ألعاب الكمبيوتر الجدية..عند ما يصبح للعب هدف و قضية.
22.03.2012
............
ألعاب الكمبيوتر لم تعد للتسلية فحسب،بل تحاول معالجة قضايا واقعية،ففي "الألعاب الجدية" تجرى عمليات جراحية،و مستخدمو الانترنت يطاردون الإرهابيين،كما يتعلم الأميون الحساب،و حتى التسلل إلى أوروبا أصبح له لعبة خاصة.
.....
Frontiers – you've reached fortressEurope
يبدو ذلك الحاجز بارتفاع سبعة أمتار صعب العبور،و أمامه يبدو رجل ذو بشرة غامقة.و خلف الحاجز هناك الهدف المنشود؛أوروبا.
بدأت خطوات خفر الحدود بالاقتراب.التسلل إلى أوروبا أمر محفوف بالمخاطر،لكن هذا الرجل ليس إنسانا حقيقيا من دم و لحم،و إنما هو لعبة إلكترونية. و الآن يجب على اللاعب أن يتصرف: هل يهرب أمام رجال شرطة الحدود،أم يقوم برشوتهم.هل هي مجرد لعبة؟ أم أنها تعكس الحقيقة في طياتها؟
كلاهما معا في لعبة الكمبيوتر: " Frontiers – you've reached fortressEurope" (حدود – لقد وصلت إلى حصون أوروبا)!
يمكن للاعب أن يحاول،كلاجئ،أن يجتاز الحدود الأوروبية،و هناك مستويات للعبة.
أو أن يقرر لعب الدور المعاكس،و في هذه الحالة يجب أن يحاول،كشرطي حدود،إعاقة اللاجئين من اجتياز الحدود؛و في حالة الضرورة يمكنه إطلاق النار، و لكن ذلك يعني خسارة نقاط في اللعبة.
..............
"يريد اللاجئون أن نروي قصتهم".
لعبة تحاكي جدية الحياة،ابتكرتها مجموعة فنية نمساوية اسمها "غولد إكسترا".البعض يفضل أن يطلق عبارة "مرعب" على اللعب بمصير اللاجئين أو شرطة الحدود.مبتكرو اللعبة يصفونها بأنها "لعبة للتغيير".
و هذه اللعبة يمكن للجميع أن يلعبها،فهي متاحة للتحميل بشكل مجاني على موقع:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
و ترغب المجموعة بأن تلفت النظر إلى المشاكل الموجودة على حدود أوروبا.و لأنه في الحقيقة يسمح بإطلاق النار،في حالات الضرورة،على المتسللين على الحدود الأوروبية،يفترض أن يجرب اللاعبون هذه الحالة أيضا.
و لكن إذا ما قرر اللاعب،إن كان خفير حدود،أن يطلق النار على المتسلل،فيتم إنذاره.صانعو اللعبة لا يريدون أن تكون لعبتهم لعبة حرب مثل لعبة "Call of Duty" مثلا،حيث يتم إطلاق النار لمجرد التسلية.
و من أجل إنتاج اللعبة قام الفنانون ببحث عميق،مع لاجئين و منظمات إغاثة و متحدثين باسم شرطة الحدود.كما شدوا الرحال إلى المغرب و زاروا هناك نقاطا حدودية.
"يريد اللاجئون منا أن نروي قصصهم،كما أعطونا موافقتهم الصريحة بأن نسقط ملامحهم الخارجية على الشخصيات الالكترونية في اللعبة"،يوضح توبياس هامارله من "غولد إكسترا"،خلال تقديم اللعبة،الشهر الماضي،في مركز الفن و تقنيات الإعلام في كارلسروه بألمانيا.
و في نهاية اللعبة لا بد أن يرى كل من يلعب،الحقيقة: يجب على كل لاعب أن يشاهد و يسمع،لمدة خمس دقائق على الأقل،مقابلات مع لاجئين حقيقيين.و هذا هو تماما مبدأ الألعاب الجدية.
هدفها أن تدفع اللاعبين للتفكير حول الحقيقة.و هناك مواضيع عدة لهذه الألعاب: الأحداث السياسية الحالية في ما يطلق عليه "لعبة الأخبار"؛و هي نوع من الألعاب الجدية.واحد من اللذين طبعوا هذا النوع من الألعاب بطابعه الخاص هو مطور الألعاب و الباحث في هذا المجال غونزالو فراسكا،لعبته التي أسماها "12 سبتمبر" برمجها كرد فعل على اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
.......
