حرف و صناعات...تثري الفلكلور و تنمي المهارات.
كمال عبيد.
.......
تعرف الحرفة بأنها عبارة عن عمل يمارس بمعدات يدوية بسيطة لصناعة حاجة بمهارات خاصة يضاف عليها المسات الفنية،او تكون صنعة لها حاجة ماسة للعيش كما هو معروف ان الحاجة أم الاختراع، و من الحرف التي كانت و مازال البعض يعملون فيها هي صناعة الفخار و صناعة السجاد و النحت على المرمر و النقش على المعدن مثل الذهب و النحاس و غيرها،و ان بعض الحرف اصبحت الان تراثأً يمجد به تاريخ البدان،اذ يعتبر اصحاب الحرفة بمثابة فنانين محترفين،و يمكن للحرفة او الصنعة ان تساعد في القضاء على البطالة و تحسن المستوى المعاشي،و في ظل التطور الحاصل في وقتنا الحاضر على الصعيد التقني،اصبح اصحاب الحرف عملة نادرة قل امتلاكها.
......
السيف الدمشقي.
فيما اشتهرت مدينة دمشق قديما بصناعة السيوف القتالية التي أطلق عليها السيوف الدمشقية ذات الجودة و الصلابة،و سمي المعدن الذي تصنع منه بالأسطوري بسبب عدم معرفة سر المعدن الذي تصنع منه رغم محاولات الأوروبيين اكتشاف ذلك في العصور القديمة عبر استقدامهم أمهر صناع السيوف من أجل معرفة هذا السر،و نسجت العديد من الأساطير حول السيف الدمشقي و نصله،إذ تقول الأسطورة إن النصل الدمشقي كان يستطيع أن يشرح المصنوعات الفولاذية الأخرى و أخرى تحكي قصة انقسام قطعة من الحرير لدى سقوطها على سيف دمشقي ثابت لا يتحرك،يقول فياض السيوفي أحد أشهر صناع السيوف الدمشقية إن تسمية عائلتي بالسيوفي نسبة إلى عمل أجدادي بهذه المهنة التي تعلمتها عن طريق والدي الذي ورثها بدوره من جدي،موضحا أن عائلته هي الوحيدة في مدينة دمشق التي تصنع السيوف و تقوم بتنزيل و تطعيم الذهب و الفضة عليها حيث تحولت هذه الصناعة في بداية القرن الماضي من صناعة حربية إلى قطع تراثية يسعى الأغنياء و السياح لاقتنائها،و أعرب السيوفي عن أمله في أن تولي الدولة مزيدا من الاهتمام على هذه الصناعة و تقدم لها الدعم الكافي لافتا إلى ازدياد الإقبال على تجارة السيوف بعد الانتشار الكبير للأعمال الدرامية التاريخية التي قدمت على شاشات التلفزة العربية حيث تعتبر شركات الإنتاج التلفزيوني زبونا متميزا عند السيوفي،بدوره يرى سامر السيد أحد المتسوقين المهتمين بالتراث والفلكلور في سوق المهن اليدوية قرب الجامع الأموي أن السيوف الدمشقية ما زالت تحتل مكانة مرموقة و مميزة في الشارع السوري و العربي رغم عدم مقدرة البعض على اقتنائها،و تعتبر جزءا جوهريا من تاريخ و ثقافة و تراث هذا البلد،منوها بما قامت به الأعمال التاريخية التي قدمت على شاشات التلفزة بتعريف المجتمع العربي بشكل عام و السوري بشكل خاص بجودة السيف العربي اليماني و الدمشقي، لافتا إلى أن السيف الدمشقي كان سيفا للأمراء و أعظم قادة الجيوش،و عن كيفية تحديد أسعار السيوف الدمشقية يقول السيوفي إن سعر كل سيف تحدده الزينة التي تضاف إلى غمده و عمره الزمني لافتا أن هناك في السوق سيوفا دمشقية يصل عمرها إلى 500 عام،و يتفاوت السعر من 150 ألف ليرة سورية حتى المليون و أن صناعة السيف الواحد تحتاج لمدة أسبوع و قد تصل إلى ثلاثة أشهر و ذلك وفقا للزينة المطلوبة عليه من قبل الزبون.
