صحافة الأفكار و صحافة الأخبار
ربما لم يتنبّه بعضهم الى الدور الكبير الذي تلعبه الصحافة على صعيد الفكر، و لعلّ الكثير من اصحاب المهنة المتعبة و الخطيرة ركَّزوا كل جهودهم على الصحافة الخبرية، و بذلك تم إقصاء الفكر من ساحة الفعل الصحفي، و أظن أن معظم من عمل في الصحافة لم يكن يقصد هذا الإقصاء و لم يتعمده، لكن الاوساط المستقبِلة هي التي غالبا ما ترغب بالخبر السهل و المثير الذي يشبع رغبتها في الاطلاع او التحري او نقل المعلومات عن حوادث و امور تهم حياة الناس، لاسيما في الجوانب المادية كزيادة الرواتب او تخفيض الضرائب او المنح الدراسية و ما شابه من اخبار، فبقيت صحافتنا أسيرة التسطيح، و غاب العمق الفكري عنها.
هناك مؤسسات اعلامية، ومواقع وشبكات الكترونية (لكنها نادرة)، لها مواقع ثابتة في منظومة الانترنيت وتصدر عنها صحف ورقية ودوريات ومجلات، أعطت للفكر دوره الأساس في الصحافة و الكتابة، و من النماذج التي يمكن الاستدلال بها عن هذا الموضوع، مؤسسة النبأ للثقافة و الاعلام، التي تحدّث يوميا و على مدار الساعة موقعا الكترونيا بعنوان (شبكة النبأ المعلوماتية)، فقد اهتمت هذه المؤسسة من خلال نوافذها و أدواتها الاعلامية كافة (صحف و مجلات رقية، مراكز بحوث و دراسات متنوعة)، و لكن اخص بالذكر فيما يتعلق بالجانب الصحفي، فإن (موقع شبكة النبأ المعلوماتية)، اعتمد منذ تأسيسه قبل ما يقارب العقدين من السنوات، و لا يزال حتى الآن، مبدأ الصحافة الفكرية، و ركّز هذا الموقع على نشر الأفكار التي تطور عقلية الانسان و رؤيته، أكثر بكثير من تركيزه على الجوانب الخبرية كونها لا تطور مستوى تفكير الانسان، خاصة أن مجتمعاتنا بحاجة قصوى لصناعة الفكر و تطويره حتى تتاح لها فرص اللحاق بالعالم المتقدم.
إن صحافة الأفكار كما نرى، هي الصحافة الحقيقية، و ليس صحافة الأخبار السريعة، و قد مرّت الصحافة عبر مراحلها بأنواع كثيرة من اصناف الكتابة الصحفية، فهناك صحافة الاثارة، و ثمة الصحافة الصفراء، و غيرها الصحافة الفضائحية او صحافة التسقيط و الابتزاز و ما شابه، و لكن كل هذه الانواع و المشابهة لها لا تعدو كونها صحافة استهلاك عابرة، لا يمكن ان تترك أثرها الجيد على المجتمع، و لا يمكن أن تسهم في صناعة عقول منتجة للافكار، علما أننا نتفق وفقا للتجارب و الشواهد الدامغة، أن الافكار هي السبب الرئيس و الأول في تطوّر الانسان و المجتمعات، و عندما يضمحل الفكر يضمحل الفرد و المجتمع.
من هنا كانت (شبكة النبأ المعلوماتية) و لا تزال تنتهج مبدأ الصحافة الفكرية، و صناعة صحافة الرأي، كما أكد على ذلك الكاتب المعروف الأكاديمي في الاعلام الدكتور كامل القيم، الذي أكد في إحدى الحلقات النقاشية التي عقدتها مؤسسة النبأ للثقافة و الاعلام مؤخرا، على أننا (بأقصى الحاجة الى الصحافة الفكرية و صحافة الرأي)، و أثنى القيّم على شبكة النبأ المعلوماتية و دورها في بث و ترويج الصحافة التي تبث الافكار و تسهم في نشرها و إيصالها الى العقول كافة، المتخصصة منها أو العامة.
لذلك فإن الصحافة الحقيقية هي التي تحلل و تحاور و تناقش، و من ثم تقرأ و تستكشف ما وراء السطور، و ما يدور في الكواليس، من خطوات و عمليات تتعلق بالسياسة و سواها، و تحاول بكل السبل أن تضع الانسان و القارئ بكل مستوياته امام التحديات وجها لوجه، حتى تستفزه للقيام بدوره في التفكير و تحريك الرأي العام حول قضية ما من القضايا التي يعج بها واقعنا المأزوم و الممتلئ بالتعقيد على الأصعدة كافة، و هذا هو بالضبط دور موقع شبكة النبأ المعلوماتية التي لم تترك شاردة و واردة إلا و تابعتها و ألقت الضوء عليها بطريقة التفكير و التقصي، و ليس بطريقة العرض الخبري السريع لينتهي كل شيء بنهاية الخبر.
