من
قال إنك عاجز؟
* د. فوزية الدريع
العجز الحقيقي هو عجز الروح عن مواصلة الحياة بشكل صحيح. كثيرون لديهم كل
شيء، وليس لديهم حالة صفاء، وهذا أمر يسبب لهم عجزاً نفسياً شديداً.
الآن، أصبح هناك موضة وتجارة مشروعة، وهي تجارة إعطاء الراحة الروحية.
الحقيقة أنّ المرشد الروحي لا يعطيك جديداً.. فكل الأرواح من الله، مطبوعة
على الارتقاء، ولكنها قد تكون مغبرة. ودور المعالج فقط إزالة هذا الغبار من
عليها.
حين تأتيني أرواح متعبة، وألمس أن الألم فيها ليس نفسياً، بل روحي، أخبرهم
إن ما تشعر به ليس أمراً نستطيع أن نحله بالنظريات والتكنيك وبالحوار
العقلي، بل يجب أن تكون هناك حالة وصل مع الذات.
فالإنسان، بمجرد أن يفقد الوصل مع ذاته، يفقد الوصل مع الكون ومع الله.
إن تعرف مَنْ أنت، وما هو هدفك في الكون، وعلى أي أساس أنت موجود، فهذه
مسألة تجعل قدمك على أرض ثابتة في الحياة.
إنّ كل التشويش الذي يقول الإنسان إنه حاصل داخله، هو في الأساس تشويش بفعل
أفكاره وحيرته من الداخل. ومتى دخل إلى داخله ورتب أوراقه أصبحت حاله
أفضل.
أحياناً، الإنصات للصمت الخارجي هو حالة تؤدي إلى فتح القلب والروح ليدخل
إليهما شيء من هدوء العالم الخارجي. إن فتح القلب لصمت الدنيا حولك يخلق
لديك حالة خاصة، تجعل السلام الكوني الخارجي يتسلل إليك، من الأرض، من
السماء، من الشجر، من البحر، ومن كل تفاصيل الكرة الأرضية. لكننا قد لا
نحتاج إلى أن نغمض عيوننا حتى نستمتع بسكينة الكون. ربما عندما نفتح عيوننا
ونتأمل ماء ساكناً، وردة واقفة بهدوء، يدخل إلينا إحساس بالهدوء والصمت.
مشكلتنا فعلياً أننا فقدنا العلاقة بالكون. وبذلك ضاع الصمت من داخلنا، وكل
الذي نحتاج إليه هو إعادة الوصل.
إن الإزعاج البشري أكبر تلوث قد يصيب الإنسان. وبكل أسف، نحن لا نسمع إلا
أصوات بعضنا، وأصوات ما يحيط بنا، مثل ضجيج السيارات والآلات. أضف إلى ذلك
الثرثرة البشرية التي أصبحت سمة عامة في الإنسان.
كل الذي نحتاج إليه لعمل صيانة للعقل والروح، هو اختيار عنصر واحد.. ولو
مرة في الأسبوع.. عنصر من الطبيعة، والغرق في روعته.
شخصياً، أؤمن بالعلاقة مع الشجرة. إن الشجرة أكثر مخلوق ساكن ثابت صامت في
الكون. إن تأمل شجرة ومحاولة أن تكون مثلها، ولو لعشر دقائق، في الأسبوع،
يخلقان فرقاً في نفسك.
ولكن، هناك حالة جميلة قد نساعد أنفسنا بها، وهي أن تكون على تيقظ ووعي
بحسن استخدام إزعاج الدنيا، وتتعلم فن الانسجاب من كل ذلك بالتركيز على
الهدوء. وهذه أقصى درجة تدريب يمكن للإنسان أن يأخذ نفسه فيها نحو السكينة.
البلاغ
قال إنك عاجز؟
* د. فوزية الدريع
العجز الحقيقي هو عجز الروح عن مواصلة الحياة بشكل صحيح. كثيرون لديهم كل
شيء، وليس لديهم حالة صفاء، وهذا أمر يسبب لهم عجزاً نفسياً شديداً.
الآن، أصبح هناك موضة وتجارة مشروعة، وهي تجارة إعطاء الراحة الروحية.
الحقيقة أنّ المرشد الروحي لا يعطيك جديداً.. فكل الأرواح من الله، مطبوعة
على الارتقاء، ولكنها قد تكون مغبرة. ودور المعالج فقط إزالة هذا الغبار من
عليها.
حين تأتيني أرواح متعبة، وألمس أن الألم فيها ليس نفسياً، بل روحي، أخبرهم
إن ما تشعر به ليس أمراً نستطيع أن نحله بالنظريات والتكنيك وبالحوار
العقلي، بل يجب أن تكون هناك حالة وصل مع الذات.
فالإنسان، بمجرد أن يفقد الوصل مع ذاته، يفقد الوصل مع الكون ومع الله.
إن تعرف مَنْ أنت، وما هو هدفك في الكون، وعلى أي أساس أنت موجود، فهذه
مسألة تجعل قدمك على أرض ثابتة في الحياة.
إنّ كل التشويش الذي يقول الإنسان إنه حاصل داخله، هو في الأساس تشويش بفعل
أفكاره وحيرته من الداخل. ومتى دخل إلى داخله ورتب أوراقه أصبحت حاله
أفضل.
أحياناً، الإنصات للصمت الخارجي هو حالة تؤدي إلى فتح القلب والروح ليدخل
إليهما شيء من هدوء العالم الخارجي. إن فتح القلب لصمت الدنيا حولك يخلق
لديك حالة خاصة، تجعل السلام الكوني الخارجي يتسلل إليك، من الأرض، من
السماء، من الشجر، من البحر، ومن كل تفاصيل الكرة الأرضية. لكننا قد لا
نحتاج إلى أن نغمض عيوننا حتى نستمتع بسكينة الكون. ربما عندما نفتح عيوننا
ونتأمل ماء ساكناً، وردة واقفة بهدوء، يدخل إلينا إحساس بالهدوء والصمت.
مشكلتنا فعلياً أننا فقدنا العلاقة بالكون. وبذلك ضاع الصمت من داخلنا، وكل
الذي نحتاج إليه هو إعادة الوصل.
إن الإزعاج البشري أكبر تلوث قد يصيب الإنسان. وبكل أسف، نحن لا نسمع إلا
أصوات بعضنا، وأصوات ما يحيط بنا، مثل ضجيج السيارات والآلات. أضف إلى ذلك
الثرثرة البشرية التي أصبحت سمة عامة في الإنسان.
كل الذي نحتاج إليه لعمل صيانة للعقل والروح، هو اختيار عنصر واحد.. ولو
مرة في الأسبوع.. عنصر من الطبيعة، والغرق في روعته.
شخصياً، أؤمن بالعلاقة مع الشجرة. إن الشجرة أكثر مخلوق ساكن ثابت صامت في
الكون. إن تأمل شجرة ومحاولة أن تكون مثلها، ولو لعشر دقائق، في الأسبوع،
يخلقان فرقاً في نفسك.
ولكن، هناك حالة جميلة قد نساعد أنفسنا بها، وهي أن تكون على تيقظ ووعي
بحسن استخدام إزعاج الدنيا، وتتعلم فن الانسجاب من كل ذلك بالتركيز على
الهدوء. وهذه أقصى درجة تدريب يمكن للإنسان أن يأخذ نفسه فيها نحو السكينة.
البلاغ