مقتل السياح في مصر يحرج القاهرة سياسيا
حادثة مقتل سياح مكسيكيين في صحراء مصر الغربية وضعت القاهرة في حالة حرج سياسي، كما أنها قد تشكل ضربة كبيرة للسياحة في مصر.
قصف القافلة السياحية في صحراء مصر الغربية، الذي أدى إلى مقتل 12 شخصا وجرح عشرة آخرين، أصاب الحكومة المصرية بحالة من الحرج السياسي، خاصة بعد الإدانة الشديدة التي أصدرتها الحكومة المكسيكية إثر مقتل رعاياها وتوجه وزيرة الخارجية كلوديا ماسي إلى القاهرة لمتابعة التحقيقات.
و كانت مصادر أمنية مصرية قد ذكرت أن الفوج السياحي المؤلف من 22 فرداً غيّر مسار الرحلة المقررة و دخل في الصحراء و أوقف مركباته الأربع لإعداد طعام قرب الواحات البحرية، و هي موقع سياحي معروف، قبل أن تهاجمه القوات المسلحة ظنا منها أن القافلة تابعة لإرهابيين.
و قال ناجون إن المجموعة السياحية قصفت بطائرات حربية و طائرات هليكوبتر، و أضافوا أن بعض أعضاء الفوج حاولوا الإفلات من إطلاق النار من الجو لكن قوات برية أطلقت عليهم النار.
و قال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية إلهامي الزيات لرويترز إن "المنطقة هناك محظورة، و الشركة أخطأت بأخذها السائحين إلى تلك المنطقة دون الحصول على إذن".
كما صرح رئيس نقابة المرشدين السياحين حسن النحلة "أنه و على الرغم من خطر المنطقة فيما يبدو، فإنه لا توجد أي علامات تحذيرية على امتداد الطريق الصحراوي، و الهجوم وقع على الرغم من أن حارسا من شرطة السياحة و الآثار كان مرافقا للقافلة السياحية".
"مسارات الرحلة لم تتغير"
و فيما وصفت وزارة الداخلية المصرية الهجوم بأنه حادث، ملقية باللوم على السياح الذين دخلوا منطقة أمنية دون تصريح حكومي بذلك، فنّد أحد موظفي الشركة السياحية في حديث هاتفي مع DW كلام الوزارة المصرية معتبراً أن "الحكومة المصرية تحاول إيجاد كبش فداء للتهرب من مسؤوليتها".
و أكد الموظف، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن مكتب الشركة السياحية حاز على جميع "الأوراق اللازمة" التي تؤهله للسفر.
كما رافق الرحلة أحد أفراد الشرطة السياحية، و أضاف الموظف: الرحلة التزمت بمسارها "دون تغيير"، كما أن سيارات الشركة كانت معرّفة و حملت على جهاتها الأربع ملصقات كبيرة تحمل اسم المكتب السياحي. بالإضافة إلى ذلك كانت حقائب السياح موضوعة على الجزء العلوي من السيارة و كان يمكن للجميع مشاهدته.
أحد المرشدين السياحيين، الذي رفض الكشف عن اسمه أيضا، أكد كلام الشركة السياحية.
و قال لـ DWإن دخول المنطقة الأمنية لم يكن ليحدث لولا وجود تصريح بذلك. كما أنه كان من المطلوب أن يرافق القافلة أحد أفراد الأمن.
و اعتبر المرشد أن ما حدث من قصف للقافلة السياحية يحمل في طياته تصوراً واحداً و هو الأكثر احتمالا لتفسير ما حدث. و هو أن "تصريح دخول المنطقة الخاص بالقافلة السياحية لم برسل بالوقت المناسب للجهات المعنية، و هو ما أدى إلى عدم وصول المعلومات للجيش".
و تابع المرشد "يبدو أن الجيش لم يعرف عن موضوع القافلة، و أن الأمر نابع عن الإهمال". و نشرت صحيفة الأهرام المصرية أخباراً تؤيد هذه الأقوال، فيما أدان الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو الحادث في تغريدة له على تويتر و طالب بفتح تحقيق عاجل لتوضيح ملابسات الحادث.
