كيف تجعل من عدوك صديقا لك
شبكة النبأ: لقد توصل الانسان منذ زمن بعيد الى ان حياته تقوم على مبدأ التوازن او التقابل بين الأضداد، وتوصل العلماء والفلاسفة الى ان جوهر النفس البشرية ينطوي على قطبيّ الخير والشر، وان الصراع بين هذين القطبين بدأ مع نشأة الانسان ولا ينتهي إلاّ بنهايته من الوجود، بمعنى آخر لو افترضنا ان الحياة خير مطلق لتحولت الى عالم آخر لعله يشبه (عالم الآخرة)، ولو أصبحت شرا مطلقا لتحولت الى عالم يشبه (الجحيم)، فالتوازن القائم بين قطبيّ الشر والخير والصراع الدائر بينهما هو ما يمثل طبيعة حياتنا الراهنة.
من هنا نشأت الصداقات والعداوات، حيث الصراع بين الشر والخير هو الذي يحكم حيثيات الحياة وتفاصيلها اللامحدودة، وطالما ان الانسان يبحث عن تحقيق النجاح في حياته، فعليه أن يتجنب العداوات او يعالحها وفق طرائق محددة، بمعنى آخر لا يتهرب من مواجهتها بل يحاول أن يحيّد سلطتها عليه، ولذلك عليه أن لا يصنع الاعداء، بل لعل الانسان الناجح هو ذلك الذي يحتفظ بأكبر عدد من الاصدقاء والمؤيدين والساندين له، ولكن هنا يبرز تساؤل جوهري، كيف يستطيع الانسان أن يحقق هذا الهدف؟...
وهنا يقول صاحب كتاب «كيف تكسب الأصدقاء؟!» (دايل كارنيجي): « أظهر ما استطعت من اهتمام بالناس، فهو ثروتك التي تزداد نموّاً كلّما أنفقت منها».
إذن على الانسان أن يتقن فن التعامل مع الآخرين، ليس بمعنى المراءاة والمصلحية النفعية غير المشروعة او ما يسميه البعض بـ البراغماتية التي تبحث عن النفع لا غير، بل من خلال صنع شبكة متوازنة من العلاقات ذات الطابع الانساني مع الآخرين، ولن يتحقق هذا من دون اتقان فن التعامل معهم.
وهنا يتساءل أحد الكتّاب:
هل أنّ الطريق إلى الشخصية الاسلامية الاجتماعية الجذّابة.. تلك التي تُحِبُّ وتُحَبُّ.. تحبّ الناس ويحبّها الناس.. سالكة؟!
بكلّ بساطة نقول: نعم.. ولكن!
وكلمة (ولكن) الاستدراكية كثيراً ما تقلب الصورة، لكنّها هنا مجرد تنبيه إلى أن الـ (نعم) تحتاج إلى جهد معين نبذله في طبيعة التعامل مع الآخرين حتّى نحسنه ونتقنه ونجيده، تماماً كما هو تعلّم أيّة مهارة من المهارات.
بمعنى آخر إننا بحاجة دائمة الى تفهم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم النفسية وغيرها، لدرجة اننا ينبغي أن نصل الى اسلوب (فني صادق) في التعامل مع الجميع من اجل تجنب العداء مع أي كان من الناس حتى الاعداء من بينهم، بمعنى انك مطالب بأن تكسب حتى اعدائك، ولكن كيف يتم ذلك؟.
ينقل عن الرئيس الاميركي الأسبق (ابراهام لنكولن) أن سيِّدة سمعته يثني على أعدائه، فسألته متعجّبة: أتخصّ بهذا الثّناء أعداء تسعى إلى تحطيمهم؟! فقال: أوَ لستُ أحطّمهم يا سيِّدتي حين أجعلهم أصدقائي؟!.
وقبل أن يكون (لنكولن) فقد تحرّك الأنبياء (عليهم السلام) وسيِّدهم النبيّ المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في اتِّجاه كسر عداوة الخصوم وإحالتهم إلى أصدقاء، وبهذا النهج أيضاً تحرّك الأئمّة والأولياء الصالحون، حتّى لقد تحوّل الكثير ممّن يحملون الضغينة في صدورهم إلى أصدقاء وأولياء يحملون الحبّ والولاء في قلوبهم لمن ناصبوهم العداوة والبغضاء.
