لا تحزني..يا أماه! !
عصام ضاهر
لها اون لاين
........
عندما قرأت و شاهدت،ما قاله أحد الشيعة الروافض،و الذي يسمى "ياسر حبيب" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،في احتفالية أقيمت خصيصا للسب و الطعن فيها رضي الله عنها،ترددت كثيرا قبل أن أكتب في هذا الموضوع،لأمرين رئيسين:
أولهما: من أنا حتى أكتب دفاعا عمن برأها الله من فوق سبع سماوات،و هل هناك كلام يقال بعد كلام الله تعالى؟ و هل أحاول أن أثبت براءة و طهارة من أثبت الله براءتها و طهارتها بآيات تتلي في كتابه الكريم إلى يوم الدين؟!
و رحم الله حسان بن ثابت حين قال:
حَصَانٌ رَزَانٌ(1) ما تُزَنّ(2) بِرِيبَةٍ و تُصْبِحُ غَرْثَى(3) من لحومِ الغوَافِلِ(4)
حليلة ُ خيرِ الناسِ ديناً و منصبا ً نبيِّ الهُدى و المَكرُماتِ الفوَاضِلِ
عقيلةُ(5)حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ كرامِ المساعي مجدهم غيرُ زائلِ
مهذبة ٌ قدْ طيبَ اللهُ خِيمَهَا(6) و طهرها من كلّ سوءٍ و باطلِ
ثانيهما: أني أعلم في قرارة نفسي،أن الدافع لتطاول هذا الخاسر الخبيث على أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها و عن أبيها – إنما هو حبه للظهور إعلاميا،و أن يتحدث عنه الناس في كل مكان،و نحن بحديثنا عنه و ردودنا عليه نكون قد أعطيناه ما يريده و يؤمله.
غير أني في الحقيقة قد عزمت الأمر،و تناولت القلم لأخط به بعضا من مواقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،حبا و كرامة لها و لرسول الله صلى الله عليه و سلم؛لعلي أجده في صحيفة حسناتي يوم أن ألقى الله تعالى و أقف بين يديه،فما أحلاه من شرف،و أعظمه من عمل أن أكتب دفاعا عن عرض النبي صلى الله عليه و سلم،و أن أرد على من يحاول أن يدنس شرف حبيبته صلى الله عليه و سلم،فهي كما نعلم جميعا أنها أحب زوجاته إليه،و ذلك كما ورد في الحديث المتفق على صحته عن عمرو بن العاص رضي الله عنه "قال يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة قال: من الرجال؟ قال: أبوها".
......
مكانتها الخاصة
من يقرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم،و يتتبع حياته الخاصة؛يرى المكانة التي تتمتع بها السيدة عائشة بين زوجاته الطاهرات الشريفات،و يرى عظم منزلتها بينهن،فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله : "كَمُل من الرجال كثير،و لم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" رواه البخاري.
لذلك كان المسلمون يقدمون هداياهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلتها،تقربا إليه،و طلبا لرضاه،فقد و أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "كان الناس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة؛يبتغون بذلك مرضاة رسول الله ".
و لقد حباها الله بشرف لم يكن لغيرها،و بميزة لم تكن لصاحباتها،فما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في لحاف امرأة غيرها،و لذلك قال لأم سلمة: "يا أم سلمة! لا تؤذيني في عائشة،فإنه و الله ما نزل علي الوحي و أنا في لحاف امرأة منكن غيرها" [رواه البخاري].
كرم و سخاء يفوق الوصف
لقد أعطت – رضي الله عنها – أسمى و أشرف ما يكون العطاء،و قدمت للتاريخ نموذجًا رائعًا قل أن نجد له مثيلاً على مدى الحياة،في الجود و الكرم، و السخاء،فقد كانت تجود بمالها في سبيل الله تعالى،حتى لقد روي أنها كانت تطيب الدرهم بالمسك قبل أن تتصدق به؛لأنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد السائل.
أخرج أبو نعيم في الحلية (بسند ضعيف) عن أم ذرة قالت: بعث إليها ابن الزبير بمال: أراه ثمانين أو مائة ألف..فجلست تقسم بين الناس فأمست و ما عندها من درهم،و لم تجد ما تفطر عليه و هي صائمة يومها إلا الخبز و الزيت،و علقت أم ذرة قائلة أما استطعت أن تشتري لنا لحمًا بدرهم نفطر عليه؟ قالت: لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت!
........
علم غزير
أما عن علمها،فحدث و لا حرج،فقد أعطت للناس العلم،و خلفت تراثًا في أحكام الفقه و أصوله،فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض؛قال عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه: كانت عائشة -رضي الله عنها- من أفقه الناس،و أحسن الناس رأيًا في العامة.
و قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد(صلى الله عليه و سلم) حديث قَطُّ،فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا.
و قال عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال و الحرام،و العلم،و الشعر،و الطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
.......
عفيفة..حتى في غضبها
لقد رمى هذا الخاسر الرافضي،أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بأبشع التهم،و نعتها بنعوت،الله يعلم أنها منها براء.
