يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.
مروة الشربيني..بين غياب المبدعين فنا وحضور المبدعين شعرا أين القادرون على سكب ترياق الإبداع الفني في جسد الأمة؟..
أين الإبداع الإسلامي؟
نبض الحياة في أوزان الشعر.
في البداية وقفة قصيرة عند خبر منشور على هامش محاكمة قاتل مروة الشربيني رحمها الله، وهو الخبر التالي:
"عقد السيناريست أشرف الشنيوي جلسات عمل مع أسرة الشهيدة مروة الشربيني التي قتلت على يد متطرف ألماني داخل إحدى محاكم مدينة "دريسدن" الألمانية، وتم ترشيح الفنانة السورية نورا رحال لبطولة الفيلم لتجسد فيه شخصية الصيدلانية المصرية مروة الشربيني شهيدة الحجاب، بعد نجاحها في تجسيد شخصية الأميرة ديانا في فيلمها الأخير "مجنون أميرة" مع إيناس الدغيدي.
وأكد أشرف الشنيوي أن الفيلم لا يتناول قصة حياة مروة الشربيني فقط ولكنه يوجه رسالة إلى السينما الأمريكية والغربية التي اعتادت حشد المواطنين ضد المسلمين. ويتناول الفيلم أيضاً النموذج المسلم الملتزم لمروة التي كانت بطلة رياضية في أحد الأندية المصرية قبل سفرها، إلى جانب تفوقها العلمي.
وأشار إلى أنه ينتظر الحكم في القضية حتى ينتهي من كتابة تفاصيل الفيلم إلى جانب عودة الزوج والأخ من ألمانيا لمعرفة تفاصيل أدق عن القضية، ومن المحتمل أن يتم السفر الى ألمانيا لمعرفة تفاصيل أدق عن الحادث ومعرفة الأمور المتعلقة بالقضية على أرض الواقع".
أين الإبداع الإسلامي؟..
لفت هذا الخبر نظر كاتب هذه السطور فما يقع في بلادنا وعالمنا من أحداث يمكن أن يتحول جلّه إلى إبداع فني لا حدود له، ولا ينبغي أن يعرف حدود التجزئة القائمة والمستمرة بعد "رحيل المستعمر" منذ عشرات السنين عن بلادنا، والإبداع الفني والأدبي كالترياق في شرايين الأمة، لا يُستغنى عنها إلى جانب الإبداع الفكري والعلمي والتقني، إنما لا نزال نرصد وجود عدد ضخم من الفضائيات خاصة، تزيد نسبتها بالمقارنة مع نسبة ما يوجد لدى أمم أخرى، وهي فارغة من المحتوى إلا نادرا، تائهة وراء كل صخب مجوني إلا قليلا، تحرق الثروات المادية حرقا وتحرق معها أغلى ثروة يمكن أن تصنع النهوض والتقدم في بلادنا: الإنسان.
وإذ ينبغي تقدير أن يتحرك بعض العاملين في الوسط الفني، مثل أشرف الشنيوي (وسيناريست كلمة تأبى التعريب، ومعناها: كاتب الحوار) لإنتاج فيلم عن حياة مروة الشربيني، مع الأمل أن يكون ذلك مضمونا وإخراحا على مستوى الحدث، ومستوى شخصية الضحية الفقيدة، لا بد إلى جانب تقدير ذلك من الإشارة بشيء من المرارة، إلى ما ظهر في السنوات الماضية من فضائيات تحمل صفة "الإسلامية"، فإن وضعناها جميعا إلى جانب بعضها بعضا، وجدنا فيها -إلا القليل النادر- الكثير مما يجعلها أقرب إلى "المساجد والمدارس والمعاهد" منها إلى الفضائيات، ولا تنتقص هذه السطور من شأن ما تقدمه، إنما بات هذا الجانب يطغى عليها، والأصل في الفضائيات باعتبارها "وسيلة إعلامية" أن يكون الإبداع الفني فيها هو العلامة المميزة، بغض النظر عن دورها الإخباري الإعلامي والتفاعل مع الرأي العام في قضايا كبرى ومشكلات يومية وشؤون الحياة المعيشية، والذي يمكن أن يميز فضائية إسلامية، أن يكون فيها الإبداع الفني رصينا هادفا، إلى جانب مهام أخرى، كنشر المعرفة وتعميم الموعظة، على أن يكون هذا وذاك متناسبا مع "الوسيلة" لا أن يجري تطويع طبيعة الوسيلة نفسها، لأداء هدف "جليل" في الأصل، ولكن دون أن يكون إخراجه مناسبا للوسيلة التي يمتطيها على طريق تحقيقه.
