تفتيت السودان
مقدمات ونتائج
لم ينقطع الحديث عن السودان في السنوات الماضية بأقلام كثير من المفكرين والمحللين الواعين المخلصين، وهم ينطلقون من منطلق إسلامي..أو عروبي..أو سوداني..أو من منطلق المنطق السياسي المحض، ويستعرضون نصوص الوثائق القديمة والجديدة، عن مؤامرات صهيوغربية، لم تعد مؤامرات سرية بل مخططات علنية، ولم تعد تُحبك خيوطها وراء أبواب مغلقة بل يجري تنفيذها والتصريح بها جهارا نهارا..
وسيسجّل التاريخ أنّ الوعي السوداني والعربي والإسلامي على أعلى المستويات بما يجري..
إنّما تكمن الأسباب الخطيرة من وراء مؤامرة تفتيت السودان وقد أوشكت تبلغ غاياتها في أنّ جل بلادنا العربية والإسلامية لا تُدار سياسيا، بأي منطق سياسي، أو أي ميزان مصلحي، قطري أو عربي أو إسلامي.
ندرك أبعاد ما جرى ويجري في السودان إلى حدّ بعيد.. من قبل اندلاع الحرب الانفصالية في الجنوب من السودان بدعم خارجي إلى ما بعد اندلاع الحرب الانفصالية في الغرب من السودان بدعم خارجي..وندرك ما سينبني من نتائج خطيرة إلى أبعد الحدود، ليس على السودان فحسب بل على المنطقة العربية والإفريقية والإسلامية بأسرها.. ندرك ذلك منذ زمن بعيد وحتى الآن إلى درجة التساؤل المرير:
ماذا يفيد الإدراك والوعي بما يجري، وقد باتت الكلمة الموضوعية المنهجية الجادّة الواعية..دون تأثير يحرّك العقول ويعبّئ الطاقات ويوجّه الإمكانات وفق رؤى مستقبلية قويمة ومخططات مدروسة بإدارة سياسية حكيمة راشدة؟..
كأنّنا فقدنا الوجدان ففقدنا مفعول الوعي والفكر، تجاه أنفسنا.. وتجاه بلادنا وقضايانا!..
• • •
نتابع التفاصيل رصاصة بعد رصاصة، وكلمة بعد كلمة، ومؤتمراً بعد مؤتمر..إنّما لا نكاد نجد في ذلك أثراً حقيقيا فاعلا لسياسة قطرية أو عربية أو إسلامية يستحق الذكر..
نرصد ما يعنيه تنفيذ المؤامرة على ما كان يسمّى الأمن العربي..وما يعنيه على صعيد الأمن المائي.. والأمن الغذائي..وما يعنيه عبر زرع أوتاد صهيوغربية إضافية، وربما بذور اقتتال جديد..
نعيش ذلك حلقة بعد حلقة..إنّما لا نجد في أي حلقة منها جهدا رسميا مضادّا، عربيا أو إسلاميا، ولا ينفي شيئا من ذلك أن يتحرك "الآن" بعض المسؤولين العرب، لا سيما من جامعة الدول العربية ومصر، على استحياء..كما لو كانوا يعملون من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من "فتات السودان"..
يتحرّكون كما لو أنّ تفتيت السودان إلى دويلات وليد يومه، وليس نتيجة جهود صهيوغربية متواصلة منذ عشرات السنين.. مقابل "سياسات" القعود عن الحركة، أو "سياسات" المشاركة في الضغوط، أو تشجيع من استقطبتهم الجهود المعادية من أهل السودان، أو احتضان بعضهم أو فريق منهم..
فإن وقف صانعو تلك السياسات اليوم ليزعموا أنّهم يعارضون تفتيت السودان، فهل لأحدٍ منهم أو سواهم أن يعجب من عدم تصديق قولهم، أو عدم أخذه مأخذ الجدّ، أو عدم تأثيره على أحدٍ في السودان وخارج السودان؟..
