مصر: مستقبل الإسلام السياسي..قيادات حبيسة و قواعد يائسة
28.08.2013
........
ما هو مستقبل تيارات الإسلام السياسي بعد عزل الرئيس محمد مرسي؟ هل هذه القوى السياسية انهزمت أم أنها تخوض معركة ثورية؟ مراسل DW عربية في القاهرة يحاول تحليل الوضع الحالي للقوى الإسلامية و اين تقف حاليا و إلى أين قد تتجه؟
.......
تبدو تيارات الإسلام السياسى فى موقع حيرة،بعد ضياع حلم السلطة،القيادات الإسلامية قيد الحبس على ذمة تحقيقات،و بعضها هارب بينما تحاول قواعد هذه التيارات التظاهر فى شوارع،لم تعد ترحب بهم،خاصة أن الشعارات التى يرفعها أنصار التيار الإسلامى تبدو مناهضة لحليفهم السابق الجيش المصرى.
بينما يبدو التيار السلفى الناجى الوحيد من هذه الحيرة بعد إعلان ذراعه السياسية حزب النور المشاركة فى اللجنة،التى ستقوم بتعديل الدستور المصرى المعطل ..هنا نحلل المستقبل المنتظر لهذه القوى فى السياسة المصرية بعد عزل محمد مرسى.
........
يقول الكاتب عمرو عزت لـ DWعربية :" في تصوري إن التيارات الإسلامية،كوادرها و جمهورها،منقسمون بين الإحساس بالانهزام و الفشل لأسباب كثيرة منها خلافات داخلية نتيجة خيارات التيارات الإسلامية،و بين الإحساس بخوض معركة ثورية مع "الآخرين" كان لا يمكن تجنبها".
و يضيف"ما يوحدهم جميعا - مع استثناءات قليلة - هو الشعور بالظلم الشديد و القسوة الشديدة و المرارة من العدد الضخم و الفادح للقتلى في فض الاعتصامين و غيره من أحداث دموية،و التعرض لحملة واسعة لوصمهم بالإرهاب،و حملة اعتقالات واسعة".
كما يوضح عزت لـ DWعربية أن "الانقسام الشديد خلف التوحد الظاهر،ينذر بأن التيارات الإسلامية تسير في اتجاه بعض الانقسامات.بعضها حادث بالفعل في صفوف حزب النور،الحزب السلفي الأهم،الذي انضم عدد كبير من كوادره و جمهوره لاحتجاجات الإخوان رغم الموقف الرسمي للحزب،الذى شارك فى بيان 3 يوليو/ تموز".
.........
لا حل ينتظر من السياسة
يحلل عزت وضعية هذه التيارات و مستقبلها السياسى بقوله "هناك شرخ أوسع في الشارع بين جمهور هذه التيارات و الجمهور المعادي لها.الاشتباكات الأهلية تركت عشرات القتلى أيضا،و كل هذا يهدد أي عملية سياسية قادمة بشكل عام و ليس فقط دور أي تيار،مما لا يبشر بأي عملية سياسية ذات معنى أو يمكن أن تحقق أى تقدم،خاصة مع تصعيد الإخوان الانتحاري الذي يتشظى كانفجارات اجتماعية طائفية و هوامش تتحدث عن الثورة الإسلامية،و سوء إدارة الجيش و الحكومة و الأجهزة الأمنية من جانب آخر".
.........
"دعم الشرعية" اسم جديد لكيان قديم
كما لا يتوقع عزت أن يقوم "تحالف دعم الشرعية"،الداعم للرئيس المعزول محمد مرسى،بأي دور ممكن حيث يعتبر أن " التحالف الوطني لدعم الشرعية،هو مجرد اسم جديد للأشكال التنسيقية المستمرة بين التيارات الإسلامية منذ يناير 2011،في قلبه الإخوان و على هوامشه التيارات الأخرى".
و يشير عزت إلى إماكنية حدوث معركة بين الإسلام السياسى و الأزهر حيث يقول:" يلعب الأزهر دوراً مركزياً أكثر من ذى قبل،حيث شارك شيخ الأزهر في بيان الجيش،و تمّ تعيين وزير الأوقاف من أعضاء مكتب الشيخ الطيب،و هناك توقعات بأن تلعب هذه المؤسسة دورا مركزيا أكبر،حيث قد يفجر وضعه المستقبلى في الدستور المعطل معركة أخرى".