ثغرة الحدود مع ليبيا
و تواجه الحكومة المصرية منذ سنوات جماعات إسلامية مسلحة و خاصة في منطقة شمال سيناء و التي تعتبر مركزاً لتواجد الجهاديين المتشددين، كما أن بعض هذه الجماعات أعلنت انضمامها لتنظيم "الدولة الإسلامية".
و تخوض القوات العسكرية المصرية منذ أشهر طويلة اشتباكات مع متشددين في صحراء مصر الغربية، الذين يستغلون الأراضي الليبية المجاورة كأماكن تقهقر للهرب و الاختباء من هجوم القوات المصرية. و حاليا تتنازع حكومتان السيطرة على الأراضي الليبية.
و بالرغم من أن أطراف النزاع قد وقعت على اتفاقية سلام تحت رعاية الأمم المتحدة، إلا أن هذه الاتفاقية لا زال ينقصها توقيع أحد الأطراف القوية الإسلامية في البلاد و هو حزب "المؤتمر الوطني العام". كما يطالب قادة محليين ليبيين بمناصب سيادية، و ذلك لدورهم الذي ساهم في إسقاط الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
و منذ انهيار مؤسسات الدولة الليبية، استغل الجهاديون، و من بينهم تنظيم "الدولة الإسلامية" هذا الضعف من أجل فرض قوتهم و تحقيق أهدافهم في ليبيا.
كما أن تنظيم "الدولة الإسلامية" و في مطلع كانون الثاني/ يناير من العام الحالي قام بخطف و إعدام 21 عاملا من الأقباط المصريين. لهذه الأسباب و غيرها يبدو أن القافلة السياحية المكسيكية اعتُبرت أحد الأهداف العسكرية عن طريق الخطأ. من هو المسؤول عن هذا الخطأ و كيف حدث؟ هذا ما سيتم كشفه عن طريق لجان التحقيق التي شكلت و التي باشرت التحقيق بالحادث.
.......
15.09.2015
موقع صوت ألمانيا
حادثة مقتل سياح مكسيكيين في صحراء مصر الغربية وضعت القاهرة في حالة حرج سياسي، كما أنها قد تشكل ضربة كبيرة للسياحة في مصر.
قصف القافلة السياحية في صحراء مصر الغربية، الذي أدى إلى مقتل 12 شخصا وجرح عشرة آخرين، أصاب الحكومة المصرية بحالة من الحرج السياسي، خاصة بعد الإدانة الشديدة التي أصدرتها الحكومة المكسيكية إثر مقتل رعاياها وتوجه وزيرة الخارجية كلوديا ماسي إلى القاهرة لمتابعة التحقيقات.
و كانت مصادر أمنية مصرية قد ذكرت أن الفوج السياحي المؤلف من 22 فرداً غيّر مسار الرحلة المقررة و دخل في الصحراء و أوقف مركباته الأربع لإعداد طعام قرب الواحات البحرية، و هي موقع سياحي معروف، قبل أن تهاجمه القوات المسلحة ظنا منها أن القافلة تابعة لإرهابيين.
و قال ناجون إن المجموعة السياحية قصفت بطائرات حربية و طائرات هليكوبتر، و أضافوا أن بعض أعضاء الفوج حاولوا الإفلات من إطلاق النار من الجو لكن قوات برية أطلقت عليهم النار.
و قال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية إلهامي الزيات لرويترز إن "المنطقة هناك محظورة، و الشركة أخطأت بأخذها السائحين إلى تلك المنطقة دون الحصول على إذن".
كما صرح رئيس نقابة المرشدين السياحين حسن النحلة "أنه و على الرغم من خطر المنطقة فيما يبدو، فإنه لا توجد أي علامات تحذيرية على امتداد الطريق الصحراوي، و الهجوم وقع على الرغم من أن حارسا من شرطة السياحة و الآثار كان مرافقا للقافلة السياحية".
