الرجل بعد الأربعين...بحث عن الشباب.
عدن – سبأنت: ابتهال الصالحي
يمر الرجال بعد سن الاربعين بمرحلة يسميها
علماء النفس "مراهقة متأخرة" ويعتبرها البعض الآخر جهلا سيزول بعد مدة من
الزمن وقد تظل معه، ورغم اختلاف التسميات فإن هذه المرحلة من حياة الإنسان
تعد مرحلة انتقالية بين القوة والضعف ويقف فيها الشخص مع نفسه وذاته ليبدأ
إعادة ترتيب حساباته.
يقولون إن قمة شباب الرجل تبدأ في الأربعين
ويقولون إن الشعر الأبيض على رأسه وقار، وإن الرجل كلما ازداد عمراً زاد
عقله رجاحة وتفكيره عمقا.
تصرفات البعض شبابية ويندمج في الدور وينسى
فعلاً عمرة الحقيقي ويبدأ يتصرف كمراهق في العشرين. "السياسية" طرحت موضوع
الرجال بعد سن الأربعين في عددها هذا وخرجت بالحصيلة التالية.
مراهقة الرجال
ويبين اختصاصيو الطب النفسي أن مراهقة الرجال بعد سن
الأربعين تحدث على الرغم من أن الرجل يتمتع نسبيا بثبات إفراز الهرمونات في
مرحلة متقدمة من السن. ومن الطبيعي أن يمر معظم الرجال خلال هذه المرحلة
الحرجة من دون خسائر أو تغيير في شكل الحياة، ولكن وجود الضغوط النفسية قد
يحدث بعض التغيير عند بعض الرجال للخروج من أزمتهم. وهؤلاء الرجال على
الغالب يعانون اضطرابا سيكولوجيا منذ الطفولة مثل الاضطراب النفسي عند
الآباء، وعدم الاستقرار العائلي، وقلة الإحساس بالمسؤولية والاندفاعية، ولا
يحتاج الرجل لعلاج في هذه لفترة لأن الحياة في تغير مستمر فعندما يلاحظ
الرجل أن سنه زاد ولم تعد لديه أهداف جديدة ومحددة ليحققها، لذا يبدأ
بالبحث عن معنى لحياته المقبلة ويخاف من المستقبل، وخاصة عندما تقل قدراته
من الناحية الجسدية والعقلية عندها يشعر بالخوف والعجز مما سيحمله المستقبل
له...
لكن لا تزال لديه طاقة يريد أن يظهرها فإذا كانت غريزية فانه سيندفع
للزواج ثانية.
فتره زمنية يمر بها معظم الرجال من عمرهم تسمى أزمة
منتصف العمر أو المراهقة المتأخرة يحدث خلالها فجوات مؤقتة قد تمر بسلام أو
تعصف بعلاقته الزوجية التي استمرت لسنوات طويلة وتهدم البيت على رؤوس من
فيه!! وتبدأ مرحلة مراهقة عاصفة قد توأدي إلى هدم أركان الأسرة التي كانت
تضن إنها سعيدة.
أزمة منتصف العمر
يحدثنا الأخصائي الاجتماعي
وضاح المقطري أن لجوء الرجال بعد سن الأربعين إلى العلاقات العاطفية أو
الزواج بشابات، تسمى مرحلة "أزمة منتصف العمر"، يشكلها العديد من الجوانب
النفسية والاجتماعية وطريقة التربية، فهناك رجل لم يعش طفولة سوية، وآخر لم
يمر بأي تجربة يقيس من خلالها مدي قبول الآخر له، والأهم من كل ما سبق
البيئة التي نشأ بها الرجل.
