ملك الرمال...فيلم يقتبس (صفحة)من تاريخ أسود.
متابعة: محمد حميد الصواف.
.........
يسلط فيلم ملك الرمال الذي يخرجه السوري نجدت الضوء على سيرة مؤسس المملكة السعودية منذ نشأتها،و قدرت هذا الشخصية العنيفة في قهر خصومه عبر وسائل بالغة الوحشية،ليختزل بعد ذلك بلاد الحرمين بكل مقوماتها و ثرواتها و مكانتها الدينية و الاعتبارية في عائلته المكونة من ابناءه و اخوته،على الرغم من كونها عائلة مشبوهة التاريخ و السيرة.
و على الرغم من خطورة الاقدام على مثل هذه الاعمال الروائية الهادفة الى كشف التاريخ الدامي لآل السعود،و تلقي المخرج التهديدات المباشرة من قبل العائلة الحاكمة الا ان العمل سيرى النور قريبا في صالات السينما العالمية و العربية.
و يشجع الكثير من المتابعين على انتاج مثل هذه الافلام التي تتناول حقائق غيبت في تاريخ الزعماء و القادة العرب سيما بعد انهيار الكثير من الديكتاتوريات الكبيرة في المنطقة،و ينتظر سقوط ما تبقى من نظيراتها سيما في منطقة الخليج العربي.
و قال نجدت أنزور إنه تلقى تهديدات بمقاضاته بجرم التشهير و الإساءة لشخصية و عائلة ملكية،من شركة محاماة بريطانية بسبب مشاركته في إنتاج و إخراج فيلمه الجديد "ملك الرمال" عن مؤسس المملكة العربية السعودية الراحل عبد العزيز آل سعود.
و يستعد أنزور لعرض الفيلم الشهر المقبل بمهرجانات سينمائية عالمية و دور عرض في الولايات المتحدة و أوروبا و آسيا و بعض الدول العربية،و يقوم الممثل الإيطالي ماركو فوشي بدور الملك عبد العزيز في شبابه،و الممثل الإيطالي فابيو تستي في كهولته،و يشارك فيه ممثلون من إنجلترا و تركيا و سوريا و لبنان.
و قال المخرج السوري "أقوم بهذه التجربة الفنية التي تنفرد حتما كأول فيلم سينمائي يتحدث بصراحة متناهية عن تاريخ قيام المملكة العربية السعودية،و شخصية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود"،مشيرا إلى أنه استوحى فكرة الفيلم من ما يحدث اليوم في العالم العربي،من ما سماه "إعادة تقسيم للمنطقة و كأننا في سايكس بيكو جديدة".
و أكد صاحب "سقف العالم" و "ما ملكت أيمانكم"،أنه وجد في سيرة الملك المؤسس كل عناصر الدراما المشوّقة التي يمكن البناء عليها و إظهارها بشكل فني يمكن أن يلاقي صدى كبيرا لدى عرضها على الشاشة في كل أنحاء العالم.
و أضاف أن عملية إنتاج الفيلم أُحيطت بالتكتم بسبب حساسية الموضوع المطروح و خشية محاولات إيقاف إنتاجه،و قال "ارتأينا إخضاع العمل للسرية المطبقة كما هي الحال في صناعة الأفلام حتى يتم الانتهاء من الإنتاج و التصوير و يصبح الفيلم واقعاً،و أصبح (ملك الرمال)واقعاً الآن".
و اعترف أنزور بأنه تلقى تهديدات بمقاضاته بجرم التشهير و الإساءة لشخصية و عائلة ملكية من قبل شركة محاماة بريطانية متخصصة في قانون الإعلام،طلبت تفاصيل كاملة عن الفيلم و ادعت أنها تمثل حكومة المملكة العربية السعودية.لكن على الصعيد السياسي في بريطانيا،لم تتصل أي جهة بخصوص الفيلم.
و أضاف أن شركة المحاماة "بعثت لنا برسائل تهدد فيها بإيقاف العمل في الفيلم و منع عرضه في أوروبا و أميركا و دول عربية من بينها لبنان،بعد أن رفضنا الاستجابة إلى طلبها،و اتبعت الشركة الأسلوب نفسه مع الممثل الإيطالي فابيو تستي،الذي لعب دور الملك عبد العزيز في كهولته و هددته برفع دعوى جنائية ضده في إيطاليا،مما اضطرنا إلى اللجوء لشركة المحاماة البريطانية باركر جيليت التي قامت بالرد رسمياً على رسائل الشركة،و توقف الموضوع عند هذا الحد".