"مسارات الرحلة لم تتغير"
و فيما وصفت وزارة الداخلية المصرية الهجوم بأنه حادث، ملقية باللوم على السياح الذين دخلوا منطقة أمنية دون تصريح حكومي بذلك، فنّد أحد موظفي الشركة السياحية في حديث هاتفي مع DW كلام الوزارة المصرية معتبراً أن "الحكومة المصرية تحاول إيجاد كبش فداء للتهرب من مسؤوليتها".
و أكد الموظف، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن مكتب الشركة السياحية حاز على جميع "الأوراق اللازمة" التي تؤهله للسفر.
كما رافق الرحلة أحد أفراد الشرطة السياحية، و أضاف الموظف: الرحلة التزمت بمسارها "دون تغيير"، كما أن سيارات الشركة كانت معرّفة و حملت على جهاتها الأربع ملصقات كبيرة تحمل اسم المكتب السياحي. بالإضافة إلى ذلك كانت حقائب السياح موضوعة على الجزء العلوي من السيارة و كان يمكن للجميع مشاهدته.
أحد المرشدين السياحيين، الذي رفض الكشف عن اسمه أيضا، أكد كلام الشركة السياحية.
و قال لـ DWإن دخول المنطقة الأمنية لم يكن ليحدث لولا وجود تصريح بذلك. كما أنه كان من المطلوب أن يرافق القافلة أحد أفراد الأمن.
و اعتبر المرشد أن ما حدث من قصف للقافلة السياحية يحمل في طياته تصوراً واحداً و هو الأكثر احتمالا لتفسير ما حدث. و هو أن "تصريح دخول المنطقة الخاص بالقافلة السياحية لم برسل بالوقت المناسب للجهات المعنية، و هو ما أدى إلى عدم وصول المعلومات للجيش".
و تابع المرشد "يبدو أن الجيش لم يعرف عن موضوع القافلة، و أن الأمر نابع عن الإهمال". و نشرت صحيفة الأهرام المصرية أخباراً تؤيد هذه الأقوال، فيما أدان الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو الحادث في تغريدة له على تويتر و طالب بفتح تحقيق عاجل لتوضيح ملابسات الحادث.
ثغرة الحدود مع ليبيا
و تواجه الحكومة المصرية منذ سنوات جماعات إسلامية مسلحة و خاصة في منطقة شمال سيناء و التي تعتبر مركزاً لتواجد الجهاديين المتشددين، كما أن بعض هذه الجماعات أعلنت انضمامها لتنظيم "الدولة الإسلامية".
و تخوض القوات العسكرية المصرية منذ أشهر طويلة اشتباكات مع متشددين في صحراء مصر الغربية، الذين يستغلون الأراضي الليبية المجاورة كأماكن تقهقر للهرب و الاختباء من هجوم القوات المصرية. و حاليا تتنازع حكومتان السيطرة على الأراضي الليبية.
و بالرغم من أن أطراف النزاع قد وقعت على اتفاقية سلام تحت رعاية الأمم المتحدة، إلا أن هذه الاتفاقية لا زال ينقصها توقيع أحد الأطراف القوية الإسلامية في البلاد و هو حزب "المؤتمر الوطني العام". كما يطالب قادة محليين ليبيين بمناصب سيادية، و ذلك لدورهم الذي ساهم في إسقاط الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
و منذ انهيار مؤسسات الدولة الليبية، استغل الجهاديون، و من بينهم تنظيم "الدولة الإسلامية" هذا الضعف من أجل فرض قوتهم و تحقيق أهدافهم في ليبيا.
كما أن تنظيم "الدولة الإسلامية" و في مطلع كانون الثاني/ يناير من العام الحالي قام بخطف و إعدام 21 عاملا من الأقباط المصريين. لهذه الأسباب و غيرها يبدو أن القافلة السياحية المكسيكية اعتُبرت أحد الأهداف العسكرية عن طريق الخطأ. من هو المسؤول عن هذا الخطأ و كيف حدث؟ هذا ما سيتم كشفه عن طريق لجان التحقيق التي شكلت و التي باشرت التحقيق بالحادث.
.......
15.09.2015
موقع صوت ألمانيا