جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    "سوق الصفارين" في بغداد يطوي آخر صفحات تاريخه.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    "سوق الصفارين" في بغداد يطوي آخر صفحات  تاريخه. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    تسلية "سوق الصفارين" في بغداد يطوي آخر صفحات تاريخه.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت أغسطس 25, 2012 4:30 pm

    "سوق الصفارين" في بغداد يطوي آخر صفحات تاريخه.
    .........
    كان "سوق الصفارين" علامة من علامات العاصمة العراقية،حيث ظلت سيمفونية الأزاميل و المطارق تصدح من زواياه على مدى قرون،لكنه بات مهددا بالاندثار و معه تطوى صفحة من تاريخ عاصمة الرشيد.
    دويتشه فيله تجولت في سوق النحاسين.
    .......
    لطالما تعالت في فضاء شارع الرشيد،أقدم شوارع العاصمة العراقية بغداد،معزوفة النقر على النحاس من سوق النحاسين،أو سوق الصفافير كما يطلق عليها باللهجة العراقية،فالصفر في اللهجة العراقية هو النحاس.
    تلك الأصوات كانت ناجمة عن عملية تطويع المعدن لصنع الأواني المنزلية و أباريق الشاي و الملاعق و إطارات الصور و الفوانيس النحاسية المنقوشة بالزخارف،و غير ذلك.
    و يعتبر هذا السوق من أقدم الأسواق في بغداد و ما لبث حاضراً في الأمثال التي يتداولها سكانها على امتداد الأزمان الماضية.
    و في الأزقة الضيقة يعمل في المحال الصغيرة المتراصة إلى بعضها البعض حرفيون،توارثوا المهنة الشاقة و الممتعة،فجعلوا من هذا المكان معلماً تاريخياً،كان في أزمان أخرى مضت عامل جذب لكل من يزور عاصمة الرشيد و يبحث عن معالمها التاريخية.
    لكن ما جاء به التغيير في العراق بدا واضحاً بقوة في السوق،ففي ظل غياب الدعم الحكومي للحرف اليدوية و الصناعات التقليدية و غياب الحماية من منافسة السلع المستوردة بدأت متاجر المشغولات الجاهزة الرخيصة تحل تدريجياً محل ورش النحاسين.
    ........
    خفوت صوت سيمفونية الأزاميل و المطارق.
    في أزمان مضت كانت سيمفونية الأزاميل و المطارق تصدح من بين زوايا الشارع الطويل بلا انقطاع حتى ساعات المساء،لكنها اليوم تراجعت إلى حد كبير.
    العمل في هذه المجال ينقسم بحسب مراحل الإنتاج؛فهناك من يضرب على قطعة النحاس لتأخذ الشكل المطلوب،و هناك من ينقش عليها باستخدام المطرقة و الأزميل.
    و بينما يختص الآخرون بتصميم الزخارف التي تنقش على صفائح النحاس،ينشغل الآخرون بصقل المنتج بعد زخرفته و تلميعه أو يلوّن بعض أجزاء الصفائح المطروقة لتضفي لمسات فنية أكثر جمالية على الأواني،و بعضهم يرصعها بالأحجار أو يطليها بالمينا.
    و رغم تراجع حركة هذه السوق فإن وتيرة العمل هذه لم تتغير كثيراً ربما منذ إنشاء السوق في عصر الخلافة العباسية بالقرب من المدرسة المستنصرية التي كانت جامعة لعلوم ذلك الزمان.
    و يعود تاريخ سوق الصفافير في بغداد إلى القرن الثالث عشر الميلادي؛فترة الخلافة العباسية و بالتحديد إلى عهد الخليفة المستنصر بالله (1226-1242)،الذي أمر بإنشاء أسواق عدة متخصصة كأسواق الوراقين و البزازين و العطارين و سوق الصفافير،و كان الغرض من إنشائها هو توفير المتطلبات اللازمة لطلبة و أساتذة المدارس في ذلك الوقت.
    و كان سوق الصفافير يمدهم بما يحتاجون من فوانيس و قناديل و غيرها من الأواني و القدور و غيرها.
    و يذكر الذين تعرضوا لتاريخ بغداد أن السوق كان مكاناً مناسباً لتعويد الخيول العسكرية على ضجيج المعارك،إذ كانت تمرر في السوق وسط ضجيج طرق المعادن لكي لا تفر أثناء الحروب عند سماعها صليل السيوف.

    .........
    ذكريات من الماضي الجميل.
