"الحافة" المقهى الأسطورة في طنجة،ألهم المبدعين و منه يحلم مهاجرون بالفردوس الأوروبي.
........
يعتبره البعض ملجأ يجسد البساطة و الهدوء بعيدا عن تعقيدات الحياة و صخبها،و يعتبره البعض الآخر محطة مهمة في صنع مجد المبدعين و الساسة. DW زارت مقهى "الحافة" الذي يخشى عليه أهالي مدينة طنجة من الاهمال و الاندثار.
"من لم يزر مقهى الحافة كأنه لم يزر قط مدينة طنجة" عبارة يرددها كل من أتيحت له فرصة زيارة مدينة طنجة التي يحلو للمغاربة أن يطلقوا عليها "عروس الشمال" و على ساحلها تلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.
و من مقهى الحافة الذي يطل هضبة على مضيق جبل طارق،يشاهد المرء سواحل اسبانيا على الضفة الشمالية للمتوسط،التي لا تفصلها عن طنجة سوى 14 كيلومترا.
يقع مقهى الحافة في حي مرشان أحد أقدم أحياء المدينة،و اكتسب شهرته من أهمية الشخصيات التي زارت المكان و من الموقع المطل على البحر،اختار بعض المشاهير في عالم السياسة و الأدب و الفن اقتناء إقامة قريبة من مقهى أصبح رقما صعبا في الأماكن الأكثر جلبا للسياح بالرغم من بساطته المعمارية.
..........
مقهى "الحافة" يتحدى العصرنة.
كؤوس الشاي الساخن المنعنع و طبق "البيصر" بلهجة أهل شمال المغرب أي حساء الفول بزيت الزيتون و الكمون،أهم و أقدم ما يقدمه "الكاماريرو" كما يسمي باللغة الاسبانية التي يتحدث بها أهل شمال المغرب بطلاقة،و تعني الكلمة نادل المقهى.
أنشئ مقهى الحافة سنة 1921 من طرف "با محمد"،و ظل محافظا على طابعه التاريخي،لكن الرجل أنهكه المرض في السنوات الأخيرة من عمره،افضطر لتأجير المقهى لصاحبه الحالي (عبد الرحيم) الذي عمل به كنادل منذ سنة 1971 ،و هو يتحدث بنبرة حماسية عن افتتاح مطعم آخر في المقهى "اخترت أن أجعل جزءا من المقهى مسكنا لي،أما حديقة البيت فحولتها إلى مطعم يعد وجبات عصرية".
لم يتخل عبد الرحيم عن الأواني النحاسية القديمة في تحضير الشاي و حساء الفول،المقهى لا يزال يحتفظ برونقه رغم تهالك زواياه " أضفت بعض التحسينات البسيطة على الطاولات الإسمنتية لكن أفضل أن يبقى المقهى بحلته المعهودة لأنه إذا تم إصلاحه لن يختلف عن باقي المقاهي بالمدينة،و العديد من الزبناء نصحوني بأن لا أغير من معالم "الحافة"،هكذا يبرر عبد الرحيم عدم قيامه بإصلاحات كبيرة على المقهى.
......
في حين يرى حسن الحداد و هو ناشط جمعوي بمدينة طنجة بأن تأجيل إصلاح المقهى هو أمر متعمد من طرف السلطات "أكيد أن رجال السلطة لن يعطوا لصاحب المقهى رخصة ليقوم بالإصلاحات لأنهم ينتظرون أن ينهار المقهى حتى يسهل هدمه كليا و بناء مشروع سياحي آخر مكانه كما هو الأمر بالنسبة للعديد من المعالم التي طالها التهميش".
مسألة لم يتسن لنا التأكد منها لدى السلطات المحلية للمدينة.
في السنوات الأخيرة تم تشييد طريق ساحلية أسفل المقهى هذا الأمر اعتبره صاحبه عبد الرحيم "غير مؤثر على جاذبية الحافة"،حتى و إن تم فتح مطاعم و مقاهي أخرى أسفل مقهى الحافة "فالأمر لا يضايقني لأن لهذا المكان له رمزية كبرى اكتسبها من التاريخ و من زواره المشاهير".