يشار إلى أن نجدت إسماعيل أنزور أخرج مسلسلات درامية تلفزيونية كثيرة،من بينها "نهاية رجل شجاع" و "أخوة التراب" و "الحور العين" و "رجال الحسم"،و نجح في الأعمال التي صنفت ضمن الفانتازيا التاريخية مثل "الجوارح" و "الكواسر" و حصل على العديد من الجوائز العربية و العالمية.
فيما نجدت انزور ان تكون لاسرة آل رشيد التي كانت تحكم حائل لغاية عام 1921 أي دور في انتاج فيلمه.و قال في اجابة عن سؤال لـ "ميدل ايست اونلاين" خلال المؤتمر الصحفي في العاصمة البريطانية لندن قبل عرض الفيلم في الصالات العالمية نهاية شهر ايار /مايو "ان اسرة ال رشيد قادرة عن الاجابة على هذا السؤال".
و اضاف "ان الفيلم يجسد خمسين عاما من سيرة الملك عبد العزيز آل سعود من منفاه في مدينة الكويت الى عودته الى الرياض".
من جهتها أكدت الدكتورة مضاوي الرشيد حفيدة آخر حاكم من أسرة الرشيد الحاكمة في حائل (1830 -1921)التي حضرت المؤتمر الصحفي ان اسرتها لم تعرف بالفيلم الا من وسائل الاعلام،و تمنت ان يكون للفن دوراً جديداً في تهديم الرموز و اعادة صياغتها بعد الثورات العربية.
و قالت الرشيد و هي أستاذة علم الإنثربولوجيا الديني،في قسم اللاهوت و الدراسات الدينية بكلية الملوك بجامعة لندن "ان المثقف كان شريكاً للديكتاتور في العالم العربي،و حان الوقت لفك و فضح هذه الشراكه على الأقل في الفن".
و يعد الملك عبدالعزيز واحدا من أكثر شخصيات القرن العشرين إثارة للجدل إذا استطاع استعادة ملك أجداده بعد مواجهات مصيرية مع منافسيه من آل رشيد في نجد و تمكن من إسقاط حكم الأشراف في الحجاز مما فتح الباب لتوحيد مملكة الحجاز مع سلطنة نجد و تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة.
كما أكتشف النفط في عهده مما جعل السعودية واحدة من أكثر الدول ثراء و مكنها من التحكم بشكل كبير بأسعار و إمدادات أهم مصدر للطاقة.
كما مهد الملك عبدالعزيز الطريق لجعل السعودية قوة إقليمية مؤثرة على الرغم من أن حكمه و حكم أبنائه من بعده شهد الكثير من الصراعات مع دول الجوار.
و حكم أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود مملكتهم من بعده بالتتابع: سعود و فيصل و خالد و فهد والعاهل السعودي الحالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
و شدد انزور بقوله ان الفيلم الذي كتب السيناريو له شاب سعودي اسمه كريم الشمري في أول تجربة له،يعرض بلا مواربة للمجازر التي ارتكبت في عهد الملك عبد العزيز،مؤكداً أن "الفيلم جريء و يخيف بعض الناس لانهم يخفون تاريخهم،بينما العالم يتناول التاريخ في السينما بحرية كما حدث و يحدث في العهد النازي".
و اعترف بعدم قدرته على اقناع اي نجم عربي في التمثيل بفيلم "ملك الرمال" خشية حرمانهم من العمل الفني من قبل شركات الانتاج التي يسيرها المال السعودي،الامر الذي دفعه الى اختيار اسماء جديدة و غير معروفة من سوريا و لبنان و تركيا لاداء أدوار قد تكون الاخيرة في حياتهم.
و شدد بقوله ان "الرياض" لن ترضى عنه سواء قدم هذا الفيلم أو لم يقدمه،مذكراً بالهجمات التي أثيرت على اعماله التلفزيونية التي تدين الارهاب.
و اعترف المخرج السوري بان له علاقة صداقات مع أمراء و شخصيات سعودية و هو سعيد بذلك،و لا يسعى في هذا الفيلم الى مهاجمة الشعب السعودي بقدر كشف النقاب عن شخصية مثيرة للجدل لم يجرؤ أحد من قبل على تناولها.
