الإعلام البديل
.......
تعاني المكسيك كغيرها من دول العالم الكثير من المشاكل و الازمات الداخلية بسبب تفشي ظاهرة الفساد،التي اسهمت و بشكل فاعل بتردي الوضع الامني و الاقتصادي في البلاد و ساعدت بأتساع الاعمال الاجرامية التي تديرها بعض المنظمات و العصابات الارهابية الخطرة،حيث لا تزال منظمات تجارة المخدرات في المكسيك و التي تأسست قبل عدة عقود من اخطر و اقوى المنظمات الاجرامية في العالم،فهي و بحسب بعض المتخصصين مافيا منظمة متخصصة بتجارة المخدرات و الاغتيالات الابتزاز و الخطف و غيرها من أنشطة الجريمة المنظمة،و بحسب بعض التقارير تُعتبر المكسيك أحد أكبر موردي الهيروين إلى السوق الأميركية،و أكبر مصدر أجنبي للماريغوانا،حيث تهيمن عصابات المخدرات المكسيكية حاليا على سوق الجملة المحظورة باستئثارها بنحو 90% من حجم المخدرات التي تتسرب إلى داخل الولايات المتحدة.و تتراوح الإيرادات الكلية لمبيعات المخدرات المحظورة ما بين 13.6 مليار دولار و49.4 مليارا.
......
في السياق ذاته ظهر مراسلو حرب من نوع آخر في المناطق المكسيكية التي تتعرض لعنف تجار المخدرات،فهم مدونون و مغردون يتحدون قانون الصمت الذي فرضته الجريمة المنظمة على الصحافة،حتى لو عرض ذلك حياتهم للخطر.
و يواجه هؤلاء المراسلون في مواقع التواصل الاجتماعي عصابات الجريمة المنظمة في بلادهم،فيروون أخبار جرائم القتل و إطلاق النار و تصفيات الحسابات،و هي أخبار انكفأت الصحف المحلية عن تغطيتها خوفاً من الانتقام،و المخاطر المحدقة بهم كالخطف و الحواجز المنصوبة على الطرق،و غيرها من الأعمال التي تكثر في المناطق ذات النشاط الواسع لعصابات المخدرات.
و يمكن لمن يتتبع مواقع التواصل في المكسيك أن يعثر على عبارات مثل إطلاق نار في حي لازارو كاديناس...تجنبوا التوجه إلى هذا المكان في إشارة إلى أحد أحياء مدينة مونتيري الشمالية التي تهزها منذ سنوات حرب ضروس بين عصابتين متنافستين على السيطرة على تجارة المخدرات في المنطقة،و هما كارتيل غولف و كارتيل زيتاس.
و هذا النوع من الإعلام البديل بدأ ينتشر بقوة في المكسيك و مناطق أخرى من العالم،إذ إن فريقاً من المتخصصين في مجموعة مايكروسوفت نشروا في الآونة الأخيرة دراسة بعنوان: المراسلون الحربيون الجدد: صعود نجم المشرفين على مواقع التواصل الاجتماعي في الحروب.
و عمل هذا الفريق،بإشراف المكسيكي اندريس مونروف هرنانديز،على مراقبة الناشطين الإلكترونيين و المغردين في مدينة مونتيري و مدن أخرى في الشمال و الشرق تشهد اضطرابات على خلفية النزاعات بين عصابات المخدرات.
و لدى تحليل الرسائل الإخبارية و التحذيرية التي يطلقها أولئك الناشطون،تبين أن أكثر الكلمات استخداماً هي دوي و إطلاق نار و اشتباك.
و كان اليوم الأكثر نشاطاً لدى الناشطين و المغردين على «تويتر» هو الخامس و العشرين من آب (أغسطس) 2011،ففي هذا اليوم اضرم أفراد من عصابة زيتاس النار في كازينو موقعين 52 قتيلاً في مونتيري،و تناقل الناشطون و مستخدمو الإنترنت الصور و المعلومات عن هذا الحادث،و سجلت سبعة آلاف عملية تشارك شير للصور و المعلومات.
