أمير المؤمنين الامام علي...عدل و رأفة و إيثار.
قبسات من فكر المرجع الشيرازي.
............
من عجائب ما يحدث الآن في بلاد المسلمين و دولهم و حكوماتهم،أن قادتهم و حكوماتهم،يهملون تماما، النماذج القيادية العظيمة التي سبقتهم في قيادة المسلمين،و أحسنت القيادة من جميع الجوانب،و من أعظم و أروع هذه النماذج،قائد الدولة الاسلامية الامام علي بن ابي طالب ،الذي ضرب أروع الامثلة في ادارة الدولة و الامة الاسلامية التي كانت تعد من أكبر دول العالم،حيث الرسالة الاسلامية كانت آخذة بالانتشار لتصل الى ابعد بقاع العالم آنذاك.
........
القضاء على الجوع.
يسعى العالم المدني راهنا،للقضاء على مشكلة مستعصية اسمها الجوع،فمع كل الامكانيات الهائلة تكنولوجيا و علميا و عمليا التي يتوفر عليها عالمنا المعاصر إلا أن هناك مئات الملايين يعصف بهم الجوع في العالم وفقا لتقارير رسمية مؤكدة صادرة من منظمات مستقلة معنية بهذا الامر،و لكن قبل مئات السنين،حينما كانت التكنولوجيا غائبة،و الامكانيات العلمية و البشرية محدودة،في ذلك الوقت كانت دولة الاسلام في ظل قيادة أمير المؤمنين الامام علي لا تشكو جوعا و لا فقرا،لسبب بسيط جدا،أن القائد الاعلى (الامام علي) يعي ما هو الفقر،و ماهي تأثيراته على الناس و ما مدى قسوته،لدرجة أن الامام قال (لو كان الفقر رجلا لقتلته)،و لا شك أن جملة عميقة كهذه لا تحرج من قائلها لو لا معرفته و معاناته الشخصية و معايشته للفقر بنفسه.
يقول سماحة المرجع الديني،السيد صادق الحسيني الشيرازي، في أقوال مضيئة لسماحته: ( لمجرّد أن يحتمل الإمام عليّ سلام الله عليه وجود أفراد في المناطق النائية من رقعة حكومته جوعى،لم يكن ينام ليلته ممتلئ البطن،و قد حرّم نفسه حتى من متوسط الطعام و اللباس و المسكن و لوازم الحياة العادية).
هكذا كان يتعامل القائد مع شعبه و هكذا كان حرصه عظيما على الشعب،بل كان تعاطف الامام علي مع شعبه،ينطلق من مبدأ انساني بحت يتجلى بوضوح من خلال الخطوات العملية التي يتخذها القائد بحق شعبه،و هكذا يصل تعاطف الامام مع الافراد و الجماعات الى درجة يفضلهم فيها على نفسه و على ذويه و حتى المعاونين المقربين منه،فلا امتيازات للعائلة و لا للمقربين و لا للذات ايضا،الشعب دائما هو الذي يكون في مقدمة النيات و الاعمال التي يقوم بها القائد و حكومته.
لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا المجال: (إحدى خصال الإمام عليّ خاصة في فترة خلافته،تعاطفه مع الناس،و يتجلّى تعاطفه مع أفقر الناس من خلال عمله).
............
الموقف الانساني من العدو.
الاخلاق و المبادئ و الالتزام بالحس الانساني ملكة تنطوي عليها ذات الانسان،و ترفض المراوغة و الخداع و النصب و الاحتيال،لتتقدم الاخلاق و المحاسن كل ما عداها من سلوكيات قد يتم تبريرها قادة اليوم،للفوز في الحرب او سواها،أما الامام علي فقد كان قائدا واضحا امام الجميع و مع الجميع،و كان يتعامل وفقا لمبادئ الاسلام التي رفضت المراوغة،و طالبت بالوضوح كقاعدة للتعامل المتبادل.
لذلك لم يبدأ الامام علي اعداءه بقتال،بل لم يقتص حتى من عدوه عندما ينكسر،و كان رحيما مع الجميع حتى مع عدوه إلا اذا كان الامر يتعلق بحماية النفس،و اصبح ليس هناك مفرا من القتال لحماية النفس.
يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (كان الإمام أمير المؤمنين يدفع من ناهضه و بارزه بالنصح و الموعظة ما أمكن,و كان يسعى للحؤول دون وقوع الحرب و إراقة الدماء،سواء عن طريق المواعظ الفردية و الجماعية أو غيرها).
و هكذا ليس هناك مبادرة لاشهار السلاح او اعلان الحرب،بل هناك نية قيادية انسانية حقيقية لمعالجة الامر بالتي هي أحسن،إلا اذا كان الامر لا يمكن معالجته إلا باشهار السلاح مقابل عدو لا يتراجع و لا يرعوي و يشهر سلاحه و يتقدم إليك ليقضي عليك،عند ذاك ليس امامك سوى رد السوء و دفع الضرر مجبرا لا مختارا.
لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (و لكن إذا وصل الأمر بالطرف الآخر أن يهجم و يريد القتال قام الإمام بدور الدفاع لا أكثر،و لكن ما أن يتراجع الخصم أو ينهزم حتى يتوقّف الإمام عن ملاحقته و لا يسعى للانتقام منه،و هو لم يبدأ أحداً بقتال أبداً،و هذا الأمر مشهود في تاريخ الإمام أمير المؤمنين.).
..............
الحسرة من اجل الحياة.
عندما يعرف احدنا أن الموت صار حتميا بالنسبة له،نتيجة مرض او لاي سبب آخر،فإنه لاشك سيصاب بالحسرة على فقدانه للحياة،و لعل الامر و السبب معروف للجميع،فكلنا نتعلق بالحياة بسبب المال و البنون و الجاه و مزايا الحياة الاخرى،أما الامام علي فلامر يختلف لديه تماما،يقول سماحة المرجع الشيرازي حول هذا الجانب:
(لو أبلغ أحدناً بخبر موته و كان متيقناً من صحّة الخبر..لا شك أن أكثر الأشخاص سيتحسرون على فقدهم الحياة و فراقهم المال و الأهل و الولد،أما الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب حين أخبره رسول الله صلى الله عليه و آله بذلك لم يتأسف أو يتحسّر و لم يحزن و لا فكّر إلاّ في أمر واحد و هو سلامة دينه!).
و لعل النزعة الانسانية المتسامية للامام عليه تجعل الحياة و الموت سيان بالنسبة إليه،و لعل الرأفة بالناس و الرعية كانت احدى اهم خصاله،لدرجة أن رحمة الامام تطال حتى عدوه و قاتله ابن ملجم.
يقول سماحة المرجع الشيرازي بهذا الخصوص: (من شفقة الإمام أمير المؤمنين عليّ على الخلق أنه أوصى سلام الله عليه و هو على فراش الشهادة بإعطاء مقدار من الحليب الذي كان يتناوله كدواء إلى قاتله ابن ملجم،و أن لا يبخس حقّه في المأكل و المشرب و المكان و الملبس المناسب،بل كان يطالبهم أن يعفوا عن ابن ملجم حيث قال لهم: إن أعف فالعفو لي قربة و هو لكم حسنة فاعفوا،ألا تحبّون أن يغفر الله لكم).
هذه هي بعض خصال الامام علي،أليس على قادة المسلمين اليوم و حكامهم،أن يقتدوا بهذا النموذج القيادي الانساني العظيم،الذي لم تستطع أن تأخذ من حكمته السلطة و سحرها و لو قيد أنملة؟.
..........
شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 9/آب/2012
قبسات من فكر المرجع الشيرازي.
............
من عجائب ما يحدث الآن في بلاد المسلمين و دولهم و حكوماتهم،أن قادتهم و حكوماتهم،يهملون تماما، النماذج القيادية العظيمة التي سبقتهم في قيادة المسلمين،و أحسنت القيادة من جميع الجوانب،و من أعظم و أروع هذه النماذج،قائد الدولة الاسلامية الامام علي بن ابي طالب ،الذي ضرب أروع الامثلة في ادارة الدولة و الامة الاسلامية التي كانت تعد من أكبر دول العالم،حيث الرسالة الاسلامية كانت آخذة بالانتشار لتصل الى ابعد بقاع العالم آنذاك.
........
القضاء على الجوع.
يسعى العالم المدني راهنا،للقضاء على مشكلة مستعصية اسمها الجوع،فمع كل الامكانيات الهائلة تكنولوجيا و علميا و عمليا التي يتوفر عليها عالمنا المعاصر إلا أن هناك مئات الملايين يعصف بهم الجوع في العالم وفقا لتقارير رسمية مؤكدة صادرة من منظمات مستقلة معنية بهذا الامر،و لكن قبل مئات السنين،حينما كانت التكنولوجيا غائبة،و الامكانيات العلمية و البشرية محدودة،في ذلك الوقت كانت دولة الاسلام في ظل قيادة أمير المؤمنين الامام علي لا تشكو جوعا و لا فقرا،لسبب بسيط جدا،أن القائد الاعلى (الامام علي) يعي ما هو الفقر،و ماهي تأثيراته على الناس و ما مدى قسوته،لدرجة أن الامام قال (لو كان الفقر رجلا لقتلته)،و لا شك أن جملة عميقة كهذه لا تحرج من قائلها لو لا معرفته و معاناته الشخصية و معايشته للفقر بنفسه.
يقول سماحة المرجع الديني،السيد صادق الحسيني الشيرازي، في أقوال مضيئة لسماحته: ( لمجرّد أن يحتمل الإمام عليّ سلام الله عليه وجود أفراد في المناطق النائية من رقعة حكومته جوعى،لم يكن ينام ليلته ممتلئ البطن،و قد حرّم نفسه حتى من متوسط الطعام و اللباس و المسكن و لوازم الحياة العادية).
