الشباب الجزائري: حلم باتجاه اوربا و انتكاس في لهيب الارهاب
........
هكذا تتأرجح المصائر ربما يقودها سوء الحظ وربما هو جهل الانسان وتخليه الطوعي عن رسالته التي خلقه الله من اجلها وربما ثالثا انه ضحية المنظّرين المزيفين الذين شوّهوا الدين والدنيا.
الشباب الجزائري بين قوتين طاغيتين اما الصبر على الكفاف والحرمان والسعي الحثيث من اجل فرصة عمل في اوربا او الاستسلام للطاعون الاكبر المتمثل بالقوى الارهابية، وهو لذلك لم يعد يعبأ بما تؤول اليه السياسة وما تمثله الانتخابات.
ففي أحدى الامسيات عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في الجزائر في الاونة الاخيرة اكتظت شوارع العاصمة الضيقة بسيارات تطلق ابواقها بينما يطل الشبان من نوافذها وفتحات السقف والحقائب الخلفية المفتوحة ملوحين بعلم البلاد.
ولم يكن هذا احتفالا بثالث انتخابات تعددية في تاريخ البلاد والتي وصفتها الحكومة بانها خطوة مهمة نحو الديمقراطية بعد 15 عاما من الصراع.
وكان الشبان الذين لم يدل معظمهم بصوته في الانتخابات في ذلك اليوم يحتفلون بفوز فريق وفاق سطيف الجزائري ببطولة ابطال العرب لكرة القدم متغلبا على فريق الفيصلي الاردني في الدور النهائي. بحسب رويترز.
وممارسة رياضة كرة القدم ومتابعتها وسيلة يهرب بها الشبان من ظروف الحياة الصعبة وضعف الامل في المستقبل وهو تحد ينبغي على الحكومة التعامل معه على الفور في بلد يقل عمر 70 في المئة من مواطنيه البالغ تعدادهم 33 مليون نسمة عن 30 عاما.
ويقول محمد (29 عاما) وهو يراقب الاطفال يعدون في موقف للسيارات تحول لملعب لكرة قدم تحيط به مبان متهالكة "ألعب هنا كل يوم جمعة...فهو يساعد على رفع المعنويات ونسيان العمل والمشاكل."
وفي وقت متأخر من بعد الظهر حين تهدأ درجة الحرارة الحارقة تمتليء كل قطعة ارض خالية وملائمة في العاصمة بصبية يركلون الكرة.
وفي حي (كليما دي فرانس) حيث يقطن محمد ورغم انها ليس من أفقر أحياء العاصمة التي يقطنها 3.5 مليون نسمة تعيش أسر كبيرة في مساكن صغيرة تطل من شرفاتها اطباق الاقمار الصناعية وملابس وأبسطة معلقة كي تجف.
واقترع واحد من كل ثلاثة جزائريين في الانتخابات، وهو مستوى إقبال متدن الى درجة كبيرة، وألقى معلقون بالمسؤولية بوضوح على عاتق البرلمان قائلين انه فقد فعاليته واهميته في التعامل مع معاناة المواطنين.
وتابعوا ان الحكومة في حاجة ماسة للتواصل مع الجماهير من جديد، وتعترض عقبتان كبيرتان تمتع الشبان بحياة رغدة في الجزائر هما صعوبة العثور على وظيفة وسكن.
ويجلس بركات (26 سنة) فوق شاحنة خاوية ويقول انه ليس لديه أمل يذكر في العمل كحارس أمن "ينبغي ان يكون لديك معارف حتى تجد شيئا". وحين سئل اذا كان اقترع في الانتخابات ضحك قائلا "لا اعتقد انها ستغير شيئا."
لكنه استفاد منها لانه كان واحدا من عدد كبير من العاملين في مراكز الاقتراع مقابل ألفي دينار (28 دولارا) في يوم عمل واحد متخلين عن واجبهم الانتخابي.
ويقول شاب (26 عاما) يجلس مع صديقته في متنزه على الشاطئ " الكل في الجزائر يعيش مع والديه. حتى وان كان عمرهم 40 أو 50 يعيشون مع والديهم."
