جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    الكتابة..صاحب و أنيس...إنّ من البيان لسحراً.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الكتابة..صاحب  و أنيس...إنّ من البيان لسحراً. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    الكتابة..صاحب  و أنيس...إنّ من البيان لسحراً. Empty الكتابة..صاحب و أنيس...إنّ من البيان لسحراً.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأحد نوفمبر 21, 2010 4:02 pm

    الكتابة..صاحب و أنيس.
    * إيمان مغازي الشرقاوي.

    ...........
    إنّ الكتابة نتاجُ عصارة الفكر و خلاصةُ مكنون الصدر و صادقُ حديث النفس،و هي وسيلة التخاطب عن بُعْد مع مَنْ عرفت و مَن لم تعرف،و من خلالها تصل المعلومة النافعة و التذكرة الطيِّبة و النصيحة الخالدة،فترتبط الأرواح و إن لم تلتقِ الأجساد،كما أنّها تكسر حاجز الرهبة في النفس التي قد يلجمها الخجل؛فلا تملك الشجاعة الأدبية على الكلام مشافهة فتبوح به على الورقة بلا سابق إنذار أو استئذان.
    و قد تكون الكتابة هواية يهواها كثير من الكتّاب و يمارسونها؛فيتخذون منها شاغلاً لملء فراغهم، و متنفساً لما يعتلج في صدورهم و مستودعاً لمكنون قلوبهم،و قد يتّخذها بعضهم وسيلة للدعوة المكتوبة و المقروءة،و أنعِمْ بها من وسيلة تصل بين الكاتب و القارئ،إذ يتسلّل الكاتب من خلال سطورها إلى شغاف القلوب،و يخترق في طريقه ثنايا العقول محدِثاً فيها الحركة و النشاط من بعد خمول،و من خلال هذا التجوال مع الحروف و بين السطور يتحقق غرضه و يتلاقى مع نفوس قرائه و إن لم يشاهدوه حتى يتم التواصل و تصل المعلومة،خاصة إن كان ممن حباهم الله تعالى و خصهم بمزيد من الحكمة و البيان،و كما قال النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه): "إنّ من البيان لسحراً".
    و قد اتّخذها البعض الآخر حرفة منها يقتاتون،و عملاً يدرّ عليهم بعض المال الذي يعوضهم عن ساعاتها الطويلة التي يعكفون فيها عليها،و كثير منهم يمضون أوقاتهم و يقطعون أنفاسهم و يفنون أعمارهم و هم في طريقهم سيراً بين رياض المعارف و بطون الكتب و أرفف المكتبات و دور العلم و قاعات المحاضرات،ينقبون عن الماضي و يعيشون الحاضر و يتخيلون المستقبل ليقطفوا لي و لك من كل بستان زهرة جميلة،و يرسموا لنا لوحة متكاملة مكتوبة من صور الحياة في كلّ العصور،فالكتابة ليست بالأمر الهين،و المقدرة عليها نعمة من الله سبحانه و تعالى يستشعرها مَنْْ كان له نصيب منها قلّ أم كثر،و هي صديق وفيّ لا يملّ منك فيصطحبك أينما كنت،و هي أنيس في حياة الوحدة،و شريك في زمن الغربة،و صاحب في دروب السفر الطويل،و دعوة من غير لسان،و ترجمان لثقافة الشعوب،و هي نتاج العقول على اختلاف قدرها،و عصارة المفاهيم على تنوعها،و تداول لشتى اللغات،و بها تخرج المشاعر الدافقة على هيئة حروف و كلمات متناسقة!
    ...........