من جهته يقول الدكتور فيصل العبد الله أستاذ في قسم التاريخ بجامعة دمشق إن هذه الحرفة اليدوية أخذت بالتراجع منذ القرن الخامس الميلادي عندما اجتاح القائد المغولي تيمورلانك دمشق و أخذ معه إلى سمرقند نحو 15 ألفا من أشهر حرفيي صناعة السيوف ثم قيام السلطان العثماني سليم الأول بنقل عدد آخر من أشهر المهرة في صناعة السيوف إلى تركيا،و عزا العبد الله تراجع هذه الصناعة إلى السرية التي تعامل معها صناع السيوف المشهورين في البلاد،إذ كان الأب يقوم بتعليم أولاده فقط تقنية صناعة السيوف معربا عن خشيته من ضياع و فقدان هذا الإرث التاريخي الجميل، و للسيف الدمشقي نصب تذكاري في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق يدل و يشير إلى قوة المدينة و منعتها و ارثها الحضاري و يحكي عن الانتصارات و الانجازات من خلال المعارك التي خاضها سكان المنطقة في الزود عن حمى الوطن إذ كان إنشاؤه عرفانا بالجميل و تذكيرا بمهارة الحرفي الدمشقي في صناعته للأسلحة الحربية،و عن مصادر الشرقيات التراثية يقول سامي الحجة صاحب محل إن أغلبها من ورشات عمل مختصة بصناعة قطع الشرقيات و بعضها يعود لأبناء قبائل و اسر عريقة و برأيه أن من أهم زبائن السيوف في الوقت الحاضر منظمو المهرجانات الفولكلورية و أصحاب فرق العراضة الشامية الذين يلعبون بالسيف و الترس في حفلاتهم و عروضهم أمام الجمهور.
......
شبكة النبأ المعلوماتية-26/تشرين الأول/2011 - 28/ذو القعدة/1432
كمال عبيد.
.......
تعرف الحرفة بأنها عبارة عن عمل يمارس بمعدات يدوية بسيطة لصناعة حاجة بمهارات خاصة يضاف عليها المسات الفنية،او تكون صنعة لها حاجة ماسة للعيش كما هو معروف ان الحاجة أم الاختراع، و من الحرف التي كانت و مازال البعض يعملون فيها هي صناعة الفخار و صناعة السجاد و النحت على المرمر و النقش على المعدن مثل الذهب و النحاس و غيرها،و ان بعض الحرف اصبحت الان تراثأً يمجد به تاريخ البدان،اذ يعتبر اصحاب الحرفة بمثابة فنانين محترفين،و يمكن للحرفة او الصنعة ان تساعد في القضاء على البطالة و تحسن المستوى المعاشي،و في ظل التطور الحاصل في وقتنا الحاضر على الصعيد التقني،اصبح اصحاب الحرف عملة نادرة قل امتلاكها.
......
السيف الدمشقي.
