كيف تتعاملين مع بكاء طفلك واضطراب نومه؟
أمومة و طفولة
ان تجد الأُم الجديدة نفسها مع طفل حديث الولادة، فهذه تجربة من أروع التجارب التي تمر بها في حياتها.أمومة و طفولة
لكنّها أيضاً تجربة مربكة، تحتاج إلى قدر من حسن التصرف في التعامل مع هذا الكائن الصغير العاجز عن التعبير عن حاجاته، إلّا بالبكاء، والذي يشكل النوم "نشاطه" الأبرز.
فكيف تتعاملين مع بكاء مولودك الأوّل، وكيف تعالجين اضطرابات نومه؟
لحظة ولادة الطفل، تشعر الأُم بقليل من الإرتباك والخوف من فكرة الإعتناء به.
وقد تقلقها بعض الأمور البسيطة والروتينية، مثل تغيير حفاظه وإلباسه ثيابه، خاصة إذا لم يسبق لها أن اعتنت أو أمضت بعض الوقت مع أطفال آخرين.
ولكن، بعد حصولها على المساعدة اللازمة، بداية من الممرضات في المستشفى، ثمّ من الأهل والصديقات، في ما بعد، تزيد ثقتها بنفسها، وتهدأ مخاوفها تدريجياً.
كما أنّ الطفل نفسه سيقدم لها أهم مساعدة ومعلومة تحتاج إليهما، مثل: كيف يجب أن تعامله وتتحدّث إليه وتحمله.
ومنذ لحظة ضمه إلى صدرها ستثير غريزة الأمومة داخلها، ويدفعها تلقائياً إلى إعتماد الطريقة الصحيحة في تربيته والعناية به.
في ما يلي بعض النصائح التي قد تفيد الأُم في تعاملها مع طفلها يوماً بيوم.
- الإستجابة لبكاء الطفل:
البكاء هو الوسيلة الوحيدة التي يعبر بها الطفل المولود حديثاً عن غاياته المختلفة. فهو يلجأ إلى البكاء عندما يكون جائعاً أو غير مرتاح، وللتعبير عن مشاعره عند تعرضه لمشاهد أو أصوات مزعجة، أو من كل ما يسبب له الضيق.
قد تلاحظ الأُم أنّ الطفل يمر بنوبات متقطعة من البكاء طوال اليوم، حتى لو لم يكن جائعاً أو غير مرتاح أو متعباً، ومهما فعلت لا تستطيع تهدئته. ولكن، بعد موجة البكاء يعود إلى النوم بعمق وكأن شيئاً لم يكن.
على ما يبدو فإن هذا النوع من البكاء يساعد الأطفال الصغار على التخلص من طاقتهم الزائدة.
على الأُم أن تهتم ببكاء الطفل مهما كان سببه. ومع الوقت، ستصبح قادرة على فهم متى يحتاج إلى أن تحمله وتواسيه أو تعتني به، أو تتركه وحده.
وقد تستطيع تحديد ما يحتاج إليه بالضبط، من طريقة بكائه.
مثلاً، عندما يبكي الطفل بطريقة متقطعة، ومرّة بصوت عال ومرّة بصوت منخفض، يكون جائعاً. وعندما يكون غير مرتاح، يبكي بعصبية.
أما عندما يكون موجوعاً أو متضايقاً، فإنّه يبكي بصوت عالٍ، وعندما يريد أن يترك وحده، يبكي بغضب.
لذا، لن يمر وقت طويل قبل أن تستطيع الأُم تكوين فكرة جيِّدة عما يريد الطفل في طريقة بكائه.
أحياناً، تتداخل نوبات عدة من البكاء معاً.
مثلاً، يبكي المولود بسرعة لبكائه، يبكي بغضب وبصوت عالٍ.
ستلاحظ الأُم أن بكاء الطفل يختلف عندما ينضج، إذ يصبح بكاؤه أقوى، وصوته أعلى، وأكثر إلحاحاً. وكذلك تختلف طريقة بكائه عندما يريد أن يعبر عن احتياجاته ورغباته المختلفة.
