أريد أن أكون تلفازاً
أ.د.محمود نديم نحاس
....
طلبت المعلمة من طلبتها في المدرسة الابتدائية أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يريدون.و بعد العودة إلى منزلها جلست تقرأ ما
كتبوا فأثار عاطفتها موضوع فدمعت عيناها.
و صادف ذلك دخول زوجها البيت،فسألها: ما يبكيكِ يا حبيبتي؟
فقالت: موضوع التعبير الذي كتبه أحد الطلبة.
اقرأه بنفسك! فأخذ يقرأ:
إلهي،أسألك هذا المساء طلباً خاصاً جداً! اجعلني تلفازاً! فأنا أريد أن أحل محله! أريد أن أعيش مثله! لأحتل مكاناً خاصاً في المنزل! فتتحلَّق
أسرتي حولي! و يأخذون كلامي مأخذ الجد! و أصبح مركز اهتمامهم،فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة.
أريد أن أتلقى العناية التي يتلقاها التلفاز حتى عندما لا يعمل،أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل،حتى و هو تَعِب،و أريد من أمي أن ترغب فيَّ حتى و هي منزعجة أو حزينة،و أريد من إخوتي و أخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي.
أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً كل حين،لتقضي بعض الوقت معي! و أخيراً و ليس آخراً،أريد منك يا إلهي أن تجعلني أستطيع إسعادهم و أن أرفِّه عنهم جميعاً.
يا ربِّ إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي تلفاز.
انتهى الزوج من القراءة فقال: يا إلهي،إنه فعلاً طفل مسكين ما أسوأ أبويه،فبكت المعلمة مرة أخرى و قالت: إنه الموضوع الذي كتبه ولدنا.
و قد تذكرت ذاك البروفسور الإنجليزي الذي لم يدخل التلفاز بيته،و لما سألناه عن السبب قال: لأن التلفاز يفرض رأيه علينا،و لا يسمح لنا بأن
نناقشه،و ينغص حياتنا الاجتماعية.
هناك مؤسسات غربية آلت على نفسها العمل على ترشيد استخدام التلفاز،و توعية الوالدين بآثاره السلبية على صحة و نمو الأطفال،إنهم يريدون أن يقولوا
للناس: إنكم تشاهدون التلفاز أكثر مما ينبغي،و يقدمون لهم بدائل عن مشاهدته،كالقيام بأنشطة هادفة لتشغيل عقولهم بدلا من البقاء كالببغاوات التي تردد ما يقوله التلفاز و تعده مصدر المعرفة الوحيد.
إذ لابد من تنويع مصادر المعلومات،كالقراءة و الكتابة،و النظر في الكون،و التجربة و الملاحظة،و العيش مع الأسرة في أنشطة اجتماعية جماعية حتى لا يتقوقع الفرد حول نفسه.
إنهم يدعون الناس إلى تعزيز العلاقات الإيجابية العاطفية و الروحية و الاجتماعية داخل الأسرة و المجتمع المحلي،و يحثون على إعادة التفكير في دور التلفاز،و تقييم تأثيره على الطلاب و المعلمين،و الأطفال و الآباء،و الأفراد و الجماعات،و تحديد هدف استخدامه: فهل هو للترفيه،أم لقضاء الوقت،أم للثقافة؟
و من الطرائف رسالة وجهها رجل إلى زوجته عن كيفية التعايش في البيت خلال فترة كأس العالم،حيث أعلمها أن التلفاز له وحده و عليها أن تلزم الصمت طوال المدة!
.........
موقع أمهات بلا حدود
....
طلبت المعلمة من طلبتها في المدرسة الابتدائية أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يريدون.و بعد العودة إلى منزلها جلست تقرأ ما
كتبوا فأثار عاطفتها موضوع فدمعت عيناها.
و صادف ذلك دخول زوجها البيت،فسألها: ما يبكيكِ يا حبيبتي؟
فقالت: موضوع التعبير الذي كتبه أحد الطلبة.
اقرأه بنفسك! فأخذ يقرأ:
إلهي،أسألك هذا المساء طلباً خاصاً جداً! اجعلني تلفازاً! فأنا أريد أن أحل محله! أريد أن أعيش مثله! لأحتل مكاناً خاصاً في المنزل! فتتحلَّق
أسرتي حولي! و يأخذون كلامي مأخذ الجد! و أصبح مركز اهتمامهم،فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة.
أريد أن أتلقى العناية التي يتلقاها التلفاز حتى عندما لا يعمل،أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل،حتى و هو تَعِب،و أريد من أمي أن ترغب فيَّ حتى و هي منزعجة أو حزينة،و أريد من إخوتي و أخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي.
أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً كل حين،لتقضي بعض الوقت معي! و أخيراً و ليس آخراً،أريد منك يا إلهي أن تجعلني أستطيع إسعادهم و أن أرفِّه عنهم جميعاً.
يا ربِّ إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي تلفاز.
انتهى الزوج من القراءة فقال: يا إلهي،إنه فعلاً طفل مسكين ما أسوأ أبويه،فبكت المعلمة مرة أخرى و قالت: إنه الموضوع الذي كتبه ولدنا.
و قد تذكرت ذاك البروفسور الإنجليزي الذي لم يدخل التلفاز بيته،و لما سألناه عن السبب قال: لأن التلفاز يفرض رأيه علينا،و لا يسمح لنا بأن
نناقشه،و ينغص حياتنا الاجتماعية.
هناك مؤسسات غربية آلت على نفسها العمل على ترشيد استخدام التلفاز،و توعية الوالدين بآثاره السلبية على صحة و نمو الأطفال،إنهم يريدون أن يقولوا
للناس: إنكم تشاهدون التلفاز أكثر مما ينبغي،و يقدمون لهم بدائل عن مشاهدته،كالقيام بأنشطة هادفة لتشغيل عقولهم بدلا من البقاء كالببغاوات التي تردد ما يقوله التلفاز و تعده مصدر المعرفة الوحيد.
إذ لابد من تنويع مصادر المعلومات،كالقراءة و الكتابة،و النظر في الكون،و التجربة و الملاحظة،و العيش مع الأسرة في أنشطة اجتماعية جماعية حتى لا يتقوقع الفرد حول نفسه.
إنهم يدعون الناس إلى تعزيز العلاقات الإيجابية العاطفية و الروحية و الاجتماعية داخل الأسرة و المجتمع المحلي،و يحثون على إعادة التفكير في دور التلفاز،و تقييم تأثيره على الطلاب و المعلمين،و الأطفال و الآباء،و الأفراد و الجماعات،و تحديد هدف استخدامه: فهل هو للترفيه،أم لقضاء الوقت،أم للثقافة؟
و من الطرائف رسالة وجهها رجل إلى زوجته عن كيفية التعايش في البيت خلال فترة كأس العالم،حيث أعلمها أن التلفاز له وحده و عليها أن تلزم الصمت طوال المدة!
.........
موقع أمهات بلا حدود