الأمر الذي يعتبره محمد الهواري،و هو من الشباب الذين يترددون بكثرة على المقهى،بأنه يضيق الخناق على المشهد الذي يميز الحافة،و يضيف: "السياح يأتون من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بالمنظر الطبيعي الذي يتيحه الجلوس هنا،الزحف الإسمنتي قد تكون له آثار سلبية في المستقبل إذ يجعل من هذا المكان فاقدا لأي رونق".
.........
شهرة عابرة للحدود.
جون بين،سائح نيوزيلاندي اختار أن يدشن زيارته لطنجة بالاستمتاع بالمشهد الذي يتيحه الموقع المتميز لمقهى الحافة المطلة على مضيق جبل طارق "قرأت عن الحافة في إحدى أشهر المجلات بنيوزيلاندا مما حرك لدي الرغبة في زيارتها"،جون يعتبر نفسه محظوظا لأنه استطاع أن يزور هذا المكان "عندما أعود سأنصح كل من يزور طنجة أن يزور المقهى كذلك،بالرغم من بساطة المكان إلا أن لديه سحر خاص".
نسيم شوقي،شاب فرنسي من أصل مغربي،يفضل أن يمارس هواية قراءة الروايات في مقهى الحافة "لهذا المقهى مكانة خاصة في ذاكرتي،أبي كان يصطحبني معه دائما إلى هنا أثناء زياراتنا إلى المغرب" رغم أن أسرة نسيم لم تعد تزور طنجة كما في السابق إلا أن الشاب يصر على ألا تنقطع زيارته إلى المدينة و خصوصا إلى الحافة،"أجد أن لهذا المكان ميزة لا توجد في باقي المقاهي لأنه هادئ جدا و موقعه الاستثنائي يجعلني أقضي ساعات طويلة هنا دون الإحساس بمرور الوقت".
سبق لنسيم أن اصطحب معه أصدقاء من فرنسا للاستمتاع برونق المقهى "لطالما سألني أصدقائي عن الأماكن المفضلة بالنسبة لي في المغرب،و كنت أذكر على رأس القائمة الحافة،و دفعهم الفضول إلى حثي على مرافقتهم إلى هنا".
........
الحافة بين أحلام المبدعين و المهاجرين غير الشرعيين.
لطالما اعتبرت الحافة الوجهة المفضلة لدى أشهر نجوم الفن و السياسة إضافة إلى كتاب و فلاسفة، بل الأكثر من ذلك فقد اقتنى الفيلسوف الفرنسي المعاصر بيرنار هنري ليفي منزلا تطل شرفاته مباشرة على المدرجات العشوائية للمقهى،"بيرنار هنري دائما يزورنا عندما يصل إلى طنجة" يقول عبد الرحيم الذي يتذكر بفخر أسماء كل المشاهير الذين التقى بهم و كذا الطاولات التي كان يجلس فيها كل واحد،"الحافة لا تزال مشهورة في العالم و الدليل هو أنه لحد اليوم لا يتردد النجوم في زيارتنا كلما أتيحت لهم فرصة القدوم إلى طنجة".
ارتبط اسم مقهى الحافة بالكاتب المغربي الطنجاوي الراحل،محمد شكري،الذي كان يقضي وقتا طويلا يتأمل في المشهد الملهم الذي تتيحه الحافة،لروادها دون كلل أو ملل،حيث كان ايضا يجالس الروائي المغربي الطاهر بن جلون الذي حصد العديد من الجوائز الأدبية الفرنسية و العالمية الرفيعة و أشهرها جائزة الغونكور الفرنسية.
و الكاتب الأميركي الشهير بوول بولز،و هو كاتب أميركي شهير اختار الإقامة في طنجة منذ سنة 1935،كما أن العديد من الفنانين ذوي الصيت العالمي وجدوا في الحافة السكينة التي تمدهم بالطاقة الإبداعية كمجموعة "البيتلز" الإنجليزية أيام مجدها على غرار مجموعة "الولينغ ستون" و الممثل الأمريكي "شون كونوري"...