يذكر ان المخرج نجدت انزور سبق و ان ساهم في مهرجان الجنادرية السعودي الذي يحظى برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز.
من جهته عبر الممثل الايطالي تيستي عن سعادته بالاشتراك في هذا الفيلم،متجاهلا المحاذير أو التهديدات.و قال في اجابة عن سؤال عما اذا كان من اليسير عليه أداء شخصية عربية و هو الايطالي "الممثل كالدكتور يحاول تقديم العلاج لكل مرض،و أنا علي أن أجسد كل أنواع الشخصيات".
فيما اعترف الممثل الانكليزي "بيل فيلوز" بان الفيلم اضاف له تجربة جديدة و خبرة فنية،و متعة العمل مع مخرج مثل نجدت أنزور الذي كان يدير العمل مع الممثلين باللغتين العربية و الانكليزية في آن واحد.
و نفى انزور ان يكون لتوقيت الفيلم علاقة بما يجري في سوريا،مشبها نفسه بالساعة،و أنه لا يصنع الوقت بل يقيسه،و من هذا المنطلق وجد انزور ان هذه القصة مورد نقاش الان،تزامنا مع ما يجري في المنطقة من احداث.
و نفى المخرج السوري ان يكون للفيلم اهدافا سياسية موضحا في نفس الوقت ان هناك تداخل بين السياسة و الفن،و استدل على كلامه بمشروع فيلم "سنوات العذاب" الذي عمل عليه ثلاث سنوات بتوجيه مباشر و دعم من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ليجسد الاحتلال الايطالي منذ 1911، لكن عندما زار رئيس الورزاء الايطالي،برلسكوني،ليبيا و قابل القذافي،انتهى كل شيء في اشارة الى تعطيل الفيلم،و أكد انزور انه: " يجب ان نكتب تاريخنا بشكل صحيح و لا يجب ان نخلط بين الفن و السياسة،لذلك انا اعتمدت في هذا المشروع على نفسي"،مؤكدا انه لم يتلق تمويلا من اي جهة، و ان كلفة المشروع تجاوزت 13 مليون دولار و الاموال منه شخصيا قائلا "تحويشة العمر" اي كل ما جمعه من مال.
انزور يلخص هدفه من الفيلم بأن: "كل ما نريده من الفيلم هو ان يضع النقاط على الحروف، و ان ننظر الى الامور من المنظار الصحيح،لا صلة للفيلم بالعلاقات السورية السعودية،و أنا اصنع الفيلم لأني وجدت ان الوقت الحالي هو الوقت المناسب،لقد بدأت الفيلم قبل ما يسموه ربيع العرب".و أكد انه بدأ الفيلم عندما كان هناك شهر عسل بين سورية و السعودية.
و أضاف المخرج السوري المعروف "هذه الدول تحديداً وضعت عوائق و خطوطا حمراء لا يمكن التطرق إليها و نبش صفحاتها،و هذا ما استفزني لكي أقوم بهذه التجربة الفنية التي تنفرد حتماً كأول فيلم سينمائي يتحدث بصراحة متناهية عن تاريخ قيام المملكة العربية السعودية و شخصية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود،و التي استفزتني أيضاً عند قراءة سيرتها الذاتية".
و جدد انزور نفيه ان يكون الفيلم دفاعا عن النظام السوري،مؤكدا: "لو استطيع الدفاع عن الحكومة السورية لدافعت بكل ما أملك في حياتي...أنا أؤيد النظام و أؤيد بشار لأني أؤمن أنه الوحيد القادر على انقاذ سوريا و ايصالها الى بر الامان".
الى ذلك،أرجع انزور عدم صنعه فيلما عن الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد إلى عدم توفر الفرصة،مؤكدا انه سيصنع فيلما عنه في حال اتيحت له،و أشار الى وجود صعوبات في صنع مثل هذه الاعمال لكنه أكد في نفس الوقت ان الدولة السورية تتعاون و تشجع بالرغم من رفض و تنديد آخرين و قال انزور: "نحن نبحث عن الاسلام الصحيح الذي ينقذ الأمة،و نريد أن نعرف كيف نتجاوب مع ما يحدث حولنا من مؤامرات كبيرة".
