......................بسم الله الرحمن الرحيم..................
- أتمثله متساميا إلى معالي الحياة ، عربيد الشباب في طلبها ، طاغيا عن القيود العائقة دونها ، جامحا عن الأعنة الكابحة في ميدانها ، متقد العزمات ، تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب ، و شهامة الفؤاد ونشاط الجوارح.
- أتمثله مقداما على العظائم في غير تهور ، محجاما عن الصغائر في غير جبن ، مقدرا موضع الرجل قبل الخطو ، جاعلا أول الفكر آخر العمل .
- أتمثله واسع الوجود ، لا تقف أمامه الحدود ، يرى كل عربي أخا له أخوة الدم ، وكل مسلم أخا له أخوة الدين ، و كل بشر أخا له أخوة الإنسانية ، ثم يعطي لكل أخوة حقها فضلا و عدلا.
- أتمثله حلف عمل لا حليف بطالة ، و حلس معمل لا حلس مقهى
و بطل أعمال ، لا ماضغ أقوال ، و مرتاد حقيقة لا رائد خيال.
- أتمثله مقبلا على العلم والمعرفة والنفع إقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد و الشمع ، مقبلا على الإرتزاق إقبال النمل تجد لتجد ، و تدخر لتفتخر ، ولا تبالي ، ما دامت دائبة ، أن ترجع مرة منجحة ، ومرة خائبة .
أحب منه ما يحب القائل:
أحب الفتى ينفي الفواحش سمعه....كأن به عن كل فاحشة وقرا
و أهوى منه ما يهوى المتنبي :
و أهوى من الفتيان كل سميدع....أريب كصدر السمهري المقوم
خطت تحته العيس الفلاة وخالطت....به الخيل كبات الخميس العرمرم
يا شباب الجزائر هكذا كونوا....أو لا تكونوا...
ضوء على مفردات النص:............................................. .......
مرتاد حقيقة: باحث عنها ، دائبة :مستمرة ، منجحة: ناجحة
وقر: صمم ، سميدع: شجاع ، الفلاة: الصحراء ، العيس: الإبل
عربيد: مدمن الخمر ، إدمان و إلحاح ، كبات:جماعات
الأعنة: جمع عنان و هو لجام الدابة.
حلس: غطاء ظهر الدابة تحت السرج ، وهنا بمعنى الملازمة.
البشير الإبراهيمي علم من أعلام الجزائر، نتمنى أن نكون كما أراد..يا شباب الجزائر...هكذا كونوا أو لا تكونوا.
.................................................. .................
قال الشيخ البشير الإبراهيمي:
" العلم...العلم..أيها الشباب لا يلهيكم عنه سمسار أحزاب ينفخ في ميزاب ، ولا داعية انتخاب في المجامع صخاب ، و لا يفتننكم عنه معلل بسراب ، ولا خاو بجراب ، ولا عاو في خراب ، يأتم بغراب.1 ولا يفتننكم عنه منزو في خنقه ، و لا ملتو في زنقة ، ولا جالس في سباط(الساباط تعني سقيفة تحتها ممر نافذ)على بساط يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط ، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب ، و ساحر كذاب ، إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة ، وانصعتم إلى هؤلاء العواة خسرتم أنفسكم و خسركم وطنكم ، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا ، ولات ساعة ندم ".
1.قال الشاعر: و من يكن الغراب له دليلا...يمر به على جيف الكلاب.