د.سلمان العودة: التفاهم و التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية.
الثلاثاء,24 أغسطس 2010
أيمن بريك.
........
أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" أن الحياة الزوجية هي عبارة عن اندماج،روح بروح،و عقل بعقل،و جسد بجسد؛مشيرًا إلى أنه كلما وجد التفاهم و التكافؤ بين الزوجين كان ذلك أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية و القدرة على استيعاب الأخطاء و قال الشيخ سلمان ـ في حلقة الأربعاء من برنامج "حجر الزاوية"،و الذي يبث على فضائية mbc،و التي جاءت تحت عنوان "الأسرة..و التغيير": إن الحياة الزوجية عبارة عن قارب لا يمكن أن يسير في هذا البحر المتلاطم إلا حينما يكون كل من الطرفين عنده قدر من الاعتراف بالخطأ،و الاعتراف للطرف الثاني بما له من حقوق.
.......
السعادة..سلعة نادرة.
و تعقيبًا على مداخلة،تقول : إن السعادة الزوجية أصبحت الآن سلعة نادرة،قال الشيخ سلمان: إن السعادة ربما تكون في متناولنا لكن نحن دائماً نصرف النظر عنها،فمثلاً يقول توفيق الحكيم،في إحدى رواياته : إن مجموعة توجهوا إلى ربهم يدعونه و يسألونه أن يمنحهم السعادة،فجاءهم ملك و قال لهم : ما هذه السعادة التي تطلبونها؟ فقالوا : نريد أن نكون مرتاحين يأتينا كل ما نتمناه.
فتحقق لهم مبتغاهم؛لكن صار أمسهم مثل يومهم..مثل غدهم،و مع الوقت تسرّب إليهم الملل و رجعوا يدعون ربهم و هم خجولون،و يقولون: يا رب نريد أن نعود كما كنا نجوع يوماً و نشبع يوماً و نرضى يوماً و نسخط يوماً و نحزن و نفرح،و تعود الحياة إلى طبيعتها،و هكذا سألوا حالتهم الأولى لأنها أهون عندهم من هذا الملل.
و أضاف فضيلته : لا شك أن السعادة هي ضيف لكن نحن نتجاهله في كثير من الأحيان أو نتسبب في طرده من مجالسنا و حياتنا،مشيرًا إلى أن المنغصات كثيرة،و أهم سبب هو : عدم التسامح
ملل..و بخل.
........
و أردف الدكتور العودة: أن هناك حماقات تؤثر على الحياة الزوجية،منها،على سبيل المثال :
1 ـ الملل : فالتغيير جوهري في الحياة الزوجية،مثل: تغيير الأثاث،أو الفرش،أو غرفة النوم،أو الملابس،لافتًا إلى أن هناك شيئًا آخر لا يقل اهمية،و هو التطوير،فكلا الزوجين يحتاج إلى أن يتطور في ثقافته و معرفته بالآخر و اطلاعه و تصرفه،حتى يستطيع ان يجدد حياته الزوجية بنفحات من التجديد،فالملل لا شك أنه من أسباب برود العاطفة و التقصير في حقوق الطرف الآخر في بيت الزوجية.
2 ـ البخل: فبعض الأزواج لا ينفقون إلا و هم كارهون،و لذلك فإن الكرم و السخاء و الجود أمر هام،فالكريم قريب من الله -عز و جل- و قريب من الناس.
........
هجر..و ترفع مطلوب.
3 ـ الهجر : و هو من الأشياء التي تؤثر على العلاقة الزوجية،فقد رأيت أن الكثير من الأزواج يهجر زوجته بمجرد أن يختلف معها،أو أن يجد منها ما لا يعجبه،ثم يمتد هذا الهجر و يتطاول،فربما أن الزوج ينوي أن يهجرها لساعة،لكن تجد أن هذا الهجر يستمر أحياناً لمدة أسبوع أو أسبوعين، موضحا أن الزوجة خلال هذه الفترة قد تكون ذرفت دموعها و قبّلت يديه و بكت عنده،و قالت سامحني أنا أخطأت حتى لو كانت لم تخطئ،و مع ذلك يظل هذا الرجل يتصلب،و في المرة الثانية يستدعي الهجر وقتاً أطول.
و دعا الشيخ سلمان الرجال إلى أن يترفعوا بأنفسهم عن الهجر،يقول النبي صلى الله عليه و سلم
«..وَ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ »،فمن الحالات النادرة هجرُ النبي -صلى الله عليه و سلم- لنسائه،فهي حالة نادرة و ذكرها الله -سبحانه و تعالى- في القرآن الكريم.
.........
4 ـ السلطوية المطلقة : فمن المؤثرات على الحياة الزوجية شعور بعض الأزواج بالسلطوية المطلقة ،و كأن السلطة له دائماً،فتجده يلقن الزوجة أنه هو سيدها،هو فعلاً سيد،لكن لا يمنع أن تكون هي سيدته أيضاً في بعض المواطن،و هي أيضاً حبيبته،و من ذلك شعور الزوج بكبرياء الرجولة و التوقر المتكلف الذي لا يحسن استصحابه إلى البيت مع الأهل و الولد.