ويضيف المقطري: "تأتي المشكلة بداية من
أواخر الأربعين، وهي سن النضوج المادي والعقلي والنفسي والعاطفي، يريد
الرجل من خلالها قياس كل ما وصل إليه بعد سنوات من الزواج، حيث تدور في
ذهنه بعض الأمور، يحسب من خلالها حساباته بمنظور مختلف، وخاصة عندما يزحف
الشعر الأبيض على رأسه ويبدأ شكله في التغير من ظهور التجاعيد وترهل الجسم،
وهنا تنتابه رغبة شديدة في معرفة إن كان مازال مرغوبا فيه أم لا، وخاصة
إذا كان لم يمر بفترة مراهقة طبيعية، أو عانى في فترة طفولته وبداية شبابه
من حرمان أو كبت في مشاعره... فيبحث عن تجارب من هذا النوع، وعادة تكون
فترة غير متزنة ومؤقتة، والنتيجة تحسم حسب تصرف الزوجة وسيطرتها على
انفعالاتها النفسية تجاه هذا الموقف، إما أن تجذبه إليها مرة أخرى أو تبعده
عنها وتخسره إلى الأبد، لأن المرأة إذا كانت انفعالاتها عنيفة جداً تتحول
من امرأة متزنة إلى عنيفة لا تتصرف بحكمة وتفضحه أمام أهله وأهلها وحتى
أطفالها وتشتكي إلى صديقاتها!!! هذا التصرفات قد تزيد من تصميم وعناد الرجل
وتمسكه بموقفة حتى مع إدراكه انه مخطئ.
نفسية الزوجة
يفسر علماء
النفس أن الزوجة في هذه الحالة ربما تكون واقعة تحت أكثر من تأثير نفسي،
فهناك من تصدم من هول المفاجأة وتكاد لا تصدق ما ترى عليه زوجها من تغير
على مستويات عديدة، وفي هذه الحالة يكون الميل الأكبر لدى الزوجة هو ميل
اندفاعي وغير متزن نحو الرغبة في الانفصال حتى لو داخل البيت فقط، فنجدها
تفضل القطيعة مع الزوج وإذا ما فتح باب النقاش أو أي حديث آخر معه سرعان ما
يتطور الحوار بينهما إلى خلاف شديد يصل لدرجة الشجار.
وهناك من الزوجات
من تشعر بفقدان الاستقرار وتبدأ التصرف بتناقض فنجدها متذبذبة ومرتبكة
تشعر بالحزن والغضب في نفس الوقت, تفكر في كيف تحل المشكلة وتريد الانتقام
منه, فنجدها متأرجحة بين الشكوى للأهل والنقاش غير المجدي مع الزوج،
والتفكير في الثأر لكرامتها التي جرحت من وجهة نظرها.
هذا الوعي المنتقص
من الزوجة لهذه الحالة له أكثر من سبب على رأسها عدم الإلمام الكامل
للزوجة بطبيعة تلك المرحلة وحقيقة ظواهرها بل بإيجابياتها والتي لا تعلم
الكثير من الزوجات عنها شيئا، كما ترى أن هذا الاختلاف مرجعه الرئيسي أن
أزمة منتصف العمر عند الرجل لها أكثر من شكل وأكثر من حالة فضلا عن
ارتباطها بأكثر من نطاق ما بين نفسي وبيولوجي واجتماعي وثقافي وهو ما يوقع
الزوجة في جو من الحيرة والارتباك والتردد في اتخاذ أي قرار تجاه الزوج.
الزوجة
قد تكون السبب
يجب الانتباه إلى عامل مهم قد يكون أحد الأسباب، وهي أن
أزمة منتصف العمر لدي الأزواج غالباً ما تترافق مع إصابة الزوجة بسن اليأس،
وهذه المرحلة بالنسبة للمرأة تسبقها بعض المقدمات تستغرق من سنة إلى خمس
سنوات وأهم أعراضها:
جفاف في المهبل يجعل من اللقاء الزوجي عملية مؤلمة
للمرأة، الأمر الذي يدفع بعض السيدات للزهد عن العلاقة الحميمة, الشعور بما
يعرف هبات الحرارة والبرودة واضطراب الهرمونات التي تصاحب انقطاع الدورة
وإصابتها ببعض الآلام كتعب وآلام العظام والظهر. وغيرها مما يجعل المرأة
دائماً متقلبة المزاج ،وتصاب بعصبية شديدة خلال هذه الفترة.
والأهم هو
عدم اهتمامها بنفسها مثل السابق واهتمامها بالأطفال وشعورها أنها كبرت على
مثل هذه الأشياء وشعورها بالحرج من أطفالها عند الاهتمام بزوجها...
