جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    أولو الألباب..و قراءة كتاب الكون...محمد حسين فضل الله.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    أولو الألباب..و قراءة كتاب الكون...محمد حسين فضل الله.   7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام أولو الألباب..و قراءة كتاب الكون...محمد حسين فضل الله.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة فبراير 11, 2011 2:19 pm

    أولو الألباب..و قراءة كتاب الكون.
    محمد حسين فضل الله.
    ...........
    الألباب..جمع لب،و اللب هو العقل،أو ما زكي من العقل،باعتبار أنه يشبه اللب من الأشياء في مقابل القشر،و اللب يمثل خلاصة الأشياء و جوهرها،باعتبار أن كل عناصر ذلك الشيء تتجمع فيه..فقد يراد من التعبير القرآني (أولو الالباب) أن العقل يمثل خلاصة العناصر الإنسانية لديهم،بحيث تتحدد مسألة امتلاك الإنسان للعقل؛لأن الإنسان في عمق إنسانيته و امتدادها إنما يتطور و يكبر من خلال تحريك عقله في كل ما يتوجه إليه و في كل ما يعيشه في الحياة.
    في القرآن الكريم،يحدثنا الله سبحانه و تعالى عن (ألو الالباب) من خلال حركتهم الفكرية و العملية التي تمثل التزامهم الفكري بالله سبحانه و انفتاحهم على الكون كله من أجل أن يستكشفوا أسراره و عناصره ليعرفوا الله من خلاله،ثم ينفتحون على الله بعد أن تتجمع في عقولهم معرفته،و يبتهلون إليه أن يقبلهم و يقربهم..و هذا ما تحدث عنه سورة (آل عمران) في فصلها الأخير،و هو قوله سبحانه و تعالى: (إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب)،حيث يريد الله سبحانه أن يقول إنه ينبغي على الإنسان أن ينفتح من خلال عقله على المعرفة،فلا يواجه نظام الكون باللامبالاة أو بشكل سطحي،بل يدرس القوانين التي تحكم هذا الكون،لأنه سبحانه و تعالى عندما خلق الكون،جعل فيه نظاما دقيقا لا يمكن أن يخترقه أي انحراف،و قد قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) [القمر/49]،و قال: (قد جعل الله لكل شيء قدرا) [الطلاق/3]،و قال: (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) [الملك/3]،فقد جعل الله سبحانه و تعالى النظام الكوني على أساس قوانين دقيقة لا يمكن أن تنفصم أو أن تختلف حتى لو مرت عليها ملايين السنين،كما أنه سبحانه و تعالى خلق في حياة الإنسان سننا تاريخية،بحيث تحكم حركة الإنسان على مستوى المنهج العام لكل تطوراته و انحداره،و انتصاراته أو هزائمة،بحيث يختلف الناس في المفردات،و لكن لا يختلفون في المنهج،قال تعالى: (سنة الله في الذين خلوا من قبل و لن تجد لسنة الله تبديلا).[الأحزاب/62].
    لذلك،فإن الله سبحانه و تعالى يريد للإنسان أن يحرك عقله ليقرأ في كتاب الكون و يلاحظ أنظمته و أسراره،و قد أكد سبحانه على هذه المسألة فيما يمكن أن يدركه الناس من الظواهر الكونية في ما يعيشونه في حياتهم،بما يتطلعون إليه أو بما يتقلبون فيه،و ذلك بقوله تعالى: (إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب).
    فعلى الإنسان،عندما يدرس السماوات،أن يبقى عملية بحث دائم عن طبيعة هذه المسوات من خلال تطوره الثقافي،و عندما أخذ الإنسان بأسباب ذلك،لاحظنا أن النظريات قد تنوعت في تفسير الظواهر و اكتشافها،حتى وصلت إلى الإنسان المعاصر الذي بدأ يكتشف بعض الكواكب و يحاول أن يستكمل اكتشافه للأرض في كل جوانبها و كل مواقعها و ما تختزنه من قوانين قد تنتج الزلازل و البراكين و الفيضانات و العواصف،و قد تنتج البحار و الأنهار و الجبال..
    و لذلك استطاع الإنسان بعقله المتحرك الذي يبدأ بالخيال العلمي على أساس احتمال وجود شيء ما من خلال ما تطلع إليه،ثم بالبحث عنه،يلتقي بشيء جديد و قد لا يلتقي،و لكن العقل يبقى في حالة مستنفرة تدفع الإنسان إلى البحث،و إذا لم يصل إلى نتيجة،فإنه يدفعه إلى تطوير الوسائل و تطوير حركة العلم من خلال دراسة العم الذي وصل إليه من سبقه..
