جلباب الدمع
تكنس الكوابيس كل فجر عن عتبة البيت
تقشّر قبالة النافذة بصلتين
كي لا يسألها اليمام عن دموعها
بطرف جلبابها
تلمّع المرايا
عاجزةً عن إزالة حنان مترهل
يقرّب قلبها من التراب
ليلاً هدهدت الأطفال بحكايات البحر
في جلبابها رائحة الحارة
ألوان عرائس الحلوى و الأحصنة الصغيرة
وعدتهم بفطيرة جبن ساخنة في الصباح
الشمس
في هذه المدينة الكئيبة
باردة
قاسية
ستكسّر أسناننا
لا بدّ من حيلة أخرى
تخرجهم من دفء القطن و الأحلام
لو كانت روحها سجادة
لنفضت عنها هذا الغبار
لتركتها في الهواء قليلاً
تتنفّس
*************
كائن اسمه الحب
تضيء عريها
بنجوم ورقيّة
كالتي في دفاتر الأطفال
بنت ليل
..........
زهرة إلكترونيّة
:تتنهّد
"لو يضمّني كتاب"
..........
كلما حطّ على كتفه طائر
تذكّر الشجرة التي كانها
مقعد منسيّ في حديقة
............
شريطة في شعر طفلة
تحلم
بأن تكون فراشة
فراشة تحلم
بأن تكون
شريطة في شعر طفلة
طفلة تحلم
...............
في الدمعة
سمكة
تذرف
البحر
.............
حرَّاس الحلم
زارعو الوردِ وسطَ الخراب
حاملو المصابيح في ليلِ العميان
حاضنو العصافير الجريحة في راحاتِهِمْ
إلى أن تستردَّها السماءُ
أجنحةً أو (لا قدَّرَ اللهُ) أرواحًا
الذينَ، بمناديل من لحمٍ و دم، يمسحونَ الدموعَ و العرق
عن خدودِ المُهانين
و الجباهِ الذليلةِ
حرَّاسُ الحلمِ
بمفاتيح من ضوء
و سياجٍ من أزهار.
العشَّاقُ الذينَ
بأيدٍ بيضاء
و مطارق ملوَّنة
يرمِّمونَ الأرضَ و الأرواح.
************
الشعر
كنتُ أحلمُ
بوطنٍ
و حبٍّ
و أصدقاء
فكانَ الشعر
*********
من يكملُ الحلم؟
"جسرٌ خشبيٌّ أخضر
زوارقُ تضيءُ النهرَ و الشبابيكَ بعبورِها
معاطفُ بردانةٌ
بظلالِها العاريةِ
تكسو الأشجارَ و التماثيل.
في مرآةِ الماءِ
السوداءِ العميقة
وجهان ملتصقا الخدَّيْنِ و الدموع.
كأسانِ في نخبٍ أخير".
أفتحُ عينيَّ فجأةَ
على سقفٍ و شمسٍ و صُداع
ليختفي
في غبارِ الضوءِ
خلفَ أشباحِ الستائر
ليلٌ
و جسرٌ
و عاشقان.
ولدٌ جميلٌ
كانَ من الممكنِ أن ألتقيهِ في الحياة
لولا كُلِّ هذه الجدران خلفَ السنين.
بنتٌ تشبهُني
حينما كنتُ أشبهُ نفسي.
غادرتُهُما هناك
حيثُ الشارع الطويل
حيثُ المفرق
حيثُ حقيبة و رسالة و نجوم تتساقطُ فوقَ المطر.
هل افترقا فعلاً؟
أغمضُ
فاقدةً للنومِ
عاجزةً عن إعادتِهِما إلى بعض
إليَّ.
قلبي مثقوبٌ
وردتي مجروحة.
أتوقَّفُ هنا
من يكملُ الحلم؟.
*************
الغريم.
يشتعلُ
غيرةً
و جنونًا
من القبلاتِ التي توزِّعُها
أمامَ عينيهِ
على حوافِّ الفنجان.
الفنجانُ اللعينُ!
الفنجانُ المحظوظ!
كُلَّ صباحٍ
تعاودُهُ الخطَّةُ الشرِّيرةُ ذاتُها:
سيفلتُهُ من يدِهِ
و يصرخُ من أعماقِ البيت
كطفلٍ أسقطَ كوبَ الحليبِ سَهْوًا
مفتِّتًا غريمَهُ
على بلاطِ المطبخ البارد
راسمًا على وجهِهِ ابتسامةً محيِّرة:
انتصارٌ؟
أم اعتذار؟
لكنَّهُ يتراجعُ دائمًا
في اللحظةِ الأخيرةِ
و يوبِّخُ نفسَهُ بقسوةٍ و خجل
و هو يتخيَّلُ قبلاتِها الحلوة
مكسورةً
مرميَّة
في الكيسِ الأسود
وسطَ القاذوراتِ
و بقايا الطعام.
*************
دموع الأسماك
يضعُ أذنَهُ على صَدَفَةِ قلبِها
ليصغيَ
إلى البحر.
بعينيْن مغمضتيْنِ
يراها
طفلةً ترسمُ بدمعاتِها الدوائرَ في ماءِ روحِهِ
و تسألُ:
"هل تبكي الأسماكُ
مثلَنا
في الأعماقِ
حينَ تكونُ وحيدةً و حزينةً؟".
سوزان عليوان...الغريبة.