    "لي ذكريات جميلة تربطني بسوق الصفافير"،هذا ما قاله أحد الرواد السابقين لسوق الصفافير بصوت يضفي عليه الحزن،مبيناً أنه حتى ما بقي من السوق يعاني من الإهمال الكبير "و بات يلفظ أنفاسه الأخيرة".
    و يقول سلمان يوسف ذياب (64عاماً)،لدويتشه فيله: "أفضل عدم ارتياد سوق الصفافير في الوقت الراهن لكي لا اشوه الصورة القديمة التي لا تزال في مخيلتي من تلك الأيام الجميلة التي كانت تعج فيها المحال بروادها من مختلف الجنسيات".
    و دعا ذياب الجهات المعنية إلى إعادة هيكلة السوق بـ"صورة تدل على تاريخه العريق و أن تدعم أصحاب المحال بمادة النحاس و كذلك منع دخول المستورد من السلع النحاسية المنافسة كالصينية و التركية و الهندية التي أخذت تنافس منتجات هذه السوق بشكل كبير لرخص أسعارها".
    فاضل مهدي هادي أحد أقدم الصفارين في السوق يداعب النحاس بمطرقته منذ نعومة أظافره مستذكراً حكايات رسمت البسمة على وجهه قائلاً "في السابق كان وضع السوق مختلفاً تماماً عما هو عليه الآن،فقد كان مزدهراً برواده من السياح الأجانب و العرب".
    و يضيف النقاش هادي (55 عاماً)،الذي ورث مهنة النقش على النحاس عن أبيه،إن السياح كانوا يتنافسون على اقتناء محتويات السوق من التحف البغدادية الذي نقشت عليه رسوم لمعالم بلاد الرافدين الأثرية و التاريخية مثل أسد بابل و الزقورة و الملوية و الحضر فضلاً عن الشخصيات التي حكمت العراق في السابق.
    و يتحسر هادي على الزمن الجميل و هو يقول "لم يعد هناك من يرغب باقتناء الأشكال التي يجيد الصفارون صناعتها،فليس هناك من يبحث عن الأنتيك البغدادي القديم بمختلف ألوانه أشكاله النحاسية،الأمر الذي اجبر العديد من أصحاب المحال على هجر هذه المهنة و اللجوء إلى مهن أخرى".
    .........
    طغيان النحاسيات المستوردة.
    غزوان سعدون هاشم،صاحب أحد المحال المتبقية في سوق الصفافير،يعزو من جانبه سبب الهجرة المستمرة من هذه المهنة إلى "طغيان الصناعات النحاسية المستوردة و قلة مادة النحاس في السوق و الإهمال الحكومي،و قلة السائحين بالإضافة إلى اتجاه بعض التجار إلى استيراد بعض المواد التي تنافس النحاسية كالزجاجيات".
    و يضيف هاشم (32عاماً) لدويتشه فيله أن الصََّفار يشعر بالأسف،لأن رواد السوق توقفوا عن سماع أصوات المطارق التي كانت تدل القاصد إليهم في السابق من مسافة بعيدة،لكن في الوقت الحاضر تجد السوق قد توقفت عن العمل بصورة شبه تامة،بسبب عدم وجود المشتريين.
    ..............
    ماذا تقول أمانة بغداد؟
    و بعد أن تكرر الحديث عن الدعم و الاهتمام الحكومي توجهت دويتشه فيله إلى "أمانة بغداد" و طرحت على المتحدث الرسمي باسمها الانتقادات التي وجهها الصفارون،فأجاب حكيم عبد الزهرة بالقول إن الأمانة خصصت مبلغ 7 ملايين دولار أميركي لإعادة تأهيل المناطق التاريخية و الأثرية في بغداد و من ضمنها سوق الصفارين".
    و يؤكد عبد الزهرة على أن عودة سوق الصفارين إلى حياته الطبيعية مقرون باستقرار الوضع الأمني في العراق،باعتبار أن اغلب رواده هم من السياح الأجانب،و في ظل انعدام حركة السياحة اُجبر العديد من أصحاب المهن إلى عزوف مهنهم و اللجوء إلى مهن أخرى،حسب تعبير المسؤول الحكومي.
    لكن حتى مع هجر الكثير من النقاشين للسوق و غزو مهن أخرى لمحال هذا السوق القديم،تبقى القلة القليلة من هؤلاء الحرفيين مخلصة لمهنتها و تحاول أن تفتح لها منافذ جديدة رغم ضيق الأفق الذي وجدت نفسها فيه.