و أحصى فريق الباحثين سبعة أو ستة مشرفين على حسابات يتابعها آلاف المستخدمين،و هي تعد مصادر أخبار حول حرب المخدرات.
و يمضي هؤلاء الناشطون وقتاً طويلاً أمام شاشة الكومبيوتر قد تصل إلى 15 ساعة يومياً،لجمع المعلومات عن أعمال العنف و إعادة نشرها.
و تقول إحدى الناشطات في هذا المجال طالبة عدم الكشف عن اسمها: أشعر و كأنني مراسلة حربية على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الحرب التي نعيشها.
و يحظى هؤلاء الناشطون بمتابعة واسعة في هذه المدن،لكنهم يخفون هوياتهم حتى لا يقعوا في دائرة استهداف عصابات الجريمة المنظمة.
و أسفرت أعمال العنف المتصلة بالجريمة المنظمة في المكسيك عن مقتل 70 ألف شخص خلال ولاية الرئيس السابق فيليب كالديرون،و لم تخف حدتها مع تولي الرئيس الجديد انريكي بينا نيتو.
و تعد المسكيك واحدة من أخطر الدول في العالم على عمل الصحافيين،إذ قتل 86 صحافياً فيها منذ العام 2000،و فقد أثر 18 آخرين،بحسب اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
و نتيجة لكل ذلك،فرض الخوف نفسه على الناس و خصوصاً في ظل غياب الإجراءات الحاسمة من طرف الدولة لحماية الصحافيين و وحشية تجار المخدرات و عصابات الجريمة المنظمة في إسكات الأصوات المعترضة.
و إلى ذلك،بات الناشطون على الإنترنت الذين يعملون على فضح العصابات هم أيضاً في دائرة الخطر.
في وقت سابق وجدت سيدة في الـ39 من عمرها،و هي أم لطفلين،مقطوعة الرأس في نويفو لاريدو المحاذية للحدود مع الولايات المتحدة.
و إلى جانب جثتها عثر على رسالة توضح أن نشاطها على الإنترنت حول الجريمة المنظمة هو الذي أودى بحياتها.و قبل ذلك بيومين،وجد رجل و امرأة مشنوقين على جسر للسبب نفسه.
و كتبت لوسي و هي مديرة موقع ناكرو الذي يتابعه المكسيكيون كل يوم لمعرفة أخبار حرب المخدرات تم إعدام اثنين ممن يزودوننا بأخبار يومية،و سافرت لوسي نفسها إلى إسبانيا بعد مقتل صديقها الذي كان يهتم بالأمور التقنية للموقع.
و تنقل لوسي أخباراً و صوراً مصدرها صحافيون و رجال شرطة و عسكريون و سائقو سيارات أجرة و ربات منازل و حتى من تجار مخدرات قد يزودونها بصور و مقاطع مصورة.بحسب فرانس برس.
و على رغم الاحتياطات التي يتخذها الناشطون على الإنترنت،يؤكد خبير أمني أن المنظمات الإجرامية لديها وسائلها لتعقب هؤلاء الناشطين و مراقبة اتصالاتهم.
و أحد هؤلاء الناشطين يدير صفحة على موقع فيسبوك اسمها فالور بور تاموليباس (الشجاعة لسكان تاموليباس) تهدف لتحذير سكان تاموليباس في شمال البلاد من عصابات الجريمة المنظمة.
و أصبحت هذه الصفحة مزعجة للعصابات لدرجة أنها رصدت مبلغ 46 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تكشف شخصية مديرها...لكن هذا الناشط ما زال يواجه عصابات المخدرات متخفياً.
.......
الجريمة في المكسيك...مافيا مرعبة تجمع بين المخدرات و غسيل المال.
شبكة النبأ المعلوماتية-الأحد 28/تموز/2013
.......
