طموحنا..بين السمو والضمور
* سعدية عباس
هل فكرت يوماً أن تصبح شيئاً ما في الحياة؟ هل امعنت النظر إلى بعيد دون أن
تقيد نفسك في حدود اللحظة الراهنة؟ وهل عملت بذلك التفكير وتقدمت خطوات
لتحقيق هدف رمته في حياتك؟
إن كان الجواب بالإيجاب، فأنت إنسان طموح حقاً، إذا أنّ الطموح مسألة ذاتية
تحفز الإنسان وتوحي له بالتطلع لتحقيق أهداف كبيرة وعليا في الحياة..
الا انّ الناس يتباينون ويختلفون في نسبة الطموح، وما يحملونه من تطلع...
فهناك أناس لا طموح لهم أساساً، وهؤلاء لا حديث لنا معهم فهم (كالأنعام بل
هم أضل سبيلاً) انّهم يحصرون أنفسهم داخل أطر ضيقة، ويعيشون لحظتهم دون أن
يفكروا بما وراءها فهم كالبهائم همها علفها وشغلها تقممها...
وهناك صنف آخر من الناس، يمتلكون طموحاً في الحياة، الا أن طموحهم هذا لا
يعدو أن يكون مثلاً الحصول على مكسب دنيوي بسيط، أو الحصول على عمل يدرُّ
عليهم ربحاً وفيراً... فهذا الطموح طموح متدني وبسيط، كأن يفكر الإنسان
المؤمن على سبيل المثال لا الحصر، في أن يعمل أعمال توصله إلى الجنة أيّة
جنة كانت، ولو كانت أقلهنّ مرتبة وفضلاً – إذ انّ الجنة درجات ومراتب – دون
أن يتعب نفسه للقيام بأعمال توصله إلى مصاف الأنبياء والعلماء وحسن أولئك
رفيقاً..
والصنف الثالث من الناس، هم أولئك الذين يمتلكون طموحاً رفيعاً وعلى مستوى
عالٍ، فهو لا يرضى لنفسه أن يبقى ضابطاً مغموراً ومهملاً في الجيش، بل يفكر
في قيادة العالم بأسره، كهتلر مثلاً الذي كان برتبة ضابط في الجيش
الألماني، الا أن طموحه كان طموحاً رفيعاً..
ويبقى الطموح متأرجحاً شدة وضعفاً بين السمو والإنحطاط تبعاً للخلفيات
الفكرية ونضوج الشخصية.
ولكن هناك طرق معيّنة نستطيع من خلالها تقوية الطموح الذي لا يزال في طور
الضمور والضعف من هذه الطرق هي:
1- معرفة أهداف الإنسان المراد تقوية
طموحه: فالطموح صفة محايدة، قد يملكها
إنسان شرير يطمح لتحقيق مآرب خبيثة وأهداف شيطانية، وقد يملكها إنسان صالح
يبتغي تحقيق أهداف خيّرة وإيمانية... لذا ينبغي معرفة أهداف الإنسان لكي
ندخل عن هذا الطريق ونحركه بذلك الإتجاه...
فالإنسان المسلم الذي يريد أن ينشر الإسلام بين عدد أكبر من الناس، نطلب
منه أن لا يكتفي بالصلاة لوحده، بل يكون إماماً للجماعة، بل يكون قائداً
وعلى مستوى قيادة أُمّة... فهو الطريق لأسلمة عدد كبير من الناس وهدايتهم
إلى سبيل الرشاد.
هذا على مستوى ديني وقيادي... وعلى صعيد فني مثلاً، يطب من رافع اثقال أو
أي رياضي آخر، أن لا يكتفي أن يكون بطلاً وطنياً، بل ينبغي أن يكون على
مستوى عالمي أيضاً...