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-23/نيسان/2012 - 1/جمادى الآخر/1433
متابعة: محمد حميد الصواف.
.........
يسلط فيلم ملك الرمال الذي يخرجه السوري نجدت الضوء على سيرة مؤسس المملكة السعودية منذ نشأتها،و قدرت هذا الشخصية العنيفة في قهر خصومه عبر وسائل بالغة الوحشية،ليختزل بعد ذلك بلاد الحرمين بكل مقوماتها و ثرواتها و مكانتها الدينية و الاعتبارية في عائلته المكونة من ابناءه و اخوته،على الرغم من كونها عائلة مشبوهة التاريخ و السيرة.
و على الرغم من خطورة الاقدام على مثل هذه الاعمال الروائية الهادفة الى كشف التاريخ الدامي لآل السعود،و تلقي المخرج التهديدات المباشرة من قبل العائلة الحاكمة الا ان العمل سيرى النور قريبا في صالات السينما العالمية و العربية.
و يشجع الكثير من المتابعين على انتاج مثل هذه الافلام التي تتناول حقائق غيبت في تاريخ الزعماء و القادة العرب سيما بعد انهيار الكثير من الديكتاتوريات الكبيرة في المنطقة،و ينتظر سقوط ما تبقى من نظيراتها سيما في منطقة الخليج العربي.
و قال نجدت أنزور إنه تلقى تهديدات بمقاضاته بجرم التشهير و الإساءة لشخصية و عائلة ملكية،من شركة محاماة بريطانية بسبب مشاركته في إنتاج و إخراج فيلمه الجديد "ملك الرمال" عن مؤسس المملكة العربية السعودية الراحل عبد العزيز آل سعود.
و يستعد أنزور لعرض الفيلم الشهر المقبل بمهرجانات سينمائية عالمية و دور عرض في الولايات المتحدة و أوروبا و آسيا و بعض الدول العربية،و يقوم الممثل الإيطالي ماركو فوشي بدور الملك عبد العزيز في شبابه،و الممثل الإيطالي فابيو تستي في كهولته،و يشارك فيه ممثلون من إنجلترا و تركيا و سوريا و لبنان.
و قال المخرج السوري "أقوم بهذه التجربة الفنية التي تنفرد حتما كأول فيلم سينمائي يتحدث بصراحة متناهية عن تاريخ قيام المملكة العربية السعودية،و شخصية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود"،مشيرا إلى أنه استوحى فكرة الفيلم من ما يحدث اليوم في العالم العربي،من ما سماه "إعادة تقسيم للمنطقة و كأننا في سايكس بيكو جديدة".
و أكد صاحب "سقف العالم" و "ما ملكت أيمانكم"،أنه وجد في سيرة الملك المؤسس كل عناصر الدراما المشوّقة التي يمكن البناء عليها و إظهارها بشكل فني يمكن أن يلاقي صدى كبيرا لدى عرضها على الشاشة في كل أنحاء العالم.
و أضاف أن عملية إنتاج الفيلم أُحيطت بالتكتم بسبب حساسية الموضوع المطروح و خشية محاولات إيقاف إنتاجه،و قال "ارتأينا إخضاع العمل للسرية المطبقة كما هي الحال في صناعة الأفلام حتى يتم الانتهاء من الإنتاج و التصوير و يصبح الفيلم واقعاً،و أصبح (ملك الرمال)واقعاً الآن".
و اعترف أنزور بأنه تلقى تهديدات بمقاضاته بجرم التشهير و الإساءة لشخصية و عائلة ملكية من قبل شركة محاماة بريطانية متخصصة في قانون الإعلام،طلبت تفاصيل كاملة عن الفيلم و ادعت أنها تمثل حكومة المملكة العربية السعودية.لكن على الصعيد السياسي في بريطانيا،لم تتصل أي جهة بخصوص الفيلم.
و أضاف أن شركة المحاماة "بعثت لنا برسائل تهدد فيها بإيقاف العمل في الفيلم و منع عرضه في أوروبا و أميركا و دول عربية من بينها لبنان،بعد أن رفضنا الاستجابة إلى طلبها،و اتبعت الشركة الأسلوب نفسه مع الممثل الإيطالي فابيو تستي،الذي لعب دور الملك عبد العزيز في كهولته و هددته برفع دعوى جنائية ضده في إيطاليا،مما اضطرنا إلى اللجوء لشركة المحاماة البريطانية باركر جيليت التي قامت بالرد رسمياً على رسائل الشركة،و توقف الموضوع عند هذا الحد".