تعاني المكسيك كغيرها من دول العالم الكثير من المشاكل و الازمات الداخلية بسبب تفشي ظاهرة الفساد،التي اسهمت و بشكل فاعل بتردي الوضع الامني و الاقتصادي في البلاد و ساعدت بأتساع الاعمال الاجرامية التي تديرها بعض المنظمات و العصابات الارهابية الخطرة،حيث لا تزال منظمات تجارة المخدرات في المكسيك و التي تأسست قبل عدة عقود من اخطر و اقوى المنظمات الاجرامية في العالم،فهي و بحسب بعض المتخصصين مافيا منظمة متخصصة بتجارة المخدرات و الاغتيالات الابتزاز و الخطف و غيرها من أنشطة الجريمة المنظمة،و بحسب بعض التقارير تُعتبر المكسيك أحد أكبر موردي الهيروين إلى السوق الأميركية،و أكبر مصدر أجنبي للماريغوانا،حيث تهيمن عصابات المخدرات المكسيكية حاليا على سوق الجملة المحظورة باستئثارها بنحو 90% من حجم المخدرات التي تتسرب إلى داخل الولايات المتحدة.و تتراوح الإيرادات الكلية لمبيعات المخدرات المحظورة ما بين 13.6 مليار دولار و49.4 مليارا.
......
في السياق ذاته ظهر مراسلو حرب من نوع آخر في المناطق المكسيكية التي تتعرض لعنف تجار المخدرات،فهم مدونون و مغردون يتحدون قانون الصمت الذي فرضته الجريمة المنظمة على الصحافة،حتى لو عرض ذلك حياتهم للخطر.
و يواجه هؤلاء المراسلون في مواقع التواصل الاجتماعي عصابات الجريمة المنظمة في بلادهم،فيروون أخبار جرائم القتل و إطلاق النار و تصفيات الحسابات،و هي أخبار انكفأت الصحف المحلية عن تغطيتها خوفاً من الانتقام،و المخاطر المحدقة بهم كالخطف و الحواجز المنصوبة على الطرق،و غيرها من الأعمال التي تكثر في المناطق ذات النشاط الواسع لعصابات المخدرات.
و يمكن لمن يتتبع مواقع التواصل في المكسيك أن يعثر على عبارات مثل إطلاق نار في حي لازارو كاديناس...تجنبوا التوجه إلى هذا المكان في إشارة إلى أحد أحياء مدينة مونتيري الشمالية التي تهزها منذ سنوات حرب ضروس بين عصابتين متنافستين على السيطرة على تجارة المخدرات في المنطقة،و هما كارتيل غولف و كارتيل زيتاس.
و هذا النوع من الإعلام البديل بدأ ينتشر بقوة في المكسيك و مناطق أخرى من العالم،إذ إن فريقاً من المتخصصين في مجموعة مايكروسوفت نشروا في الآونة الأخيرة دراسة بعنوان: المراسلون الحربيون الجدد: صعود نجم المشرفين على مواقع التواصل الاجتماعي في الحروب.
و عمل هذا الفريق،بإشراف المكسيكي اندريس مونروف هرنانديز،على مراقبة الناشطين الإلكترونيين و المغردين في مدينة مونتيري و مدن أخرى في الشمال و الشرق تشهد اضطرابات على خلفية النزاعات بين عصابات المخدرات.
و لدى تحليل الرسائل الإخبارية و التحذيرية التي يطلقها أولئك الناشطون،تبين أن أكثر الكلمات استخداماً هي دوي و إطلاق نار و اشتباك.
و كان اليوم الأكثر نشاطاً لدى الناشطين و المغردين على «تويتر» هو الخامس و العشرين من آب (أغسطس) 2011،ففي هذا اليوم اضرم أفراد من عصابة زيتاس النار في كازينو موقعين 52 قتيلاً في مونتيري،و تناقل الناشطون و مستخدمو الإنترنت الصور و المعلومات عن هذا الحادث،و سجلت سبعة آلاف عملية تشارك شير للصور و المعلومات.