بساطة المقهى لم تثن قادة سياسيين عن اكتشاف الحافة و ارتشاف الشاي المنعنع بعيدا عن الأضواء و البروتوكول كالأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان،و رئيس وزراء انجلترا الأسبق وينستون تشرتشل.
و يؤكد محمد الهواري أن المقهى كان كذلك قبلة للجواسيس من مختلف أنحاء العالم "خلال الحربين العالميتين الأولى و الثانية كان الجواسيس يرتادون الحافة بشكل دائم".
لاسيا و ان طنجة كانت تصنف كمنطقة دولية "محايدة"،حيث يتقاطع فيها نفوذ السلطات الاستعمارية البريطانية و الاسبانية و الفرنسية،و كانت تضم عشرات القنصليات و البعثات الديبلوماسية الأجنبية،و لم يبقى منها الآن سوى القليل مثل الاسبانية و الفرنسية و الاميركية.
و من المفارقات،أن مقهى الحافة التي كانت رمزا لإلهام المبدعين،بات يقصدها زوار من نوع جديد. حسن الحداد،يرى أن نوعية الزوار اختلفت بين الأمس و اليوم "للأسف سلوكات بعض المراهقين من زوار المقهى كتعاطي المخدرات جعلت بعض سكان طنجة يتجنبون الجلوس هنا" أمر يبرره صاحب المقهى بكون المكان مفتوح في وجه العموم " لا يمكنني أن أنتقي من يدخل إلى الحافة لكن بمجرد أن يقوم أحدهم بإزعاج الباقي أطرده فورا".
و خلال السنوات القليلة الأخيرة،بدأ يتردد على المقهى صنف جديد من الزوار،هم شبان مغاربة و أفارقة يحلمون بالهجرة إلى أوروبا،يأتون من أجل"اصطياد" سائح أو سائحة،يسهل لهم وثائق الإقامة في أوروبا،أو حتى البحث عن وسيط يسهل لهم الهجرة بطرق غير شرعية إلى أوروبا.
لكن صاحب المقهى يشدد على "حرصه على سمعة المقهى" و يؤكد انه لا يتوانى في استبعاد أي زبون "لا يحترم القانون".
.......
07.12.2012
موقع صوت ألمانيا.
........
يعتبره البعض ملجأ يجسد البساطة و الهدوء بعيدا عن تعقيدات الحياة و صخبها،و يعتبره البعض الآخر محطة مهمة في صنع مجد المبدعين و الساسة. DW زارت مقهى "الحافة" الذي يخشى عليه أهالي مدينة طنجة من الاهمال و الاندثار.
"من لم يزر مقهى الحافة كأنه لم يزر قط مدينة طنجة" عبارة يرددها كل من أتيحت له فرصة زيارة مدينة طنجة التي يحلو للمغاربة أن يطلقوا عليها "عروس الشمال" و على ساحلها تلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.
و من مقهى الحافة الذي يطل هضبة على مضيق جبل طارق،يشاهد المرء سواحل اسبانيا على الضفة الشمالية للمتوسط،التي لا تفصلها عن طنجة سوى 14 كيلومترا.
يقع مقهى الحافة في حي مرشان أحد أقدم أحياء المدينة،و اكتسب شهرته من أهمية الشخصيات التي زارت المكان و من الموقع المطل على البحر،اختار بعض المشاهير في عالم السياسة و الأدب و الفن اقتناء إقامة قريبة من مقهى أصبح رقما صعبا في الأماكن الأكثر جلبا للسياح بالرغم من بساطته المعمارية.
..........
مقهى "الحافة" يتحدى العصرنة.
كؤوس الشاي الساخن المنعنع و طبق "البيصر" بلهجة أهل شمال المغرب أي حساء الفول بزيت الزيتون و الكمون،أهم و أقدم ما يقدمه "الكاماريرو" كما يسمي باللغة الاسبانية التي يتحدث بها أهل شمال المغرب بطلاقة،و تعني الكلمة نادل المقهى.