    - أدوات الكتابة:
    و أولى أدوات الكتابة كان القلم..و القلم نعمة من الله تعالى على عباده؛فقد كان بحمد الله و ما زال الأداة التي ترمز و تؤدِّي إلى الكتابة،و وسيلة المعرفة المهمة على مرّ العصور..و القلم ذو مكانة عالية استمدها من تكريم الله تعالى له،إذ هو أوّل ما خلق كما جاء عن النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه): "إنّ أوّل ما خلق الله القلم،فقال له: اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد"،و قد أنزلت سورة قرآنية كاملة تحمل اسمه سورة "القلم" و أقسم الله به في كتابه العزيز فقال: (...وَ الْقَلَم وَ مَا يَسْطُرُونَ) (القلم/ 1)،و في تفسير الآية قيل: الظّاهر أنّه جنس القلم الذي يُكتب به كقوله: (اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق/ 3-5)،فهو قَسَم منه تعالى و تنبيه لخلقه على ما أنعم به عليهم من تعليم الكتابة التي بها تنال العلوم،و هو واقع على كلّ قلم ممّا يكتب به مَنْ في السماء و مَنْ في الأرض،و لهذا قال: (وَ مَا يَسْطُرُونَ)،يعني و ما يكتُبون أي الملائكة يكتبون أعمال بني آدم،و قيل: الناس ما يكتبون و يتفاهمون به،يقال سطر فلان الكتاب فهو يسطر سطراً إذا كتبه.
    و قيل: إنّ القلم هو القلم المعروف،غير أنّ الذي أقسم به ربّنا من الأقلام القلم الذي خلقه الله تعالى ذكره،فأمره فجرى بكتابة جميع ما هو كائن إلى يوم القيامة.
    - الأقلام ثلاثة:
    قال علماؤنا: فالأقلام في الأصل ثلاثة: القلم الأوّل: الذي خلقه الله بيده،و أمره أن يكتب.
    و القلم الثاني: أقلام الملائكة،جعلها الله بأيديهم يكتبون بها المقادير و الكوائن و الأعمال. و القلم الثالث: أقلام الناس،جعلها الله بأيديهم،يكتبون بها كلامهم،و يصلون بها مآربهم.
    و مهما تطوّرت الآن سبل الكتابة و أدواتها و تنوعت الأقلام و تغيّرت أشكالها و قلّ استخدامها؛ فإنّ القلم يظل علماً عليها و مشيراً إليها لا ينقص من مقداره شيء.
    ...........
    - الحروف أمانة:
    و حين يمسك المرء منا قلمه ليخط به كلماته،فإنّ الحفظة من الملائكة الكرام البررة تمسك أيضاً بأقلامها لتسجل ما نسطره،و إن كان الكاتب يكتب ما يكتب وحده في خلوة فإنّ الله معه يراه و يراقبه و يعلم سره و نجواه،و ينظر إلى قلبه و يديه و أصابعه،و من هنا كانت أمانة الكلمة المكتوبة عظيمة،و مراقبة مَن علّم بالقلم مطلوبة،و المادة المنتقاة بإتقان ضرورية،و كلماتنا مصيرية تحدد مصير ما نكتب أيُحسَب لنا أم علينا،لذا فينبغي لكل كاتب أن يبدأ بتصحيح نيته في كتاباته،و تجديدها كلّما صارت بالية أو أوشكت،و ليتذكر أنّ عليه حين يضبط حروفه بالشكل المناسب أن يضبطها أوّلاً بالنية الخالصة،و كلّما سار بها في اتّجاه معاكس للقيم أو المبادئ فليتذكر صراط الله المستقيم و يثبت عليه و لا يتنكبه،حتى لا تزلّ قدمه على الصراط المنصوب فوق شفير جهنم.
    .........
    - أنت مسؤول أمام الله:
    و مهما كانت كتاباتك قليلة أو كثيرة،صغيرة أو كبيرة،فلابدّ لكل كلمة تكتبها من محاسبة و مراقبة و تصحيح و توجيه و أمانة و مسؤولية؛حتى تنضبط الحروف لك و تستقيم معك و تنعم بمصداقية الكلمات و تؤدِّي الغرض منها.
