جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    إجعلْ نفسك ميزاناً فيما بينك و بين غيرك.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    إجعلْ نفسك ميزاناً فيما بينك و بين غيرك. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام إجعلْ نفسك ميزاناً فيما بينك و بين غيرك.

    مُساهمة من طرف In The Zone الثلاثاء مايو 01, 2012 8:57 pm

    إجعلْ نفسك ميزاناً فيما بينك و بين غيرك.
    ........
    النفس هي حجر الزاوية في البناء الفكري المادي للانسان،فإن كان بناؤها سليما سوف تجعل من شخصية الانسان من ارقى الشخصيات و اكثرها نجاحا في التفكير و السلوك،و إن حدث العكس،فإن الانسان سينزلق في منحدر الانحراف و تتحطم شخصيته المتوازنة و يتحول الى الة الاجرام و ما شابه،لذا لابد أن يتم بناء الشخصية بصورة سليمة،هنا يرد التساؤل التالي:
    هل يمكن أن نُطلق على عملية بناء الشخصية صفة (الفن)و هل هي فعلا نوع من الفنون التي تحاول أن تشذِّب و تهذب سلوك و أقوال الانسان كي يصبح عامل تطور و ازدهار في المحيط المجتمعي الذي يتحرك فيه؟و لكن قبل ذلك نتساءل كيف يبني الانسان شخصية اجتماعية جذابة،و ما هي العناصر التي تشكل عوامل الجذب للآخرين،و كيف يتحصَّل عليها لكي تصبح جزءً متأصلا في ذاته و لا تستند الى التصنّع و الاقحام في أقوالها و سلوكها؟.
    في هذا الصدد يقول أحد الكتاب: لو أردنا أن نضع لافتة كبيرة في مدخل هذا الموضوع،فهل سنجد أفضل و أعمق و أكثر إيحاءً من اللاّفتة التالية:
    يا بنيّ ! اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك و بين غيرك،فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك،و اكره له ما تكره لها،و لا تَظلِم كما لا تحب أن تُظلَم،و أحسِن كما تحبّ أن يُحسَن إليك،و استقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك،و ارض من النّاس ما ترضاه لهم من نفسك،و لا تقل ما لا تعلم و إن قلّ ما تعلم، و لا تقل ما لا تحبّ أن يقال لك *.
    و لو اردنا أن نبحث في فقرات هذه الكلمة سنصل الى مقومات الشخصية الجذابة حيث تصبح النفس معيارا للتمايز و التشابه مع الآخرين،ثم المقوم الآخر الذي يتعلق بحب الذات،فإذا تمكن الانسان من أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه،فقد قفز في هذه الحالة درجات عالية فوق الأنانية المقيتة، و استطاع ان يصل الى مرتبة الإيثار و نكران الذات التي تقربه الى الناس بمختلف مشاربهم و جذورهم و صفاتهم،و سيرادف هذا السلوك كمحصلة متوقعة أن يكره الانسان لأخيه ما يكرهه لنفسه و يجنب الآخرين مساوئه إن كانت هناك مساوئ بل و يصد عن الآخرين انواع السوء بغض النظر عن مصادرها و هذا بدوره سيشكل عامل جذب جديد لشخصيته من الآخرين.
    ثم تبتعد هذه الشخصية الجذابة عن ظلم الآخرين،لأنها لا تحب أن تُظلّم،و بذلك يتوفر لها عنصر جذب جديد،لاسيما انها ستُحسن للآخر كما تحب أن يُحسَن لها و يرى الكاتب نفسه بأن هذه الوصية تقول لنا: (اجعلوا المقياس بينكم و بين النّاس أنفسكم) فالإيجابيّ بالنسبة لها إيجابيّ بالنسبة لهم، و السلبيّ بالنسبة لها سلبيّ بالنسبة لهم.فلو أخذنا بهذه النصيحة الذهبية،ترى ماذا يمكن أن نحصل عليه؟