و يتابع :" يأتى، ذلك،بعد فترة من الانقسام بين قيادة الأوقاف و هيئاتها الموالين للإخوان و بين "النخبة التقليدية" الأزهرية التي اتخذت موقفا متحفظا من الإخوان،خلال فترة حكمهم،و هي الآن تساند النظام الجديد بوضوح،كما تساهم في دعم مواقفه السياسية و الظهور في المساجد مع قائد الجيش و رجال الحكومة.
من المتوقع أن يحاول الأزهر و الأوقاف استعادة السيطرة على المساجد و دفع الأئمة و الخطباء غير المحسوبين على التيارات الإسلامية للأمام،و لكن ذلك سيصنع معركة كبيرة،و هناك بالفعل رصد لعشرات الاشتباكات في مساجد كبيرة و صغيرة،بين المصلين و الأئمة أو المصلين وبعضهم البعض،أو ضد استخدام التيارات الإسلامية للمساجد في اجتماعاتها..و هذه نذر من معركة أوسع للسيطرة على المساجد،خاصة في ظل المركزية القانونية لوزارة الأوقاف و حقها في الإشراف على كل المساجد فى مصر".
و يشير الكاتب إلى أن هناك اتجاه لجعل الأزهر هو المرجعية الوحيدة للإسلام حسبما أعلن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي حيث يوضح لـ DW عربية :"مركزية الأزهر/الأوقاف كانت أداة حاول الإخوان تطويعها لسلطتهم كلما أمكن،لكنها تعود-الآن- لقواعدها و تلعب معركتها التقليدية ضد هذه التيارات".
........
محنة الإسلام السياسى
من جانبه يرى د.عمار على حسن،الباحث فى علم الإجتماع السياسى أن سقوط حكم الإخوان في مصر "يضيف محنة جديدة إلى تيارات الإسلام السياسي ككل، لاسيما أن الإخفاق هذه المرة وقع للجماعة الأم،و في الدولة المركزية للحركات الإسلامية في الزمن الحديث و المعاصر"،حيث يقول عمار لـ DWعربية " كلما استدعى أحد فشل تجارب الحركات و التنظيمات المسيسة ذات الإسناد الإسلامي في السودان و الصومال و أفغانستان و باكستان و الجزائر و غيرها، كان الرد عليه جاهزا: مشروع الإخوان مختلف،و ليس أي تجربة من هذه تجسد شعار "الإسلام هو الحل" كما رأته الجماعة الأم و تصوره و تطرحه"،لكن سرعة سقوط الإخوان في تجربة الحكم،حسبما يرى عمار،"لا تعني أنهم،و معهم أغلب فصائل الإسلام السياسي،سيعترفون بالخطأ الواقعين فيه،بل على النقيض من هذا أخذوا ينكرون ما جرى،و يغضون البصر عن عشرات الملايين من المحتجين في الشوارع ليسقطوا الإخوان عن الحكم،و يركزون فقط على نقطة تدخل الجيش، ليسوقوا الأمر على أنه انقلاب عسكري، بما يمهد الطريق أمام ما سيقولونه لاحقا من أن مشروعنا لم يُمنح الفرصة كاملة".
يشير د.عمار على حسن الباحث إلى دراسة أعدها حول مستقبل هذه التيارات بعد عزل مرسى،و يميل إلى أن هذه القوى الغالباً ستتجه إلى "الدخول في عملية تفاوض مع السلطة الجديدة بشكل يعيدهم للحياة العامة تحت طائلة المشروعية القانونية و الشرعية السياسية،و خوضهم للانتخابات البرلمانية و المحلية و ربما الرئاسية و يظهرون تسليمهم التام بما جرى،،لكنهم سيبطنون عكس ذلك من خلال تمويل و تحريك بعض التنظيمات التكفيرية التي تمارس الإرهاب لاستنزاف الدولة.و يتطلب الشق الأول من هذا الخيار الإبقاء على "حزب الحرية و العدالة" الذراع السياسية للإخوان تحت طائلة الشرعية،أما إذا صدر حكم قضائي أو غيره بعزل الإخوان و حل حزبهم،مثلما يطالب البعض،فإن الجماعة ستعود إلى ما كانت عليه قبل قيام ثورة يناير".
.........
أحمد وائل- القاهرة
موقع صوت ألمانيا
التغطية مستمرة للصحوة الإسلامية في مصر و للإنقلاب على الشرعية في مصر
28.08.2013
........
