جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    التفاهم و التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    التفاهم  و  التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول التفاهم و التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت ديسمبر 11, 2010 1:07 pm

    د.سلمان العودة: التفاهم و التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية.
    الثلاثاء,24 أغسطس 2010
    أيمن بريك.
    ........
    أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" أن الحياة الزوجية هي عبارة عن اندماج،روح بروح،و عقل بعقل،و جسد بجسد؛مشيرًا إلى أنه كلما وجد التفاهم و التكافؤ بين الزوجين كان ذلك أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية و القدرة على استيعاب الأخطاء و قال الشيخ سلمان ـ في حلقة الأربعاء من برنامج "حجر الزاوية"،و الذي يبث على فضائية mbc،و التي جاءت تحت عنوان "الأسرة..و التغيير": إن الحياة الزوجية عبارة عن قارب لا يمكن أن يسير في هذا البحر المتلاطم إلا حينما يكون كل من الطرفين عنده قدر من الاعتراف بالخطأ،و الاعتراف للطرف الثاني بما له من حقوق.
    .......
    السعادة..سلعة نادرة.
    و تعقيبًا على مداخلة،تقول : إن السعادة الزوجية أصبحت الآن سلعة نادرة،قال الشيخ سلمان: إن السعادة ربما تكون في متناولنا لكن نحن دائماً نصرف النظر عنها،فمثلاً يقول توفيق الحكيم،في إحدى رواياته : إن مجموعة توجهوا إلى ربهم يدعونه و يسألونه أن يمنحهم السعادة،فجاءهم ملك و قال لهم : ما هذه السعادة التي تطلبونها؟ فقالوا : نريد أن نكون مرتاحين يأتينا كل ما نتمناه.
    فتحقق لهم مبتغاهم؛لكن صار أمسهم مثل يومهم..مثل غدهم،و مع الوقت تسرّب إليهم الملل و رجعوا يدعون ربهم و هم خجولون،و يقولون: يا رب نريد أن نعود كما كنا نجوع يوماً و نشبع يوماً و نرضى يوماً و نسخط يوماً و نحزن و نفرح،و تعود الحياة إلى طبيعتها،و هكذا سألوا حالتهم الأولى لأنها أهون عندهم من هذا الملل.
    و أضاف فضيلته : لا شك أن السعادة هي ضيف لكن نحن نتجاهله في كثير من الأحيان أو نتسبب في طرده من مجالسنا و حياتنا،مشيرًا إلى أن المنغصات كثيرة،و أهم سبب هو : عدم التسامح
    ملل..و بخل.
    ........
    و أردف الدكتور العودة: أن هناك حماقات تؤثر على الحياة الزوجية،منها،على سبيل المثال :
    1 ـ الملل : فالتغيير جوهري في الحياة الزوجية،مثل: تغيير الأثاث،أو الفرش،أو غرفة النوم،أو الملابس،لافتًا إلى أن هناك شيئًا آخر لا يقل اهمية،و هو التطوير،فكلا الزوجين يحتاج إلى أن يتطور في ثقافته و معرفته بالآخر و اطلاعه و تصرفه،حتى يستطيع ان يجدد حياته الزوجية بنفحات من التجديد،فالملل لا شك أنه من أسباب برود العاطفة و التقصير في حقوق الطرف الآخر في بيت الزوجية.
    2 ـ البخل: فبعض الأزواج لا ينفقون إلا و هم كارهون،و لذلك فإن الكرم و السخاء و الجود أمر هام،فالكريم قريب من الله -عز و جل- و قريب من الناس.
    ........
    هجر..و ترفع مطلوب.
    3 ـ الهجر : و هو من الأشياء التي تؤثر على العلاقة الزوجية،فقد رأيت أن الكثير من الأزواج يهجر زوجته بمجرد أن يختلف معها،أو أن يجد منها ما لا يعجبه،ثم يمتد هذا الهجر و يتطاول،فربما أن الزوج ينوي أن يهجرها لساعة،لكن تجد أن هذا الهجر يستمر أحياناً لمدة أسبوع أو أسبوعين، موضحا أن الزوجة خلال هذه الفترة قد تكون ذرفت دموعها و قبّلت يديه و بكت عنده،و قالت سامحني أنا أخطأت حتى لو كانت لم تخطئ،و مع ذلك يظل هذا الرجل يتصلب،و في المرة الثانية يستدعي الهجر وقتاً أطول.
    و دعا الشيخ سلمان الرجال إلى أن يترفعوا بأنفسهم عن الهجر،يقول النبي صلى الله عليه و سلم
    «..وَ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ »،فمن الحالات النادرة هجرُ النبي -صلى الله عليه و سلم- لنسائه،فهي حالة نادرة و ذكرها الله -سبحانه و تعالى- في القرآن الكريم.
    .........
    4 ـ السلطوية المطلقة : فمن المؤثرات على الحياة الزوجية شعور بعض الأزواج بالسلطوية المطلقة ،و كأن السلطة له دائماً،فتجده يلقن الزوجة أنه هو سيدها،هو فعلاً سيد،لكن لا يمنع أن تكون هي سيدته أيضاً في بعض المواطن،و هي أيضاً حبيبته،و من ذلك شعور الزوج بكبرياء الرجولة و التوقر المتكلف الذي لا يحسن استصحابه إلى البيت مع الأهل و الولد.
    5 ـ الصوابية المطلقة : فبعض الأزواج يشعر أن كل آرائه و أقواله صواب،و أن أحكامه يجب أن تنفّذ بشكل سريع بحيث لا يتقبل أن يكون هناك مراجعة أو أخذ و رد،أو حوار بينه و بين زوجته.
    6 ـ عدم التوافق بين الزوجين: و من ذلك أن تكون طباع الزوجين في تباين،فما أكثر أن يكون في حالات الخطوبة تصنع و مجاملة،و الإنسان يشاهد فيها الوجه الجميل و الفعل الجميل و الروح الجميلة،لكن بعد الزواج يعود الإنسان إلى طبيعته،فتظهر بعض صفاته و خصائصه،فالمرأة قد تكون عصبية،أو عنيدة،أو عجولة،أو كسولة لا تحب أن تعمل،أو غيورة تغار من زوجها،و لكن المسؤولية تتطلب أن يكون بين الزوجين تفاهم،و حوار،و تعرّف على الجوانب الايجابية عند الشخص الآخر،حتى يستطيع الإنسان أن يعيش حياة جميلة؛حتى لو لم يوجد توافق بين الزوجين في الطبع.
    7 ـ الشك: و أثره بين الزوجين كبير،و ربما ابتليت الزوجة بسبب الروح الشكاكة بالتحسس و التجسس و التتبع لكل ما بيد الزوج من جوال او حاسوب او غير ذلك،و ربما ابتلي الزوج بمثل ذلك،و إذا كانت العلاقة بهذه الروح الشكاكة فلن يهنأ زوجان بعيش،مشيرًا فضيلته إلى أنه كتب ذات مرة مقالاً بعنوان " فتش أوراق زوجتك "،و هو على العكس،موضحا أن الذي حمله على كتابة هذا المقال،أن أحد الشباب ابتلي بالتفتيش و التتبع،فوجد قصة كتبتها زوجته فيها حب و غزل و إعجاب بشخص معين؛و لم تكن القصة إلا من نسيج خيالها،فتسرب إلى نفسه الشك،و ظن أن هذه القصة حقيقية و ترتب على ذلك مشكلة بينه و بين زوجته،فتقديم مبدأ الشك بالزوجة و بمشاعرها و بأحاسيسها و بماضيها و تاريخها و الإلحاح في هذا المعنى من شأنه أن يدمر الحياة الزوجية.



    عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة نوفمبر 23, 2012 9:32 pm عدل 2 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    التفاهم  و  التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول التفاهم و التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت ديسمبر 11, 2010 1:08 pm

    مئات الشكوى.
    و كشف الشيخ سلمان : عن أنه تلقى منذ بداية شهر رمضان على وجه الخصوص مئات الرسائل من أخوات يشتكين أزواجهن،و من أزواج يشتكون زوجاتهم،مشيرًا إلى أنه في النهاية لن يتدخل أحد إلا أن يكون الزوجان عندهما ثقافة و وعي؛متسائلا : ما الذي يمنع،و الحياة الزوجية هي أهم ركن في حياة الإنسان الدنيوية،أن يكون عندنا ثقافة بأن يذهب الإنسان للمكتبة يختار ليس كتاباً واحداً و إنما عشرة كتب كلها تتحدث في هذا الحياة الزوجية و يقرؤها حتى لا يكون بدأ من الصفر ،و كأنه يعيد اختراع العجلة.
    ......
    الأسرة في القرآن.
    و قال الشيخ سلمان : إن الأسرة لم ترد في القرآن و السنة بهذا اللفظ،و لكن وردت معانيها، يقول تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرَاهِيمَ وَ آلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (آل عمران:33)،و في السورة نفسها قال : (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )(آل عمران: من الآية11)،و نحن نقول في الصلاة: اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم،حيث جاءت كلمة "الآل" التي هي بمعنى الأسرة أو العائلة.
    و أضاف فضيلته : أن الأسرة وردت في القرآن بمعنى الأزواج،و الذرية،يقول تعالى (وَ جَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَ ذُرِّيَّةً)(الرعد: من الآية38)،مشيرًا إلى أن الأسرة من المحكمات،و من الثوابت الشرعية القطيعة و إن لم تكن وردت باللفظ،إلا أنها جاءت ضمن قواعد الشريعة المحكمة المتفق عليها في الجملة،لافتًا إلى أنه يُختلف في تفاصيل أحكام الأسرة ما بين الفقهاء و المذاهب و يقع الاجتهاد فيها.
    ......
    الأسرة المعولمة.
    و أوضح الدكتور العودة: أنه توجد الآن ما تسمى بـ" الأسرة المعولمة"،حيث أنه في عصر العولمة يطلق على أي اثنين يجتمعان تحت سقف واحد أنهما أسرة حتى لو لم يكن بينهما رباط بل حتى لو كانوا رجلين،كما أنه لو أن رجلين أو امرأتين اجتمعا لكان ذلك عندهم تكويناً للأسرة.
    و تابع فضيلته : بينما في محكمات الشريعة،فإنه توجد الأسرة بمفهومها الشرعي الرباني الذي هو زوج و امرأة يلتقيان على عقد و يكون من وراء ذلك الإنجاب و الذرية،و يترتب عليه الكثير من الأحكام،مثل: أحكام الزواج،و أحكام الميراث،و أحكام النفقة،و أحكام الطلاق،إلى غير ذلك من الأحكام التي هي محل قطع و إجماع في الجملة في الشريعة.
    ......
    ترابط أسري.
    و لفت الشيخ سلمان: إلى أن الأسرة مفهوم لا يزال محتفظاً به في الشرق الإسلامي،و التي لها العديد من المميزات،منها : الترابط،و العلاقة الزوجية،و البر بالوالدين و الذي له قصص و نماذج و أنماط رائعة يحتفظ الناس بها،فضلا عن العفة بين الرجل و المرأة،بينما توجد في الغرب حالة كبيرة من التفكك،لا أقول أن هذه حالة موجودة في كل بيت،و لكنها أغلبية.
    و تابع فضيلته : و لذلك فإنه لا غرابة أن تجد في مدن في أمريكا نوادي لتبادل الزوجات،كما تجد برامج تلفزيونية تعرض شباباً و بناتاً يفتخرون بممارسة الرذيلة على قارعة الطريق وسط تصفيق من الجمهور،بينما في عالمنا الإسلامي هناك قدر من الانضباط و التواصل الأسري المحمود.
    .........
    علاقة منزلية.
    و فيما يتعلق بأن العلاقة الأسرية دائماً تتحدث عن علاقة منزلية،قال الشيخ سلمان: إن الأسرة بدون شك شأنها شأن أي كائن يعتريها التغيير و الاختلاف،ففي الأمس كانت الأسرة محدودة العلاقات، الأب و الجد يعيشون كلهم في بيت واحد،و لكن الآن أصبح الأمر على النقيض،فكل واحد يتزوج ربما ينفصل بمنزل أو ببيت مستقل.
    و أضاف فضيلته : أن العلاقة الأسرية بالأمس كانت أكثر حميمية بسبب قلة الأشغال،و طبيعة الأعمال،و معرفة كل من الزوجين مسئولياته و واجباته،فضلا عن وجود قدر من الثبات و الوضوح في القيم و الأخلاق،بينما اليوم أصبحت هناك تساؤلات كثيرة في بعض هذه الأشياء.
    .........
    متغيرات أسرية.
    و ذكر الدكتور العودة : أن الأسرة اليوم تواجه مجموعة من المتغيرات،منها :
    1 ـ تشابك العلاقات: بواسطة التقنية التي افترست المنزل،حتى أصبحت تجد في كل غرفة تلفازا و محمولا،و ألوانا من وسائل اللعب و الترفيه،مما أثر على طبيعة العلاقة الأسرية بين الأولاد و البنات.
    2 ـ التدين: ففي الماضي كان حجم التدين الأسري أو تأثير الأسرة الأخلاقي و الديني أكثر من تأثير الأسرة اليوم،و ذلك بسبب قلة المنافس،فالمنزل نفسه يتأثر بهذه الأشياء،فكلما صغرت الأسرة،كان المنزل صغيراً،و مقدوراً على إدارته.
    ......
    دور..و تجانس.
    و تعقيبًا على مداخلة،تقول : هناك جوانب من التغيير طالت الأسرة في عصرنا الحاضر،فكيف نتماشى مع هذا التغيير و كيف نصعّده إيجاباً ؟،قال الشيخ سلمان: إن دور المرأة في المنزل من المتغيرات الإيجابية،فالمرأة هي سيدة المنزل و مديرته،و بالتالي لها الحق في أن تقوم هي بالإشراف على إعداده و تجهيزه و صياغته و تخطيطه و أن يكون لها دور و بصمة في مثل هذه الأمور التي سوف تقوم هي بإدارتها.
    و أكد فضيلته : على ضرورة وجود تجانس داخل المدينة أو الحي الواحد،مشيرًا إلى أن المشهود أنه في عالمنا الإسلامي و خاصة المدن التي تشهد حراكاً عمرانياً قوياً لا تجد أي علاقة بين المنازل،فكل منزل كأنه عالم آخر مختلف عن الأول في مظهره و مخبره،فليس هناك أنماط متقاربة يتعايش الناس فيها.



    عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة نوفمبر 23, 2012 9:44 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    التفاهم  و  التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول التفاهم و التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت ديسمبر 11, 2010 1:09 pm

    تكاليف الزواج..و تغيير سلبي.
    .......
    و فيما يتعلق بأن تكاليف الزواج ما بين الأمس و اليوم تغيرت سلباً،قال الشيخ سلمان: هذا من التغيير السلبي،فكم كانت تكاليف الزواج في الماضي،و نحن نعرف أن النبي -صلى الله عليه و سلم- يقول : « أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً »،كما أن عمر -رضي الله عنه- يقول : لا تغالوا في صدق النساء.
    أي : الصداق الذي هو المهر،مشيرًا إلى أننا اليوم نشاهد مبالغة في التكاليف،حيث تحول هذا الأمر إلى مفاخرة و مباهاة عند الكثير من الأسر و القبائل،و حتى في ظل المدنيّة،فإن البعض يعتبرون أنه من الحفاظ على عدم التغير الاحتفاظ بهذه القيم كنوع من الانتماء الذي يصرون عليه.
    و أضاف فضيلته : أنه من الأمور المبالغ فيها أيضا قصور الأفراح التي تستأجر بمبالغ طائلة، فضلا عن الدعوات و البطاقات التي توزع،و غير ذلك من التكليفات و الإشقاقات و البهرج،كذلك شهر العسل الذي قد يُقضى في أماكن سياحية بعيدة و يكون عليه تكلفة ضخمة،لافتًا إلى أن الزواج لم يعد هو ذلك العمل العفوي السهل،بل أصبح هناك المزيد من التكاليف التي يتعاطاها الناس و هي جزء من متغيرات المجتمع التي لا يملك الإنسان أحياناً رفضها،لأنك تخطب من أناس آخرين فلا يمكن أن تبدو عندهم بخيلاً أو عاجزاً،موضحا أن هذه المتغيرات لها تأثير على الزواج و على اعتبارات كثيرة فيه.
    .......
    تعاون.. و مجلس أسري.
    و تعقيبًا على مداخلة،تقول: إننا إن طلبنا من آباء البنات تخفيض التكاليف،فسوف يقولون : إن الحياة كلها تغيرت فكيف أزوج بنتي بمهر أقل و متطلبات تجهيزها عالية ؟،قال الشيخ سلمان: هذا قدر منه صحيح،و نحن لا نطلب من الناس أن يصادموا هذا المجتمع،و لكن هناك فرص كبيرة للتعاون،و لإيجاد جمعيات خيرية من شأنها،لا أقول أن تعطي مساعدة،و لكن أن تعطي قروضاً،و أن تشجع هؤلاء الناس على أن يتجاوزوا هذه المشكلة،و أن يتحملوا مسؤوليتهم و لكن بشكل تدريجي، و ذلك لأن البنت اليوم أصبحت متعلمة و موظفة أحياناً،و لكن الأمر ربما يتطلب وقتاً.
    و أضاف فضيلته : أن هناك حاجة ماسة إلى وجود أشبه ما يكون بمجلس أعلى للأسرة،فالأسرة بناء هام و عظيم و مؤسسي تماماً كما نتحدث عن المدرسة نتحدث عن الأسرة باعتبارها المحضن الأول للأولاد و البنات،فتأسيس هذه الأسرة و تشجيع الشباب على الزواج مبكراً بصيغة معقولة هو مسؤوليتنا نحن جميعاً كمسؤولين أو حاكمين،أو رجال أعمال،أو رجال عمل طوعي و ليس فقط مسؤولية الفتى الذي لتوه يتكوّن و يتأسس.
    ........
    وضع سقف للمهور.
    و ردًّا على سؤال،يقول : إن بعض المجتمعات القبليّة وضعت سقفاً أعلى للمهر،فهل تؤيد فضيلتكم ذلك،قال الشيخ سلمان: إنه من الجيد أن يكون هناك وضع سقوف للمهور،فهذا مما يمكن أن يتفق عليه،و أنه لا بأس أن يختلف ما بين مدينة و أخرى و قبيلة و أخرى،فهذا ليس أمراً ملزماً للجميع،و لكن يمكن أن تكون هناك مبادرات قد يترتب عليها تنافس،بحيث نستطيع أن نخفّض المهر بشكل أكبر،مؤكدًا على ضرورة أن يظل المهر للزوجين،مشيرًا إلى أن تخصيص شيء من المهر للأب هو شيء مؤلم.
    و أضاف فضيلته : أن بعض الآباء يأخذون مهر البنات و يعتقدون أنه حق لهم،و بعضهم يأخذ نسبة منه،و بعض الأمهات كذلك،مشيرًا إلى أن الزوج في كثير من الحالات يجد أنه مضطر أن يقدّم ما يشبه الرشوة للأب و الأم،و أحياناً عدداً من الأطراف و خاصة إذا كان في الزواج مشكلة،فيقدم مالا من أجل تسكيت الأصوات كلها حتى يتم الزواج،فلم يعد الأمر فقط هو المهر الذي يدفعه أو القصر الذي يستأجره و إنما أصبح أبعد من ذلك.
    ......
    سن الزواج.
    و ردًّا على سؤال،يقول : ماذا عن سن الزواج ؟ و التغير بين الأمس و اليوم،خاصة ما أثير حول زواج القاصرات،قال الشيخ سلمان: إن سن الزواج مرتبط بحاجات و استحقاقات و أموال و ظروف، فالفتاة أصبحت تدرس،و الفتى كذلك و متى يتكون و يستقل في بيته،مشيرًا إلى أنه في الماضي كان الابن يتزوج و يمكث في بيت والده في إحدى الغرف بينما الآن يستقل،و لذلك فإن سن الزواج تغير تبعاً لذلك كله.
    و أضاف فضيلته : إنني أذكر أن أحد الفلاحين توفيت زوجته فأشفق عليه جاره،و قال له: عندي بنت عمرها ثلاث عشرة سنة تأخذها عندك أعقد لك عليها بحيث تساعدك في أمور المزرعة،لكن بشرط أن تبتعد عنها لأنها لتوها غير مهيئة للزواج،فوافق هذا الفلاح و جاءت البنت عنده،ففي أحد المرات كانوا يعملون جميعاً أهل البنت بعملية جذاذ النخل،فكانت البنت إذا رأت التمر الجيد أعطته لهذا الزوج،فعرف أبوها أن في الأمر ما فيه و أن هذا الزوج قد أفضى إليها و ذهب يشتكيه إلى أحد القضاة،حتى غادر المدينة بها و ترك مزرعته و باعها.
    .......
    مسئولية..و تبعة.
    و أردف الدكتور العودة : أن الأمور تغيّرت الآن،فلم يعد الأمر هو عبارة عن تلك الفلاحة الصغيرة ،و لكن الأمر أصبح فيه مسؤوليات ،و حتى الزواج نفسه ليس مجرد متعة،و لكنه بيت و تبعة و مسؤولية و علاقة،و لذلك أعتقد أن الكل يعرف أن سن الزواج تغيّر بل في الماضي ربما كانت البنت تزوّج لأن الأمر مرتبط بالفقر و بمن يمكن أن يؤويها أو ينفق عليها،حتى النضج يكون مبكراً من حيث أن البنت تعمل في المنزل و في الحقل بخلاف اليوم،حيث نجد أن البنت ربما لأنها مشغولة بالدراسة و أهلها يوفرون لها الوقت،فتجد أنها قد لا تتهيأ و لا تتفرغ لكثير من أعمال المنزل.
    و تابع فضيلته : أن مسألة السن تغيرت،و هذا متغير اجتماعي يشهده الجميع،و لكن ما يتعلق بزواج الصغيرات أو القاصرات،أو من تكون دون السن فهذه مشكلة ظهرت في السعودية و اليمن و بعض البلاد العربية،و تحدثت عنها منظمات حقوق الإنسان و تحدث فيها الناس كثيراً،و هي مظهر من مظاهر المتغير الذي تجد الناس فيه ما بين شد و جذب.




    عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة نوفمبر 23, 2012 9:55 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    التفاهم  و  التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول التفاهم و التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت ديسمبر 11, 2010 1:09 pm

    حكم زواج القاصرات.
    و ذكر الشيخ سلمان : أنه من الناحية الشرعية،فإن المشهور عند الفقهاء أنه يجوز للأب أن يزوج ابنته الصغيرة،فبعضهم حكى الإجماع على هذا المعنى مثلما نقله النووي و ابن حجر و ابن قدامة و نقل عن الشافعي،و لكن الوقع أنه لا يوجد إجماع في المسألة فإن ابن حزم و غيره نقلوا عن جماعة من الفقهاء نُقل عن ابن شبرمة و عن عثمان البتي و أبي بكر الأصم أنهم يقولون لا يجوز للأب تزويج بنته الصغيرة دون البلوغ،و ذلك لأنه لا يجوز له أن يجبر البالغة على الزواج و هذا القول الصحيح فكيف يجبر من هي دون البلوغ و من لا يعتبر أصلاً موافقتها غير معتبرة لأنها دون البلوغ.
    و أردف فضيلته : أنه على الرغم من أن هذا القول ربما يعتبر غريباً عند الفقهاء إلا أنني أتعجب و أجد أن الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- قال بهذا القول و انتصر له و راعى فيه معنى معيناً و هو متغير،مشيرًا إلى أن كثيراً من الآباء لم يعد عندهم الإحساس بالمسؤولية و أصبح هذا الأمر فيه نوع من البيع و الشراء و المتاجرة و الذمم ضعفت و الزمان فسد؛و لذلك ذهب الشيخ إلى هذا المعنى،و قريب منه كلام للشيخ ناصر الدين الألباني في مثل هذه المسألة.
    .........
    ضبط المباح.
    و استطرد الدكتور العودة،قائلاً: و أنا أجد أنه يعزز هذا المعنى حديث عند النسائي،فالذين قالوا بالجواز استدلوا بحديث عائشة و تزويجها للنبي -صلى الله عليه و سلم- و هي بنت تسع،لكن عندنا حديث في النسائي و سنده جيد : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ رضى الله عنهما فَاطِمَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه و سلم- « إِنَّهَا صَغِيرَةٌ ».فَخَطَبَهَا عَلِىٌّ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ.
    فهذا قد يوحي بأن الصغيرة لا تزوّج و لا تُكره على من لا تريد.
    و لفت فضيلته : إلى أنه و إن كان قول جمهور الفقهاء هو الجواز،لكن هذا المعنى يُرشّح أن يكون لولي الأمر الحق في ضبط هذا الحكم،و ألا يترك على عواهنه أو يترك لبعض الأولياء الذين لا يتقون الله -سبحانه و تعالى- و لا يراعون الظروف،و قد يقع من جراء ذلك عدوان على البنات الصغيرات غير المهيئات للحياة الزوجية،فليس من المستنكر أن يقوم ولي الأمر بقدر من التحديد أو الضبط،أي : ضبط المباح.
    .......
    معاناة..و عضل.
    و أشار الشيخ سلمان : إلى أنه من الممكن تحديد سنة معينة و يكون ما دون ذلك له و ضع خاص، بحيث أن البنت التي يراد تزويجها دون سن سبع عشرة أو ست عشرة يكون لها نظام خاص مرجعه لقاضٍ ،و أن يتعرف القاضي على الظروف و يجد أن هناك ظروفاً تستدعي مثل هذا الزواج،موضحا أن هذا معنى سليم و لا أظن أن هناك مدعاة إلى أن يكون هناك جدل مفرط حوله،لا بأس من جدل معتدل،لكن وجدت أن بعض الذين تجادلوا فيه اعتبروا أن هذا من الحكم بغير ما أنزل الله،و صار الأمر كأنه نوع من تغيير وضع المرأة و وضع المجتمع.
    و قال فضيلته : إنني لا أرى من الجيد أن يبدو الفقيه أو العالم الذي هو مصلح اجتماعي،و كأنه يغفل عن معاناة فئة من الناس،فنحن نعرف البنات الكبيرات البالغات في سن الخامسة و العشرين و السادسة و العشرين،و هذه ليست حالة فردية و لا قليلة تعاني من العضل،و المنع من الزواج ،و الإجبار و الإكراه،و مصادرة حقوقها،مشيرًا إلى أن أحكامًا فقهية تغيرت بسبب المتغيرات،فعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- غرّم الصنّاع،و أبو حنيفة غيّر رأيه في مسائل بسبب تغيّر ظروف الناس تبعاً لذلك.
    .........
    الحب الثوري.
    و ردًّا على سؤال،يقول هل ثمّ متغير إيجابي يمكن أن يزرع في الحب ؟،قال الشيخ سلمان: إن الحب متغير ،مشيرًا إلى أنه إذا كان الحب متغيراً و مؤثراً في عملية التغيير فلنا أن نقول : إن أفضل و أجمل و أبقى ألوان الحب ليس هو ذلك الحب الثوري الذي يثور فجأة،و الذي قد يتمثل في أن تتخيل بناتاً تستخدم الإنترنت في إجراء حوارات عبر الماسنجر و أنها تعيد تجربة قيس و ليلى،أو رميو و جوليت أو الحب الأول عند الروس أو نمط الحب الذي تقدسه كثير من الشعوب لولد و بنت يعتقدون أنهم خلقوا لبعض،و أنه لا يمكن أن يعيشوا إلا مع بعض فتشعر البنت أو يشعر الشاب بأنه يمارس أو يكرر هذا النمط من الحب،بينما قد يكون الأمر نوعًا من الإحساس الوهمي غير المدروس.
    و أضاف فضيلته : أنه لا يجب أن يبنى على هذا اللون من الحب أي قرار أو نتيجة،و ذلك لأن الإنسان قد يعرض له،و ما من أحد إلا لو سألته لوجدت أن في ذاكرته أشياء كان يتوقعها شيئاً من الحب ثم تبين أنها عوارض،لافتًا إلى أن طبيعة الذكر أن يميل إلى الأنثى،و طبيعة الأنثى أن تميل إلى الذكر،فهل هذا الميل هو حب حقيقي أم لا ؟.
    ..........
    حب صادق..و لكن.
    و أكد الدكتور العودة: أنه يوجد أحياناً حالات من الحب الصادق،فهذا أمر متفق عليه و يحدث،و لكن أجمل و أكمل و أبقى الحب هو ذلك الحب الذي وجد و تدرج و نما فجأة،فبدا في شكل بذرة صغيرة أصبحت تكبر و تكبر و تكبر مع الحياة و مع المعاشرة،و كبر الحب في البيت و في الجلسة و في الحديث و لذلك لم يكن متعلقاً فقط بجمال الصورة التي ربما تبهت مع الوقت،و لم يكن حباً عاطفياً مؤقتاً ربما ينكح فيفسد،و إنما هو حب يكبر و ينمو بشكل تدريجي.
    و تابع فضيلته : أنه عندنا في المثل الشعبي يقولون : " من أخذ عشق خلا عياف "،فبعض الناس العوام يقولون الكلام هذا،لافتًا إلى أن هذا في الغالب ليس حباً حقيقياً،بل ربما يكون حباً متعلقاً بالصورة أو الشكل؛و لذلك فإن الإنسان إذا تعوّد على الشكل يصبح مألوفاً لا يثيره فيحتاج إلى شكل آخر.
    ........
    من الذي تغير ؟!!
    و فيما يتعلق بأنه عندما تحدث أي مشكلة فإن الزوج و الزوجة كلاهما يتهم الآخر أنه هو الذي تغيّر،قال الشيخ سلمان: إننا يجب أن نسأل الزوج : هل غيّرت زوجتك ؟ و يجب أن نسأل الزوجة : هل غيّرت زوجك ؟،مشيرًا إلى أن التغيير ليس بالأوامر و لا بالسلطوية و الفوقية و الاستعلاء،و افعل و لا تفعل،أبداً،لافتًا إلى التغيير له عدة أشياء :
    1 ـ التغيير بالقناعات : و يكون من خلال حوار أو حديث فيغير الإنسان قناعة الطرف الآخر.
    2 ـ التغيير بالمحاكاة: و ذلك لأنك حينما تصنع جواً داخل البيت أو تعمل شيئاً جيداً،فإنك في النهاية تدعو الطرف الثاني إلى أن يقلدك و يحاكيك و يقوم بتغيير هذه الأشياء.
    3 ـ التغيير بالوفاء: و ذلك لأن الطرف الآخر حينما يجد الإخلاص للعلاقة الزوجية و الوفاء لها، فإن هذا من أرقى المعاني،مثلما الناس يتذكرون قصص حب لم تتم مثل قيس و ليلى،فجمالية هذه القصة و جودتها بأنه لم يقع زواج و إلا لو وقع زواج فإننا نحتاج إلى سؤال آخر،هل وقع الوفاء أو لا ؟



    عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة نوفمبر 23, 2012 10:54 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    التفاهم  و  التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول التفاهم و التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية....د.سلمان العودة.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت ديسمبر 11, 2010 1:10 pm

    وفاء..و قيم.
    و ضرب الدكتور العودة،مثالا لذلك،قائلاً: مرة من المرات ذهب أحد الشيوخ،و قد كان في الرابعة و الثمانين،إلى طبيب الساعة الثامنة و النصف يسوي له غيارًا فكان يقول له: أنا مستعجل عندي موعد.
    قال : موعدك مع طبيب ثانٍ ؟
    قال : لا أنا عندي موعد في دار الرعاية الاجتماعية.
    فأنجز له العمل ثم قال له : لمن أنت ذاهب في دار الرعاية ؟ قال : لزوجتي.
    قال : سلامات.قال : هي مصابة بالزهايمر من خمس سنوات.
    قال الطبيب للرجل : لو تأخرت عليها هل تقلق عليك ؟ قال : أبداً هي أصلاً لا تعرفني من خمس سنوات !
    قال : إذا كانت لا تعرفك لماذا تذهب إليها ؟ قال الرجل المسن : أنا أعرفها !
    و تابع فضيلته : أن هذا المعنى من الوفاء،و هذه القيم التي يعيش الناس بها،هي أمر هام جدا، فالإنسان ليس فقط جسداً أو نزوة عابرة يتم إشباعها ثم يتحول الإنسان إلى شخص لا ينتمي إلى هذه الحياة التي يحس بها.
    .......
    تغير طبيعي.
    و فيما يتعلق بأن المرأة قد تتغير بعد الزواج،قال الشيخ سلمان: إن تغير المرأة بعد الزواج طبيعي،و ذلك لأنه قبل الزواج قد يكون هناك قدر من التكلف أحياناً،و لكن بعد الزواج تظهر الأمور على حقيقتها،كما أنه بعد وجود العلاقة يصبح الإنسان ينظر إلى المرأة بطبيعتها.
    و أضاف فضيلته : لكن الرجل أيضاً يتغير بعد الزواج،فمثلما جسد المرأة يتغير بالحمل و الوضع، فإن جسد الرجل يتغير أيضاً مثلما يتغير شكل المرأة،و تتغير عيون الرجل؛و لذلك فإن الرجل الذي ينظر بعيون الوفاء و الإخلاص و المسؤولية لا يرى إلا الجميل و لا تزيده الأيام إلا ثقة و حباً، مشيرًا إلى أن التغير يشمل الرجل و نظرته و رؤيته.
    .........
    تنظيم النسل.
    و تعقيبًا على مداخلة،تتحدث عن تنظيم النسل،قال الشيخ سلمان: هناك فرق بين تحديد النسل و تنظيمه،فتحديد النسل هو قرارات تتخذها حكومات معينة من أجل أن يكون الإنجاب ثلاثة أو اثنان فقط،و يمنع ما سوى ذلك،مشيرًا إلى أن هذا قد تجده في الصين بسبب كثرة الأعداد عندهم،أو في بعض الدول الأوربية،كما قد تجد العكس ففي بعض الدول الأوروبية أصبحوا يشجعون على كثرة النسل لأنهم صاروا شعوباً هرمة فيحتاجون الشباب لأنهم يستقبلون الشباب الذين يعملون من دول أخرى.
    و أضاف فضيلته : أما عملية تنظيم النسل فهي عملية ربما تخضع لثقافة بحيث أن الأزواج يراعون المتغير الاجتماعي و التربوي و صعوبة التربية اليوم،و أن هؤلاء الشباب بحاجة إلى رعاية مع الأصدقاء،و المدرسة،و الإنترنت،و القنوات الفضائية،و الرياضية،و المؤثرات الكثيرة،و بالتالي فهم يحتاجون إلى قدر من التربية و الاهتمام بهم،كذلك ما يتعلق بالمستقبل المادي لهم بالإنفاق عليهم و تزويجهم باعتبارات عديدة،و لذلك يصبح هناك توافق أسري على أن يكون هناك عملية تنظيم متدرجة للنسل،موضحا أن هذا أمر متغير و قد يكون لابد منه في مثل الظروف التي يعيشها الناس اليوم.
    .......
    بنات..و آباء.
    و تعقيبًا على مداخلة،تقول : إن كثيرا من البنات يحاولن تغيير أنفسهن من خلال تغيير الأفكار و الطموح،في حين أن الآباء يرون أن التغيير عند الفتيات مرهون بالزواج،قال الشيخ سلمان : إن كثيرًا من البنات أصبحن متعلمات،مشيرًا إلى أن دراسات معمقة توصلت إلى أن الأولاد قد يتميزون بأشياء معينة في المعرفة أو في الرياضيات أو الألعاب المادية الجسدية،بينما البنات يتميزن بجوانب الثقافة و منها اللغة و الأدب و العاطفة و العلاقات الاجتماعية التي تتميز بها البنت.
    و أضاف فضيلته : أن كثيرًا من البنات أصبح عندها ثقافة و اطلاع و أدب و كتابة رواية أو قصة أو شعر،في حين أن أباها قد يكون في بعض الأحيان غير متعلم أو يكون متعلمًا و لكن إلى مستوى معين.
    .........
    معانٍ منحرفة..و نظرة شرعية.
    و لفت الدكتور العودة : إلى أن هذا يؤثر أحياناً على طبيعة العلاقة بين الآباء و الأبناء، مشيرًا إلى أن بعض الآباء يتعاملون مع البنت تعاملاً ربما مشوبًا بقدر من الشك أو الريبة.
    و تابع فضيلته : أن مثل هذه معاني منحرفة في تصورها عن البنت،بينما النظرة الشرعية إلى اعتبار أن البنت نعمة و مصدر للرحمة و الرضا من الله -سبحانه و تعالى- و السعادة بتربية هؤلاء البنات،فمن رزق منهن بشيء فصبر و احتسبهن و ربّاهن كن له ستراً من النار كما جاء معنى ذلك في أحاديث عديدة عن النبي -صلى الله عليه و آله و سلم-،مشيرًا إلى أن هذا معنى يجب أن يقال للآباء كثيراً.
    ........
    إعدام الأطفال.
    و فيما يتعلق بالتربية،أوضح الشيخ سلمان : أن الشاب الذي تزوج لتوّه ربما لا يتقن الكثير من أمور التربية،فقد يكون عنده اندفاع في تربية ولده،فيعامله كأنه رجل،و ليس طفلاً صغيراً.