تكنس الكوابيس كل فجر عن عتبة البيت
تقشّر قبالة النافذة بصلتين
كي لا يسألها اليمام عن دموعها
بطرف جلبابها
تلمّع المرايا
عاجزةً عن إزالة حنان مترهل
يقرّب قلبها من التراب
ليلاً هدهدت الأطفال بحكايات البحر
في جلبابها رائحة الحارة
ألوان عرائس الحلوى و الأحصنة الصغيرة
وعدتهم بفطيرة جبن ساخنة في الصباح
الشمس
في هذه المدينة الكئيبة
باردة
قاسية
ستكسّر أسناننا
لا بدّ من حيلة أخرى
تخرجهم من دفء القطن و الأحلام
لو كانت روحها سجادة
لنفضت عنها هذا الغبار
لتركتها في الهواء قليلاً
تتنفّس
*************
كائن اسمه الحب
تضيء عريها
بنجوم ورقيّة
كالتي في دفاتر الأطفال
بنت ليل
..........
زهرة إلكترونيّة
:تتنهّد
"لو يضمّني كتاب"
..........
كلما حطّ على كتفه طائر
تذكّر الشجرة التي كانها
مقعد منسيّ في حديقة
............
شريطة في شعر طفلة
تحلم
بأن تكون فراشة
فراشة تحلم
بأن تكون
شريطة في شعر طفلة
طفلة تحلم
...............
في الدمعة
سمكة
تذرف
البحر
.............
حرَّاس الحلم
زارعو الوردِ وسطَ الخراب
حاملو المصابيح في ليلِ العميان
حاضنو العصافير الجريحة في راحاتِهِمْ
إلى أن تستردَّها السماءُ
أجنحةً أو (لا قدَّرَ اللهُ) أرواحًا
الذينَ، بمناديل من لحمٍ و دم، يمسحونَ الدموعَ و العرق
عن خدودِ المُهانين
و الجباهِ الذليلةِ
حرَّاسُ الحلمِ
بمفاتيح من ضوء
و سياجٍ من أزهار.
العشَّاقُ الذينَ
بأيدٍ بيضاء
و مطارق ملوَّنة
يرمِّمونَ الأرضَ و الأرواح.
************
الشعر
كنتُ أحلمُ
بوطنٍ
و حبٍّ
و أصدقاء
فكانَ الشعر
*********
من يكملُ الحلم؟
"جسرٌ خشبيٌّ أخضر
زوارقُ تضيءُ النهرَ و الشبابيكَ بعبورِها
معاطفُ بردانةٌ
بظلالِها العاريةِ
تكسو الأشجارَ و التماثيل.
في مرآةِ الماءِ
السوداءِ العميقة
وجهان ملتصقا الخدَّيْنِ و الدموع.
كأسانِ في نخبٍ أخير".
أفتحُ عينيَّ فجأةَ
على سقفٍ و شمسٍ و صُداع
ليختفي
في غبارِ الضوءِ
خلفَ أشباحِ الستائر
ليلٌ
و جسرٌ
و عاشقان.
ولدٌ جميلٌ
كانَ من الممكنِ أن ألتقيهِ في الحياة
لولا كُلِّ هذه الجدران خلفَ السنين.
بنتٌ تشبهُني
حينما كنتُ أشبهُ نفسي.
غادرتُهُما هناك
حيثُ الشارع الطويل
حيثُ المفرق
حيثُ حقيبة و رسالة و نجوم تتساقطُ فوقَ المطر.
هل افترقا فعلاً؟
أغمضُ
فاقدةً للنومِ
عاجزةً عن إعادتِهِما إلى بعض
إليَّ.
قلبي مثقوبٌ
وردتي مجروحة.
أتوقَّفُ هنا
من يكملُ الحلم؟.
*************
الغريم.
يشتعلُ
غيرةً
و جنونًا
من القبلاتِ التي توزِّعُها
أمامَ عينيهِ
على حوافِّ الفنجان.
الفنجانُ اللعينُ!
الفنجانُ المحظوظ!
كُلَّ صباحٍ
تعاودُهُ الخطَّةُ الشرِّيرةُ ذاتُها:
سيفلتُهُ من يدِهِ
و يصرخُ من أعماقِ البيت
كطفلٍ أسقطَ كوبَ الحليبِ سَهْوًا
مفتِّتًا غريمَهُ
على بلاطِ المطبخ البارد
راسمًا على وجهِهِ ابتسامةً محيِّرة:
انتصارٌ؟
أم اعتذار؟
لكنَّهُ يتراجعُ دائمًا
في اللحظةِ الأخيرةِ
و يوبِّخُ نفسَهُ بقسوةٍ و خجل
و هو يتخيَّلُ قبلاتِها الحلوة
مكسورةً
مرميَّة
في الكيسِ الأسود
وسطَ القاذوراتِ
و بقايا الطعام.
*************
دموع الأسماك
يضعُ أذنَهُ على صَدَفَةِ قلبِها
ليصغيَ
إلى البحر.
بعينيْن مغمضتيْنِ
يراها
طفلةً ترسمُ بدمعاتِها الدوائرَ في ماءِ روحِهِ
و تسألُ:
"هل تبكي الأسماكُ
مثلَنا
في الأعماقِ
حينَ تكونُ وحيدةً و حزينةً؟".
سوزان عليوان...الغريبة.