و أحصى فريق الباحثين سبعة أو ستة مشرفين على حسابات يتابعها آلاف المستخدمين،و هي تعد مصادر أخبار حول حرب المخدرات.
و يمضي هؤلاء الناشطون وقتاً طويلاً أمام شاشة الكومبيوتر قد تصل إلى 15 ساعة يومياً،لجمع المعلومات عن أعمال العنف و إعادة نشرها.
و تقول إحدى الناشطات في هذا المجال طالبة عدم الكشف عن اسمها: أشعر و كأنني مراسلة حربية على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الحرب التي نعيشها.
و يحظى هؤلاء الناشطون بمتابعة واسعة في هذه المدن،لكنهم يخفون هوياتهم حتى لا يقعوا في دائرة استهداف عصابات الجريمة المنظمة.
و أسفرت أعمال العنف المتصلة بالجريمة المنظمة في المكسيك عن مقتل 70 ألف شخص خلال ولاية الرئيس السابق فيليب كالديرون،و لم تخف حدتها مع تولي الرئيس الجديد انريكي بينا نيتو.
و تعد المسكيك واحدة من أخطر الدول في العالم على عمل الصحافيين،إذ قتل 86 صحافياً فيها منذ العام 2000،و فقد أثر 18 آخرين،بحسب اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
و نتيجة لكل ذلك،فرض الخوف نفسه على الناس و خصوصاً في ظل غياب الإجراءات الحاسمة من طرف الدولة لحماية الصحافيين و وحشية تجار المخدرات و عصابات الجريمة المنظمة في إسكات الأصوات المعترضة.
و إلى ذلك،بات الناشطون على الإنترنت الذين يعملون على فضح العصابات هم أيضاً في دائرة الخطر.
في وقت سابق وجدت سيدة في الـ39 من عمرها،و هي أم لطفلين،مقطوعة الرأس في نويفو لاريدو المحاذية للحدود مع الولايات المتحدة.
و إلى جانب جثتها عثر على رسالة توضح أن نشاطها على الإنترنت حول الجريمة المنظمة هو الذي أودى بحياتها.و قبل ذلك بيومين،وجد رجل و امرأة مشنوقين على جسر للسبب نفسه.
و كتبت لوسي و هي مديرة موقع ناكرو الذي يتابعه المكسيكيون كل يوم لمعرفة أخبار حرب المخدرات تم إعدام اثنين ممن يزودوننا بأخبار يومية،و سافرت لوسي نفسها إلى إسبانيا بعد مقتل صديقها الذي كان يهتم بالأمور التقنية للموقع.
و تنقل لوسي أخباراً و صوراً مصدرها صحافيون و رجال شرطة و عسكريون و سائقو سيارات أجرة و ربات منازل و حتى من تجار مخدرات قد يزودونها بصور و مقاطع مصورة.بحسب فرانس برس.
و على رغم الاحتياطات التي يتخذها الناشطون على الإنترنت،يؤكد خبير أمني أن المنظمات الإجرامية لديها وسائلها لتعقب هؤلاء الناشطين و مراقبة اتصالاتهم.
و أحد هؤلاء الناشطين يدير صفحة على موقع فيسبوك اسمها فالور بور تاموليباس (الشجاعة لسكان تاموليباس) تهدف لتحذير سكان تاموليباس في شمال البلاد من عصابات الجريمة المنظمة.
و أصبحت هذه الصفحة مزعجة للعصابات لدرجة أنها رصدت مبلغ 46 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تكشف شخصية مديرها...لكن هذا الناشط ما زال يواجه عصابات المخدرات متخفياً.
.......
الجريمة في المكسيك...مافيا مرعبة تجمع بين المخدرات و غسيل المال.
شبكة النبأ المعلوماتية-الأحد 28/تموز/2013