ما هو مستقبل تيارات الإسلام السياسي بعد عزل الرئيس محمد مرسي؟ هل هذه القوى السياسية انهزمت أم أنها تخوض معركة ثورية؟ مراسل DW عربية في القاهرة يحاول تحليل الوضع الحالي للقوى الإسلامية و اين تقف حاليا و إلى أين قد تتجه؟
.......
تبدو تيارات الإسلام السياسى فى موقع حيرة،بعد ضياع حلم السلطة،القيادات الإسلامية قيد الحبس على ذمة تحقيقات،و بعضها هارب بينما تحاول قواعد هذه التيارات التظاهر فى شوارع،لم تعد ترحب بهم،خاصة أن الشعارات التى يرفعها أنصار التيار الإسلامى تبدو مناهضة لحليفهم السابق الجيش المصرى.
بينما يبدو التيار السلفى الناجى الوحيد من هذه الحيرة بعد إعلان ذراعه السياسية حزب النور المشاركة فى اللجنة،التى ستقوم بتعديل الدستور المصرى المعطل ..هنا نحلل المستقبل المنتظر لهذه القوى فى السياسة المصرية بعد عزل محمد مرسى.
........
يقول الكاتب عمرو عزت لـ DWعربية :" في تصوري إن التيارات الإسلامية،كوادرها و جمهورها،منقسمون بين الإحساس بالانهزام و الفشل لأسباب كثيرة منها خلافات داخلية نتيجة خيارات التيارات الإسلامية،و بين الإحساس بخوض معركة ثورية مع "الآخرين" كان لا يمكن تجنبها".
و يضيف"ما يوحدهم جميعا - مع استثناءات قليلة - هو الشعور بالظلم الشديد و القسوة الشديدة و المرارة من العدد الضخم و الفادح للقتلى في فض الاعتصامين و غيره من أحداث دموية،و التعرض لحملة واسعة لوصمهم بالإرهاب،و حملة اعتقالات واسعة".
كما يوضح عزت لـ DWعربية أن "الانقسام الشديد خلف التوحد الظاهر،ينذر بأن التيارات الإسلامية تسير في اتجاه بعض الانقسامات.بعضها حادث بالفعل في صفوف حزب النور،الحزب السلفي الأهم،الذي انضم عدد كبير من كوادره و جمهوره لاحتجاجات الإخوان رغم الموقف الرسمي للحزب،الذى شارك فى بيان 3 يوليو/ تموز".
.........
لا حل ينتظر من السياسة
يحلل عزت وضعية هذه التيارات و مستقبلها السياسى بقوله "هناك شرخ أوسع في الشارع بين جمهور هذه التيارات و الجمهور المعادي لها.الاشتباكات الأهلية تركت عشرات القتلى أيضا،و كل هذا يهدد أي عملية سياسية قادمة بشكل عام و ليس فقط دور أي تيار،مما لا يبشر بأي عملية سياسية ذات معنى أو يمكن أن تحقق أى تقدم،خاصة مع تصعيد الإخوان الانتحاري الذي يتشظى كانفجارات اجتماعية طائفية و هوامش تتحدث عن الثورة الإسلامية،و سوء إدارة الجيش و الحكومة و الأجهزة الأمنية من جانب آخر".
.........
"دعم الشرعية" اسم جديد لكيان قديم
كما لا يتوقع عزت أن يقوم "تحالف دعم الشرعية"،الداعم للرئيس المعزول محمد مرسى،بأي دور ممكن حيث يعتبر أن " التحالف الوطني لدعم الشرعية،هو مجرد اسم جديد للأشكال التنسيقية المستمرة بين التيارات الإسلامية منذ يناير 2011،في قلبه الإخوان و على هوامشه التيارات الأخرى".
و يشير عزت إلى إماكنية حدوث معركة بين الإسلام السياسى و الأزهر حيث يقول:" يلعب الأزهر دوراً مركزياً أكثر من ذى قبل،حيث شارك شيخ الأزهر في بيان الجيش،و تمّ تعيين وزير الأوقاف من أعضاء مكتب الشيخ الطيب،و هناك توقعات بأن تلعب هذه المؤسسة دورا مركزيا أكبر،حيث قد يفجر وضعه المستقبلى في الدستور المعطل معركة أخرى".