لعبة لا يمكن الفوز فيها.
الخطة: في مدينة ذات ملامح عربية يختبئ إرهابيون.و مهمة اللاعب هي مطاردتهم و تصويب النار تجاههم.
يضغط على زر من خلاله يفترض أن يقتل الإرهابيين.و لكن عندما يحدث التفجير،يختفون جميعهم فجأة،و بهذا يقتل اللاعب أناسا أبرياء.
اللعبة مبرمجة بأنه كلما قتل مزيد من الأبرياء كلما زاد عدد السكان اللذين يحملون السلاح و يتحولون إلى إرهابيين.
اللاعب لا يمكنه أن يفوز هنا.و ليس فقط الرسائل السياسية هي التي يمكن تمريرها عبر الألعاب،كما يرى الدكتور شتيفان غويبل،الباحث في مجال ألعاب التعلم في الجامعة التقنية في دارمشتات: "كل المجالات تقريبا يمكن أن تكون مسرحا لتطبيق الألعاب الجدية".
البداية كانت مع الأمريكيين اللذين استخدموها للمحاكاة العسكرية،و الآن هناك ثلاثة مجالات رئيسية تطبق فيها الألعاب الجدية: التعليم و التدريب،في مجال الرياضة و الصحة،و في مجال الإعلان؛من أجل تجنيد موظفين مثلا.
تجري في الجامعة التقنية في دارمشتات عدد من المشاريع البحثية من أجل محاول إثبات إمكانية التعلم عن طريق اللعب.
و بحسب غويبل فليس هناك دراسات،حتى الآن،تثبت بأنه يمكن تمرير المعلومات النظرية عبر اللعب.
و لكن الألعاب التي تحاول تحقيق ذلك بطرق خاصة،يتم تمييزها بوضعها في قائمة "أفضل الألعاب الجدية" المرشحة للجائزة الألمانية لألعاب الكمبيوتر، والتي شارك غويبل كعضو في لجنة تحكيمها أكثر من مرة. وفي العام الماضي سلم هو جائزة لمخترعي لعبة "عيد الشتاء".و عبر هذه اللعبة يفترض أن يتعلم الأميين مهارات القراءة و الكتابة و الحساب و أن يطبقوها بشكل أفضل في الحياة اليومية.
........
ألمانيا تحاول اللحاق بالركب.
حاليا هناك في ألمانيا كثير من الشركات التي تخصصت في تطوير مثل هذه الألعاب التعليمية.
إحدى هذه الشركات يديرها تورستن أونغر،فهو المدير التنفيذي لشركة "Zone 2 Connect" و المتحدث باسم مجموعة عمل الألعاب الجدية لدى الجمعية الألمانية لصناعة ألعاب الكمبيوتر.
و هو يعرف بأن ألمانيا لازالت تحاول اللحاق بركب الدول المتقدمة في مجال الألعاب الجدية."و خاصة في الولايات المتحدة و الدول الاسكندنافية و بريطانيا و هولندا و فرنسا تعطى الأمر أهمية متزايدة ".
الفكرة التي تقف خلف الألعاب الجدية لها قوة،و خاصة إذا ما عرفنا بأنها غير مقتصرة على الكمبيوتر فقط.
إذ يمكن استخدامها بوسائل أخرى: الهواتف الذكية و ألعاب الفيديو و الحاسب اللوحي.
و حتى و إن كانت هذه الألعاب لا تلبي كافة الرغبات لعشاق الألعاب،و لكن يمكن لها أن تجعل عملية التعلم أكثر متعة،و أن تفتح آفاقا جديدة في العملية التعليمية.
أما إن كان تأثيرها فعالا فهذا ما ستجيب عنه الفترة القادمة.في سبتمبر/ أيلول القادم سيقوم غويبل،بالاشتراك مع علماء و خبراء من كافة أنحاء العالم،بالنقاش و تبادل الآراء حول هذه الألعاب،و ذلك في إطار "يوم الألعاب 2012" الذي سينظم في دارمشتات.و حتى ذلك الحين قد تبرز معطيات جديدة.
........
