النكتة و الدين في المجتمع المغربي.
ليس هناك ما هو مهيمن في الثقافة المغربية أكثر من الدين،
طابو النكتة بامتياز. في ثقافة تعتبر الدين أكبر المحظورات وأشد الممنوعات قدسية،
تأتي النكتة لتكسر هذه الرمزية ولتجعل من الدين موضوعا للهزل.
كل شيء يصير مقبولا وواردا في النكتة الدينية.
في السابق، كانت هذه الأخيرة تتحدث عن الفقيه والطلبة لتفضح عيوبهما: ميولات جنسية ليست دائما طبيعية، جشع وطمع، مكر...
لكن النكتة الدينية اليوم تطورت لتمس أكبر وأهم الرموز الدينية: الله والرسول.
كما أن للملائكة وإبليس حضورهما الذي لا يستهان به داخل إطار النكتة الدينية.
وهذا نوع من التحرر عمد إلى تداوله المغاربة فيما بينهم من خلال تبريرهم لذلك بمقولة: شوية لربي وشوية لقلبي.
إن للتنكيت على الفقيه رمزية تتجاوز شخص الفقيه نفسه «الفقيه لم يكن مجرد أستاذ يعلم الحروف، بل مجازا، العالم يعرف أدق الأشياء في الدين.» أي أن التفكه عليه هو تفكه على الرمزية الدينية في حد ذاتها.
بمعنى أن عبارة «الفقيه اللي كنتسناو براكتو دخل للجامع ببلــغتو» لا تتوقف، عند حدود البلغة التي يلبسها الفقيه داخل المسجد، بل تعني أن الفقيه تجاوز الحدود المتعارف عليها والواجب على فقيه احترامها.
وتماما كما بالنسبة للنكتة التي تتطرق لموضوع الجنس، فإن حضور الدين في نكتة ما يجعلها لا تحكى إلا في إطار حميمي، مع أشخاص يعرفهم الراوي ويدرك تقبلهم لهذا النوع من النكت.
«المغاربة يتقبلون كل أنواع النكت ما دامت تضحكهم، وحتى لو تجاوزت حدود اللياقة».
حين يسخر المغاربة من المقدسات في نكتهم، يختتمونها عادة بعبارات من قبيل «الله يسمح لينا»، أو «الله يخزي الشيطان الحرامي» أو «اللسان ما فيه عظم».
وقد يذهب البعض إلى أبعد من ذلك «مستشهدين بقول الرسول -رفهوا عن هذه النفوس فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد-
أو بالآية القرآنية( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم وإنما يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم)
البقرة 225.
. قد تكتفي النكتة الدينية بوضع الممارسة الدينية موضع تساؤل، كما قد تذهب إلى أبعد من ذلك من خلال طرح تتعلق بماهية الدين والله وجهنم والجنة.
إنها تعبر عن تساؤل عميق ومكبوت عن المقدسات الدينية، في محاولة لسبر الغموض الديني وكل الأسئـلة العالقة فيه، والتي لا يعرف لها الفرد جوابا.
للإسلاميين كذلك نصيبهم من النكت المتعــلقة بموضوع الديــن.
فمنذ أحداث 16 ماي في الدار البيــضاء ونمو المد الإسـلامي في المــغرب، أصبح المغاربة يسخرون من الإسلاميين في نكتهم، ويصورونهم ككـائنات جبانة منافقة غير مرغوب فيها، تنجب مشاريع قنابل ومتفجــرات، تحرم كل شيء، لكنها لا تتوانى في تغيــير مواقفـــها خوفا أو دفاعا عن مصالحها.
هذه الأحداث المأساوية ولدت لدى المغربي، الذي لا يقدر على مواجـهتها أو علاجها، الرغبة في الضحك منها.
ليس هناك ما هو مهيمن في الثقافة المغربية أكثر من الدين،
طابو النكتة بامتياز. في ثقافة تعتبر الدين أكبر المحظورات وأشد الممنوعات قدسية،
تأتي النكتة لتكسر هذه الرمزية ولتجعل من الدين موضوعا للهزل.
كل شيء يصير مقبولا وواردا في النكتة الدينية.
في السابق، كانت هذه الأخيرة تتحدث عن الفقيه والطلبة لتفضح عيوبهما: ميولات جنسية ليست دائما طبيعية، جشع وطمع، مكر...
لكن النكتة الدينية اليوم تطورت لتمس أكبر وأهم الرموز الدينية: الله والرسول.
كما أن للملائكة وإبليس حضورهما الذي لا يستهان به داخل إطار النكتة الدينية.
وهذا نوع من التحرر عمد إلى تداوله المغاربة فيما بينهم من خلال تبريرهم لذلك بمقولة: شوية لربي وشوية لقلبي.
إن للتنكيت على الفقيه رمزية تتجاوز شخص الفقيه نفسه «الفقيه لم يكن مجرد أستاذ يعلم الحروف، بل مجازا، العالم يعرف أدق الأشياء في الدين.» أي أن التفكه عليه هو تفكه على الرمزية الدينية في حد ذاتها.
بمعنى أن عبارة «الفقيه اللي كنتسناو براكتو دخل للجامع ببلــغتو» لا تتوقف، عند حدود البلغة التي يلبسها الفقيه داخل المسجد، بل تعني أن الفقيه تجاوز الحدود المتعارف عليها والواجب على فقيه احترامها.
وتماما كما بالنسبة للنكتة التي تتطرق لموضوع الجنس، فإن حضور الدين في نكتة ما يجعلها لا تحكى إلا في إطار حميمي، مع أشخاص يعرفهم الراوي ويدرك تقبلهم لهذا النوع من النكت.
«المغاربة يتقبلون كل أنواع النكت ما دامت تضحكهم، وحتى لو تجاوزت حدود اللياقة».
حين يسخر المغاربة من المقدسات في نكتهم، يختتمونها عادة بعبارات من قبيل «الله يسمح لينا»، أو «الله يخزي الشيطان الحرامي» أو «اللسان ما فيه عظم».
وقد يذهب البعض إلى أبعد من ذلك «مستشهدين بقول الرسول -رفهوا عن هذه النفوس فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد-
أو بالآية القرآنية( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم وإنما يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم)
البقرة 225.
. قد تكتفي النكتة الدينية بوضع الممارسة الدينية موضع تساؤل، كما قد تذهب إلى أبعد من ذلك من خلال طرح تتعلق بماهية الدين والله وجهنم والجنة.
إنها تعبر عن تساؤل عميق ومكبوت عن المقدسات الدينية، في محاولة لسبر الغموض الديني وكل الأسئـلة العالقة فيه، والتي لا يعرف لها الفرد جوابا.
للإسلاميين كذلك نصيبهم من النكت المتعــلقة بموضوع الديــن.
فمنذ أحداث 16 ماي في الدار البيــضاء ونمو المد الإسـلامي في المــغرب، أصبح المغاربة يسخرون من الإسلاميين في نكتهم، ويصورونهم ككـائنات جبانة منافقة غير مرغوب فيها، تنجب مشاريع قنابل ومتفجــرات، تحرم كل شيء، لكنها لا تتوانى في تغيــير مواقفـــها خوفا أو دفاعا عن مصالحها.
هذه الأحداث المأساوية ولدت لدى المغربي، الذي لا يقدر على مواجـهتها أو علاجها، الرغبة في الضحك منها.