2- دراسة حياة العظماء والصلحاء: إنّ هؤلاء العظماء لم يصلوا إلى ما وصلوا
إليه إلا بفضل طموحهم وهممهم العالية... فسلّم العظمة ليس كل شخص مؤهل
للإرتقاء إليه، وإنما أولئك الذين اتعبوا أنفسهم وأجهدوها للوصول إلى أقصى
الغايات ونيل الأمنيات، فدراسة مفردات حياتهم وتتبع آثارهم ينفعنا كثيراً
لإيصال طموحاتنا إلى أعلى المستويات.
3- خلق روح التنافس: من أجل أن تكون طموحاتنا سامية ورفيعة، ينبغي لنا أن
نبعث روح التنافس فيما بيننا، التنافس الحر والإيجابي والخالي من أي محتوى
جاهلي كالبغض والحسد وما أشبه.
4- توفير الأجواء المناسبة: التي تساعد على خلق روح الطموح من مكتبات...
نوادي... مختبرات وإلى آخره.. إذ تارة تكون الأجواء المساعدة موجودة
للإرتقاء بالطموحات الا أنّ الشخص ذاته لازال يملك طموحاً بسيطاً وهامشياً
لا يتناسب وحجم الإمكانيات المتوفرة والمتاحة له، وتارة أخرى قد يملك
الإنسان طموحاً عالياً وسامياً في الحياة، الا أنّ الإمكانيات غير متاحة له
مما يؤدي إلى تقليص طموحه واضمحلاله ومن ثمّ تلاشيه..
ومن العوامل الرئيسية التي ساعدت على إماتة روح الإبداع والطموح لدى أغلب
أبناء امتنا الإسلامية، هي عدم توفير الأجواء المناسبة من قبل المعنيين،
لنمو حالة النبوغ فأدى ذلك إلى تأخيرنا وتقهقرنا إلى الخلف، واصبحنا نُنادي
بإسم العالم الثالث، ويا لوصمة العار التي لحقت بنا!!
الا أنّ الأمل لا زال وطيداً، في ان تسترجع الأُمّة هويتها، وترتفع بطموحات
أبنائها، للوصول إلى العزة والكرامة... فبالطموح وحده نستطيع أن نخلق
جيلاً صالحاً وناجحاً في الحياة يتطلع بأمل لتحقيق أمنياته الغالية، ويحث
الخطى للوصول إلى الدرجات العلى والفوز بحياة فضلى وكريمة في ظل عقيدة
سمحاء، تشجعنا على أن نعتبر من الماضي، ونعيش الحاضر ونفكر في المستقبل،
ونتطلع إلى الأفق البعيد لتحديد المسار الصحيح في الحياة المتعرجة.
كثير من الناس لا يواجهون المشكلة بحكمه وتعقل، بل ينفعلون في مواجهتها مما
يزيد المشكلة تعقيداً.. والبعض الآخر يتازم نفسياً عند مواجهته لها، ويصاب
بعقدة نفسية جراء ذلك، ويصب على نفسه وقوداً حارقاً فيحترق هو قبل أن ينهي
المشكلة.
وقسم آخر من الناس يبحث عن مهرب يترك المشكلة وشأنها ويحاول أن ينساها
فيبحث عن منحدر وما شابه كل أولئك لا يتصفون بالعقل والحكمة في مواجهة
المشاكل وهنا عبر هذه الوريقة نسجل لكم قرائنا الأعزاء تجارب متنوعة وعديدة
ونحاول أن نقدم فيها شيئاً يتعلق بأمورهم الحياتية.
تجربة أسرية إجتماعية للمنزل للسفر وهناك حكمة تقول: "خير الناس مَن جمع
عقول الناس إلى عقله" وأخرى تقول: "في التجارب علم مستحدث، فاستفد من تجارب
غيرك".
جاء في الحديث: "يجيء الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام، أو
كالجبال الرواسي فيقول يا رب إني لي هذا ولم أعملها؟ فيقول هذا علمك الذي
علمته الناس يُعمل به من بعدك".
وجاء أيضاً: "أن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبداً إلى الله عزّ
وجلّ فاستجاب له وقبل منه وأطاع الله عزّ وجلّ فادخله الجنة، وأدخل الداعي
إلى النار يتركه علمه واتباعه هواه".