5 ـ الصوابية المطلقة : فبعض الأزواج يشعر أن كل آرائه و أقواله صواب،و أن أحكامه يجب أن تنفّذ بشكل سريع بحيث لا يتقبل أن يكون هناك مراجعة أو أخذ و رد،أو حوار بينه و بين زوجته.
6 ـ عدم التوافق بين الزوجين: و من ذلك أن تكون طباع الزوجين في تباين،فما أكثر أن يكون في حالات الخطوبة تصنع و مجاملة،و الإنسان يشاهد فيها الوجه الجميل و الفعل الجميل و الروح الجميلة،لكن بعد الزواج يعود الإنسان إلى طبيعته،فتظهر بعض صفاته و خصائصه،فالمرأة قد تكون عصبية،أو عنيدة،أو عجولة،أو كسولة لا تحب أن تعمل،أو غيورة تغار من زوجها،و لكن المسؤولية تتطلب أن يكون بين الزوجين تفاهم،و حوار،و تعرّف على الجوانب الايجابية عند الشخص الآخر،حتى يستطيع الإنسان أن يعيش حياة جميلة؛حتى لو لم يوجد توافق بين الزوجين في الطبع.
7 ـ الشك: و أثره بين الزوجين كبير،و ربما ابتليت الزوجة بسبب الروح الشكاكة بالتحسس و التجسس و التتبع لكل ما بيد الزوج من جوال او حاسوب او غير ذلك،و ربما ابتلي الزوج بمثل ذلك،و إذا كانت العلاقة بهذه الروح الشكاكة فلن يهنأ زوجان بعيش،مشيرًا فضيلته إلى أنه كتب ذات مرة مقالاً بعنوان " فتش أوراق زوجتك "،و هو على العكس،موضحا أن الذي حمله على كتابة هذا المقال،أن أحد الشباب ابتلي بالتفتيش و التتبع،فوجد قصة كتبتها زوجته فيها حب و غزل و إعجاب بشخص معين؛و لم تكن القصة إلا من نسيج خيالها،فتسرب إلى نفسه الشك،و ظن أن هذه القصة حقيقية و ترتب على ذلك مشكلة بينه و بين زوجته،فتقديم مبدأ الشك بالزوجة و بمشاعرها و بأحاسيسها و بماضيها و تاريخها و الإلحاح في هذا المعنى من شأنه أن يدمر الحياة الزوجية.
الثلاثاء,24 أغسطس 2010
أيمن بريك.
........
أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" أن الحياة الزوجية هي عبارة عن اندماج،روح بروح،و عقل بعقل،و جسد بجسد؛مشيرًا إلى أنه كلما وجد التفاهم و التكافؤ بين الزوجين كان ذلك أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية و القدرة على استيعاب الأخطاء و قال الشيخ سلمان ـ في حلقة الأربعاء من برنامج "حجر الزاوية"،و الذي يبث على فضائية mbc،و التي جاءت تحت عنوان "الأسرة..و التغيير": إن الحياة الزوجية عبارة عن قارب لا يمكن أن يسير في هذا البحر المتلاطم إلا حينما يكون كل من الطرفين عنده قدر من الاعتراف بالخطأ،و الاعتراف للطرف الثاني بما له من حقوق.
.......
السعادة..سلعة نادرة.
و تعقيبًا على مداخلة،تقول : إن السعادة الزوجية أصبحت الآن سلعة نادرة،قال الشيخ سلمان: إن السعادة ربما تكون في متناولنا لكن نحن دائماً نصرف النظر عنها،فمثلاً يقول توفيق الحكيم،في إحدى رواياته : إن مجموعة توجهوا إلى ربهم يدعونه و يسألونه أن يمنحهم السعادة،فجاءهم ملك و قال لهم : ما هذه السعادة التي تطلبونها؟ فقالوا : نريد أن نكون مرتاحين يأتينا كل ما نتمناه.
فتحقق لهم مبتغاهم؛لكن صار أمسهم مثل يومهم..مثل غدهم،و مع الوقت تسرّب إليهم الملل و رجعوا يدعون ربهم و هم خجولون،و يقولون: يا رب نريد أن نعود كما كنا نجوع يوماً و نشبع يوماً و نرضى يوماً و نسخط يوماً و نحزن و نفرح،و تعود الحياة إلى طبيعتها،و هكذا سألوا حالتهم الأولى لأنها أهون عندهم من هذا الملل.
و أضاف فضيلته : لا شك أن السعادة هي ضيف لكن نحن نتجاهله في كثير من الأحيان أو نتسبب في طرده من مجالسنا و حياتنا،مشيرًا إلى أن المنغصات كثيرة،و أهم سبب هو : عدم التسامح
ملل..و بخل.
........