و يتابع :" يأتى، ذلك،بعد فترة من الانقسام بين قيادة الأوقاف و هيئاتها الموالين للإخوان و بين "النخبة التقليدية" الأزهرية التي اتخذت موقفا متحفظا من الإخوان،خلال فترة حكمهم،و هي الآن تساند النظام الجديد بوضوح،كما تساهم في دعم مواقفه السياسية و الظهور في المساجد مع قائد الجيش و رجال الحكومة.
من المتوقع أن يحاول الأزهر و الأوقاف استعادة السيطرة على المساجد و دفع الأئمة و الخطباء غير المحسوبين على التيارات الإسلامية للأمام،و لكن ذلك سيصنع معركة كبيرة،و هناك بالفعل رصد لعشرات الاشتباكات في مساجد كبيرة و صغيرة،بين المصلين و الأئمة أو المصلين وبعضهم البعض،أو ضد استخدام التيارات الإسلامية للمساجد في اجتماعاتها..و هذه نذر من معركة أوسع للسيطرة على المساجد،خاصة في ظل المركزية القانونية لوزارة الأوقاف و حقها في الإشراف على كل المساجد فى مصر".
و يشير الكاتب إلى أن هناك اتجاه لجعل الأزهر هو المرجعية الوحيدة للإسلام حسبما أعلن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي حيث يوضح لـ DW عربية :"مركزية الأزهر/الأوقاف كانت أداة حاول الإخوان تطويعها لسلطتهم كلما أمكن،لكنها تعود-الآن- لقواعدها و تلعب معركتها التقليدية ضد هذه التيارات".
........
محنة الإسلام السياسى
من جانبه يرى د.عمار على حسن،الباحث فى علم الإجتماع السياسى أن سقوط حكم الإخوان في مصر "يضيف محنة جديدة إلى تيارات الإسلام السياسي ككل، لاسيما أن الإخفاق هذه المرة وقع للجماعة الأم،و في الدولة المركزية للحركات الإسلامية في الزمن الحديث و المعاصر"،حيث يقول عمار لـ DWعربية " كلما استدعى أحد فشل تجارب الحركات و التنظيمات المسيسة ذات الإسناد الإسلامي في السودان و الصومال و أفغانستان و باكستان و الجزائر و غيرها، كان الرد عليه جاهزا: مشروع الإخوان مختلف،و ليس أي تجربة من هذه تجسد شعار "الإسلام هو الحل" كما رأته الجماعة الأم و تصوره و تطرحه"،لكن سرعة سقوط الإخوان في تجربة الحكم،حسبما يرى عمار،"لا تعني أنهم،و معهم أغلب فصائل الإسلام السياسي،سيعترفون بالخطأ الواقعين فيه،بل على النقيض من هذا أخذوا ينكرون ما جرى،و يغضون البصر عن عشرات الملايين من المحتجين في الشوارع ليسقطوا الإخوان عن الحكم،و يركزون فقط على نقطة تدخل الجيش، ليسوقوا الأمر على أنه انقلاب عسكري، بما يمهد الطريق أمام ما سيقولونه لاحقا من أن مشروعنا لم يُمنح الفرصة كاملة".
يشير د.عمار على حسن الباحث إلى دراسة أعدها حول مستقبل هذه التيارات بعد عزل مرسى،و يميل إلى أن هذه القوى الغالباً ستتجه إلى "الدخول في عملية تفاوض مع السلطة الجديدة بشكل يعيدهم للحياة العامة تحت طائلة المشروعية القانونية و الشرعية السياسية،و خوضهم للانتخابات البرلمانية و المحلية و ربما الرئاسية و يظهرون تسليمهم التام بما جرى،،لكنهم سيبطنون عكس ذلك من خلال تمويل و تحريك بعض التنظيمات التكفيرية التي تمارس الإرهاب لاستنزاف الدولة.و يتطلب الشق الأول من هذا الخيار الإبقاء على "حزب الحرية و العدالة" الذراع السياسية للإخوان تحت طائلة الشرعية،أما إذا صدر حكم قضائي أو غيره بعزل الإخوان و حل حزبهم،مثلما يطالب البعض،فإن الجماعة ستعود إلى ما كانت عليه قبل قيام ثورة يناير".
.........
أحمد وائل- القاهرة
موقع صوت ألمانيا
التغطية مستمرة للصحوة الإسلامية في مصر و للإنقلاب على الشرعية في مصر