هكذا كان يتعامل القائد مع شعبه و هكذا كان حرصه عظيما على الشعب،بل كان تعاطف الامام علي مع شعبه،ينطلق من مبدأ انساني بحت يتجلى بوضوح من خلال الخطوات العملية التي يتخذها القائد بحق شعبه،و هكذا يصل تعاطف الامام مع الافراد و الجماعات الى درجة يفضلهم فيها على نفسه و على ذويه و حتى المعاونين المقربين منه،فلا امتيازات للعائلة و لا للمقربين و لا للذات ايضا،الشعب دائما هو الذي يكون في مقدمة النيات و الاعمال التي يقوم بها القائد و حكومته.
لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا المجال: (إحدى خصال الإمام عليّ خاصة في فترة خلافته،تعاطفه مع الناس،و يتجلّى تعاطفه مع أفقر الناس من خلال عمله).
............
الموقف الانساني من العدو.
الاخلاق و المبادئ و الالتزام بالحس الانساني ملكة تنطوي عليها ذات الانسان،و ترفض المراوغة و الخداع و النصب و الاحتيال،لتتقدم الاخلاق و المحاسن كل ما عداها من سلوكيات قد يتم تبريرها قادة اليوم،للفوز في الحرب او سواها،أما الامام علي فقد كان قائدا واضحا امام الجميع و مع الجميع،و كان يتعامل وفقا لمبادئ الاسلام التي رفضت المراوغة،و طالبت بالوضوح كقاعدة للتعامل المتبادل.
لذلك لم يبدأ الامام علي اعداءه بقتال،بل لم يقتص حتى من عدوه عندما ينكسر،و كان رحيما مع الجميع حتى مع عدوه إلا اذا كان الامر يتعلق بحماية النفس،و اصبح ليس هناك مفرا من القتال لحماية النفس.
يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (كان الإمام أمير المؤمنين يدفع من ناهضه و بارزه بالنصح و الموعظة ما أمكن,و كان يسعى للحؤول دون وقوع الحرب و إراقة الدماء،سواء عن طريق المواعظ الفردية و الجماعية أو غيرها).
و هكذا ليس هناك مبادرة لاشهار السلاح او اعلان الحرب،بل هناك نية قيادية انسانية حقيقية لمعالجة الامر بالتي هي أحسن،إلا اذا كان الامر لا يمكن معالجته إلا باشهار السلاح مقابل عدو لا يتراجع و لا يرعوي و يشهر سلاحه و يتقدم إليك ليقضي عليك،عند ذاك ليس امامك سوى رد السوء و دفع الضرر مجبرا لا مختارا.
لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (و لكن إذا وصل الأمر بالطرف الآخر أن يهجم و يريد القتال قام الإمام بدور الدفاع لا أكثر،و لكن ما أن يتراجع الخصم أو ينهزم حتى يتوقّف الإمام عن ملاحقته و لا يسعى للانتقام منه،و هو لم يبدأ أحداً بقتال أبداً،و هذا الأمر مشهود في تاريخ الإمام أمير المؤمنين.).
..............
الحسرة من اجل الحياة.
عندما يعرف احدنا أن الموت صار حتميا بالنسبة له،نتيجة مرض او لاي سبب آخر،فإنه لاشك سيصاب بالحسرة على فقدانه للحياة،و لعل الامر و السبب معروف للجميع،فكلنا نتعلق بالحياة بسبب المال و البنون و الجاه و مزايا الحياة الاخرى،أما الامام علي فلامر يختلف لديه تماما،يقول سماحة المرجع الشيرازي حول هذا الجانب:
(لو أبلغ أحدناً بخبر موته و كان متيقناً من صحّة الخبر..لا شك أن أكثر الأشخاص سيتحسرون على فقدهم الحياة و فراقهم المال و الأهل و الولد،أما الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب حين أخبره رسول الله صلى الله عليه و آله بذلك لم يتأسف أو يتحسّر و لم يحزن و لا فكّر إلاّ في أمر واحد و هو سلامة دينه!).
و لعل النزعة الانسانية المتسامية للامام عليه تجعل الحياة و الموت سيان بالنسبة إليه،و لعل الرأفة بالناس و الرعية كانت احدى اهم خصاله،لدرجة أن رحمة الامام تطال حتى عدوه و قاتله ابن ملجم.
يقول سماحة المرجع الشيرازي بهذا الخصوص: (من شفقة الإمام أمير المؤمنين عليّ على الخلق أنه أوصى سلام الله عليه و هو على فراش الشهادة بإعطاء مقدار من الحليب الذي كان يتناوله كدواء إلى قاتله ابن ملجم،و أن لا يبخس حقّه في المأكل و المشرب و المكان و الملبس المناسب،بل كان يطالبهم أن يعفوا عن ابن ملجم حيث قال لهم: إن أعف فالعفو لي قربة و هو لكم حسنة فاعفوا،ألا تحبّون أن يغفر الله لكم).
هذه هي بعض خصال الامام علي،أليس على قادة المسلمين اليوم و حكامهم،أن يقتدوا بهذا النموذج القيادي الانساني العظيم،الذي لم تستطع أن تأخذ من حكمته السلطة و سحرها و لو قيد أنملة؟.
..........
شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 9/آب/2012