فعندما
تترافق أعراض سن اليأس مع شعور الرجل في هذا العمر بأنه غير مرغوب فيه،
ولا يستطيع أن يأخذ حقه كزوج في البيت يبدأ في البحث عن امرأة أخرى يشعر
معها انه لا يزال في عزة وأنه لا يزال مرغوب.
ليس مرض
إن الثقافة
الاجتماعية وجهل الزوجات ربما تكون سببًا في ذلك التخبط الذي تقع فيه
الزوجة حيال هذه الأزمة، فقد شاعت في مجتمعاتنا العربية عامة، واليمن خاصة,
بعض المفاهيم الخاطئة التي تبعد الزوجة عن التعامل العلمي والمنطقي مع
القضية، ومنها أن هذه الظواهر غالبا ما تفسرها تفسير الزوجة على أنها خُدعت
بهذا الرجل، وأنه عاش معها هذه الحياة يخدعها بالتظاهر بالالتزام والحب،
وبناء على ذلك تتخذ خطوات نحو حلول خاطئة ربما تضر بها وبأسرتها.
وزوجة
أخرى تتجاوز النظر إلى الزوج على أنه الشخص المنحل أخلاقيًّا والذي ظهر على
حقيقته، غافلة أو متناسية أنه إنسان سوي يمر بوعكة أو بأزمة ولو أن الأصل
فيه هو الانحلال أو التسيب لظهر ذلك في السن المناسبة له.
وجهة نظر
ومن
وجهة نظري أن من الظلم تحميل الرجل فوق طاقته، فربما تكون المرأة هي
السبب، فإذا أمعنا النظر سنلاحظ أن الكثير من النساء بعد إنجاب الأطفال أو
بعد سنوات من الزواج تهمل نفسها وتهمل زوجها (وكأنها ضمنت أن يرضخ الزوج
لهذا الوضع شاء آم أبى)، ويتحول إلى عبء وهم ثقيل على كاهلها وكأن
مسؤوليتها اتجاهه طبخ الطعام وغسل الملابس, و يتحول الحوار والكلام فيما
بينهما إلى ما يشبه تقارير يومية تحتوي على قائمة الطلبات وعرض للمشاكل
اليومية ومطالبته بدعك المصباح السحري لمعالجتها. وعادةً ما يقدم هذا
التقرير في المساء!! ومن غير أن تشعر تترك وقت فراغ كبير للزوج ليبحر في
أوهام أحلامه ليعيد شريط حياته إلى عهد الصبا. عهد كانت هذه الزوجة التي
تغط في سبات أهل الكهف تتمنى له الرضى! وعندما كانت تنتظر عودة إلى المنزل
بفارغ الصبر, وزعلها وتذمرها الدائم عن غيابة وعدم قضاءه الوقت معها! وعن
غيرتها علية من أتفه الأسباب...
نصيحة
عزيزتي حواء، تذكري دائماً
أن لزوجك عليك حقا حتى وإن كبر وكبرت، وحتى لو انشغلت بالأطفال فتذكري أنه
إذا كان سعيدا ومستقرا وراضيا عنك ستعم السعادة والهدوء والاستقرار لمن في
البيت كافة وتذكري أن الأطفال سيكبرون وسيشق كل منهم طريقة وأن الوحيد
الذي سيتبقى لك هو زوجك فساعديه واهتمي به حتى تجديه بجانبك عندما تحتاجين
لمن يهتم بك.
وهنا ننصح الزوجة بالتعامل مع الأمر بحكمة لقمان وصبر
أيوب، لأن ميل الرجل إلى امرأة أخرى سواء بالزواج أو حتى علاقة عابرة في
هذه الفترة بالذات له بعد نفسي مؤقت، ويجب عليك خلاله أن تسمعي دوافعه، لأن
الرجل في هذه اللحظة يكون مترددا وغير جاد في اتخاذ أي خطوة غير محسوبة،
وما هي سوى لحظة ضعف يحتاج خلالها لمن يسمعه والحوار الهادئ بين الزوجين هو
الحل.