إنّه مبدأ إنسانيّ عظيم ذاك الذي يواجه الإساءة بالإحسان، فهو إذ يصرع الإساءة فيجعلها ترفس كالذبيحة حتّى تلفظ أنفاسها، يرفع من قيمة المحسن إلى درجة العفوّ الغفور، وذلك خلق من أخلاق الله التي يجدر بنا كمسلمين أن نتخلّق بها.
فقد جاء في الحديث الشريف:« افعل الخير مع أهله ومع غير أهله، فإن لم يكن من أهله فأنت من أهله». بهذا الاُسلوب الأخلاقيّ الرفيع ينتقل أحدنا من درجة (العدوانيّ المحارب) إلى درجة الذين ينشدون الحبّ والخير والسلام للآخرين، والدرجة الاُولى قاتلة بينما الدرجة الثانية باعثة على الحياة.
إن هذا النهج السليم لن يتحقق لمن ينشده بسهولة ويسر ولن يتأتى له من فراغ، إنه ينبغي أن يدرب نفسه وقوله واخلاقه وقدراته على اسلوب ناجح كهذا لأنه يخوض في مجتمع متعدد الآراء والتقاليد ومتعدد الافعال ايضا، ولذلك سوف يجد من يحسده او يصبح عدوا له لأنه حقق نجاحا ما في حياته او جانبا ما منها، نعم نحن نعرف أن رضا الناس غاية لا تُدرك لكن يبقى الانسان هو صاحب القدرات الذاتية الكبيرة التي يمكن ان تجعل منه صديقا للجميع حتى لاعدائه.
شيء واحد يمكن أن يرضي الناس عنك، ويجعلهم يأنسون بك وتأنس بهم هو انصافهم من نفسك ومخالقتهم بخلُق حسن، وبهذا الفن الناجح من التعامل مع الناس تستطيع ان تكسب حتى اعدائك وتضيف نجاحات متجددة لنجاحك المتحقق أصلا.
شبكة النبأ: لقد توصل الانسان منذ زمن بعيد الى ان حياته تقوم على مبدأ التوازن او التقابل بين الأضداد، وتوصل العلماء والفلاسفة الى ان جوهر النفس البشرية ينطوي على قطبيّ الخير والشر، وان الصراع بين هذين القطبين بدأ مع نشأة الانسان ولا ينتهي إلاّ بنهايته من الوجود، بمعنى آخر لو افترضنا ان الحياة خير مطلق لتحولت الى عالم آخر لعله يشبه (عالم الآخرة)، ولو أصبحت شرا مطلقا لتحولت الى عالم يشبه (الجحيم)، فالتوازن القائم بين قطبيّ الشر والخير والصراع الدائر بينهما هو ما يمثل طبيعة حياتنا الراهنة.
من هنا نشأت الصداقات والعداوات، حيث الصراع بين الشر والخير هو الذي يحكم حيثيات الحياة وتفاصيلها اللامحدودة، وطالما ان الانسان يبحث عن تحقيق النجاح في حياته، فعليه أن يتجنب العداوات او يعالحها وفق طرائق محددة، بمعنى آخر لا يتهرب من مواجهتها بل يحاول أن يحيّد سلطتها عليه، ولذلك عليه أن لا يصنع الاعداء، بل لعل الانسان الناجح هو ذلك الذي يحتفظ بأكبر عدد من الاصدقاء والمؤيدين والساندين له، ولكن هنا يبرز تساؤل جوهري، كيف يستطيع الانسان أن يحقق هذا الهدف؟...
وهنا يقول صاحب كتاب «كيف تكسب الأصدقاء؟!» (دايل كارنيجي): « أظهر ما استطعت من اهتمام بالناس، فهو ثروتك التي تزداد نموّاً كلّما أنفقت منها».
إذن على الانسان أن يتقن فن التعامل مع الآخرين، ليس بمعنى المراءاة والمصلحية النفعية غير المشروعة او ما يسميه البعض بـ البراغماتية التي تبحث عن النفع لا غير، بل من خلال صنع شبكة متوازنة من العلاقات ذات الطابع الانساني مع الآخرين، ولن يتحقق هذا من دون اتقان فن التعامل معهم.