يشار إلى أن نجدت إسماعيل أنزور أخرج مسلسلات درامية تلفزيونية كثيرة،من بينها "نهاية رجل شجاع" و "أخوة التراب" و "الحور العين" و "رجال الحسم"،و نجح في الأعمال التي صنفت ضمن الفانتازيا التاريخية مثل "الجوارح" و "الكواسر" و حصل على العديد من الجوائز العربية و العالمية.
فيما نجدت انزور ان تكون لاسرة آل رشيد التي كانت تحكم حائل لغاية عام 1921 أي دور في انتاج فيلمه.و قال في اجابة عن سؤال لـ "ميدل ايست اونلاين" خلال المؤتمر الصحفي في العاصمة البريطانية لندن قبل عرض الفيلم في الصالات العالمية نهاية شهر ايار /مايو "ان اسرة ال رشيد قادرة عن الاجابة على هذا السؤال".
و اضاف "ان الفيلم يجسد خمسين عاما من سيرة الملك عبد العزيز آل سعود من منفاه في مدينة الكويت الى عودته الى الرياض".
من جهتها أكدت الدكتورة مضاوي الرشيد حفيدة آخر حاكم من أسرة الرشيد الحاكمة في حائل (1830 -1921)التي حضرت المؤتمر الصحفي ان اسرتها لم تعرف بالفيلم الا من وسائل الاعلام،و تمنت ان يكون للفن دوراً جديداً في تهديم الرموز و اعادة صياغتها بعد الثورات العربية.
و قالت الرشيد و هي أستاذة علم الإنثربولوجيا الديني،في قسم اللاهوت و الدراسات الدينية بكلية الملوك بجامعة لندن "ان المثقف كان شريكاً للديكتاتور في العالم العربي،و حان الوقت لفك و فضح هذه الشراكه على الأقل في الفن".
و يعد الملك عبدالعزيز واحدا من أكثر شخصيات القرن العشرين إثارة للجدل إذا استطاع استعادة ملك أجداده بعد مواجهات مصيرية مع منافسيه من آل رشيد في نجد و تمكن من إسقاط حكم الأشراف في الحجاز مما فتح الباب لتوحيد مملكة الحجاز مع سلطنة نجد و تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة.
كما أكتشف النفط في عهده مما جعل السعودية واحدة من أكثر الدول ثراء و مكنها من التحكم بشكل كبير بأسعار و إمدادات أهم مصدر للطاقة.
كما مهد الملك عبدالعزيز الطريق لجعل السعودية قوة إقليمية مؤثرة على الرغم من أن حكمه و حكم أبنائه من بعده شهد الكثير من الصراعات مع دول الجوار.
و حكم أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود مملكتهم من بعده بالتتابع: سعود و فيصل و خالد و فهد والعاهل السعودي الحالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
و شدد انزور بقوله ان الفيلم الذي كتب السيناريو له شاب سعودي اسمه كريم الشمري في أول تجربة له،يعرض بلا مواربة للمجازر التي ارتكبت في عهد الملك عبد العزيز،مؤكداً أن "الفيلم جريء و يخيف بعض الناس لانهم يخفون تاريخهم،بينما العالم يتناول التاريخ في السينما بحرية كما حدث و يحدث في العهد النازي".
و اعترف بعدم قدرته على اقناع اي نجم عربي في التمثيل بفيلم "ملك الرمال" خشية حرمانهم من العمل الفني من قبل شركات الانتاج التي يسيرها المال السعودي،الامر الذي دفعه الى اختيار اسماء جديدة و غير معروفة من سوريا و لبنان و تركيا لاداء أدوار قد تكون الاخيرة في حياتهم.
و شدد بقوله ان "الرياض" لن ترضى عنه سواء قدم هذا الفيلم أو لم يقدمه،مذكراً بالهجمات التي أثيرت على اعماله التلفزيونية التي تدين الارهاب.
و اعترف المخرج السوري بان له علاقة صداقات مع أمراء و شخصيات سعودية و هو سعيد بذلك،و لا يسعى في هذا الفيلم الى مهاجمة الشعب السعودي بقدر كشف النقاب عن شخصية مثيرة للجدل لم يجرؤ أحد من قبل على تناولها.