    و قد يُسمع أحياناً صوت مطرقة هنا أو هناك.
    ..........
    موقع صوت ألمانيا.
    25.06.2011
    مناف الساعدي ـ بغداد.
    مراجعة: عبده جميل المخلافي.

    ........
    فاضل مهدي هادي أحد أقدم الصفارين يتحسر على إندثار مهنته.
    "سوق الصفارين" في بغداد يطوي آخر صفحات  تاريخه. 0,,15188554_4,00
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    "سوق الصفارين" في بغداد يطوي آخر صفحات  تاريخه. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    تسلية سوق السراجين في بغداد- عبق ماض أصيل مهدد بالاندثار.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت أغسطس 25, 2012 4:52 pm

    سوق السراجين في بغداد- عبق ماض أصيل مهدد بالاندثار.
    ...........
    تعتبر سوق السراجين من أقدم و أشهر أسواق بغداد،يباع فيها مختلف أنواع المنتجات الجلدية.
    لكن هذه السوق،التي تعود إلى العصر العباسي،باتت تعاني اليوم من منافسة البضائع المستوردة الرخيصة و من الإهمال و غياب الدعم الحكومي.

    .......
    يعود تاريخ سوق السراجين إلى القرن الثالث عشر الميلادي،فترة حكم الخليفة العباسي أبو جعفر المستنصر بالله (1126-1242)،الذي أمر بإنشاء أسواق عدة متخصصة كأسواق الوراقين و البزازين و العطارين و الخفافين و سوق الصفارين.
    و كان الغرض من إنشائها هو توفير المتطلبات اللازمة لطلبة و أساتذة المدارس في ذلك الوقت.
    و إبان العهد العثماني تحولت السوق إلى خان للمسافرين لأن البنايات مكونة من طابقين.
    فكان الطابق العلوي مخصصاً لسكن الرحالة و المسافرين،و الأرضي مخصصا لإسطبلات الجمال و الخيول.
    ثم تحولت بعدها إلى سوق للصناعات الجلدية،التي تُغلف بها السروج مع الأحزمة للخيول.
    و من هنا جاءت التسمية لاقتصار السوق آنذاك على صناعة سروج الخيل.
    لكن معروضاتها سرعان ما اتسعت لتشمل أغمدة الأسلحة و حمالات الرصاص بالإضافة إلى الأحزمة و الحقائب و كمامات الأفواه و واقيات الأيدي لمربي الصقور.
    و في منتصف سبعينات القرن الماضي بدأ حرفيو السوق بصناعة الملابس الجلدية و الأحذية و الحقائب النسائية و التي تلاشت هي الأخرى،بعد أن قامت دائرة الأوقاف آنذاك بإغلاق الطابق العلوي، لاستخدامه كمخازن لبضائع أصحاب محال القرطاسية.
    ...........
    توارث المهنة.
    بين الأزقة الضيقة و في المحال الصغيرة المتراصة إلى بعضها البعض يعمل حرفيون توارثوا مهنتهم من أبائهم و أجدادهم ليجعلوا من هذا المكان معلماً تاريخياً و إرثاً حضارياً،كان في أزمان مضت عامل جذب سياحي يسرّ الوافدين إلى عاصمة الرشيد.
    لكن ما جاء به التغيير في العراق كانت له كلمة الفصل في تراجع هذه السوق التاريخية و اندثارها حتى شهدت هجرة الحرفيين و تغيير ملامحها.
    ففي ظل غياب الدعم الحكومي للحرف اليدوية و الصناعات التقليدية و غياب حماية السوق من الإغراق السلعي للبضائع المستوردة بدأت مخازن الكتب و القرطاسية تحل تدريجياً محل ورش السراجين لكي يتبقى من هذه السوق التاريخية بضع محال فقط.
    و كان أكثر ما يميز السوق في عقود مضت يتمثل بأصوات المطارق التي تعلوا في الأزقة و المحال الصغيرة بلا انقطاع حتى عند ساعات المساء المتأخرة،لكنها اليوم تراجعت إلى حد كبير.
    و ينقسم العمل في هذه المحال بحسب مراحل الإنتاج؛فهناك من يعمل على قص الجلد للغرض المراد منه، و هناك من ينقش عليه.
    و بينما يختص البعض بتصميم الزخارف و تلوينها التي تنقش على قطع الجلد،ينشغل آخرون بصقل المنتج بعد زخرفته لتلوين بعض أجزائه و إضفاء لمسات فنية أكثر جمالية.