وهنا يتساءل أحد الكتّاب:
هل أنّ الطريق إلى الشخصية الاسلامية الاجتماعية الجذّابة.. تلك التي تُحِبُّ وتُحَبُّ.. تحبّ الناس ويحبّها الناس.. سالكة؟!
بكلّ بساطة نقول: نعم.. ولكن!
وكلمة (ولكن) الاستدراكية كثيراً ما تقلب الصورة، لكنّها هنا مجرد تنبيه إلى أن الـ (نعم) تحتاج إلى جهد معين نبذله في طبيعة التعامل مع الآخرين حتّى نحسنه ونتقنه ونجيده، تماماً كما هو تعلّم أيّة مهارة من المهارات.
بمعنى آخر إننا بحاجة دائمة الى تفهم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم النفسية وغيرها، لدرجة اننا ينبغي أن نصل الى اسلوب (فني صادق) في التعامل مع الجميع من اجل تجنب العداء مع أي كان من الناس حتى الاعداء من بينهم، بمعنى انك مطالب بأن تكسب حتى اعدائك، ولكن كيف يتم ذلك؟.
ينقل عن الرئيس الاميركي الأسبق (ابراهام لنكولن) أن سيِّدة سمعته يثني على أعدائه، فسألته متعجّبة: أتخصّ بهذا الثّناء أعداء تسعى إلى تحطيمهم؟! فقال: أوَ لستُ أحطّمهم يا سيِّدتي حين أجعلهم أصدقائي؟!.
وقبل أن يكون (لنكولن) فقد تحرّك الأنبياء (عليهم السلام) وسيِّدهم النبيّ المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في اتِّجاه كسر عداوة الخصوم وإحالتهم إلى أصدقاء، وبهذا النهج أيضاً تحرّك الأئمّة والأولياء الصالحون، حتّى لقد تحوّل الكثير ممّن يحملون الضغينة في صدورهم إلى أصدقاء وأولياء يحملون الحبّ والولاء في قلوبهم لمن ناصبوهم العداوة والبغضاء.
إنّه مبدأ إنسانيّ عظيم ذاك الذي يواجه الإساءة بالإحسان، فهو إذ يصرع الإساءة فيجعلها ترفس كالذبيحة حتّى تلفظ أنفاسها، يرفع من قيمة المحسن إلى درجة العفوّ الغفور، وذلك خلق من أخلاق الله التي يجدر بنا كمسلمين أن نتخلّق بها.
فقد جاء في الحديث الشريف:« افعل الخير مع أهله ومع غير أهله، فإن لم يكن من أهله فأنت من أهله». بهذا الاُسلوب الأخلاقيّ الرفيع ينتقل أحدنا من درجة (العدوانيّ المحارب) إلى درجة الذين ينشدون الحبّ والخير والسلام للآخرين، والدرجة الاُولى قاتلة بينما الدرجة الثانية باعثة على الحياة.
إن هذا النهج السليم لن يتحقق لمن ينشده بسهولة ويسر ولن يتأتى له من فراغ، إنه ينبغي أن يدرب نفسه وقوله واخلاقه وقدراته على اسلوب ناجح كهذا لأنه يخوض في مجتمع متعدد الآراء والتقاليد ومتعدد الافعال ايضا، ولذلك سوف يجد من يحسده او يصبح عدوا له لأنه حقق نجاحا ما في حياته او جانبا ما منها، نعم نحن نعرف أن رضا الناس غاية لا تُدرك لكن يبقى الانسان هو صاحب القدرات الذاتية الكبيرة التي يمكن ان تجعل منه صديقا للجميع حتى لاعدائه.
شيء واحد يمكن أن يرضي الناس عنك، ويجعلهم يأنسون بك وتأنس بهم هو انصافهم من نفسك ومخالقتهم بخلُق حسن، وبهذا الفن الناجح من التعامل مع الناس تستطيع ان تكسب حتى اعدائك وتضيف نجاحات متجددة لنجاحك المتحقق أصلا.