فيما اشتهرت مدينة دمشق قديما بصناعة السيوف القتالية التي أطلق عليها السيوف الدمشقية ذات الجودة و الصلابة،و سمي المعدن الذي تصنع منه بالأسطوري بسبب عدم معرفة سر المعدن الذي تصنع منه رغم محاولات الأوروبيين اكتشاف ذلك في العصور القديمة عبر استقدامهم أمهر صناع السيوف من أجل معرفة هذا السر،و نسجت العديد من الأساطير حول السيف الدمشقي و نصله،إذ تقول الأسطورة إن النصل الدمشقي كان يستطيع أن يشرح المصنوعات الفولاذية الأخرى و أخرى تحكي قصة انقسام قطعة من الحرير لدى سقوطها على سيف دمشقي ثابت لا يتحرك،يقول فياض السيوفي أحد أشهر صناع السيوف الدمشقية إن تسمية عائلتي بالسيوفي نسبة إلى عمل أجدادي بهذه المهنة التي تعلمتها عن طريق والدي الذي ورثها بدوره من جدي،موضحا أن عائلته هي الوحيدة في مدينة دمشق التي تصنع السيوف و تقوم بتنزيل و تطعيم الذهب و الفضة عليها حيث تحولت هذه الصناعة في بداية القرن الماضي من صناعة حربية إلى قطع تراثية يسعى الأغنياء و السياح لاقتنائها،و أعرب السيوفي عن أمله في أن تولي الدولة مزيدا من الاهتمام على هذه الصناعة و تقدم لها الدعم الكافي لافتا إلى ازدياد الإقبال على تجارة السيوف بعد الانتشار الكبير للأعمال الدرامية التاريخية التي قدمت على شاشات التلفزة العربية حيث تعتبر شركات الإنتاج التلفزيوني زبونا متميزا عند السيوفي،بدوره يرى سامر السيد أحد المتسوقين المهتمين بالتراث والفلكلور في سوق المهن اليدوية قرب الجامع الأموي أن السيوف الدمشقية ما زالت تحتل مكانة مرموقة و مميزة في الشارع السوري و العربي رغم عدم مقدرة البعض على اقتنائها،و تعتبر جزءا جوهريا من تاريخ و ثقافة و تراث هذا البلد،منوها بما قامت به الأعمال التاريخية التي قدمت على شاشات التلفزة بتعريف المجتمع العربي بشكل عام و السوري بشكل خاص بجودة السيف العربي اليماني و الدمشقي، لافتا إلى أن السيف الدمشقي كان سيفا للأمراء و أعظم قادة الجيوش،و عن كيفية تحديد أسعار السيوف الدمشقية يقول السيوفي إن سعر كل سيف تحدده الزينة التي تضاف إلى غمده و عمره الزمني لافتا أن هناك في السوق سيوفا دمشقية يصل عمرها إلى 500 عام،و يتفاوت السعر من 150 ألف ليرة سورية حتى المليون و أن صناعة السيف الواحد تحتاج لمدة أسبوع و قد تصل إلى ثلاثة أشهر و ذلك وفقا للزينة المطلوبة عليه من قبل الزبون.
من جهته يقول الدكتور فيصل العبد الله أستاذ في قسم التاريخ بجامعة دمشق إن هذه الحرفة اليدوية أخذت بالتراجع منذ القرن الخامس الميلادي عندما اجتاح القائد المغولي تيمورلانك دمشق و أخذ معه إلى سمرقند نحو 15 ألفا من أشهر حرفيي صناعة السيوف ثم قيام السلطان العثماني سليم الأول بنقل عدد آخر من أشهر المهرة في صناعة السيوف إلى تركيا،و عزا العبد الله تراجع هذه الصناعة إلى السرية التي تعامل معها صناع السيوف المشهورين في البلاد،إذ كان الأب يقوم بتعليم أولاده فقط تقنية صناعة السيوف معربا عن خشيته من ضياع و فقدان هذا الإرث التاريخي الجميل، و للسيف الدمشقي نصب تذكاري في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق يدل و يشير إلى قوة المدينة و منعتها و ارثها الحضاري و يحكي عن الانتصارات و الانجازات من خلال المعارك التي خاضها سكان المنطقة في الزود عن حمى الوطن إذ كان إنشاؤه عرفانا بالجميل و تذكيرا بمهارة الحرفي الدمشقي في صناعته للأسلحة الحربية،و عن مصادر الشرقيات التراثية يقول سامي الحجة صاحب محل إن أغلبها من ورشات عمل مختصة بصناعة قطع الشرقيات و بعضها يعود لأبناء قبائل و اسر عريقة و برأيه أن من أهم زبائن السيوف في الوقت الحاضر منظمو المهرجانات الفولكلورية و أصحاب فرق العراضة الشامية الذين يلعبون بالسيف و الترس في حفلاتهم و عروضهم أمام الجمهور.
......
شبكة النبأ المعلوماتية-26/تشرين الأول/2011 - 28/ذو القعدة/1432