    ..........
    "ذكريات جميلة لا تنسى".
    "منذ زمن بعيد و أنا أرتاد هذه السوق التراثية لاقتناء كل ما هو جميل صنعته أيدي الحرفيين، كما ارتبط بهذا المكان الذي يحكي قصة المدينة بذكريات جميلة لا تنسى"،هذا ما قاله أيوب حسن جوير،أحد رواد سوق السراجين في بغداد.
    و يضيف جوير (57 عاماً) في حوار مع دويتشه فيله،بصوت فيه مسحة من الحزن: "من المؤسف أن تُهمل هذه الأسواق التي كانت تعج محالها في السابق بالرواد من مختلف الجنسيات"،موضحاً أن كل ما تبقى في السوق اليوم يعاني الإهمال الكبير "و بات مهدداً بالاندثار" بحسب تعبيره.
    و دعا جوير الجهات المعنية إلى الاهتمام بالسوق و إعادة هيكلتها و بنائها بطريقة سياحية تدل على تاريخها العريق.
    كما طالب بتوفير الجلود لأصحاب المحال و كذلك منع دخول المستورد من البضائع الجلدية المنافسة كالصينية و التركية التي أخذت تنافس منتجات هذه السوق بشكل كبير لـ"رخص أسعارها".
    .......
    موسم الهجرة...من السوق.
    عائد علي المياحي،صاحب أحد المحال المتبقية في سوق السراجين،يعزو من جانبه سبب الهجرة المستمرة من هذه المهنة إلى جملة أسباب تتمثل بـ"تردي الوضع الأمني الذي انعكس بدوره على قلة توافد السائحين بالإضافة إلى طغيان البضائع المستوردة و الإهمال و غياب الدعم الحكومي".
    و يضيف المياحي (36عاماً)،الذي ورث المهنة عن أبيه،إن "الكثير من أصحاب المهنة يشعرون بالأسف لتغيّر ملامح سوقهم إثر تحول الكثير من محالهم إلى مخازن للقرطاسية بالإضافة إلى احتلال ورش تجليد الكتب للكثير من المحلات،لكن في الوقت الحاضر توقفت السوق عن العمل بصورة شبه تامة،لعدم وجود المشتريين"،على حد تعبيره.
    و لم يذهب سعد يونس هادي،بعيداً عما قاله المياحي،فغياب الدعم الحكومي و قلة السائحين سبب في هجرة الحرفيين لمهنتهم،مستذكراً حكاية من الزمن الجميل رسمت الابتسامة على وجهه قائلا: "في السابق كان وضع السوق مختلفاً تماماً عما هو عليه الآن،فقد كان مزدهراً لساعات متأخرة من الليل برواده من السياح الأجانب الذين كانوا يتنافسون على اقتناء محتويات السوق".
    و بينما ينشغل هادي (41عاماً) و هو أب لأربعة أطفال،بالنقش على حقيبة مصنوعة من الجلد، يضيف "لم ارغب بأن يتجه أبنائي على خطاي في امتهان هذه المهنة لأنها اليوم لا تدر أي مورد مادي لكل من يعمل بها"،مشيراً إلى أن "غياب الدعم الحكومي للحرف التقليدية و اليدوية سبب في اندثار الكثير من الأسواق البغدادية التراثية التي يعود تاريخها إلى مئات السنين".
    ................
    7 ملايين دولار لتطوير أسواق بغداد.
    و بعد أن تكرر الحديث عن الدعم و الاهتمام الحكومي توجهت دويتشه فيله إلى أمانة بغداد، المسؤولة عن جمالية العاصمة و تنظيم أسواقها،و طرحت على المتحدث الرسمي باسمها الانتقادات التي وجهها السراجون،فأجاب حكيم عبد الزهرة:"إن الأمانة خصصت مبلغ 7 ملايين دولار أميركي لإعادة تأهيل المناطق التاريخية و الأثرية في بغداد و من ضمنها سوق السراجين".
    و يؤكد عبد الزهرة أن عودة سوق السراجين إلى حياتها الطبيعية مقرون باستقرار الوضع الأمني في العراق،باعتبار أن اغلب روادها هم من السياح الأجانب،و في ظل انعدام حركة السياحة اُجبر العديد من أصحاب المهن على اللجوء إلى مهن أخرى، ذحسب تعبير المسؤول الحكومي.
    .............
    موقع صوت ألمانيا.
