البنت...شمعة في درب الحياة
علي كريم الخويلدي
إن الحديث عن الأبناء كالحديث عن الزهور الندية، وسواء كانوا ذكور أو أناثا
فهم بدون شك فلذات الأكباد..
وكم تسعد العائلة- وخاصة الأم- عندما تسمع بكاء طفلها.. فمن صوت بكاء الطفل
تنطلق الزغاريد فرحا لقدوم مولود جديد للأسرة.
ولكن ثمة مفاهيم لا اساس لها من الدين مازالت تتحكم في عقول الكثير من
الأبناء، إذ هناك من الرجال- خاصة- من يحبذ انجاب الذكور دون الأناث، لأن
الذكر بالنسبة لهم رجل المستقبل وسيحمل اسم العائلة، هو الذي سيحمل
المسؤولية ويتحمل كافة اعباء حياة الأسرة..
وبالتالي يكون تفضيله على الأنثى على هذا الأساس!! ولكن مهما تعددت الآراء
ووجهات النظر في موضوع انجاب الذكور والاناث، فسيبقى كل هذا مجرد قناعات
شخصية ومجرد امنيات أو رغبات خاصة، فليس هناك في الإسلام ما يجعلنا نقول ان
الذكر أفضل من الأنثى والعكس، فالأولاد- ذكورا وأناثا- نعمة من الله يجب
المحافظة عليها ورعايتها وشكر الباري عليها بحسن التربية والحنان، وقد
علمنا الرسول الكريم (ص) (من كانت له انثى فلم يهنها ولم يؤثر ولده عليها
ادخله الله الجنة) فأي امنية اعظم من دخول الجنة؟!!
والإسلام عندما عالج هذا الأمر بقوله تعالى (وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب
قتلت) كان ذلك ردا صريحا على أولئك المجانين الذين كثيرا ماأسءو للمرأة في
الجاهلية العمياء وإنجاب البنات عندهم عار وسوء!!
ومن المؤسف حقا اننا نحن اليوم مازال فينا وبيننا من ينزعج ويحزن عندما
تنجب له زوجته بنتا، والغريب في الأمر ان هناك من الأمهات من تفضلن الذكور
على الاناث، فمنهن من ترى في انجاب الولد ارضاءا للزوج واستدامة للمحبة
والعشرة، وفي كل هذا نجهدها عند الحمل تعيش حالة نفسية مضطربة وهي تترقب
مولودا الجديد، في مقابل هذا نجد الكثير من الآباء والأمهات يسعدون بكل ما
اعطى الله، فالذكور والاناث عندهم سواء ولافرق بينهم، لأن الله تعالى قدم
تلك المساواة العامة في الإنسانية بين الاناث والذكور.. والله سبحانه وحده
الذي يعطي لمن يشاء ذكورا ويهب لمن يشاء اناثا..
ومع كل هذا يبقى لنا أن
نقول: لماذا نفرق بين البنت والولد والكل عند الله سواء في الدارين؟
فما
نشاهده اليوم في واقعنا يجعلنا في أكثر الأحيان نفضل البنات على الأولاد،
لأن البنت أكثر استجابة من الولد في ساعات الضيق ولأن الأباء يجدون فيها-
خاصة عندما يكبرون- القلب العطوف الحنون ويكفينا فخرا وعزة ان الله سبحانه
جعل البنات مفاتيح الجنة، إذا أحسنا تربيتهن وتعليمهن واعدادهن للحياة..
ومن الزهور اليانعة تتولد المعجزات.
البلاغ