    و إذا كان التلفظ بالكلام بألسنتنا لابدّ فيه من التوقُّف و التفكُّر قبل النطق به؛فمن باب أَوْلى التلفظ به بأيدينا كتابة على أوراق الكتب و القصص و المجلات و في الصحف و السيناريوهات أوْلى و أهم؛لبُعد مدى وصوله إلى مختلف الفئات خارج الحدود الجغرافية؛نظراً للطفرة التكنولوجية التي سادت معظم البلاد،و كذلك ما يكتب في غرف المحاكم المغلقة من تقارير سرية و ما يدوّن في دور القضاء من أحكام،و على أوراق الشهادات المختلفة و في دور الإفتاء،و ما يكتب من مناهج التعليم و ما يُنشر مكتوباً على شاشات الإنترنت و المنتديات بشتى اللغات،و ما يخطه بعض الفتيان و الفتيات من رسائل الحب و كلمات الغرام بعيداً عن دائرة الزواج الشرعي،كل ذلك يكون الكاتب عنه مسؤولاً أمام الله عزّ و جلّ،كما قال النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم): "ما منكم من أحد إلا و يسأله الله ربّ العالمين ليس بينه و بينه حجاب و لا ترجمان".
    .........
    - الكُتّاب:
    و حروف الكلمات التي نكتب منها غاية في الإعجاز الإلهي،و سبحان من "خلق الإنسان،و علّمه البيان"،و لا يعني تنوّع الحروف و تنوّع الكتاب و المؤلِّفين إلا إثراء الساحة بالعلوم المختلفة و الآراء البنّاءة،التي تُصلح من شأن البلاد و العباد،و ليس لك الحرِّية المطلقة أن تكتب ما شئت و تدوّن كل رأي دون ضوابط أو شروط،فلكل عمل قواعده و لكل مهنة أصولها المتبعة التي تمنعها من الانحراف عن المنهج الوسط،و تحفظها من الانجراف إلى السيل المدمر للمبادئ و الأخلاق و القيم،و من احتج بحرِّية الرأي فقد جار و ظلم،فللحرِّية حدودها،و ليس من الحرِّية مثلاً أن تستخدم قلمك في طعن إخوانك أو التشهير بهم أو هتك عوراتهم،و ليس من العدالة أن ننشغل بعيوب الناس و نفتش عنها و نعرض لها الحلول و نترك عيوبنا دون دواء،و ليس من الحرِّية كتابة ما يسيء لدين الله او الطعن في أنبيائه أو الاستهزاء بهم،و ليس من الحرِّية أن تسن قلمك على مَنْ يخالفك رأياً أو فكراً لتنتصر لنفسك،لا لأن تظهر الحق إن كنت عليه حقاً،و لا أن تنشر فكراً تعتنقه يخالف إجماع الأُمّة و تخطّئ أو تفكّر مَنْ يخالفك فيه،و ليس من الحرِّية أن تسلط قلمك سيفاً على رقاب مَنْ يلتزم أوامر الله فتسميهم أصوليين و إرهابيين و متطرفين و مخربين دون دليل منك أو بيّنة،و ليس منها أن تشن الهجمات الساخنة على الحجاب و المحجبات،فهذا أمر لم يوكل لبشر،أو اتهام النقاب و المنقبات دون احترام لخصوصيات الناس و مشاعرهم..ألا إنّ الحرِّية الحقيقة من كل إنّ الحرِّية الحقيقة من كل ذلك براء و هي في حل منه أمام الله عزّ و جلّ.
    ............
    - ضوابط الكتابة:
    الكتابة متعة حقيقية لا تقل شأناً عن القراءة،إلا أنّ القراءة هي البداية،و عندما تقرأ فأنت موصول بالكتاب مرتبط بما فيه،أمّا عندما تكتب فأنت تنطلق و تطلق لخيالك و فكرك العنان و تقدم للقارئ الخلاصة في مقال أو فكرة أو كتاب،لذا فإنّ للكتابة ضوابط لابدّ لك أن تلتزم بها،و لها آداب سامية يجب معرفتها و التأدب بها...و من هذه الضوابط:
    - إخلاص النية لله تعالى في كلُّ ما تكتب و اتباع سبيل المؤمنين.