    1 ـ بالعمل بهـذه القاعدة نصبح العادلين،و العدل هو غاية الانسانية كلّها،فليس خلق أرفع و أجمل و أنفع من العدل يسود بين الناس.فأنت حسب هذه القاعدة لا تنتظر العدل يأتيك من الآخرين،بل إنّك تبادر إليه لتكون اوّل عامل به،و بطبيعة الحال فإنّ الخير يستجلب الخير،وانّ العدلَ يدفع إلى عدل مثله.
    2 ـ بالعمل بهذه القاعدة الثمينة،نكون قد حوّلنا ساحة الحياة الواسعة من ساحة مزروعة بالألغام و المتفجرات،إلى ساحة تكثر فيها الواحات الجميلة و الخمائل النضرة،أي أ نّها تتحوّل إلى جنّة مصغّرة.
    فحين يكون الآخرُ ـ أخاً و صديقاً و زميلاً أو أيّ إنسان آخر ـ نصب عيني..أستذكره في غضبي و رضاي، و أعرف ما يزعجه ـ من خلال ما يزعجني ـ فلا آتي به،و أعرف ما يحبّه من خلال ما أحبّه و أرضاه، فأفعله،فإنّني أكون أحد الساعين إلى تحويل جفاف الحياة إلى جنّة وارفة الظِّلال،تجري فيها الأنهار، و تحلق الفراشات،و تعبق الأزاهير .
    يضاف إلى ذلك،أنّ هذه القاعدة ليست إسلامية فقط،إنّها إنسانية أيضاً،و الاسلام ـ كما هو معلوم ـ إنسانيّ في كلّ ما جاء به،فحتّى أبناء الديانات الاُخرى يدينون بهذه القواعد الأخلاقية و الاجتماعية،بل إنّ بعض أخصّائيّي علم النفس و الاجتماع يدعون إلى الأخذ بها في مجال التهذيب الاجتماعي و تطوير العلاقات الإنسانية .
    و لسنا نأتي بجديد حين نؤكد إنسانية الاسلام وسعة تعاليمه السمحاء التي لا تستثني أحدا،و لعل المنحى الانساني الذي يؤطر و يؤثث طروحات الاسلام شكل سمة عظمى لهذا الدين الذي يهدف الى الاصلاح الانساني قبل أي شيء آخر،من خلال تهذيب الشخصية و منحها سمات الجذب و الجمال و حب الخير للجميع و في هذا الجانب يقول مدير معهد العلاقات الإنسانية الأهلي في نيويورك -جيمس بندر-:
    إن القاعدة الاُولى التي وصفها الحكماء هي تلك التي تمثّلت في القول الخالد: أحبب لأخيك ما تحبّ لنفسك.
    و يدعم هذا التوجه قول آخر لصاحب كتاب -كيف تكسب الأصدقاء ؟!- (دايل كارنيجي): حيث يقول «أظهر ما استطعت من اهتمام بالناس،فهو ثروتك التي تزداد نموّاً كلّما أنفقت منها».
    و لعل المشاعر الانسانية الصادقة غير المصطنعة تحقق للانسان حضورا رائعا في محيطه و تجعله ذا شخصية جاذبة للجميع،و هنا سينطبق هذا القول لأحد الحكماء على من يتمتع بحضور إنساني كهذا: إن «حسّاد أصحاب العقول كثيرون،أمّا أصحاب القلوب فأصدقاؤهم كثيرون».
    و لذلك إذا سادت اجواء الجفاف في العلاقات الانسانية الحميمة سيصح هذا القول الذي شاع بين ادباء الغرب في مرحلة سابقة (الجحيم هم الآخرون) فاعلا و منطبقا على الواقع الاجتماعي الخالي من مشاعر التقارب و التآلف و المحبة و ما شابه .
    و يبقى الانسان ذو الشخصية الإسلامية الجذابة هو الاوفر حظا من غيره بالنجاح في محيطه كونه يوظف فن التعامل مع الآخرين لصالحه في جميع مجالات الحياة.
    ...............................
    * من وصية الإمام علي بن ابي طالب لولده الحسن.
    شبكة النبأ المعلوماتية-10/آب/2011 - 9/رمضان/1432

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 7:42 am