و طالما أننا شعوب و مجتمعات لا تزال تعاني من قضية التأخّر، فإن السبيل الأكثر قدرة على دفعنا الى امام هو الفكر، و لذلك اذا نهضنا بالصحافة الفكرية و أعطيناها الدور الذي يناسب حجمها و تأثيرها في الاوساط المستهدَفة، فإننا نكون قد وضعنا خطواتنا في السكة الصحيحة و الجادة الصواب، و هذا بالضبط هو دور صحافة الافكار، حيث صناعة الرأي و تعميق الفكر يشكل هدفا أساسيا لها.
و لعل الحجب الذي يتعرض له هذا الموقع من بعض الدول الاسلامية و العربية، يؤكد هذا المنهج الذي يعتمده هذا الموقع في اثارة بركة الافكار الساكنة لدى القراء و تحريكها، بما يتناسب و الدور الصحفي الريادي الهادف الى تثوير الافكار و رفع مستوى مجتمعاتنا و شعوبنا، لكي تكون قادرة على محاسبة الحكومات التي تقصّر معها، أو تتجاوز على حقوقها، فالعالم اليوم لم يعد عالم حكام متجبرين، او عالم حكومات فاسدة، إنه عالم الشعوب المتحررة القادرة على التفكير و صناعة الرأي المضاد لكل من يقف بالضد من تطلعاتها.
هذه هي السياسة الفكرية الصحفية لموقع شبكة النبأ المعلوماتية، و هذا هو هدف المؤسسة الام (مؤسسة النبأ للثقافة و الاعلام) التي تسعى على نحو مستمر و متصاعد، لصحافة تطور الفكر، و تصنع الرأي الضاغط، كون هذا الاسلوب الاعلام أثبت قدرته على نقل شعوب و مجتمعات و دول كثيرة، من مستوى رديء متدنٍ، الى مستوى الارتقاء الذي يليق بالانسان.
.......
2015-2-3
شبكة النبأ المعلوماتية
ربما لم يتنبّه بعضهم الى الدور الكبير الذي تلعبه الصحافة على صعيد الفكر، و لعلّ الكثير من اصحاب المهنة المتعبة و الخطيرة ركَّزوا كل جهودهم على الصحافة الخبرية، و بذلك تم إقصاء الفكر من ساحة الفعل الصحفي، و أظن أن معظم من عمل في الصحافة لم يكن يقصد هذا الإقصاء و لم يتعمده، لكن الاوساط المستقبِلة هي التي غالبا ما ترغب بالخبر السهل و المثير الذي يشبع رغبتها في الاطلاع او التحري او نقل المعلومات عن حوادث و امور تهم حياة الناس، لاسيما في الجوانب المادية كزيادة الرواتب او تخفيض الضرائب او المنح الدراسية و ما شابه من اخبار، فبقيت صحافتنا أسيرة التسطيح، و غاب العمق الفكري عنها.
هناك مؤسسات اعلامية، ومواقع وشبكات الكترونية (لكنها نادرة)، لها مواقع ثابتة في منظومة الانترنيت وتصدر عنها صحف ورقية ودوريات ومجلات، أعطت للفكر دوره الأساس في الصحافة و الكتابة، و من النماذج التي يمكن الاستدلال بها عن هذا الموضوع، مؤسسة النبأ للثقافة و الاعلام، التي تحدّث يوميا و على مدار الساعة موقعا الكترونيا بعنوان (شبكة النبأ المعلوماتية)، فقد اهتمت هذه المؤسسة من خلال نوافذها و أدواتها الاعلامية كافة (صحف و مجلات رقية، مراكز بحوث و دراسات متنوعة)، و لكن اخص بالذكر فيما يتعلق بالجانب الصحفي، فإن (موقع شبكة النبأ المعلوماتية)، اعتمد منذ تأسيسه قبل ما يقارب العقدين من السنوات، و لا يزال حتى الآن، مبدأ الصحافة الفكرية، و ركّز هذا الموقع على نشر الأفكار التي تطور عقلية الانسان و رؤيته، أكثر بكثير من تركيزه على الجوانب الخبرية كونها لا تطور مستوى تفكير الانسان، خاصة أن مجتمعاتنا بحاجة قصوى لصناعة الفكر و تطويره حتى تتاح لها فرص اللحاق بالعالم المتقدم.