    - أن يكون القرآن و السنّة هما الأصل في كتابتك و المنبع الأساسي لمادتك.
    - المنهجية في الكتابة و الحفاظ على ملكية الكلمة و إلحاقها بأصحابها.
    - اتباع منهج الوسطية في الكتابة دون إفراط أو تفريط،و حاول أن تربط القارئ بربه مهما كان حديثك و مادتك.
    - النظر إلى واقعنا المعاصر و معرفة قضايانا المهمة و الكتابة فيها بحياد و إنصاف و موضوعية.
    - الصدق في كتابة أي خبر أو حدث و أخذ المعلومة من أصحابها أو من مصدر موثوق لا يدلس و لا يكذب.
    - الحذر من الكتابة بطريقة افتعال الضجات الإعلامية التي يكون الغرض من ورائها التسويق للصحيفة أو الكتاب.
    - التخصص في الكتابة في المجال الذي تتقنه و لا تخض في كل وادٍ و شِعْب مع الخائضين دون علم و معرفة.
    - لا تستخدم الكتابة كوسيلة لبث العداوة و البغضاء بين الناس،أو التشهير بهم أو التعرُّض لحرماتهم و لا تأخذ الناس بالظن و الشبهة.
    - الحيادية التامّة في طرح الأفكار و مناقشتها،و لا بأس بعد ذلك ببيان رأيك دون أن تفرضه على القارئ.
    - لا تتعصب لرأي أو مذهب معيّن؛فالتعصّب مذموم و كن قدوة طيِّبة و اعمل بما تدعو إليه من خير.
    - احرص في كتاباتك على وحدة الأُمّة و التئام الصف،و لا تستخدم الكتابة كوسيلة لمهاجمة مخالفيك بالسبّ و الشتم و اللعن،بل اصنع منها جداراً من الحوار البنّاء الهادف.
    - استخدام الكتابة كوسيلة للدفاع عن قضايا أُمَّتك المعاصرة،و الذبّ عن الإسلام،و كأداة لرفع الظلم و نصر المظلوم،و كوسيلة من وسائل الدعوة إلى الله عزّ و جلّ.
    - خاطبْ الناس بما يفهمونه و اعرف لمَن تكتب تنجح في إيصال رسالتك إليهم،فما يُكتب للكبار لا يصلح للأطفال،و هكذا فلكل مقام مقال كما يقولون.
    - لا تستخدم نعمة الكتابة في إثارة الشهوات و تعرية الناس من الحياء؛فتنشر الرذيلة و تقتل الفضيلة و تبوء بإثم ذلك أمام الله.
    - هناك موضوعات تكون الكتابة فيها أَوْلى من غيرها في بعض الأحوال؛فانتبه لذلك و اتبع فقه الأولويات عند اختيار موضوعك الذي تكتبه.

    .........
    * كلمة لابدّ منها:
    و أخيراً..إنّ الكتابة نعمة عظيمة،و هي نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله،و هو الجهاد بالقلم و الكلمة،فأخلص لها نيَّتك،و تسلح بالعلم و المعرفة،و تفقّه في دينك،و تعلم علوم عصرك و واكب تطوّره و ارتقِ بنفسك و طوِّر من ذاتك،و اترك بصمتك بعد ذلك واضحة على ما تكتب،و لا تغتر بهذه النعمة،بل حافظ عليها بحسن استخدامها حتى لا ينتزعها الله منك و يهبها غيرَك ممن يستحقها،و تذكر دائماً أنّ الكلمة أمانة..فانظر ماذا تكتب،و اعلم أنّ "الدال على الخير كفاعله"،و أن "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه،لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً؛و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه،لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً".
    ..........
    موقع البلاغ.


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 3:31 am