البلاغ
* سعدية عباس
هل فكرت يوماً أن تصبح شيئاً ما في الحياة؟ هل امعنت النظر إلى بعيد دون أن
تقيد نفسك في حدود اللحظة الراهنة؟ وهل عملت بذلك التفكير وتقدمت خطوات
لتحقيق هدف رمته في حياتك؟
إن كان الجواب بالإيجاب، فأنت إنسان طموح حقاً، إذا أنّ الطموح مسألة ذاتية
تحفز الإنسان وتوحي له بالتطلع لتحقيق أهداف كبيرة وعليا في الحياة..
الا انّ الناس يتباينون ويختلفون في نسبة الطموح، وما يحملونه من تطلع...
فهناك أناس لا طموح لهم أساساً، وهؤلاء لا حديث لنا معهم فهم (كالأنعام بل
هم أضل سبيلاً) انّهم يحصرون أنفسهم داخل أطر ضيقة، ويعيشون لحظتهم دون أن
يفكروا بما وراءها فهم كالبهائم همها علفها وشغلها تقممها...
وهناك صنف آخر من الناس، يمتلكون طموحاً في الحياة، الا أن طموحهم هذا لا
يعدو أن يكون مثلاً الحصول على مكسب دنيوي بسيط، أو الحصول على عمل يدرُّ
عليهم ربحاً وفيراً... فهذا الطموح طموح متدني وبسيط، كأن يفكر الإنسان
المؤمن على سبيل المثال لا الحصر، في أن يعمل أعمال توصله إلى الجنة أيّة
جنة كانت، ولو كانت أقلهنّ مرتبة وفضلاً – إذ انّ الجنة درجات ومراتب – دون
أن يتعب نفسه للقيام بأعمال توصله إلى مصاف الأنبياء والعلماء وحسن أولئك
رفيقاً..
والصنف الثالث من الناس، هم أولئك الذين يمتلكون طموحاً رفيعاً وعلى مستوى
عالٍ، فهو لا يرضى لنفسه أن يبقى ضابطاً مغموراً ومهملاً في الجيش، بل يفكر
في قيادة العالم بأسره، كهتلر مثلاً الذي كان برتبة ضابط في الجيش
الألماني، الا أن طموحه كان طموحاً رفيعاً..
ويبقى الطموح متأرجحاً شدة وضعفاً بين السمو والإنحطاط تبعاً للخلفيات
الفكرية ونضوج الشخصية.
ولكن هناك طرق معيّنة نستطيع من خلالها تقوية الطموح الذي لا يزال في طور
الضمور والضعف من هذه الطرق هي:
1- معرفة أهداف الإنسان المراد تقوية
طموحه: فالطموح صفة محايدة، قد يملكها
إنسان شرير يطمح لتحقيق مآرب خبيثة وأهداف شيطانية، وقد يملكها إنسان صالح
يبتغي تحقيق أهداف خيّرة وإيمانية... لذا ينبغي معرفة أهداف الإنسان لكي
ندخل عن هذا الطريق ونحركه بذلك الإتجاه...
فالإنسان المسلم الذي يريد أن ينشر الإسلام بين عدد أكبر من الناس، نطلب
منه أن لا يكتفي بالصلاة لوحده، بل يكون إماماً للجماعة، بل يكون قائداً
وعلى مستوى قيادة أُمّة... فهو الطريق لأسلمة عدد كبير من الناس وهدايتهم
إلى سبيل الرشاد.
هذا على مستوى ديني وقيادي... وعلى صعيد فني مثلاً، يطب من رافع اثقال أو
أي رياضي آخر، أن لا يكتفي أن يكون بطلاً وطنياً، بل ينبغي أن يكون على
مستوى عالمي أيضاً...
2- دراسة حياة العظماء والصلحاء: إنّ هؤلاء العظماء لم يصلوا إلى ما وصلوا
إليه إلا بفضل طموحهم وهممهم العالية... فسلّم العظمة ليس كل شخص مؤهل
للإرتقاء إليه، وإنما أولئك الذين اتعبوا أنفسهم وأجهدوها للوصول إلى أقصى
الغايات ونيل الأمنيات، فدراسة مفردات حياتهم وتتبع آثارهم ينفعنا كثيراً
لإيصال طموحاتنا إلى أعلى المستويات.