    و أردف فضيلته : ينبغي أن لا نبدأ التربية من الصفر و لا نظن أن التربية تتم بالاستعجال أو بالعجلة،فالتربية تتطلب قدوةً،و عاطفة،مشيرًا على أننا أحيانا نقوم بإعدام الأطفال من خلال التربية،و ذلك من خلال القسوة و العنف ضد الأطفال و البنات،و هذه ظاهرة خطيرة في عالمنا العربي،لافتًا إلى أن هناك طريقة أخرى للإعدام و هي المبالغة في إفاضة الأعطيات المادية على الأطفال،و المبالغة في اعتماد هذا الطفل على والديه بحيث أنه لا يعتمد على نفسه،فهذا نوع آخر من الإعدام،حيث ينبغي أن يكون هناك اعتدال و توازن في تربية الأطفال.
    .........
    الأبناء يصرخون.
    و تعقيبًا على مداخلة،تقول : إن الأبناء يصرخون في أعماقهم متى يتغير آباؤنا و يكفون عن إجبارنا على ما لا نحب،قال الشيخ سلمان : و أنا أقول متى يتغير الآباء و الأبناء و الأمهات و البنات على حد سواء ؟ و متى نلغي فلسفة الدور ؟،فالأب دائماً يصف الابن بأنه عنيد،و الابن دائماً يصف الأب بأنه ظالم،مشيرًا إلى آن هذا يؤكد أنه ليس هناك وسيلة اتصال حقيقية و حميمية بين الأبناء و الآباء،حيث ينبغي أن يتفهّم الأب ابنه و ظروفه،و كذلك الأم مع بنتها،و العكس صحيح،فعليك أن تدرك كفتى ماذا يريد منك والدك و لماذا هو يقسو عليك أحياناً ؟ و بالنسبة للأب هو أكثر مسئولية لأنه مجرب و خبير فعليه أن يدرك أن مجرد الأوامر ليست حلاً،و إنما علينا أن نساعد الأبناء حتى يساعدوا أنفسهم.
    .........
    النية الطيبة..لا تكفي.
    و أوضح الدكتور العودة : أن بعض الآباء و الأمهات يفقدون أبناءهم ثقتهم بأنفسهم،و ذلك جراء كثرة الأوامر و التعنيف بل أحياناً من خلال البرمجة المستقبلية،بأن الفتاة لن توفق في زواجها،أو أن الطالب سيرسب في الامتحان،فهذه برمجة سلبية لا يحسن بنا أن نبرمج عليها أولادنا.
    و تابع فضيلته : أن التربية لا يمكن أن تكون بمجرد النية الطيبة،حيث يقولون أحياناً " الطريق إلى الجحيم مفروش بنوايا طيبة في بعض الأحيان "،فالمقصود جحيم الدنيا،لأن جحيم الآخرة هو إلى ربنا سبحانه،لكن هذا لا يمنع أن كثيرًا من الأعمال السيئة كانت نواياها طيبة،لافتًا إلى أن مجرد النية الطيبة و الرغبة الصادقة في صلاح الأبناء و البنات لا تكفي حتى يكون عندنا فهم كيف نقوم بتربيتهم بشكل صحيح ؟
    ........
    الملحق.
    و تعقيبًا على مداخلة،تقول : إن الملحق كان له تراث و تاريخ،فالأولاد كانوا يهربون إليه، قال الشيخ سلمان : إن الملحق فيه معنى إيجابي،و هو أن الشاب بدلا من أن يذهب خارج المنزل يأتي هو و يأتي أصدقاؤه معه،مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في أنه إذا لم يكن في البيت رجل،فإنه قد يكون الأب متوفى أو مسافراً أو منفصلاً أو سجيناً أو مشغولاً و كما يقول شوقي :
    إِنَّ اليَتيمَ هُوَ الَّذي تَلقى لَهُ *** أُمّاً تَخَلَّت أَو أَباً مَشغولا.
    و بالتالي قد يكون هناك معاناة و أخطاء كبيرة يتم ارتكابها في هذه الملاحق.
    و فيما يتعلق بالترابط داخل الأسرة،قال الشيخ سلمان : إن الترابط الأسري أصبح مشكلة كبيرة، مشيرًا إلى أن الشباب اليوم أصبحوا غالبا خارج المنزل،موضحا : إنني على المستوى الشخصي لا أعاني من مشكلة وجود أولادي خارج المنزل،فهم لا يذهبون أبداً خارج المنزل إلا إذا ذهبوا إلى الصلاة أو شيء برفقتي،لافتًا إلى أن المعاناة قد تكون في أن الأولاد داخل المنزل و لكن في أجواء أخرى قد يكون كل واحد منهم في غرفة،فالبنت في غرفة عندها إنترنت تقوم بمحادثات على الانترنت، مشيرًا إلى أن البعض قد يقعون في علاقات زواج عبر الإنترنت غير أنه كثيرا ما تنقصه الكفاءة.
    ........
    فرصة رمضانية.
    و تعقيبًا على مداخلة،تقول : إن الملحق استبدل تقريباً بنظام الاستراحات و أصبحت عين الأب بعيدة عن عين ابنه أو بناته،قال الشيخ سلمان: إن رمضان يمكن أن يكون فرصة للترابط لأن الأبناء و البنات و الأسرة يلتقون عند الفطور و السحور.
    و أضاف فضيلته : أن هناك فرصة رمضانية لتوظيف هذا الشهر الكريم في مزيد من الترابط و التلاحم و مزيد من زرع العادات الحسنة عند الأولاد في ذكر الله -سبحانه و تعالى- و الصيام و الاحتساب و الأجر،و المعاني الجيدة و الجميلة التي يتلقاها الأحفاد من الآباء.
    ........
    معيار الكفاءة.
    و ردًّا على سؤال،يقول : ألم يحن الوقت أن تحدد البنت معيار الكفاءة بالنسبة لها و بالنسبة لمن تريد أن ترتبط به،قال الشيخ سلمان: إن الكفاءة لاشك أن الأصل فيها هو كفاءة الدين و الأخلاق ،و النبي -صلى الله عليه و سلم- قال « فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ »،و كذلك البنت يقال لها: أن تظفر بصاحب الدين الذي إن أحبها أكرمها و إن لم يحبها لم يهنها،فلاشك أن العبرة بالعمل، موضحا أن الكفاءة في حقيقتها ليست فقط بالدين،و المحافظة على الفروض،فهذا جزء من الدين، لكن أيضاً المال الحلال،و الطيب،و الصحبة،و البر،فهذه من المعاني الإيجابية المطلوبة.
    و أضاف فضيلته : أن هذا هو الأساس،و أما أشياء أخرى مثل : اللون،فإنها لا تؤثر في قيمة الإنسان لأنها أشياء خُلق الإنسان بها و وجد الإنسان بها،و على سبيل المثال،ففي يوم كان هناك شخص يطير بالونات في الفضاء،منها: بيض و زرق و حمر فكان طفل صغير واقف عنده،فكان هناك طفل أسمر، يقول بروح منكسرة : يا عمي لو أنك طيرت بالونة سوداء فهل ستطير ؟ فقال له: نعم ستطير،يا ابني : إن البالونة لا تطير بلونها و لكن تطير بما في داخلها،و هكذا نقول الإنسان لا يرتقي و يسمو بمجرد اللون أو العرق،و إنما بروحه و أخلاقه و دينه.