لاورا دوينغ/ فلاح آل ياس
موقع صوت ألمانيا.
22.03.2012
............
ألعاب الكمبيوتر لم تعد للتسلية فحسب،بل تحاول معالجة قضايا واقعية،ففي "الألعاب الجدية" تجرى عمليات جراحية،و مستخدمو الانترنت يطاردون الإرهابيين،كما يتعلم الأميون الحساب،و حتى التسلل إلى أوروبا أصبح له لعبة خاصة.
.....
Frontiers – you've reached fortressEurope
يبدو ذلك الحاجز بارتفاع سبعة أمتار صعب العبور،و أمامه يبدو رجل ذو بشرة غامقة.و خلف الحاجز هناك الهدف المنشود؛أوروبا.
بدأت خطوات خفر الحدود بالاقتراب.التسلل إلى أوروبا أمر محفوف بالمخاطر،لكن هذا الرجل ليس إنسانا حقيقيا من دم و لحم،و إنما هو لعبة إلكترونية. و الآن يجب على اللاعب أن يتصرف: هل يهرب أمام رجال شرطة الحدود،أم يقوم برشوتهم.هل هي مجرد لعبة؟ أم أنها تعكس الحقيقة في طياتها؟
كلاهما معا في لعبة الكمبيوتر: " Frontiers – you've reached fortressEurope" (حدود – لقد وصلت إلى حصون أوروبا)!
يمكن للاعب أن يحاول،كلاجئ،أن يجتاز الحدود الأوروبية،و هناك مستويات للعبة.
أو أن يقرر لعب الدور المعاكس،و في هذه الحالة يجب أن يحاول،كشرطي حدود،إعاقة اللاجئين من اجتياز الحدود؛و في حالة الضرورة يمكنه إطلاق النار، و لكن ذلك يعني خسارة نقاط في اللعبة.
..............
"يريد اللاجئون أن نروي قصتهم".
لعبة تحاكي جدية الحياة،ابتكرتها مجموعة فنية نمساوية اسمها "غولد إكسترا".البعض يفضل أن يطلق عبارة "مرعب" على اللعب بمصير اللاجئين أو شرطة الحدود.مبتكرو اللعبة يصفونها بأنها "لعبة للتغيير".
و هذه اللعبة يمكن للجميع أن يلعبها،فهي متاحة للتحميل بشكل مجاني على موقع:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
و ترغب المجموعة بأن تلفت النظر إلى المشاكل الموجودة على حدود أوروبا.و لأنه في الحقيقة يسمح بإطلاق النار،في حالات الضرورة،على المتسللين على الحدود الأوروبية،يفترض أن يجرب اللاعبون هذه الحالة أيضا.
و لكن إذا ما قرر اللاعب،إن كان خفير حدود،أن يطلق النار على المتسلل،فيتم إنذاره.صانعو اللعبة لا يريدون أن تكون لعبتهم لعبة حرب مثل لعبة "Call of Duty" مثلا،حيث يتم إطلاق النار لمجرد التسلية.
و من أجل إنتاج اللعبة قام الفنانون ببحث عميق،مع لاجئين و منظمات إغاثة و متحدثين باسم شرطة الحدود.كما شدوا الرحال إلى المغرب و زاروا هناك نقاطا حدودية.
"يريد اللاجئون منا أن نروي قصصهم،كما أعطونا موافقتهم الصريحة بأن نسقط ملامحهم الخارجية على الشخصيات الالكترونية في اللعبة"،يوضح توبياس هامارله من "غولد إكسترا"،خلال تقديم اللعبة،الشهر الماضي،في مركز الفن و تقنيات الإعلام في كارلسروه بألمانيا.
و في نهاية اللعبة لا بد أن يرى كل من يلعب،الحقيقة: يجب على كل لاعب أن يشاهد و يسمع،لمدة خمس دقائق على الأقل،مقابلات مع لاجئين حقيقيين.و هذا هو تماما مبدأ الألعاب الجدية.
هدفها أن تدفع اللاعبين للتفكير حول الحقيقة.و هناك مواضيع عدة لهذه الألعاب: الأحداث السياسية الحالية في ما يطلق عليه "لعبة الأخبار"؛و هي نوع من الألعاب الجدية.واحد من اللذين طبعوا هذا النوع من الألعاب بطابعه الخاص هو مطور الألعاب و الباحث في هذا المجال غونزالو فراسكا،لعبته التي أسماها "12 سبتمبر" برمجها كرد فعل على اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
.......