يذكر ان المخرج نجدت انزور سبق و ان ساهم في مهرجان الجنادرية السعودي الذي يحظى برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز.
من جهته عبر الممثل الايطالي تيستي عن سعادته بالاشتراك في هذا الفيلم،متجاهلا المحاذير أو التهديدات.و قال في اجابة عن سؤال عما اذا كان من اليسير عليه أداء شخصية عربية و هو الايطالي "الممثل كالدكتور يحاول تقديم العلاج لكل مرض،و أنا علي أن أجسد كل أنواع الشخصيات".
فيما اعترف الممثل الانكليزي "بيل فيلوز" بان الفيلم اضاف له تجربة جديدة و خبرة فنية،و متعة العمل مع مخرج مثل نجدت أنزور الذي كان يدير العمل مع الممثلين باللغتين العربية و الانكليزية في آن واحد.
و نفى انزور ان يكون لتوقيت الفيلم علاقة بما يجري في سوريا،مشبها نفسه بالساعة،و أنه لا يصنع الوقت بل يقيسه،و من هذا المنطلق وجد انزور ان هذه القصة مورد نقاش الان،تزامنا مع ما يجري في المنطقة من احداث.
و نفى المخرج السوري ان يكون للفيلم اهدافا سياسية موضحا في نفس الوقت ان هناك تداخل بين السياسة و الفن،و استدل على كلامه بمشروع فيلم "سنوات العذاب" الذي عمل عليه ثلاث سنوات بتوجيه مباشر و دعم من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ليجسد الاحتلال الايطالي منذ 1911، لكن عندما زار رئيس الورزاء الايطالي،برلسكوني،ليبيا و قابل القذافي،انتهى كل شيء في اشارة الى تعطيل الفيلم،و أكد انزور انه: " يجب ان نكتب تاريخنا بشكل صحيح و لا يجب ان نخلط بين الفن و السياسة،لذلك انا اعتمدت في هذا المشروع على نفسي"،مؤكدا انه لم يتلق تمويلا من اي جهة، و ان كلفة المشروع تجاوزت 13 مليون دولار و الاموال منه شخصيا قائلا "تحويشة العمر" اي كل ما جمعه من مال.
انزور يلخص هدفه من الفيلم بأن: "كل ما نريده من الفيلم هو ان يضع النقاط على الحروف، و ان ننظر الى الامور من المنظار الصحيح،لا صلة للفيلم بالعلاقات السورية السعودية،و أنا اصنع الفيلم لأني وجدت ان الوقت الحالي هو الوقت المناسب،لقد بدأت الفيلم قبل ما يسموه ربيع العرب".و أكد انه بدأ الفيلم عندما كان هناك شهر عسل بين سورية و السعودية.
و أضاف المخرج السوري المعروف "هذه الدول تحديداً وضعت عوائق و خطوطا حمراء لا يمكن التطرق إليها و نبش صفحاتها،و هذا ما استفزني لكي أقوم بهذه التجربة الفنية التي تنفرد حتماً كأول فيلم سينمائي يتحدث بصراحة متناهية عن تاريخ قيام المملكة العربية السعودية و شخصية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود،و التي استفزتني أيضاً عند قراءة سيرتها الذاتية".
و جدد انزور نفيه ان يكون الفيلم دفاعا عن النظام السوري،مؤكدا: "لو استطيع الدفاع عن الحكومة السورية لدافعت بكل ما أملك في حياتي...أنا أؤيد النظام و أؤيد بشار لأني أؤمن أنه الوحيد القادر على انقاذ سوريا و ايصالها الى بر الامان".
الى ذلك،أرجع انزور عدم صنعه فيلما عن الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد إلى عدم توفر الفرصة،مؤكدا انه سيصنع فيلما عنه في حال اتيحت له،و أشار الى وجود صعوبات في صنع مثل هذه الاعمال لكنه أكد في نفس الوقت ان الدولة السورية تتعاون و تشجع بالرغم من رفض و تنديد آخرين و قال انزور: "نحن نبحث عن الاسلام الصحيح الذي ينقذ الأمة،و نريد أن نعرف كيف نتجاوب مع ما يحدث حولنا من مؤامرات كبيرة".
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-23/نيسان/2012 - 1/جمادى الآخر/1433