    كُن اِبنَ مَن شِئتَ و اِكتَسِب أَدَباً *** يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ
    إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا *** لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي
    فالقصة هنا أبو لهب في النار مثلما يقول الشيخ عائض :
    أبو لهب في النار و هو ابن هاشم *** و سلمان في الفردوس من خراسان
    فلا تحسب الأنساب تنجيك من لظى *** و لو كنت من قيس و عبد مدان

    ........
    توافق اجتماعي.
    و أردف الدكتور العودة: أن مسألة الكفاءة فيها كلام للفقهاء المتقدمين و آخر للمتأخرين،و لكنني أعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك توافق اجتماعي و أسري و مراعاة للظروف و المتغيرات، و أن يكون هناك قدوة حسنة في مثل هذه الأمور،فبدلاً من الكلام و الجدل الكثير،فهناك مألوفات اجتماعية قد يكون تغييرها صعباً.
    و تابع فضيلته أنه قد لا يحصل التوافق ما بين الآباء و الأولياء و ما بين الأبناء،مشيرًا إلى أنني من تجربتي الشخصية أصبحت أقول للشباب و البنات الذين ربما يقع شيء من العلاقة بينهم ثم يفكرون و يجدون أن هناك عقبات اجتماعية أن عليهم أن يدرسوا الأمر جيداً و يدرسوا كل حالة على انفراد.
    ..........
    بر الوالدين.
    و ردًّا على سؤال من مشارك،يقول: كيف نتعامل مع الوالدين ؟،قال الشيخ سلمان: إذا كان الله -سبحانه و تعالى- ذكر أن التعامل مع الوالد المشرك يكون بالمصاحبة بالمعروف،يقول تعالى (فَلا تُطِعْهُمَا وَ صَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)(لقمان: من الآية15) فكيف بغيرهما ؟،مشيرًا إلى أن معاملة الوالدين يجب أن تكون معاملة بالبر و المعروف و الإقساط،فلا يدخل الجنة عاق لوالديه و لا يدخل الجنة قاطع رحم،كما أن البر سلف فما تفعله لوالديك ربما يفعله معك أولادك فالبر يتوارث.
    و أضاف فضيلته : و لذلك ينبغي أن نتعامل مع والدينا بالتبجيل و التقدير و الإجلال و الكلمة الطيبة و احترامهم،مشيرًا إلى أن هذا تتفاوت مستوياته،و كذلك الآباء فـ " رحم الله والداً أعان ولده على بره "،فحينما يكون الأب صلفاً أو صلباً أو عصبياً أو عدوانياً أو عنده حالات من الانحراف مثل إدمان المخدرات أو غيرها ربما لا يستطيع الولد أو يطيق أن يعامله بنفس الطريقة،و لكن أيضا يظل حق الأب قائماً حتى في مثل هذه الظروف.
    ..........
    الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ.
    و ردًّا على سؤال من مشارك،يقول : ماذا نفهم من قوله تعالى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) (النساء: من الآية34)،قال الشيخ سلمان: إن هذه كأن معناها أن الزوج يكون قائمًا على زوجته ،فالرجل هو مدير مؤسسة الزوجية،كما أنه مدير هذه العائلة،و ليس كل رجل فهو قوّام على امرأة،فالأخ ليس قائما على أخته،و لكن القائم عليها هو أبوهما،فمن الخطأ أن يربى الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عشر سنوات على توجيه أخته التي تبلغ عشرين سنة و ربما يأمرها و ينهاها و يُقدّم عليها و يوبخها.
    و أضاف فضيلته : أن المقصود من قوله تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)،أي أن الزوج قائم على زوجته؛و لهذا قال : (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَ بِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )(النساء: من الآية 34) فهنا نوع من المسئولية مقابل المال الذي دفعه،موضحا أن القوامة ليس مصادرة المرأة ،فلا قوامة له على عقلها أو فكرها أو تدينها أو أخلاقها،و إنما القوامة في الحياة الزوجية، و في المسئوليات المشتركة،و في الأمور التي تحتاج إلى قرار حاسمم لكي لا تذهب هي في وادٍ و هو في وادٍ آخر.
    .........
    و عسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً.
    و تعقيبًا على مداخلة،تقول : إنه قد تكون هناك عيب في الزوج أو الزوجة يزهِّد الآخر فيه،قال الشيخ سلمان: إن النبي -صلى الله عليه و سلم- يقول : « لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ »،فربما تنظر في هذه المرأة كما قال ربنا سبحانه (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)(النساء: من الآية19)،فقد تكره المرأة و يكون مكتوبًا لك أن تنجب منها ولدًا وليًا من أولياء الله،أو أن يكون هذا الولد نابغة من نوابغ الدنيا أو تاجراً من التاجر ينفع الله تبارك و تعالى به،أو يكون قرانك بها سبباً في صحتك أو عافيتك أو سببا في طول عمرك.
    و أضاف فضيلته : نحن نتحدث عن المرأة على أساس أنها عتبة،مشيرًا إلى أن البعض يظن أن ذلك معناه أنها موطوءة مهانة،و هذا ظن خاطئ،فالعتبة تدل على الملازمة،فلكل باب عتبة،كما أن الشيء الثابت الذي لا يتغير هو العتبة،و أنها هي الواجهة الأولى،و أن المرأة هي البوابة الأولى للأسرة و البوابة الأولى للمنزل.
    ..........
    المرأة..و الوجه الإيجابي.
    و ضرب الدكتور العودة،مثالا لذلك،قائلاً: إن شخصًا جلس ذات مرة يكتب على المكتب،قال هذه السنة بالنسبة لي سنة سيئة،فلقد جلست ثلاثة أشهر في المستشفى بسبب عملية المرارة،و تقاعدت من عملي،و خسرت عملي،و ولدي تأخر في الدراسة،ما نجح هذا العام بسبب حادث ألمّ به و هو في كلية الطب،إنها سنة سيئة.
    فأخذت زوجته هذه الورقة و ذهبت و كتبت هذا عام جيد و ممتاز بالنسبة لك أنه العام الذي نجوت فيه من آلام المرارة التي ظللت تعاني فيها من ثلاثين سنة،إنه العام الذي نجا فيه ولدك من حادث محقق كاد أن يذهب بحياته،إنه العام الذي بلغت فيه الستين من عمرك و أنت تتمتع بالصحة و العافية و تقاعدت لتقوم بإعداد كتاب تعاقدت فيه مع شركة أو دار نشر تقوم بطباعته !،و بالتالي فإن المرأة قد تساعد زوجها على قراءة الوجه الإيجابي للأشياء.
    ........
    طريق صلة.
    و تعقيبًا على مداخلة من مشارك،قدم فيها نموذجًا لمساعدة و توصيل ذوي الاحتياجات الخاصة،قال الشيخ سلمان: إنه نموذج يسمي طريق صلة،فهو استجابة للكلام و المناشدة و التقرير الذي عرضناه أمس،مشيرًا إلى أن الأخ سامي الغامدي عنده مشروع جميل و هو عبارة إلى عمل مؤسساتي يبدأ في الرياض و ينتقل إلى الشرقية و الشمالية و الغربية و الحجاز و جميع أنحاء المملكة.
    و أضاف فضيلته : نحن ندعو إلى أن يكون هذا النمط موجوداً في كل بلد إسلامي،و أن يكون هناك محاولة للتسهيل على ذوي الاحتياجات الخاصة و تحويل هذه الأعمال إلى أعمال مؤسسية.



    عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة نوفمبر 23, 2012 10:37 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    التفاهم  و  التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول التفاهم و التكافؤ أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية..د.سلمان العودة.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت ديسمبر 11, 2010 1:11 pm

    أحلام..و خيالات.
    و تعقيبًا على مداخلة من مشارك،ينتقد مطالبة الرجل للمرأة أن تتغير بشكل مبالغ فيه و كذلك المرأة تطالب الرجل أن يتغير بشكل مبالغ،قال الشيخ سلمان: إن هذا من آثار الإعلام السيئة، فالإنسان صار يعيش أحلامًا و خيالات،فالشاب الذي يتخيل أنه يريد أن يحظى بزوجة مثل عارضات الأزياء أو مثل فتيات الإعلان و الدعاية أو مثل المغنيات أو الراقصات أو الصورة التي قد يشاهدها في الشاشة،فهو يحلم؛و ذلك لأن هذه صور نمطية انتقيت انتقاءً للشاشة و يتم التخلي عنها فوراً و استبدالها بغيرها و يتم اختيارها من خلال جولة على العالم كله.
    و أضاف فضيلته : لو كتب لك أن تتزوج واحدة من هؤلاء ربما ستجد قبائح لم يبرزها الإعلام،فسوف تجد الرائحة المنتنة،أو بخر الفم،و قد تطلع على الجسم المترهل،و الغباء و السطحية،و ربما بعد تعامل يتحقق لديك أن هذه المرأة لم تعد تنظر إليك حبيباً و لا زوجاً و إنما تنظر فقط إلى محفظتك و مالك،لافتًا إلى أن الأمر ليس شكلا أو مظهرا فقط لا عند الفتاة و لا عند الفتى،و إنما العبرة بالمعاشرة،و القناعة و الرضا و الروح و القيم و الأخلاق و الحياة و الشراكة،فتشاركنا في بيت و أولاد و ذكريات جميلة و تعايشنا على بر و على تقوى.
    .........
    رقابة مفرطة.
    و تعقيبًا على مداخلة من مشارك،يقول : لا للرقابة المفرطة،قال الشيخ سلمان: هذا صحيح،و أرجو ألا يُفهم لا من كلامنا و لا من الصورة النمطية أن التربية هي عبارة عن رقابة،فهذا الذي قلته أن شدة الرقابة و اتكاء الأبناء على آبائهم هي قضاء عليهم،و لكن ينبغي أن يكون هناك قدر من منح الثقة لهم مع قدر من الرقابة المعتدلة التي لا يحسون بها.
    .........
    الأسرة..بوابة التغيير.
    و تعقيبًا على مداخلة،تقول : إنني عندما أعرّف الأسرة أنها هي أكبر و أفضل نموذج للتغيير فإن هذا يعني أن الحياة كلها ممكن تتغير من بوابة الأسرة،قال الشيخ سلمان: نعم،الحياة تتغير،فهناك تغيير ضروري و حتمي يقع بغير اختيارنا،كما أن هناك تغييرًا يقع باختيارنا و نمارسه نحن بوعي و إدراك و هذا هو الذي ندعو إليه،مشيرًا إلى أن صدقة المعروف تقي مصارع السوء،حيث يجب أن يكون للأسرة صندوق للتبرع.
    ........
    إلهي سألتُك خذني إليك.
    و في ختام الحلقة قال الشيخ سلمان: إن ابنته آسيا أرسلت لي قصيدة أبيات قليلة،تقول فيها :

    إلهي سألتُك خذني إليك
    فإن حياتي ضاقت عليّ
    و لو طال يارب فيها بقائي
    سأُصبح يا رب كالآخرين
    سأصبح وحشاً يحب الدماء..
    و يغمِدُ خنجرهُ في الظهور
    ليحظى بِأُمنيةٍ سافلة..
    إلهي..
    عرفتك فوق الظنون
    و أعظمُ مما يخال البشر
    و أسمى و أسمى..
    عرفتُكَ ربي فخُذني إليك.

    ....
    الإسلام اليوم.
    أ.ح


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:50 pm