لعبة لا يمكن الفوز فيها.
الخطة: في مدينة ذات ملامح عربية يختبئ إرهابيون.و مهمة اللاعب هي مطاردتهم و تصويب النار تجاههم.
يضغط على زر من خلاله يفترض أن يقتل الإرهابيين.و لكن عندما يحدث التفجير،يختفون جميعهم فجأة،و بهذا يقتل اللاعب أناسا أبرياء.
اللعبة مبرمجة بأنه كلما قتل مزيد من الأبرياء كلما زاد عدد السكان اللذين يحملون السلاح و يتحولون إلى إرهابيين.
اللاعب لا يمكنه أن يفوز هنا.و ليس فقط الرسائل السياسية هي التي يمكن تمريرها عبر الألعاب،كما يرى الدكتور شتيفان غويبل،الباحث في مجال ألعاب التعلم في الجامعة التقنية في دارمشتات: "كل المجالات تقريبا يمكن أن تكون مسرحا لتطبيق الألعاب الجدية".
البداية كانت مع الأمريكيين اللذين استخدموها للمحاكاة العسكرية،و الآن هناك ثلاثة مجالات رئيسية تطبق فيها الألعاب الجدية: التعليم و التدريب،في مجال الرياضة و الصحة،و في مجال الإعلان؛من أجل تجنيد موظفين مثلا.
تجري في الجامعة التقنية في دارمشتات عدد من المشاريع البحثية من أجل محاول إثبات إمكانية التعلم عن طريق اللعب.
و بحسب غويبل فليس هناك دراسات،حتى الآن،تثبت بأنه يمكن تمرير المعلومات النظرية عبر اللعب.
و لكن الألعاب التي تحاول تحقيق ذلك بطرق خاصة،يتم تمييزها بوضعها في قائمة "أفضل الألعاب الجدية" المرشحة للجائزة الألمانية لألعاب الكمبيوتر، والتي شارك غويبل كعضو في لجنة تحكيمها أكثر من مرة. وفي العام الماضي سلم هو جائزة لمخترعي لعبة "عيد الشتاء".و عبر هذه اللعبة يفترض أن يتعلم الأميين مهارات القراءة و الكتابة و الحساب و أن يطبقوها بشكل أفضل في الحياة اليومية.
........
ألمانيا تحاول اللحاق بالركب.
حاليا هناك في ألمانيا كثير من الشركات التي تخصصت في تطوير مثل هذه الألعاب التعليمية.
إحدى هذه الشركات يديرها تورستن أونغر،فهو المدير التنفيذي لشركة "Zone 2 Connect" و المتحدث باسم مجموعة عمل الألعاب الجدية لدى الجمعية الألمانية لصناعة ألعاب الكمبيوتر.
و هو يعرف بأن ألمانيا لازالت تحاول اللحاق بركب الدول المتقدمة في مجال الألعاب الجدية."و خاصة في الولايات المتحدة و الدول الاسكندنافية و بريطانيا و هولندا و فرنسا تعطى الأمر أهمية متزايدة ".
الفكرة التي تقف خلف الألعاب الجدية لها قوة،و خاصة إذا ما عرفنا بأنها غير مقتصرة على الكمبيوتر فقط.
إذ يمكن استخدامها بوسائل أخرى: الهواتف الذكية و ألعاب الفيديو و الحاسب اللوحي.
و حتى و إن كانت هذه الألعاب لا تلبي كافة الرغبات لعشاق الألعاب،و لكن يمكن لها أن تجعل عملية التعلم أكثر متعة،و أن تفتح آفاقا جديدة في العملية التعليمية.
أما إن كان تأثيرها فعالا فهذا ما ستجيب عنه الفترة القادمة.في سبتمبر/ أيلول القادم سيقوم غويبل،بالاشتراك مع علماء و خبراء من كافة أنحاء العالم،بالنقاش و تبادل الآراء حول هذه الألعاب،و ذلك في إطار "يوم الألعاب 2012" الذي سينظم في دارمشتات.و حتى ذلك الحين قد تبرز معطيات جديدة.
........
لاورا دوينغ/ فلاح آل ياس
موقع صوت ألمانيا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]