أمهات.بلا حدود
عدن – سبأنت: ابتهال الصالحي
يمر الرجال بعد سن الاربعين بمرحلة يسميها
علماء النفس "مراهقة متأخرة" ويعتبرها البعض الآخر جهلا سيزول بعد مدة من
الزمن وقد تظل معه، ورغم اختلاف التسميات فإن هذه المرحلة من حياة الإنسان
تعد مرحلة انتقالية بين القوة والضعف ويقف فيها الشخص مع نفسه وذاته ليبدأ
إعادة ترتيب حساباته.
يقولون إن قمة شباب الرجل تبدأ في الأربعين
ويقولون إن الشعر الأبيض على رأسه وقار، وإن الرجل كلما ازداد عمراً زاد
عقله رجاحة وتفكيره عمقا.
تصرفات البعض شبابية ويندمج في الدور وينسى
فعلاً عمرة الحقيقي ويبدأ يتصرف كمراهق في العشرين. "السياسية" طرحت موضوع
الرجال بعد سن الأربعين في عددها هذا وخرجت بالحصيلة التالية.
مراهقة الرجال
ويبين اختصاصيو الطب النفسي أن مراهقة الرجال بعد سن
الأربعين تحدث على الرغم من أن الرجل يتمتع نسبيا بثبات إفراز الهرمونات في
مرحلة متقدمة من السن. ومن الطبيعي أن يمر معظم الرجال خلال هذه المرحلة
الحرجة من دون خسائر أو تغيير في شكل الحياة، ولكن وجود الضغوط النفسية قد
يحدث بعض التغيير عند بعض الرجال للخروج من أزمتهم. وهؤلاء الرجال على
الغالب يعانون اضطرابا سيكولوجيا منذ الطفولة مثل الاضطراب النفسي عند
الآباء، وعدم الاستقرار العائلي، وقلة الإحساس بالمسؤولية والاندفاعية، ولا
يحتاج الرجل لعلاج في هذه لفترة لأن الحياة في تغير مستمر فعندما يلاحظ
الرجل أن سنه زاد ولم تعد لديه أهداف جديدة ومحددة ليحققها، لذا يبدأ
بالبحث عن معنى لحياته المقبلة ويخاف من المستقبل، وخاصة عندما تقل قدراته
من الناحية الجسدية والعقلية عندها يشعر بالخوف والعجز مما سيحمله المستقبل
له...
لكن لا تزال لديه طاقة يريد أن يظهرها فإذا كانت غريزية فانه سيندفع
للزواج ثانية.
فتره زمنية يمر بها معظم الرجال من عمرهم تسمى أزمة
منتصف العمر أو المراهقة المتأخرة يحدث خلالها فجوات مؤقتة قد تمر بسلام أو
تعصف بعلاقته الزوجية التي استمرت لسنوات طويلة وتهدم البيت على رؤوس من
فيه!! وتبدأ مرحلة مراهقة عاصفة قد توأدي إلى هدم أركان الأسرة التي كانت
تضن إنها سعيدة.
أزمة منتصف العمر
يحدثنا الأخصائي الاجتماعي
وضاح المقطري أن لجوء الرجال بعد سن الأربعين إلى العلاقات العاطفية أو
الزواج بشابات، تسمى مرحلة "أزمة منتصف العمر"، يشكلها العديد من الجوانب
النفسية والاجتماعية وطريقة التربية، فهناك رجل لم يعش طفولة سوية، وآخر لم
يمر بأي تجربة يقيس من خلالها مدي قبول الآخر له، والأهم من كل ما سبق
البيئة التي نشأ بها الرجل.
