي.
موقع البلاغ.
........
هل يقف الحظ على عتبات أبوابنا ينتظر مناسبة للدخول؟ أم أن علينا أن نفتح الباب بأنفسنا لنمسك به بأيدينا و نحكم قبضتنا عليه؟ هل يكون خطاً سعيداً أم عاثراً؟
تلك هي المسألة..فكيف ينظر إليه الناس؟
........
- اجتهاد:
يعتبر عبدالكريم حيدر، أن "فرصة العمر لا تأخذ شكل الفرصة الحقيقية،إلا إذا امتلك الواحد فينا موهبة اقتناصها.و من هنا علينا أن نحدد معايير الإقتناص حتى نتعلم كيفية الإفادة من الفرص التي تمر أمامنا".
الحظ في حياة عبدالكريم لم يأته بشكل مفاجئ "عرفت منذ البداية مفاتيح النجاح في عصر يضع الكمبيوتر في قائمة أولوياته،فدرسته و تخصصت فيه،لأحصل بعد ذلك على فرصة عمل ممتازة،تتناسب مع متطلبات الزمن الحالي".و يضيف: "الحظ هو عبارة عن تخطيط ناجح لمستقبل لن يهبنا ما نريد إلا إذا عرفنا كيف نهيئ له جيِّداً،و ما عبارة "حظي قليل" إلا شكل من أشكال التأفف و التذمر من عجز المرء عن قيادة حياته بالطريقة المناسبة".
أما في ما يتعلق بالحظ في الزواج،فيقول: "من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البشر،ندب حظهم في الزواج،بعد أن يكونوا بمعظمهم قد اختاروا شريك العمر بإرادتهم الخالصة"،معتبراً أن "الزواج الفاشل ليس حظاً عاثراً كما يتوهم البعض".
السعادة في الزواج و العمل و العلاقات الإنسانية،هي المعايير التي يستند إليها كريس لوغ (أميركي الجنسية) في سياق حديثه عن الحظ،معتبراً أنّ "الزواج الناجح يأتي في المرتبة الأولى في سلم الحظ".مع ذلك،لا يلقي كريس المسألة برمتها على كلمة فرصة،ففي رأيه،"هناك معطيات أهم من اغتنام فرصة أو تفويتها في ما يتعلق بالزواج،كحسن الإختيار و دراسة القرار قبل الإقدام عليه،و ذلك بخلاف الوظيفة التي قد تجعلنا نجد أنفسنا في مرتبة لم نحلم يوماً بالوصول إليها".
و عما إذا كان يعتبر نفسه محظوظاً يقول: "أنا رجل سعيد مع زوجتي،و ناجح في عملي،و محبوب من قِبَل أصدقائي.فهل هناك أحد محظوظ أكثر مني في هذا العالم؟".
يصر كريس على الفصل بين بعض النقاط المتعلقة بمعيار الحظ عنده،فبالنسبة إليه "زوجتي هي صديقتي التي تفهمني قبل أن أنطق بكلمة واحدة،و هذا كافٍ لجعلي من أسعد الأزواج حظاً،إنها شريكة العمر و الروح،و حين أطلع على علاقات الآخرين الزوجية أشعر بقيمة المرأة التي تشاركني حياتي".
أمّا في ما يتعلق بطبيعة عمله كإستشاري في المجال العقاري،فيعتقد كريس أنّه رجل ناجح،و يقول في هذا السياق: "قدرتي على إثبات وجهة نظري و إقناع الآخرين بها هي موهبة من عند الله،تعكس حجم حظي و مهاراتي في المجال الذي أعمل فيه".
.......
- القناعة:
يأخذ الحظ بُعداً مختلفاً عند غرام أحمد،يتجلّى ذلك في القناعة،التي تصفها بأنّها "روح الحظ و معناه الحقيقي"،لافتة الإنتباه إلى أنّ "المحظوظ فينا هو الشخص الذي يشعر بأنّه راضٍ عن حياته،و المقتنع بما يملكه مهما كان متواضعاً،و يكفي أنّ نعرف أنّ السعادة الحقيقية تكمن في الرضا عن الذات، لنعرف قيمة القناعة في حياتنا".
و إذ تعدد غرام المعطيات التي تجعل منها امرأة محظوظة،تقول: "أولاً أنا من بيت كريم و لم يبخل أهلي عليَّ منذ طفولتي،لذا تعلمت و درست في الجامعة التي أريدها.و لم يقصّر أهلي في واجباتهم تجاهي بشيء،ما جعلني أشعر بالإكتفاء،و هذا كاف للقول إني امرأة محظوظة منذ نعومة أظفاري".