ورغم ان الشاب يعمل في السوق السوداء بينما تدرس صديقته فانه لا يرى الا طريق الفرار الى فرنسا.. السفر لفرنسا.. ويضيف "رفضوا منحي تأشيرة الدخول قبل خمسة ايام .. انها المرة الثالثة أو الرابعة."
وتابع "اريد ان ابني مستقبلي.. اريد مثلا ان اتزوجها.. ولكن اذا بقيت في الجزائر فلن يمكنني ان أفعل شيئا.. لا توجد مساكن أو عمل لا يوجد شيء."
ويقول يحيي قيدوم وزير الشباب والرياضة الجزائري ان المشاكل الرئيسية للشباب لا تختلف عنها في جميع انحاء العالم وهي الحاجة لمستقبل امن ولكنه اعترف بأن الاضطرابات التي استمرت عقدا من الزمان كان لها تأثيرها.
واضاف ان الشبان يعيشون سنا اكبر من سنهم بعدما ضاعت طفولتهم، وذكر ان هناك انفصال بين البالغين والشبان لانهم لايفهمونهم ولكنه تابع ان الكبار يستمعون للشبان الان.
ويتذكر الجميع ماعدا الاطفال الاصغر سنًًّاً الحرب الاهلية الدموية التي اندلعت في التسعينات عقب الغاء انتخابات عام 1992 مما قاد لمذابح في الريف واغتيالات وحرب عصابات بين جميع اطراف الصراع اسفرت عن سقوط 200 ألف قتيل.
ورغم وقوع ثلاثة تفجيرات انتحارية في ابريل نيسان راح ضحيتها 33 قتيلا فان اعمال العنف تراجعت كثيرا منذ ان طبقت الحكومة برنامج مصالحة ناجحا الى حد كبير يقضي بالعفو عن المتمردين الراغبين في القاء السلاح.
ويقول قيدوم ان المصالحة ستجري ايضا بين البالغين والشبان، وتشمل خطة انفاق قيمتها 140 مليار دولار اعدها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مشروعات من بينها بناء مدارس وتشجيع ممارسة الرياضة.
..........
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29 آيار/2007
........
هكذا تتأرجح المصائر ربما يقودها سوء الحظ وربما هو جهل الانسان وتخليه الطوعي عن رسالته التي خلقه الله من اجلها وربما ثالثا انه ضحية المنظّرين المزيفين الذين شوّهوا الدين والدنيا.
الشباب الجزائري بين قوتين طاغيتين اما الصبر على الكفاف والحرمان والسعي الحثيث من اجل فرصة عمل في اوربا او الاستسلام للطاعون الاكبر المتمثل بالقوى الارهابية، وهو لذلك لم يعد يعبأ بما تؤول اليه السياسة وما تمثله الانتخابات.
ففي أحدى الامسيات عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في الجزائر في الاونة الاخيرة اكتظت شوارع العاصمة الضيقة بسيارات تطلق ابواقها بينما يطل الشبان من نوافذها وفتحات السقف والحقائب الخلفية المفتوحة ملوحين بعلم البلاد.
ولم يكن هذا احتفالا بثالث انتخابات تعددية في تاريخ البلاد والتي وصفتها الحكومة بانها خطوة مهمة نحو الديمقراطية بعد 15 عاما من الصراع.
وكان الشبان الذين لم يدل معظمهم بصوته في الانتخابات في ذلك اليوم يحتفلون بفوز فريق وفاق سطيف الجزائري ببطولة ابطال العرب لكرة القدم متغلبا على فريق الفيصلي الاردني في الدور النهائي. بحسب رويترز.
وممارسة رياضة كرة القدم ومتابعتها وسيلة يهرب بها الشبان من ظروف الحياة الصعبة وضعف الامل في المستقبل وهو تحد ينبغي على الحكومة التعامل معه على الفور في بلد يقل عمر 70 في المئة من مواطنيه البالغ تعدادهم 33 مليون نسمة عن 30 عاما.
ويقول محمد (29 عاما) وهو يراقب الاطفال يعدون في موقف للسيارات تحول لملعب لكرة قدم تحيط به مبان متهالكة "ألعب هنا كل يوم جمعة...فهو يساعد على رفع المعنويات ونسيان العمل والمشاكل."