    12.09.2011
    مناف الساعدي/ بغداد.
    مراجعة: عبد الرحمن عثمان.
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    "سوق الصفارين" في بغداد يطوي آخر صفحات  تاريخه. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    تسلية العود آلة الروح العراقية منذ القدم...لأنه تراث و حضارة متجددة على مر العصور.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت أغسطس 25, 2012 5:12 pm

    العود آلة الروح العراقية منذ القدم.
    .........
    تعد حرفة صناعة آلة العود في العراق من المهن القديمة التي يعود تاريخها إلى الحضارات الأولى،إلا إن هذه الصناعة أخذت طريقها إلى الاندثار نتيجة أعمال العنف التي تتعرض لها بلاد الرافدين و غياب الدعم الحكومي للحرف التقليدية و اليدوية.
    تعتبر صناعة آلة العود في العراق من الصناعات التراثية التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد بمئات السنين،إذ تشير المخطوطات الأثرية التي يعود تاريخها إلى الحضارات الأولى في سومر و بابل و آشور إلى أن الموطن الأصلي لهذه الآلة يعود لـ"بلاد الرافدين"،و أن أشهر من أبدع في صناعة هذه الآلة و أجاد العزف عليها على مر العصور هم العراقيون.
    أما اليوم،و رغم أهوال "بلاد الرافدين"،فيكافح ما تبقى من حرفيي هذه المهنة،التي باتت مهددة بالاندثار،لربط جسور الحاضر بالماضي و المحافظة على هذا الموروث الشعبي القديم.
    ............
    محلة "جديد حسن باشا".
    وسط زقاق ضيق يتوسطه حاجز سمنتي وضعته القوات الأمنية العراقية خلال أحداث العنف التي عصفت بالعراق بعد عام 2003،تقع محلة "جديد حسن باشا"،و التي تمتد بين شارع الرشيد و الضفة الشرقية لنهر دجلة،في جانب الرصافة،بقلب العاصمة بغداد.
    تلك المحلة القديمة التي اشتهرت بصناعة آلة العود منذ ثلاثينات القرن الماضي،حظيت في أزمان مضت بزيارة المع نجوم الفن العربي أمثال وديع الصافي و فريد الأطرش و أم كلثوم و بليغ حمدي فضلاً عن نجوم الفن العراقي،لما للمحلة من شهرة كبيرة اقترنت بهذه الآلة.
    .......
    تراجع وتيرة العمل.
    في السابق كانت سيمفونية المطارق التي تعمل على ربط أجزاء العود و العزف على أوتاره تصدح بين زوايا المحلة القديمة "جديد حسن باشا" بلا انقطاع حتى ساعات المساء المتأخرة،لكنها تراجعت اليوم إلى حد كبير.
    العمل في هذه المحال ينقسم بحسب مراحل الإنتاج،فهناك من يعمل على كي الخشب و تطويعه،باستخدام الحرارة،معتمدين في ذلك على أجود أنواع الخشب،كخشب الجوز و الزان و "السيسم".
    و هناك من يعمل على ربط أجزائها و صقلها.
    و بينما يختص الآخرون بتصميم الزخارف التي تُنقش على الآلة،ينشغل الآخرون بربط أوتارها و دوزنتها في المرحلة الأخيرة من تصنيعها.
    و تستغرق مدة صناعته ما بين 20 إلى 40 يوماً حسب النوع المطلوب.
    في ورشته المتواضعة المطلة على نهر دجلة و التي تستدل عليها ببساطة بمجرد أن يقودك صوت النغم الصادر عن صانعها،و هو يقوم بربط و دوزنت أوتار ما صنعته يداه من أعود موسيقية،يعمل عامر علي العواد،الذي امتهن صناعة آلة العود على يد أحد العوادين الكبار منذ نعومة أظافره،بمهارة و عناية فائقة لإنعاش هذه الحرفة،التي باتت الآن "تلفظ أنفاسها الأخيرة في بلد يقطع أوصاله العنف".
    و يعزو عامر سبب الهجرة المستمرة من هذه المهنة إلى جملة أسباب تتمثل "بتردي الوضع الأمني الذي انعكس بدورة على قلة السائحين،بالإضافة إلى الحرب التي يتعرض لها الفن بسبب هيمنة الأحزاب الإسلامية،فضلاً عن الإهمال و غياب الدعم الحكومي".
    .............
    ذكريات من الماضي الجميل.