و تستحضر غرام فرصة العمر التي التقطتها ذات يوم،كاشفة أنّها كانت في مرحلة الخطبة مع أحد الشبان عندما تقدم لطلبها شاب آخر،"منحني إحساساً غريباً من اللحظة الأولى،ترجمته على أنّه إشارة من الله،ففسخت خطبتي و قررت المضي في الإرتباط مع الفارس الجديد،الذي كان بحق فاتحة السعادة في حياتي حتى هذه اللحظة".
تؤكد غرام أن "اغتنام الفرص يلزمه قلب شجاع و قوة في التصميم و الإرادة"،مشيرة إلى أنّها لو لم تمتلك تلك القدرة ذات يوم "لَمَ كنت اليوم زوجة لرجل منحني السعادة منذ اليوم الأوّل لإرتباطنا".
بدوره،و في إطار الكلام عن القناعة،يعتبر علاء البشتلي أنّ "القناعة هي الركيزة الأساسية في موضوع الحظ"،لافتاً الإنتباه إلى أنّ "الإصرار على المقارنة بالآخرين هي عدو الحظ،فحين نقارن وضعنا المادي و الإجتماعي و العائلي بغيرنا،نصل إلى طريق مسدود".
و يضيف: "تلك المقارنات التي نجريها تسلبنا الإحساس بالطمأنينة،فننظر إلى حالنا باكين شاكين، أننا كنا نستحق أفضل من هذا المصير،و لم نحقق ذلك بسبب الحظ العاثر".
و يرى علاء أنّه في هذه الحال "لن نرى الحظ بصورته الحقيقية،لأننا لم نقدر ما أعطانا الله من نعم.
في حين سيرى مَن يعيش بقناعة أنّ الحياة من حوله جميلة و سيكتشف أنّ الحظ في حياته في أعلى مستوياته،و ذلك لمجرد أنّه راضٍ عن نفسه و مقتنع بما عنده".
..........
- حكمة و تروٍّ:
لا تؤمن عائشة النجار بأنّ الحظ "يأتي على طبق من فضة"،ففي رأيها،"نحن مَن نخلق حظوظنا و نصنعها،و الحظ ليس هبة بل مهارة و تصميم و خطة محكمة من كل الجهات".
بالنسبة إلى عائشة،فإن "تمضية الوقت في إنتظار فرصة العمر في حياتنا،تقتل فينا الرغبة في البحث و التقصي و الجهد من أجل الوصول إلى ما نريده،لا بل إنّها حالة من التخاذل و التراخي و الكسل،فالسماء لا تمطر ذهباً،و الحظ لا يأتي سائراً على قدمين".
تجد عائشة في التمهل "بوصلة الحظ،التي لا يمكن لها ان تخطئ في حقنا"،معتبرة أن "مَن يتمهل لا يقع ضحية خيارات خاطئة،و لا يجد نفسه عالقاً في سوء طالع من الصعب النجاة منه".و تضيف: "لذلك أنا أجتهد لأكون إنسانة متأنية،خصوصاً في ما يتعلق بخياراتي،كما أني حذرة جدّاً في إتّخاذ قراراتي المصيرية".
..........
- حظ باسم:
للحظ في حياة مارلين (هندية) حكاية غريبة،حيث يوحي كلامها بأنّه لا يفارقها،ذلك أنّها لا تشترك في جائزة أو مسابقة إلا و تكسبها،"و لا أسحب ورقة يانصيب إلا و تكون الجائزة من نصيبي".
هذه العلاقة الخاصة بين مارلين و الحظ،تمنحها إحساساً بالثقة على حد قولها،"جميل أن يشعر الإنسان بأنّه محظوظ في ما يتعلّق بالزواج و المال و الأبناء،فتلك نعم من الله لا تقدر بثمن،خاصة حين نرى مصائب الآخرين".
تنظر مارلين إلى الحظ كـ"فول باكيج"،أي حزمة واحدة،بمعنى أنّها تعتبر أنّه "لا يمكن للمرأة الناجحة في عملها أن تكون محظوظة إن كان زواجها تعيساً،و العكس تماماً".
فالحظ في رأيها "يجب أن يكون في البيت و الوظيفة و الأبناء،إنّه كلٌّ لا يتجزأ و لا ينفصل،إما أن نكون في الجانب الأبيض أو الأسود".
........