و أردف الدكتور العودة: أن هناك حماقات تؤثر على الحياة الزوجية،منها،على سبيل المثال :
1 ـ الملل : فالتغيير جوهري في الحياة الزوجية،مثل: تغيير الأثاث،أو الفرش،أو غرفة النوم،أو الملابس،لافتًا إلى أن هناك شيئًا آخر لا يقل اهمية،و هو التطوير،فكلا الزوجين يحتاج إلى أن يتطور في ثقافته و معرفته بالآخر و اطلاعه و تصرفه،حتى يستطيع ان يجدد حياته الزوجية بنفحات من التجديد،فالملل لا شك أنه من أسباب برود العاطفة و التقصير في حقوق الطرف الآخر في بيت الزوجية.
2 ـ البخل: فبعض الأزواج لا ينفقون إلا و هم كارهون،و لذلك فإن الكرم و السخاء و الجود أمر هام،فالكريم قريب من الله -عز و جل- و قريب من الناس.
........
هجر..و ترفع مطلوب.
3 ـ الهجر : و هو من الأشياء التي تؤثر على العلاقة الزوجية،فقد رأيت أن الكثير من الأزواج يهجر زوجته بمجرد أن يختلف معها،أو أن يجد منها ما لا يعجبه،ثم يمتد هذا الهجر و يتطاول،فربما أن الزوج ينوي أن يهجرها لساعة،لكن تجد أن هذا الهجر يستمر أحياناً لمدة أسبوع أو أسبوعين، موضحا أن الزوجة خلال هذه الفترة قد تكون ذرفت دموعها و قبّلت يديه و بكت عنده،و قالت سامحني أنا أخطأت حتى لو كانت لم تخطئ،و مع ذلك يظل هذا الرجل يتصلب،و في المرة الثانية يستدعي الهجر وقتاً أطول.
و دعا الشيخ سلمان الرجال إلى أن يترفعوا بأنفسهم عن الهجر،يقول النبي صلى الله عليه و سلم
«..وَ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ »،فمن الحالات النادرة هجرُ النبي -صلى الله عليه و سلم- لنسائه،فهي حالة نادرة و ذكرها الله -سبحانه و تعالى- في القرآن الكريم.
.........
4 ـ السلطوية المطلقة : فمن المؤثرات على الحياة الزوجية شعور بعض الأزواج بالسلطوية المطلقة ،و كأن السلطة له دائماً،فتجده يلقن الزوجة أنه هو سيدها،هو فعلاً سيد،لكن لا يمنع أن تكون هي سيدته أيضاً في بعض المواطن،و هي أيضاً حبيبته،و من ذلك شعور الزوج بكبرياء الرجولة و التوقر المتكلف الذي لا يحسن استصحابه إلى البيت مع الأهل و الولد.
5 ـ الصوابية المطلقة : فبعض الأزواج يشعر أن كل آرائه و أقواله صواب،و أن أحكامه يجب أن تنفّذ بشكل سريع بحيث لا يتقبل أن يكون هناك مراجعة أو أخذ و رد،أو حوار بينه و بين زوجته.
6 ـ عدم التوافق بين الزوجين: و من ذلك أن تكون طباع الزوجين في تباين،فما أكثر أن يكون في حالات الخطوبة تصنع و مجاملة،و الإنسان يشاهد فيها الوجه الجميل و الفعل الجميل و الروح الجميلة،لكن بعد الزواج يعود الإنسان إلى طبيعته،فتظهر بعض صفاته و خصائصه،فالمرأة قد تكون عصبية،أو عنيدة،أو عجولة،أو كسولة لا تحب أن تعمل،أو غيورة تغار من زوجها،و لكن المسؤولية تتطلب أن يكون بين الزوجين تفاهم،و حوار،و تعرّف على الجوانب الايجابية عند الشخص الآخر،حتى يستطيع الإنسان أن يعيش حياة جميلة؛حتى لو لم يوجد توافق بين الزوجين في الطبع.
7 ـ الشك: و أثره بين الزوجين كبير،و ربما ابتليت الزوجة بسبب الروح الشكاكة بالتحسس و التجسس و التتبع لكل ما بيد الزوج من جوال او حاسوب او غير ذلك،و ربما ابتلي الزوج بمثل ذلك،و إذا كانت العلاقة بهذه الروح الشكاكة فلن يهنأ زوجان بعيش،مشيرًا فضيلته إلى أنه كتب ذات مرة مقالاً بعنوان " فتش أوراق زوجتك "،و هو على العكس،موضحا أن الذي حمله على كتابة هذا المقال،أن أحد الشباب ابتلي بالتفتيش و التتبع،فوجد قصة كتبتها زوجته فيها حب و غزل و إعجاب بشخص معين؛و لم تكن القصة إلا من نسيج خيالها،فتسرب إلى نفسه الشك،و ظن أن هذه القصة حقيقية و ترتب على ذلك مشكلة بينه و بين زوجته،فتقديم مبدأ الشك بالزوجة و بمشاعرها و بأحاسيسها و بماضيها و تاريخها و الإلحاح في هذا المعنى من شأنه أن يدمر الحياة الزوجية.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة نوفمبر 23, 2012 9:32 pm عدل 2 مرات