    و يضيف عامر (51عاماً) بالقول إن السياح كانوا يتسابقون على اقتناء ما صنعته أيدي حرفيي هذا السوق من أعواد جميلة و مطرزة و لا يبالون بأسعارها "لجودتها و لما للعود العراقي من شهرة تاريخية"،على حد وصفه.
    و يتحسر عامر على الزمن الجميل قائلاً: "لم يعد هناك من يرغب في شراء ما نصنعه من أنواع مختلفة لهذه الآلة على خلفية التطرف و التعصب الديني الذي نعيشه الآن في العراق،مما ساهم في إبعاد الناس عن الفنون و المسرح،و هو الأمر الذي أرغم العديد من أصحاب هذه الورش على هجر المهنة و اللجوء إلى مهن أخرى من أجل قوتهم اليومي".
    أما أسعار آلة العود فتختلف باختلاف نوع الخشب المستخدم و الوقت المستغرق في صناعته كما يقول عامر،الذي يضيف أن أسعارها تتراوح ما بين 180 ألف دينار عراقي (نحو 150 دولار أمريكي) و مليون دينار عراقي (نحو 850 دولار أمريكي).
    ........
    توارث المهنة.
    و لم يذهب محمد علي العبدلي بعيداً عما قاله عامر،"فقلة السائحين فضلاً عن غياب الدعم الحكومي بالإضافة إلى التطرف الديني سبب في هجرة العديد من الحرفيين لمهنتهم"،مستذكراً حكاية من الزمن الجميل رسمت الابتسامة على وجهه قائلاً: "في السابق كان وضع السوق مختلف تماماً عما هو عليه الآن، فقد كان مزدهراً لساعات متأخرة من الليل برواده من السياح الأجانب و العرب الذين كانوا يتنافسون على شراء محتويات السوق".
    و يكمل مستطرداً: "لقد حظي هذا السوق بزيارة أروع نجوم الغناء العربي أمثال أم كلثوم و وديع الصافي و فريد الأطرش و بليغ حمدي و غيرهم من الأسماء البارزة في فضاء الفن العربي و العراقي كنصير شمه و قد اقتنوا أعواداً من هذا السوق".
    و بينما ينشغل العبدلي (42عاماً)،و الذي ورث المهنة عن أبيه،بصقل و تلميع خشب إحدى الآلات التي يعمل على صناعتها،يضيف قائلا: "لم ارغب في أن يتجه أبنائي على خطاي في امتهان هذه المهنة لأنها اليوم لا تدر أي مورد مادي لكل من يعمل بها"،مشيراً إلى "أن غياب الدعم الحكومي للحرف التقليدية و اليدوية سبب في اندثار الكثير من الحرف اليدوية و الأسواق البغدادية التراثية التي يعود تاريخها إلى مئات السنين".
    .............
    "آلة العراق الحية".
    و يتحدث سامي نسيم،أستاذ آلة العود في معهد الفنون الموسيقية ببغداد،عن تاريخ هذه الآلة و سبب ارتباطها بالحضارة العراقية قائلاً "هناك الكثير من المخطوطات الأثرية التي يعود تاريخها إلى 2350 ق.م،و التي تحمل دلالات واضحة على أن الموطن الأصل لهذه الآلة في بلاد الرافدين".
    و يدلل نسيم في حوار مع دويتشه فيله صحة قوله عن انتماء هذه الآلة و الحرفة إلى الحضارة العراقية بالقول: "نجد بأن التطور الحاصل في آلة العود على مر العصور الزمنية يكون على أيدي الحرفيين العراقيين".
    فهناك سلسلة من الأسماء العراقية اللامعة التي اقترنت بهذه الآلة على مر العصور أمثال: النديم و زرياب و إسحاق الموصلي،وصولاً إلى شريف محي الدين و منير بشير و سلمان شكر،وصولاً إلى الجيل الشاب أمثال نصير شمه و محمد علي.
    و هذا دليل قاطع على مقولة إن "آلة العود هي آلة العراق الحية على مر العصور".
    و ينوه نسيم إلى ضرورة أن تولي الجهات المعنية بالثقافة العراقية اهتماماً كبيراً بمثل هذه الفنون من خلال دعم الحرفيين "لأنه تراث و حضارة متجددة على مر العصور".
    ........
    موقع صوت ألمانيا.
    18.01.2012
    مناف الساعدي/ بغداد.
    مراجعة: حسن ع. حسين.


    "سوق الصفارين" في بغداد يطوي آخر صفحات  تاريخه. 0,,15660580_401,00

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:26 am