- سنة الحظ:
لم يكد العام يفتح أبوابه،حتى بدأت تباشير الحظ الجيِّد تلوح في حياة محمد إبراهيم صباح،الذي بدأ يحصد ثمار تعبه و جهده منذ الشهر الأوّل لهذا العام "الحظ في حياتنا كموسم الحصاد،حيث نحصل دفعة واحدة على كل ما كنا نصبو إليه".
على الرغم مما تقدم،فإنّ الجهد وحده "لا يكفي لحصاد الحظ" بالنسبة إلى محمد "فلولا الصبر و احتراف الإنتظار،لما عرفنا أبجدية الحظ التي تبدأ بكلمة نجاح".
يرى محمد في النجاح المهني "معيار الحظ الحقيقي".و في رأيه فإن هذا النجاح "و الذي يجعلنا نصف أنفسنا بالمحظوظين،فمهما كان الرجل سعيداً في علاقة عاطفية ما،لن يصل إلى درجة الرضا عن نفسه ما لم يكن ناجحاً في حياته المهنية".
أمّا في ما يتعلق بفرصة العمل،فهي "تأتي في حياتنا أكثر من مرّة"،في نظر محمّد،الذي يعتبر أنّ "السماء لا تبخل علينا بالفرص،لكن نحن مَن نبخل بقدراتنا حين تمر هذه الفرص أمامنا و لا نمسك بها".
أمّا سر اقتناص فرصة العمر فيكمن،في رأيه،في كلمات ثلاث: "الجرأة،الذكاء و المغامرة".
.......
- الحظ يستوجب الإجتهاد:
* د.محمود فاضل
- هل نصنع بأنفسنا؟أم أنّه يأتينا على شكل قدر حيناً أو صُدفة عابرة حيناً آخر؟
لا ينكر الدكتور محمود فاضل (طبيب نفسي)،وجود الحظ،لكنّه يؤكد أنّه "ليس عملية سلبية خاضعة للترقُّب و الإنتظار"،فالحظ حسب وصفه: "عملية إيجابية فاعلة،تستوجب العمل و المبادرة و الإجتهاد ليكون صاحبها إنساناً محظوظاً".
و يشير الدكتور فاضل إلى أن "إيماناً بالحظ،هو تعويل على المستقبل و توقُّع أشياء،إمّا أن تكون سلبية أو إيجابية،و إن كانت آلية توقع أنّ الأشياء الإيجابية تعطي مؤشرات مختلفة عن توقُّع الأشياء السلبية".
و يتحدث عن أهمية الوقوف عند كمية التعويل الذاتي على الحظ،كإشارة إلى نوعية الشخصية التي تمارس ذلك التعويل،لافتاً إلى أنّه ليس هناك من ضررٍ ينتج عن التعويل بالمعقول و المحدود على المستقبل،بشقّيه الإيجابي و السلبي من الناحية النفسية.
مفسراً ذلك بالقول،أنّ "الإنسان لا يُدرك ما يخفيه القدر،لهذا نجد أنّ إنشغال البال بقدر مُعيَّن، ظاهرة صحية و طبيعية،قد تحمل نوعاً من التشاؤم و الحذر حيناً،و نوعاً من التفاؤل و التوقُّع حيناً آخر".
في المقابل،يعكس التعويل الإيجابي المفرط و المبالغ فيه على المستقبل،حسب وجهة نظر الدكتور فاضل،"شخصية حسيَّة خيالية،تُركِّز على الأمور العاطفية،على حساب الأمور المنطقية و العقلانية".
- هل في إستغلال الفرصة و الإستفادة منها،مؤشر على ذكاء صاحبها؟
يجيب: "إذا كان الذكاء هو أي سلوك يؤدي إلى حل مشكلات الإنسان،فاستغلال الفرصة بلا شك،يعكس ذكاء ما،بما أن في تلك الفرصة وسيلة إلى حل مشكلاتنا أو الوصول إلى أهدافنا".
و يتحدث الدكتور فاضل عن "أمور أخرى غير الذكاء،تلعب في صناعة حظوظنا،فهناك كيفية الإقدام على الفرصة،و سرعة اتّخاذ القرار،و عدم التردد،و التوقف عن حساب كل كبيرة و صغيرة،بهدف الإطمئنان،و يقول: "لهذا،فالشخص غير المحظوظ بحسب رأي الطب النفسي،هو الذي فكر كثيراً،و أخذ وقتاً طويلاً قبل اتّخاذ قراره،و وقف يتفرج على الفرصة،و هي تضيع منه".