إنّ أفضل طريقة لمعالجة بكاء الطفل الصغير، هي الإستجابة فوراً لبكائه، خاصة في الأشهر الأولى من عمره.
فالطفل لن يفسد إذا أولته الأُم اهتمامها، أو استجابت لنداء طلب المساعدة.
عند الإستجابة لنداء الطفل، على الأُم أن تحاول تلبية الأمور الملحة بداية. فإذا كان يشعر بالبرد والجوع وكان حفاظه مبللاً مثلاً، عليها أن تدفئه أولاً، ثمّ تغيّر له الحفاظ ثمّ تطعمه.
فإذا كان يبكي ويزعق بصوت عالٍ أو بصوت مذعور، يجب الأخذ بعين الإعتبار أن هناك ما يزعجه، وقد يكون السبب الثياب التي يلبسها، أو شعرة من شعرات الأُم ملتفة حول إصبعه، أو ربما كان يشكو ألماً ما.
فإذا كان دافئاً، أو لم يكن مبللاً أو جائعاً، ولم تستطع الأُم تهدئته ووقفه عن البكاء، يمكن أن تحمله بين يديها وتهزه أو تربت على ظهره، أو تغني له أو تكلمه بصوت هادئ، أو تفرك بطنه بلطف بكف يدها، حتى يرتاح إذا كان لديه غازات؟ أو تحممه بماء دافئ، وهي أفضل وسيلة لمساعدة الطفل على العودة إلى النوم.
أحياناً، إذا لم تنجح محاولات الأُم لجعل الطفل ينام، عليها ببساطة أن تتركه وحده. إذ لا يستطيع معظم الأطفال النوم من دون أن يبكوا.
وقد يعودون إلى النوم بسرعة أكبر إذا تركوا يبكون لفترة من الوقت. ولكن، لا يجب ترك الطفل يبكي لفترة طويلة إذا كان متعباً.
أما إذا لم يتوقف الطفل عن البكاء مهما فعلت الأُم، فهذا يعني أنّه قد يكون مريضاً. عليها التأكّد من حرارته. فإذا كانت في حدود 38 درجة، عليها مراجعة الطبيب فوراً.
وكلّما كانت الأُم مرتاحة، كان من السهل عليها تهدئة الطفل.
حتى الأطفال الصغار يتحسسون من الجو المتوتر، ويعبرون عن مشاعرهم بالبكاء، ومن المؤلم جدّاً سماع صوت بكاء الطفل.
ولكن إذا سمحت الأُم بأن يتحوّل شعورها بالإحباط نتيجة عدم قدرتها على إسكاته، إلى شعور بالغضب، أو الذعر، فمن المؤكد أن يزيد صراخ الطفل وعويله. فإذا بدأت تشعر بأنّها لم تعد قادرة على معالجة الوضع، عليها طلب المساعدة من الفرد من أفراد الأسرة أو من صديقة، لأن مساعدة الآخرين تمنحها الراحة التي تحتاج إليها، وقد يعود الطفل إلى هدوئه عند رؤيته وجهاً جديراً غير وجه أُمّه الغاضب، خاصة إذا كان وجه شخص يحبه الطفل ويألفه.
ومهما كانت الأُم غاضبة ومحبطة، عليها ألا تهز طفلها بعنف أبداً، أبداً، أبداً، لأن ذلك قد يسبب له العمى، أو تلف في الدماغ، أو حتى الموت.
قبل كل شيء، على الأُم ألا تعتبر أنّها سبب بكاء الطفل الصغير.
فهو لا يبكي لأنّها أم سيِّئة أو لأنّه لا يحبها. كل الأطفال يبكون، وغالباً من دون أي سبب واضح. فالأطفال المولودون حديثاً يبكون عادة، ما يعادل بين ساعة وأربع ساعات يومياً.
فالبكاء جزء من التكيف مع الحياة الغريبة الجديدة خارج رحم الأُم.
لا توجد أُم تستطيع تهدئة طفلها كلما بكى، لذا عليها ألا تتوقع أن تكون مختلفة عن بقية الأُمّهات.
يتبع