ويضيف المقطري: "تأتي المشكلة بداية من
أواخر الأربعين، وهي سن النضوج المادي والعقلي والنفسي والعاطفي، يريد
الرجل من خلالها قياس كل ما وصل إليه بعد سنوات من الزواج، حيث تدور في
ذهنه بعض الأمور، يحسب من خلالها حساباته بمنظور مختلف، وخاصة عندما يزحف
الشعر الأبيض على رأسه ويبدأ شكله في التغير من ظهور التجاعيد وترهل الجسم،
وهنا تنتابه رغبة شديدة في معرفة إن كان مازال مرغوبا فيه أم لا، وخاصة
إذا كان لم يمر بفترة مراهقة طبيعية، أو عانى في فترة طفولته وبداية شبابه
من حرمان أو كبت في مشاعره... فيبحث عن تجارب من هذا النوع، وعادة تكون
فترة غير متزنة ومؤقتة، والنتيجة تحسم حسب تصرف الزوجة وسيطرتها على
انفعالاتها النفسية تجاه هذا الموقف، إما أن تجذبه إليها مرة أخرى أو تبعده
عنها وتخسره إلى الأبد، لأن المرأة إذا كانت انفعالاتها عنيفة جداً تتحول
من امرأة متزنة إلى عنيفة لا تتصرف بحكمة وتفضحه أمام أهله وأهلها وحتى
أطفالها وتشتكي إلى صديقاتها!!! هذا التصرفات قد تزيد من تصميم وعناد الرجل
وتمسكه بموقفة حتى مع إدراكه انه مخطئ.
نفسية الزوجة
يفسر علماء
النفس أن الزوجة في هذه الحالة ربما تكون واقعة تحت أكثر من تأثير نفسي،
فهناك من تصدم من هول المفاجأة وتكاد لا تصدق ما ترى عليه زوجها من تغير
على مستويات عديدة، وفي هذه الحالة يكون الميل الأكبر لدى الزوجة هو ميل
اندفاعي وغير متزن نحو الرغبة في الانفصال حتى لو داخل البيت فقط، فنجدها
تفضل القطيعة مع الزوج وإذا ما فتح باب النقاش أو أي حديث آخر معه سرعان ما
يتطور الحوار بينهما إلى خلاف شديد يصل لدرجة الشجار.
وهناك من الزوجات
من تشعر بفقدان الاستقرار وتبدأ التصرف بتناقض فنجدها متذبذبة ومرتبكة
تشعر بالحزن والغضب في نفس الوقت, تفكر في كيف تحل المشكلة وتريد الانتقام
منه, فنجدها متأرجحة بين الشكوى للأهل والنقاش غير المجدي مع الزوج،
والتفكير في الثأر لكرامتها التي جرحت من وجهة نظرها.
هذا الوعي المنتقص
من الزوجة لهذه الحالة له أكثر من سبب على رأسها عدم الإلمام الكامل
للزوجة بطبيعة تلك المرحلة وحقيقة ظواهرها بل بإيجابياتها والتي لا تعلم
الكثير من الزوجات عنها شيئا، كما ترى أن هذا الاختلاف مرجعه الرئيسي أن
أزمة منتصف العمر عند الرجل لها أكثر من شكل وأكثر من حالة فضلا عن
ارتباطها بأكثر من نطاق ما بين نفسي وبيولوجي واجتماعي وثقافي وهو ما يوقع
الزوجة في جو من الحيرة والارتباك والتردد في اتخاذ أي قرار تجاه الزوج.
الزوجة
قد تكون السبب
يجب الانتباه إلى عامل مهم قد يكون أحد الأسباب، وهي أن
أزمة منتصف العمر لدي الأزواج غالباً ما تترافق مع إصابة الزوجة بسن اليأس،
وهذه المرحلة بالنسبة للمرأة تسبقها بعض المقدمات تستغرق من سنة إلى خمس
سنوات وأهم أعراضها:
جفاف في المهبل يجعل من اللقاء الزوجي عملية مؤلمة
للمرأة، الأمر الذي يدفع بعض السيدات للزهد عن العلاقة الحميمة, الشعور بما
يعرف هبات الحرارة والبرودة واضطراب الهرمونات التي تصاحب انقطاع الدورة
وإصابتها ببعض الآلام كتعب وآلام العظام والظهر. وغيرها مما يجعل المرأة
دائماً متقلبة المزاج ،وتصاب بعصبية شديدة خلال هذه الفترة.
والأهم هو
عدم اهتمامها بنفسها مثل السابق واهتمامها بالأطفال وشعورها أنها كبرت على
مثل هذه الأشياء وشعورها بالحرج من أطفالها عند الاهتمام بزوجها...