3- خلق روح التنافس: من أجل أن تكون طموحاتنا سامية ورفيعة، ينبغي لنا أن
نبعث روح التنافس فيما بيننا، التنافس الحر والإيجابي والخالي من أي محتوى
جاهلي كالبغض والحسد وما أشبه.
4- توفير الأجواء المناسبة: التي تساعد على خلق روح الطموح من مكتبات...
نوادي... مختبرات وإلى آخره.. إذ تارة تكون الأجواء المساعدة موجودة
للإرتقاء بالطموحات الا أنّ الشخص ذاته لازال يملك طموحاً بسيطاً وهامشياً
لا يتناسب وحجم الإمكانيات المتوفرة والمتاحة له، وتارة أخرى قد يملك
الإنسان طموحاً عالياً وسامياً في الحياة، الا أنّ الإمكانيات غير متاحة له
مما يؤدي إلى تقليص طموحه واضمحلاله ومن ثمّ تلاشيه..
ومن العوامل الرئيسية التي ساعدت على إماتة روح الإبداع والطموح لدى أغلب
أبناء امتنا الإسلامية، هي عدم توفير الأجواء المناسبة من قبل المعنيين،
لنمو حالة النبوغ فأدى ذلك إلى تأخيرنا وتقهقرنا إلى الخلف، واصبحنا نُنادي
بإسم العالم الثالث، ويا لوصمة العار التي لحقت بنا!!
الا أنّ الأمل لا زال وطيداً، في ان تسترجع الأُمّة هويتها، وترتفع بطموحات
أبنائها، للوصول إلى العزة والكرامة... فبالطموح وحده نستطيع أن نخلق
جيلاً صالحاً وناجحاً في الحياة يتطلع بأمل لتحقيق أمنياته الغالية، ويحث
الخطى للوصول إلى الدرجات العلى والفوز بحياة فضلى وكريمة في ظل عقيدة
سمحاء، تشجعنا على أن نعتبر من الماضي، ونعيش الحاضر ونفكر في المستقبل،
ونتطلع إلى الأفق البعيد لتحديد المسار الصحيح في الحياة المتعرجة.
كثير من الناس لا يواجهون المشكلة بحكمه وتعقل، بل ينفعلون في مواجهتها مما
يزيد المشكلة تعقيداً.. والبعض الآخر يتازم نفسياً عند مواجهته لها، ويصاب
بعقدة نفسية جراء ذلك، ويصب على نفسه وقوداً حارقاً فيحترق هو قبل أن ينهي
المشكلة.
وقسم آخر من الناس يبحث عن مهرب يترك المشكلة وشأنها ويحاول أن ينساها
فيبحث عن منحدر وما شابه كل أولئك لا يتصفون بالعقل والحكمة في مواجهة
المشاكل وهنا عبر هذه الوريقة نسجل لكم قرائنا الأعزاء تجارب متنوعة وعديدة
ونحاول أن نقدم فيها شيئاً يتعلق بأمورهم الحياتية.
تجربة أسرية إجتماعية للمنزل للسفر وهناك حكمة تقول: "خير الناس مَن جمع
عقول الناس إلى عقله" وأخرى تقول: "في التجارب علم مستحدث، فاستفد من تجارب
غيرك".
جاء في الحديث: "يجيء الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام، أو
كالجبال الرواسي فيقول يا رب إني لي هذا ولم أعملها؟ فيقول هذا علمك الذي
علمته الناس يُعمل به من بعدك".
وجاء أيضاً: "أن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبداً إلى الله عزّ
وجلّ فاستجاب له وقبل منه وأطاع الله عزّ وجلّ فادخله الجنة، وأدخل الداعي
إلى النار يتركه علمه واتباعه هواه".
البلاغ