وفي وقت متأخر من بعد الظهر حين تهدأ درجة الحرارة الحارقة تمتليء كل قطعة ارض خالية وملائمة في العاصمة بصبية يركلون الكرة.
وفي حي (كليما دي فرانس) حيث يقطن محمد ورغم انها ليس من أفقر أحياء العاصمة التي يقطنها 3.5 مليون نسمة تعيش أسر كبيرة في مساكن صغيرة تطل من شرفاتها اطباق الاقمار الصناعية وملابس وأبسطة معلقة كي تجف.
واقترع واحد من كل ثلاثة جزائريين في الانتخابات، وهو مستوى إقبال متدن الى درجة كبيرة، وألقى معلقون بالمسؤولية بوضوح على عاتق البرلمان قائلين انه فقد فعاليته واهميته في التعامل مع معاناة المواطنين.
وتابعوا ان الحكومة في حاجة ماسة للتواصل مع الجماهير من جديد، وتعترض عقبتان كبيرتان تمتع الشبان بحياة رغدة في الجزائر هما صعوبة العثور على وظيفة وسكن.
ويجلس بركات (26 سنة) فوق شاحنة خاوية ويقول انه ليس لديه أمل يذكر في العمل كحارس أمن "ينبغي ان يكون لديك معارف حتى تجد شيئا". وحين سئل اذا كان اقترع في الانتخابات ضحك قائلا "لا اعتقد انها ستغير شيئا."
لكنه استفاد منها لانه كان واحدا من عدد كبير من العاملين في مراكز الاقتراع مقابل ألفي دينار (28 دولارا) في يوم عمل واحد متخلين عن واجبهم الانتخابي.
ويقول شاب (26 عاما) يجلس مع صديقته في متنزه على الشاطئ " الكل في الجزائر يعيش مع والديه. حتى وان كان عمرهم 40 أو 50 يعيشون مع والديهم."
ورغم ان الشاب يعمل في السوق السوداء بينما تدرس صديقته فانه لا يرى الا طريق الفرار الى فرنسا.. السفر لفرنسا.. ويضيف "رفضوا منحي تأشيرة الدخول قبل خمسة ايام .. انها المرة الثالثة أو الرابعة."
وتابع "اريد ان ابني مستقبلي.. اريد مثلا ان اتزوجها.. ولكن اذا بقيت في الجزائر فلن يمكنني ان أفعل شيئا.. لا توجد مساكن أو عمل لا يوجد شيء."
ويقول يحيي قيدوم وزير الشباب والرياضة الجزائري ان المشاكل الرئيسية للشباب لا تختلف عنها في جميع انحاء العالم وهي الحاجة لمستقبل امن ولكنه اعترف بأن الاضطرابات التي استمرت عقدا من الزمان كان لها تأثيرها.
واضاف ان الشبان يعيشون سنا اكبر من سنهم بعدما ضاعت طفولتهم، وذكر ان هناك انفصال بين البالغين والشبان لانهم لايفهمونهم ولكنه تابع ان الكبار يستمعون للشبان الان.
ويتذكر الجميع ماعدا الاطفال الاصغر سنًًّاً الحرب الاهلية الدموية التي اندلعت في التسعينات عقب الغاء انتخابات عام 1992 مما قاد لمذابح في الريف واغتيالات وحرب عصابات بين جميع اطراف الصراع اسفرت عن سقوط 200 ألف قتيل.
ورغم وقوع ثلاثة تفجيرات انتحارية في ابريل نيسان راح ضحيتها 33 قتيلا فان اعمال العنف تراجعت كثيرا منذ ان طبقت الحكومة برنامج مصالحة ناجحا الى حد كبير يقضي بالعفو عن المتمردين الراغبين في القاء السلاح.
ويقول قيدوم ان المصالحة ستجري ايضا بين البالغين والشبان، وتشمل خطة انفاق قيمتها 140 مليار دولار اعدها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مشروعات من بينها بناء مدارس وتشجيع ممارسة الرياضة.
..........
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29 آيار/2007