فعندما
تترافق أعراض سن اليأس مع شعور الرجل في هذا العمر بأنه غير مرغوب فيه،
ولا يستطيع أن يأخذ حقه كزوج في البيت يبدأ في البحث عن امرأة أخرى يشعر
معها انه لا يزال في عزة وأنه لا يزال مرغوب.
ليس مرض
إن الثقافة
الاجتماعية وجهل الزوجات ربما تكون سببًا في ذلك التخبط الذي تقع فيه
الزوجة حيال هذه الأزمة، فقد شاعت في مجتمعاتنا العربية عامة، واليمن خاصة,
بعض المفاهيم الخاطئة التي تبعد الزوجة عن التعامل العلمي والمنطقي مع
القضية، ومنها أن هذه الظواهر غالبا ما تفسرها تفسير الزوجة على أنها خُدعت
بهذا الرجل، وأنه عاش معها هذه الحياة يخدعها بالتظاهر بالالتزام والحب،
وبناء على ذلك تتخذ خطوات نحو حلول خاطئة ربما تضر بها وبأسرتها.
وزوجة
أخرى تتجاوز النظر إلى الزوج على أنه الشخص المنحل أخلاقيًّا والذي ظهر على
حقيقته، غافلة أو متناسية أنه إنسان سوي يمر بوعكة أو بأزمة ولو أن الأصل
فيه هو الانحلال أو التسيب لظهر ذلك في السن المناسبة له.
وجهة نظر
ومن
وجهة نظري أن من الظلم تحميل الرجل فوق طاقته، فربما تكون المرأة هي
السبب، فإذا أمعنا النظر سنلاحظ أن الكثير من النساء بعد إنجاب الأطفال أو
بعد سنوات من الزواج تهمل نفسها وتهمل زوجها (وكأنها ضمنت أن يرضخ الزوج
لهذا الوضع شاء آم أبى)، ويتحول إلى عبء وهم ثقيل على كاهلها وكأن
مسؤوليتها اتجاهه طبخ الطعام وغسل الملابس, و يتحول الحوار والكلام فيما
بينهما إلى ما يشبه تقارير يومية تحتوي على قائمة الطلبات وعرض للمشاكل
اليومية ومطالبته بدعك المصباح السحري لمعالجتها. وعادةً ما يقدم هذا
التقرير في المساء!! ومن غير أن تشعر تترك وقت فراغ كبير للزوج ليبحر في
أوهام أحلامه ليعيد شريط حياته إلى عهد الصبا. عهد كانت هذه الزوجة التي
تغط في سبات أهل الكهف تتمنى له الرضى! وعندما كانت تنتظر عودة إلى المنزل
بفارغ الصبر, وزعلها وتذمرها الدائم عن غيابة وعدم قضاءه الوقت معها! وعن
غيرتها علية من أتفه الأسباب...
نصيحة
عزيزتي حواء، تذكري دائماً
أن لزوجك عليك حقا حتى وإن كبر وكبرت، وحتى لو انشغلت بالأطفال فتذكري أنه
إذا كان سعيدا ومستقرا وراضيا عنك ستعم السعادة والهدوء والاستقرار لمن في
البيت كافة وتذكري أن الأطفال سيكبرون وسيشق كل منهم طريقة وأن الوحيد
الذي سيتبقى لك هو زوجك فساعديه واهتمي به حتى تجديه بجانبك عندما تحتاجين
لمن يهتم بك.
وهنا ننصح الزوجة بالتعامل مع الأمر بحكمة لقمان وصبر
أيوب، لأن ميل الرجل إلى امرأة أخرى سواء بالزواج أو حتى علاقة عابرة في
هذه الفترة بالذات له بعد نفسي مؤقت، ويجب عليك خلاله أن تسمعي دوافعه، لأن
الرجل في هذه اللحظة يكون مترددا وغير جاد في اتخاذ أي خطوة غير محسوبة،
وما هي سوى لحظة ضعف يحتاج خلالها لمن يسمعه والحوار الهادئ بين الزوجين هو
الحل.
أمهات.بلا حدود