يتبع
مداد القلم
مقدمات ونتائج
لم ينقطع الحديث عن السودان في السنوات الماضية بأقلام كثير من المفكرين والمحللين الواعين المخلصين، وهم ينطلقون من منطلق إسلامي..أو عروبي..أو سوداني..أو من منطلق المنطق السياسي المحض، ويستعرضون نصوص الوثائق القديمة والجديدة، عن مؤامرات صهيوغربية، لم تعد مؤامرات سرية بل مخططات علنية، ولم تعد تُحبك خيوطها وراء أبواب مغلقة بل يجري تنفيذها والتصريح بها جهارا نهارا..
وسيسجّل التاريخ أنّ الوعي السوداني والعربي والإسلامي على أعلى المستويات بما يجري..
إنّما تكمن الأسباب الخطيرة من وراء مؤامرة تفتيت السودان وقد أوشكت تبلغ غاياتها في أنّ جل بلادنا العربية والإسلامية لا تُدار سياسيا، بأي منطق سياسي، أو أي ميزان مصلحي، قطري أو عربي أو إسلامي.
ندرك أبعاد ما جرى ويجري في السودان إلى حدّ بعيد.. من قبل اندلاع الحرب الانفصالية في الجنوب من السودان بدعم خارجي إلى ما بعد اندلاع الحرب الانفصالية في الغرب من السودان بدعم خارجي..وندرك ما سينبني من نتائج خطيرة إلى أبعد الحدود، ليس على السودان فحسب بل على المنطقة العربية والإفريقية والإسلامية بأسرها.. ندرك ذلك منذ زمن بعيد وحتى الآن إلى درجة التساؤل المرير:
ماذا يفيد الإدراك والوعي بما يجري، وقد باتت الكلمة الموضوعية المنهجية الجادّة الواعية..دون تأثير يحرّك العقول ويعبّئ الطاقات ويوجّه الإمكانات وفق رؤى مستقبلية قويمة ومخططات مدروسة بإدارة سياسية حكيمة راشدة؟..
كأنّنا فقدنا الوجدان ففقدنا مفعول الوعي والفكر، تجاه أنفسنا.. وتجاه بلادنا وقضايانا!..
• • •
نتابع التفاصيل رصاصة بعد رصاصة، وكلمة بعد كلمة، ومؤتمراً بعد مؤتمر..إنّما لا نكاد نجد في ذلك أثراً حقيقيا فاعلا لسياسة قطرية أو عربية أو إسلامية يستحق الذكر..
نرصد ما يعنيه تنفيذ المؤامرة على ما كان يسمّى الأمن العربي..وما يعنيه على صعيد الأمن المائي.. والأمن الغذائي..وما يعنيه عبر زرع أوتاد صهيوغربية إضافية، وربما بذور اقتتال جديد..
نعيش ذلك حلقة بعد حلقة..إنّما لا نجد في أي حلقة منها جهدا رسميا مضادّا، عربيا أو إسلاميا، ولا ينفي شيئا من ذلك أن يتحرك "الآن" بعض المسؤولين العرب، لا سيما من جامعة الدول العربية ومصر، على استحياء..كما لو كانوا يعملون من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من "فتات السودان"..
يتحرّكون كما لو أنّ تفتيت السودان إلى دويلات وليد يومه، وليس نتيجة جهود صهيوغربية متواصلة منذ عشرات السنين.. مقابل "سياسات" القعود عن الحركة، أو "سياسات" المشاركة في الضغوط، أو تشجيع من استقطبتهم الجهود المعادية من أهل السودان، أو احتضان بعضهم أو فريق منهم..
فإن وقف صانعو تلك السياسات اليوم ليزعموا أنّهم يعارضون تفتيت السودان، فهل لأحدٍ منهم أو سواهم أن يعجب من عدم تصديق قولهم، أو عدم أخذه مأخذ الجدّ، أو عدم تأثيره على أحدٍ في السودان وخارج السودان؟..
يتبع
مداد القلم