فرصة الشباب...في الحياة.
إنّ أهم فرصة بعد فرصة الحياة هي فرصة الشباب وبالرغم من أنّ هذه الفرصة هي
جزء من فرصة الحياة الكبرى، إلاّ إنها تعتبر صفوة حياة الإنسان، فهي من
جهة تحتوي على كل عناصر الفرص الأخرى من الفراغ والقوة والنشاط ومن جهة
أخرى فان موقف الإنسان من هذه الفرصة يحدد شكل حياته في المستقبل.
ولكن هل يقدّر الإنسان أهمية فرصة الشباب؟ القليل فقط يدركون قيمة مرحلة
الشباب، وقد لا يكون هناك شخص واحد يستطيع أن يشعر بأهمية هذه الفرصة عندما
يعيش فيها، أما بعد أن يفقد شبابه فانه حتما يندم على تفريطه وتقصيره،
لذلك جاء في الأثر:"شيئان لا يعرف فضلهما إلا من فقدهما: الشباب والعافية".
وقد يكون اكبر خطأ يرتكبه الإنسان تجاه الفرص التي يواجهها في الحياة هو
عدم تقديرها، لان هذا الإهمال يؤدي إلى ضياع الفرصة دون الاستفادة منها،
وينشأ هذا النوع من عدم التقدير والإهمال من نقطة تفكير خاطئة هي التصور
بأن الفرصة باقية.. لا تنتهي، إن عدم إدراك عنصر الزوال والانتهاء في الفرص
هو الذي يؤدي إلى التماهل في استغلالها.
وفرصة الشباب تنتهي كأية فرصة أخرى في الحياة، إنها تزول ببطء ولكن بسرعة
فإن الشاب يتصور نفسه شاباً دائماً، فلا يدع لنفسه مجالاً للتفكير بأنه سوف
يفقد قوة الشباب وحيويته وينتقل بحكم الضرورة إلى مرحلة الشيخوخة حيث لا
قوة ولا حيوية ولا نشاط.
وبهذا الصدد يقول الإمام علي : "ما أقرب الشيب إلى الشباب"!
ولكن ما ابعد الشباب عن مثل هذا التفكير!
والحقيقة إن الإنسان لا يدرك قيمة النعمة عندما يكون غارقاً فيها، ويدرك
هذه القيمة، فقط عندما يفقدها. ولكي يقدّر الإنسان فرصة الشباب، عليه أن
يضع أمام نفسه الحقائق التالية:
1ــ الشباب مرحلة من مراحل عمر الإنسان وهي كبقية المراحل تزول بشكل سريع.
2ــ الشباب هو افضل مرحلة من مراحل العمر، فمرحلة الطفولة ليست إلا مقدمة
لمرحلة الشباب لان الإنسان لا يملك فيها أية قدرات عقلية أو جسدية قابلة
للاستثمار، ومرحلة الشيخوخة هي مرحلة النكس والرجوع إلى ضعف الطفولة
وهوانها. يقول تعالى: "الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من ضعف قوة ثم جعل
بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير".
على هذا الأساس ينبغي أن يقدّر الإنسان فرصة الشباب ويستغلها، ليس فقط من
اجل الدنيا وحدها ولكن من اجل الدنيا والآخرة معاً.
وينبغي أن نعرف أن نعمة الشباب وراؤها مسؤولية ومحاسبة، فالذي يستغل هذه
النعمة في الحرام والإجرام سيعاقب اشد العقاب، اما في سبيل الحق والخير
والصلاح فيثاب احسن الثواب وبهذا الخصوص يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه و سلم): "إن العبد
لا تزول قدماه يوم القيامة حتى يسال عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم
ابلاه؟!".
كما قال الشاعر:
ذهب الشباب فما له من عودة
واتى المشيب فأين منه المهرب؟
دع عنك ما قد فات في زمن الصبا
واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب.
واخش مناقشة الحساب فانه
لا بد يحصى ما جنيت ويكتب.
لم ينسه الملكان حين نسيته
بل أثبتاه وأنت لاه تلعب.