إن معظم ما تشهده بلادنا من أحداث بات يحمل في أعماقه وفي وقائعه الظاهرة للعيان عنوان "الإسلام" ومستقبل العرب والمسلمين.. بغض النظر عما فيه من إيجابيات وسلبيات، فأين أهل الإبداع من المنطلق الإسلامي من هذه الأحداث، وأين الفضائيات الإسلامية من أداء دورها في استقطاب أهل الإبداع، وقد كان لبعضها تجاربه الناجحة في إثارة قريحة أصحاب القصائد وقد تحولت إلى أناشيد يرددها كثير من شباب المستقبل وفتياته، وتحرك فيه من المشاعر ما يمكن أن يتحول إلى وقود للعمل والبناء، ما لم يصبه ما أصاب سواه فيكون سبب تخدير بدلا من شعلة عطاء..
أما آن الأوان أن يخوض القائمون على هذه الفضائيات الإسلامية، مع القادرين على إبداع فني متميز في التفاعل مع أحداث من قبيل قصة مروة الشربيني رحمها الله..
وبين أيديهم معين لا ينضب من الأحداث لتحقيق هذه الغاية؟..
يتبع..
مروة الشربيني..بين غياب المبدعين فنا وحضور المبدعين شعرا أين القادرون على سكب ترياق الإبداع الفني في جسد الأمة؟..
أين الإبداع الإسلامي؟
نبض الحياة في أوزان الشعر.
في البداية وقفة قصيرة عند خبر منشور على هامش محاكمة قاتل مروة الشربيني رحمها الله، وهو الخبر التالي:
"عقد السيناريست أشرف الشنيوي جلسات عمل مع أسرة الشهيدة مروة الشربيني التي قتلت على يد متطرف ألماني داخل إحدى محاكم مدينة "دريسدن" الألمانية، وتم ترشيح الفنانة السورية نورا رحال لبطولة الفيلم لتجسد فيه شخصية الصيدلانية المصرية مروة الشربيني شهيدة الحجاب، بعد نجاحها في تجسيد شخصية الأميرة ديانا في فيلمها الأخير "مجنون أميرة" مع إيناس الدغيدي.
وأكد أشرف الشنيوي أن الفيلم لا يتناول قصة حياة مروة الشربيني فقط ولكنه يوجه رسالة إلى السينما الأمريكية والغربية التي اعتادت حشد المواطنين ضد المسلمين. ويتناول الفيلم أيضاً النموذج المسلم الملتزم لمروة التي كانت بطلة رياضية في أحد الأندية المصرية قبل سفرها، إلى جانب تفوقها العلمي.
وأشار إلى أنه ينتظر الحكم في القضية حتى ينتهي من كتابة تفاصيل الفيلم إلى جانب عودة الزوج والأخ من ألمانيا لمعرفة تفاصيل أدق عن القضية، ومن المحتمل أن يتم السفر الى ألمانيا لمعرفة تفاصيل أدق عن الحادث ومعرفة الأمور المتعلقة بالقضية على أرض الواقع".
أين الإبداع الإسلامي؟..