هذه المؤمنة التقية الطاهرة النقية،التي ما عرف الفحش أو البذاءة طريقا إلى لسانها رضي الله عنها، حتى ساعة أن تغضب من زوجها،فقد قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إني لأعلم إذا كنت عني راضية،و إذا كنت علي غضبى قالت: فقلت:
من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية،فإنك تقولين: لا و رب محمد،و إذا كنت غضبى،قلت: لا و رب إبراهيم.قالت : قلت: أجل و الله يا رسول الله،ما أهجر إلا اسمك " [صحيح البخاري] .
أما هذا الخبيث،الذي قد تخلى عن كل فضيلة،و لم يبق للإيمان في قلبه دليل و لا برهان،و أطلق للسانه العنان ليخوض في عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم،و يقسم قسما مغلظا على أنها من أهل النار،و يتأله على الله تعالى،هذا الذي لا أجد له وصفا إلا كما وصف أحدهم فعله بنباح الكلاب
.........
رسالة..إلى أمي
أماه..لا تحزني لما رميت به،فقد أوذيت أكثر من ذلك،و صبرت،و برأك الله من فوق سبع سماوات بقرآن يتلى إلى يوم القيامة.
أماه..لن تستطيع أيدي البشر أن تصل إلى الشمس،أو يمحو شعاعها ألفاظهم،و أنت كذلك يا أماه.
أماه..مهما كثر نبح الكلاب،و تطاولت ألسنة الطغاة،و نطقت أفواهم بكل حقد،و رمتك سهام الخاسئين الخاسرين،فلن يحط هذا من قدرك و مكانتك عند الله و عند رسوله،و لن ينالوا من حبك الراسخ في قلوب المؤمنين.
أماه..ما أشبه الليلة بالبارحة،و الحاضر بالماضي،و حاقد اليوم،بحاقد الأمس،فها هو التاريخ يعيد نفسه،و تدور الأيام دورتها، اختلفت الشخصيات،و تعددت التهم،غير أن السبب واحد لم يتغير،هو الحقد الذي قد أوغر الصدور،و النفاق الذي قد استحوذ على القلوب.
------
هوامش:
(1)حصان رزان: العفيفة ذات الثبات و الوقار.
(2)تزن: تتهم.
(3)غرثى: جائعة.
(4)الغوافل: مفردها غافلة و هي التي لا ترتع في أعراض الناس.
(5)العقيلة: السيدة الكريمة.
(6)الخيم: الأصل.
عصام ضاهر
لها اون لاين
........
عندما قرأت و شاهدت،ما قاله أحد الشيعة الروافض،و الذي يسمى "ياسر حبيب" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،في احتفالية أقيمت خصيصا للسب و الطعن فيها رضي الله عنها،ترددت كثيرا قبل أن أكتب في هذا الموضوع،لأمرين رئيسين:
أولهما: من أنا حتى أكتب دفاعا عمن برأها الله من فوق سبع سماوات،و هل هناك كلام يقال بعد كلام الله تعالى؟ و هل أحاول أن أثبت براءة و طهارة من أثبت الله براءتها و طهارتها بآيات تتلي في كتابه الكريم إلى يوم الدين؟!
و رحم الله حسان بن ثابت حين قال:
حَصَانٌ رَزَانٌ(1) ما تُزَنّ(2) بِرِيبَةٍ و تُصْبِحُ غَرْثَى(3) من لحومِ الغوَافِلِ(4)
حليلة ُ خيرِ الناسِ ديناً و منصبا ً نبيِّ الهُدى و المَكرُماتِ الفوَاضِلِ
عقيلةُ(5)حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ كرامِ المساعي مجدهم غيرُ زائلِ
مهذبة ٌ قدْ طيبَ اللهُ خِيمَهَا(6) و طهرها من كلّ سوءٍ و باطلِ
ثانيهما: أني أعلم في قرارة نفسي،أن الدافع لتطاول هذا الخاسر الخبيث على أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها و عن أبيها – إنما هو حبه للظهور إعلاميا،و أن يتحدث عنه الناس في كل مكان،و نحن بحديثنا عنه و ردودنا عليه نكون قد أعطيناه ما يريده و يؤمله.
غير أني في الحقيقة قد عزمت الأمر،و تناولت القلم لأخط به بعضا من مواقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،حبا و كرامة لها و لرسول الله صلى الله عليه و سلم؛لعلي أجده في صحيفة حسناتي يوم أن ألقى الله تعالى و أقف بين يديه،فما أحلاه من شرف،و أعظمه من عمل أن أكتب دفاعا عن عرض النبي صلى الله عليه و سلم،و أن أرد على من يحاول أن يدنس شرف حبيبته صلى الله عليه و سلم،فهي كما نعلم جميعا أنها أحب زوجاته إليه،و ذلك كما ورد في الحديث المتفق على صحته عن عمرو بن العاص رضي الله عنه "قال يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة قال: من الرجال؟ قال: أبوها".
......