أنشئ مقهى الحافة سنة 1921 من طرف "با محمد"،و ظل محافظا على طابعه التاريخي،لكن الرجل أنهكه المرض في السنوات الأخيرة من عمره،افضطر لتأجير المقهى لصاحبه الحالي (عبد الرحيم) الذي عمل به كنادل منذ سنة 1971 ،و هو يتحدث بنبرة حماسية عن افتتاح مطعم آخر في المقهى "اخترت أن أجعل جزءا من المقهى مسكنا لي،أما حديقة البيت فحولتها إلى مطعم يعد وجبات عصرية".
لم يتخل عبد الرحيم عن الأواني النحاسية القديمة في تحضير الشاي و حساء الفول،المقهى لا يزال يحتفظ برونقه رغم تهالك زواياه " أضفت بعض التحسينات البسيطة على الطاولات الإسمنتية لكن أفضل أن يبقى المقهى بحلته المعهودة لأنه إذا تم إصلاحه لن يختلف عن باقي المقاهي بالمدينة،و العديد من الزبناء نصحوني بأن لا أغير من معالم "الحافة"،هكذا يبرر عبد الرحيم عدم قيامه بإصلاحات كبيرة على المقهى.
......
في حين يرى حسن الحداد و هو ناشط جمعوي بمدينة طنجة بأن تأجيل إصلاح المقهى هو أمر متعمد من طرف السلطات "أكيد أن رجال السلطة لن يعطوا لصاحب المقهى رخصة ليقوم بالإصلاحات لأنهم ينتظرون أن ينهار المقهى حتى يسهل هدمه كليا و بناء مشروع سياحي آخر مكانه كما هو الأمر بالنسبة للعديد من المعالم التي طالها التهميش".
مسألة لم يتسن لنا التأكد منها لدى السلطات المحلية للمدينة.
في السنوات الأخيرة تم تشييد طريق ساحلية أسفل المقهى هذا الأمر اعتبره صاحبه عبد الرحيم "غير مؤثر على جاذبية الحافة"،حتى و إن تم فتح مطاعم و مقاهي أخرى أسفل مقهى الحافة "فالأمر لا يضايقني لأن لهذا المكان له رمزية كبرى اكتسبها من التاريخ و من زواره المشاهير".
الأمر الذي يعتبره محمد الهواري،و هو من الشباب الذين يترددون بكثرة على المقهى،بأنه يضيق الخناق على المشهد الذي يميز الحافة،و يضيف: "السياح يأتون من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بالمنظر الطبيعي الذي يتيحه الجلوس هنا،الزحف الإسمنتي قد تكون له آثار سلبية في المستقبل إذ يجعل من هذا المكان فاقدا لأي رونق".
.........
شهرة عابرة للحدود.
جون بين،سائح نيوزيلاندي اختار أن يدشن زيارته لطنجة بالاستمتاع بالمشهد الذي يتيحه الموقع المتميز لمقهى الحافة المطلة على مضيق جبل طارق "قرأت عن الحافة في إحدى أشهر المجلات بنيوزيلاندا مما حرك لدي الرغبة في زيارتها"،جون يعتبر نفسه محظوظا لأنه استطاع أن يزور هذا المكان "عندما أعود سأنصح كل من يزور طنجة أن يزور المقهى كذلك،بالرغم من بساطة المكان إلا أن لديه سحر خاص".
نسيم شوقي،شاب فرنسي من أصل مغربي،يفضل أن يمارس هواية قراءة الروايات في مقهى الحافة "لهذا المقهى مكانة خاصة في ذاكرتي،أبي كان يصطحبني معه دائما إلى هنا أثناء زياراتنا إلى المغرب" رغم أن أسرة نسيم لم تعد تزور طنجة كما في السابق إلا أن الشاب يصر على ألا تنقطع زيارته إلى المدينة و خصوصا إلى الحافة،"أجد أن لهذا المكان ميزة لا توجد في باقي المقاهي لأنه هادئ جدا و موقعه الاستثنائي يجعلني أقضي ساعات طويلة هنا دون الإحساس بمرور الوقت".
سبق لنسيم أن اصطحب معه أصدقاء من فرنسا للاستمتاع برونق المقهى "لطالما سألني أصدقائي عن الأماكن المفضلة بالنسبة لي في المغرب،و كنت أذكر على رأس القائمة الحافة،و دفعهم الفضول إلى حثي على مرافقتهم إلى هنا".