إن صحافة الأفكار كما نرى، هي الصحافة الحقيقية، و ليس صحافة الأخبار السريعة، و قد مرّت الصحافة عبر مراحلها بأنواع كثيرة من اصناف الكتابة الصحفية، فهناك صحافة الاثارة، و ثمة الصحافة الصفراء، و غيرها الصحافة الفضائحية او صحافة التسقيط و الابتزاز و ما شابه، و لكن كل هذه الانواع و المشابهة لها لا تعدو كونها صحافة استهلاك عابرة، لا يمكن ان تترك أثرها الجيد على المجتمع، و لا يمكن أن تسهم في صناعة عقول منتجة للافكار، علما أننا نتفق وفقا للتجارب و الشواهد الدامغة، أن الافكار هي السبب الرئيس و الأول في تطوّر الانسان و المجتمعات، و عندما يضمحل الفكر يضمحل الفرد و المجتمع.
من هنا كانت (شبكة النبأ المعلوماتية) و لا تزال تنتهج مبدأ الصحافة الفكرية، و صناعة صحافة الرأي، كما أكد على ذلك الكاتب المعروف الأكاديمي في الاعلام الدكتور كامل القيم، الذي أكد في إحدى الحلقات النقاشية التي عقدتها مؤسسة النبأ للثقافة و الاعلام مؤخرا، على أننا (بأقصى الحاجة الى الصحافة الفكرية و صحافة الرأي)، و أثنى القيّم على شبكة النبأ المعلوماتية و دورها في بث و ترويج الصحافة التي تبث الافكار و تسهم في نشرها و إيصالها الى العقول كافة، المتخصصة منها أو العامة.
لذلك فإن الصحافة الحقيقية هي التي تحلل و تحاور و تناقش، و من ثم تقرأ و تستكشف ما وراء السطور، و ما يدور في الكواليس، من خطوات و عمليات تتعلق بالسياسة و سواها، و تحاول بكل السبل أن تضع الانسان و القارئ بكل مستوياته امام التحديات وجها لوجه، حتى تستفزه للقيام بدوره في التفكير و تحريك الرأي العام حول قضية ما من القضايا التي يعج بها واقعنا المأزوم و الممتلئ بالتعقيد على الأصعدة كافة، و هذا هو بالضبط دور موقع شبكة النبأ المعلوماتية التي لم تترك شاردة و واردة إلا و تابعتها و ألقت الضوء عليها بطريقة التفكير و التقصي، و ليس بطريقة العرض الخبري السريع لينتهي كل شيء بنهاية الخبر.
و طالما أننا شعوب و مجتمعات لا تزال تعاني من قضية التأخّر، فإن السبيل الأكثر قدرة على دفعنا الى امام هو الفكر، و لذلك اذا نهضنا بالصحافة الفكرية و أعطيناها الدور الذي يناسب حجمها و تأثيرها في الاوساط المستهدَفة، فإننا نكون قد وضعنا خطواتنا في السكة الصحيحة و الجادة الصواب، و هذا بالضبط هو دور صحافة الافكار، حيث صناعة الرأي و تعميق الفكر يشكل هدفا أساسيا لها.
و لعل الحجب الذي يتعرض له هذا الموقع من بعض الدول الاسلامية و العربية، يؤكد هذا المنهج الذي يعتمده هذا الموقع في اثارة بركة الافكار الساكنة لدى القراء و تحريكها، بما يتناسب و الدور الصحفي الريادي الهادف الى تثوير الافكار و رفع مستوى مجتمعاتنا و شعوبنا، لكي تكون قادرة على محاسبة الحكومات التي تقصّر معها، أو تتجاوز على حقوقها، فالعالم اليوم لم يعد عالم حكام متجبرين، او عالم حكومات فاسدة، إنه عالم الشعوب المتحررة القادرة على التفكير و صناعة الرأي المضاد لكل من يقف بالضد من تطلعاتها.
هذه هي السياسة الفكرية الصحفية لموقع شبكة النبأ المعلوماتية، و هذا هو هدف المؤسسة الام (مؤسسة النبأ للثقافة و الاعلام) التي تسعى على نحو مستمر و متصاعد، لصحافة تطور الفكر، و تصنع الرأي الضاغط، كون هذا الاسلوب الاعلام أثبت قدرته على نقل شعوب و مجتمعات و دول كثيرة، من مستوى رديء متدنٍ، الى مستوى الارتقاء الذي يليق بالانسان.
.......
2015-2-3
شبكة النبأ المعلوماتية