لفت هذا الخبر نظر كاتب هذه السطور فما يقع في بلادنا وعالمنا من أحداث يمكن أن يتحول جلّه إلى إبداع فني لا حدود له، ولا ينبغي أن يعرف حدود التجزئة القائمة والمستمرة بعد "رحيل المستعمر" منذ عشرات السنين عن بلادنا، والإبداع الفني والأدبي كالترياق في شرايين الأمة، لا يُستغنى عنها إلى جانب الإبداع الفكري والعلمي والتقني، إنما لا نزال نرصد وجود عدد ضخم من الفضائيات خاصة، تزيد نسبتها بالمقارنة مع نسبة ما يوجد لدى أمم أخرى، وهي فارغة من المحتوى إلا نادرا، تائهة وراء كل صخب مجوني إلا قليلا، تحرق الثروات المادية حرقا وتحرق معها أغلى ثروة يمكن أن تصنع النهوض والتقدم في بلادنا: الإنسان.
وإذ ينبغي تقدير أن يتحرك بعض العاملين في الوسط الفني، مثل أشرف الشنيوي (وسيناريست كلمة تأبى التعريب، ومعناها: كاتب الحوار) لإنتاج فيلم عن حياة مروة الشربيني، مع الأمل أن يكون ذلك مضمونا وإخراحا على مستوى الحدث، ومستوى شخصية الضحية الفقيدة، لا بد إلى جانب تقدير ذلك من الإشارة بشيء من المرارة، إلى ما ظهر في السنوات الماضية من فضائيات تحمل صفة "الإسلامية"، فإن وضعناها جميعا إلى جانب بعضها بعضا، وجدنا فيها -إلا القليل النادر- الكثير مما يجعلها أقرب إلى "المساجد والمدارس والمعاهد" منها إلى الفضائيات، ولا تنتقص هذه السطور من شأن ما تقدمه، إنما بات هذا الجانب يطغى عليها، والأصل في الفضائيات باعتبارها "وسيلة إعلامية" أن يكون الإبداع الفني فيها هو العلامة المميزة، بغض النظر عن دورها الإخباري الإعلامي والتفاعل مع الرأي العام في قضايا كبرى ومشكلات يومية وشؤون الحياة المعيشية، والذي يمكن أن يميز فضائية إسلامية، أن يكون فيها الإبداع الفني رصينا هادفا، إلى جانب مهام أخرى، كنشر المعرفة وتعميم الموعظة، على أن يكون هذا وذاك متناسبا مع "الوسيلة" لا أن يجري تطويع طبيعة الوسيلة نفسها، لأداء هدف "جليل" في الأصل، ولكن دون أن يكون إخراجه مناسبا للوسيلة التي يمتطيها على طريق تحقيقه.
إن معظم ما تشهده بلادنا من أحداث بات يحمل في أعماقه وفي وقائعه الظاهرة للعيان عنوان "الإسلام" ومستقبل العرب والمسلمين.. بغض النظر عما فيه من إيجابيات وسلبيات، فأين أهل الإبداع من المنطلق الإسلامي من هذه الأحداث، وأين الفضائيات الإسلامية من أداء دورها في استقطاب أهل الإبداع، وقد كان لبعضها تجاربه الناجحة في إثارة قريحة أصحاب القصائد وقد تحولت إلى أناشيد يرددها كثير من شباب المستقبل وفتياته، وتحرك فيه من المشاعر ما يمكن أن يتحول إلى وقود للعمل والبناء، ما لم يصبه ما أصاب سواه فيكون سبب تخدير بدلا من شعلة عطاء..
أما آن الأوان أن يخوض القائمون على هذه الفضائيات الإسلامية، مع القادرين على إبداع فني متميز في التفاعل مع أحداث من قبيل قصة مروة الشربيني رحمها الله..
وبين أيديهم معين لا ينضب من الأحداث لتحقيق هذه الغاية؟..
يتبع..