........
الحافة بين أحلام المبدعين و المهاجرين غير الشرعيين.
لطالما اعتبرت الحافة الوجهة المفضلة لدى أشهر نجوم الفن و السياسة إضافة إلى كتاب و فلاسفة، بل الأكثر من ذلك فقد اقتنى الفيلسوف الفرنسي المعاصر بيرنار هنري ليفي منزلا تطل شرفاته مباشرة على المدرجات العشوائية للمقهى،"بيرنار هنري دائما يزورنا عندما يصل إلى طنجة" يقول عبد الرحيم الذي يتذكر بفخر أسماء كل المشاهير الذين التقى بهم و كذا الطاولات التي كان يجلس فيها كل واحد،"الحافة لا تزال مشهورة في العالم و الدليل هو أنه لحد اليوم لا يتردد النجوم في زيارتنا كلما أتيحت لهم فرصة القدوم إلى طنجة".
ارتبط اسم مقهى الحافة بالكاتب المغربي الطنجاوي الراحل،محمد شكري،الذي كان يقضي وقتا طويلا يتأمل في المشهد الملهم الذي تتيحه الحافة،لروادها دون كلل أو ملل،حيث كان ايضا يجالس الروائي المغربي الطاهر بن جلون الذي حصد العديد من الجوائز الأدبية الفرنسية و العالمية الرفيعة و أشهرها جائزة الغونكور الفرنسية.
و الكاتب الأميركي الشهير بوول بولز،و هو كاتب أميركي شهير اختار الإقامة في طنجة منذ سنة 1935،كما أن العديد من الفنانين ذوي الصيت العالمي وجدوا في الحافة السكينة التي تمدهم بالطاقة الإبداعية كمجموعة "البيتلز" الإنجليزية أيام مجدها على غرار مجموعة "الولينغ ستون" و الممثل الأمريكي "شون كونوري"...
بساطة المقهى لم تثن قادة سياسيين عن اكتشاف الحافة و ارتشاف الشاي المنعنع بعيدا عن الأضواء و البروتوكول كالأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان،و رئيس وزراء انجلترا الأسبق وينستون تشرتشل.
و يؤكد محمد الهواري أن المقهى كان كذلك قبلة للجواسيس من مختلف أنحاء العالم "خلال الحربين العالميتين الأولى و الثانية كان الجواسيس يرتادون الحافة بشكل دائم".
لاسيا و ان طنجة كانت تصنف كمنطقة دولية "محايدة"،حيث يتقاطع فيها نفوذ السلطات الاستعمارية البريطانية و الاسبانية و الفرنسية،و كانت تضم عشرات القنصليات و البعثات الديبلوماسية الأجنبية،و لم يبقى منها الآن سوى القليل مثل الاسبانية و الفرنسية و الاميركية.
و من المفارقات،أن مقهى الحافة التي كانت رمزا لإلهام المبدعين،بات يقصدها زوار من نوع جديد. حسن الحداد،يرى أن نوعية الزوار اختلفت بين الأمس و اليوم "للأسف سلوكات بعض المراهقين من زوار المقهى كتعاطي المخدرات جعلت بعض سكان طنجة يتجنبون الجلوس هنا" أمر يبرره صاحب المقهى بكون المكان مفتوح في وجه العموم " لا يمكنني أن أنتقي من يدخل إلى الحافة لكن بمجرد أن يقوم أحدهم بإزعاج الباقي أطرده فورا".
و خلال السنوات القليلة الأخيرة،بدأ يتردد على المقهى صنف جديد من الزوار،هم شبان مغاربة و أفارقة يحلمون بالهجرة إلى أوروبا،يأتون من أجل"اصطياد" سائح أو سائحة،يسهل لهم وثائق الإقامة في أوروبا،أو حتى البحث عن وسيط يسهل لهم الهجرة بطرق غير شرعية إلى أوروبا.
لكن صاحب المقهى يشدد على "حرصه على سمعة المقهى" و يؤكد انه لا يتوانى في استبعاد أي زبون "لا يحترم القانون".
.......
07.12.2012
موقع صوت ألمانيا.