مكانتها الخاصة
من يقرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم،و يتتبع حياته الخاصة؛يرى المكانة التي تتمتع بها السيدة عائشة بين زوجاته الطاهرات الشريفات،و يرى عظم منزلتها بينهن،فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله : "كَمُل من الرجال كثير،و لم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" رواه البخاري.
لذلك كان المسلمون يقدمون هداياهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلتها،تقربا إليه،و طلبا لرضاه،فقد و أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "كان الناس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة؛يبتغون بذلك مرضاة رسول الله ".
و لقد حباها الله بشرف لم يكن لغيرها،و بميزة لم تكن لصاحباتها،فما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في لحاف امرأة غيرها،و لذلك قال لأم سلمة: "يا أم سلمة! لا تؤذيني في عائشة،فإنه و الله ما نزل علي الوحي و أنا في لحاف امرأة منكن غيرها" [رواه البخاري].
كرم و سخاء يفوق الوصف
لقد أعطت – رضي الله عنها – أسمى و أشرف ما يكون العطاء،و قدمت للتاريخ نموذجًا رائعًا قل أن نجد له مثيلاً على مدى الحياة،في الجود و الكرم، و السخاء،فقد كانت تجود بمالها في سبيل الله تعالى،حتى لقد روي أنها كانت تطيب الدرهم بالمسك قبل أن تتصدق به؛لأنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد السائل.
أخرج أبو نعيم في الحلية (بسند ضعيف) عن أم ذرة قالت: بعث إليها ابن الزبير بمال: أراه ثمانين أو مائة ألف..فجلست تقسم بين الناس فأمست و ما عندها من درهم،و لم تجد ما تفطر عليه و هي صائمة يومها إلا الخبز و الزيت،و علقت أم ذرة قائلة أما استطعت أن تشتري لنا لحمًا بدرهم نفطر عليه؟ قالت: لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت!
........
علم غزير
أما عن علمها،فحدث و لا حرج،فقد أعطت للناس العلم،و خلفت تراثًا في أحكام الفقه و أصوله،فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض؛قال عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه: كانت عائشة -رضي الله عنها- من أفقه الناس،و أحسن الناس رأيًا في العامة.
و قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد(صلى الله عليه و سلم) حديث قَطُّ،فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا.
و قال عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال و الحرام،و العلم،و الشعر،و الطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
.......
عفيفة..حتى في غضبها
لقد رمى هذا الخاسر الرافضي،أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بأبشع التهم،و نعتها بنعوت،الله يعلم أنها منها براء.
هذه المؤمنة التقية الطاهرة النقية،التي ما عرف الفحش أو البذاءة طريقا إلى لسانها رضي الله عنها، حتى ساعة أن تغضب من زوجها،فقد قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إني لأعلم إذا كنت عني راضية،و إذا كنت علي غضبى قالت: فقلت:
من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية،فإنك تقولين: لا و رب محمد،و إذا كنت غضبى،قلت: لا و رب إبراهيم.قالت : قلت: أجل و الله يا رسول الله،ما أهجر إلا اسمك " [صحيح البخاري] .
أما هذا الخبيث،الذي قد تخلى عن كل فضيلة،و لم يبق للإيمان في قلبه دليل و لا برهان،و أطلق للسانه العنان ليخوض في عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم،و يقسم قسما مغلظا على أنها من أهل النار،و يتأله على الله تعالى،هذا الذي لا أجد له وصفا إلا كما وصف أحدهم فعله بنباح الكلاب
.........
رسالة..إلى أمي
أماه..لا تحزني لما رميت به،فقد أوذيت أكثر من ذلك،و صبرت،و برأك الله من فوق سبع سماوات بقرآن يتلى إلى يوم القيامة.
أماه..لن تستطيع أيدي البشر أن تصل إلى الشمس،أو يمحو شعاعها ألفاظهم،و أنت كذلك يا أماه.
أماه..مهما كثر نبح الكلاب،و تطاولت ألسنة الطغاة،و نطقت أفواهم بكل حقد،و رمتك سهام الخاسئين الخاسرين،فلن يحط هذا من قدرك و مكانتك عند الله و عند رسوله،و لن ينالوا من حبك الراسخ في قلوب المؤمنين.
أماه..ما أشبه الليلة بالبارحة،و الحاضر بالماضي،و حاقد اليوم،بحاقد الأمس،فها هو التاريخ يعيد نفسه،و تدور الأيام دورتها، اختلفت الشخصيات،و تعددت التهم،غير أن السبب واحد لم يتغير،هو الحقد الذي قد أوغر الصدور،و النفاق الذي قد استحوذ على القلوب.
------
هوامش:
(1)حصان رزان: العفيفة ذات الثبات و الوقار.
(2)تزن: تتهم.
(3)غرثى: جائعة.
(4)الغوافل: مفردها غافلة و هي التي لا ترتع في أعراض الناس.
(5)العقيلة: السيدة الكريمة.
(6)الخيم: الأصل.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الثلاثاء يوليو 02, 2013 11:28 pm عدل 1 مرات