البلاغ
إنّ أهم فرصة بعد فرصة الحياة هي فرصة الشباب وبالرغم من أنّ هذه الفرصة هي
جزء من فرصة الحياة الكبرى، إلاّ إنها تعتبر صفوة حياة الإنسان، فهي من
جهة تحتوي على كل عناصر الفرص الأخرى من الفراغ والقوة والنشاط ومن جهة
أخرى فان موقف الإنسان من هذه الفرصة يحدد شكل حياته في المستقبل.
ولكن هل يقدّر الإنسان أهمية فرصة الشباب؟ القليل فقط يدركون قيمة مرحلة
الشباب، وقد لا يكون هناك شخص واحد يستطيع أن يشعر بأهمية هذه الفرصة عندما
يعيش فيها، أما بعد أن يفقد شبابه فانه حتما يندم على تفريطه وتقصيره،
لذلك جاء في الأثر:"شيئان لا يعرف فضلهما إلا من فقدهما: الشباب والعافية".
وقد يكون اكبر خطأ يرتكبه الإنسان تجاه الفرص التي يواجهها في الحياة هو
عدم تقديرها، لان هذا الإهمال يؤدي إلى ضياع الفرصة دون الاستفادة منها،
وينشأ هذا النوع من عدم التقدير والإهمال من نقطة تفكير خاطئة هي التصور
بأن الفرصة باقية.. لا تنتهي، إن عدم إدراك عنصر الزوال والانتهاء في الفرص
هو الذي يؤدي إلى التماهل في استغلالها.
وفرصة الشباب تنتهي كأية فرصة أخرى في الحياة، إنها تزول ببطء ولكن بسرعة
فإن الشاب يتصور نفسه شاباً دائماً، فلا يدع لنفسه مجالاً للتفكير بأنه سوف
يفقد قوة الشباب وحيويته وينتقل بحكم الضرورة إلى مرحلة الشيخوخة حيث لا
قوة ولا حيوية ولا نشاط.
وبهذا الصدد يقول الإمام علي : "ما أقرب الشيب إلى الشباب"!
ولكن ما ابعد الشباب عن مثل هذا التفكير!
والحقيقة إن الإنسان لا يدرك قيمة النعمة عندما يكون غارقاً فيها، ويدرك
هذه القيمة، فقط عندما يفقدها. ولكي يقدّر الإنسان فرصة الشباب، عليه أن
يضع أمام نفسه الحقائق التالية:
1ــ الشباب مرحلة من مراحل عمر الإنسان وهي كبقية المراحل تزول بشكل سريع.
2ــ الشباب هو افضل مرحلة من مراحل العمر، فمرحلة الطفولة ليست إلا مقدمة
لمرحلة الشباب لان الإنسان لا يملك فيها أية قدرات عقلية أو جسدية قابلة
للاستثمار، ومرحلة الشيخوخة هي مرحلة النكس والرجوع إلى ضعف الطفولة
وهوانها. يقول تعالى: "الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من ضعف قوة ثم جعل
بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير".
على هذا الأساس ينبغي أن يقدّر الإنسان فرصة الشباب ويستغلها، ليس فقط من
اجل الدنيا وحدها ولكن من اجل الدنيا والآخرة معاً.
وينبغي أن نعرف أن نعمة الشباب وراؤها مسؤولية ومحاسبة، فالذي يستغل هذه
النعمة في الحرام والإجرام سيعاقب اشد العقاب، اما في سبيل الحق والخير
والصلاح فيثاب احسن الثواب وبهذا الخصوص يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه و سلم): "إن العبد
لا تزول قدماه يوم القيامة حتى يسال عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم
ابلاه؟!".
كما قال الشاعر:
ذهب الشباب فما له من عودة
واتى المشيب فأين منه المهرب؟
دع عنك ما قد فات في زمن الصبا
واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب.
واخش مناقشة الحساب فانه
لا بد يحصى ما جنيت ويكتب.
لم ينسه الملكان حين نسيته
بل أثبتاه وأنت لاه تلعب.
البلاغ