    ........
    الليل و النهار و التنوع الزمني:
    ثم يتعرض الله سبحانه لمفردة ثانية يوجه العقل للتفكر في مظاهرها و أسرارها،و هي اختلاف الليل و النهار،و ذلك قوله؛(..و اختلاف الليل و النهار)؛فنحن نعيش الليل لنسكن فيه،و نعيش النهار لنعمل فيه،و لكننا نلاحظ عند تنوع الفصول أن الليل ينقص تارة ليزيد النهار،و أنه يزيد تارة أخرى لينقص النهار،و يتساويان في بعض الأوقات،فكيف ذلك؟
    و لماذا هذا التنوع؟
    و كيف بقي هذا النظام يحكم الكون كله مع اختلاف الأوضاع المناخية؟
    فهل يكون ذلك صدفة؟
    و هل كان هذا كما يقول البعض كإنسان يأخذ محبرة و يلقيها على الحائظ،فتخرج لوحة مبدعة؟..
    و الفارق أن هذه اللوحة لا تتكرر،في الوقت الذي يمثل فيه الليل و النهار اللوحة الزمنية التي تظل تنتج الزمن،و لكنها تبقى في خط واحد.
    و القرآن الكريم عندما يركز على هذه المفردات،فإنما يركز على النموذج،في حين أن كل ما في الكون هو آية تدل على الله،و على الإنسان أن يكتشفها بالدرس و التأمل و التجربة.
    ...........
    العلم لا يصادم الإيمان:
    و لابد هنا أن نشير إلى حقيقة،و هي أن بعض الناس يتوهمون أن العلم ضد الإيمان،و أن الإنسان كلما ازداد علما كلما قل إيمانه،و كلما كان جاهلا كلما زاد إيمانه.و لكن الله سبحانه و تعالى يعرف من خلال عظمة الأسرار الكامنة في خلقه،و التي تقول بمنطق العلم أنه لابد لهذا الكون من إله حكيم قادر عليم مهيمن على الأمر كله،و كما قال الشاعر:
    فوا عجبا كيف يعصى الإله
    أم كيف يجحده الجاحد
    و في كل شيء له آية
    تدل على أنه واحد.
    ........
    من هم أولو الألباب؟
    إن أولي الألباب هم الذين تشرق قلوبهم و ععقولهم بنور الله في حقيقة المحبة لله و للناس،و تتحرك الحياة و تشرق من خلال الخط المستقيم الذي يبدأ من الله و ينتهي إليه،و لذلك فعندما يأخذون علم الكون و ينفتحون على بعض أسراره،فإنهم يخضعون و يخشعون لخالق الكون،و بأنه وحده هو الوجود الاصل،و أن كل ما عدا الله بمثابة الصدى أو الظل لوجوده،و لذلك فإنهم أولي الألباب ينطلقون في عبادة الله سبحانه في ابتهال و ذكر،لأن قلوبهم امتلأت عقلا و عاطفة بحب الله.
    كما حدثنا سبحانه عن علاقة المحبة لدى المؤمنين في الفرق بين الناس وبين الله، فقال في كتابه:(و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله و الذين آمنوا أشد حبا لله)[البقرة/ 165]،فالمؤمنون لا يحبون أحدا كما يحبون الله،و لا يتقربون من حب أحد كما يقتربون من حب الله،بل إن حبهم للناس يكون من خلال حبهم لله،حتى إن الله سبحانه و تعالى أراد للنبي (صلى الله عليه و سلم) أن يخاطب المؤمنين: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم)[آل عمران/ 31].
    فعندما تريدون أن يكون الحب بينكم و بين الله من جانبين،فإن حبكم لله الذي ينطلق من الإحساس بعظمته،يتمثل في الخطا الذي يريد سبحانه و تعالى لكم أن تتبعوه،و هو خط الرسالة،و هو الذي نستحق حب الله من خلاله.
    إذا (ألو الألباب) هم الذين استطاعوا أن يكتشفوا عظمة الله سبحانه من خلال خلقه،هم الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم،و هم الذين يعيشون الحضور لله بحيث لا يرون شيئا إلا و يرون الله معه،يعني أنه عندما يتطلع إلى الناس و إلى ما حوله،فإنه يرى أن كل هذا الوجود من الله سبحانه و تعالى و من مظاهر عظمة الله،لأنه هو الذي خلق و سوى.
    .........
    من التفكر إلى المسؤولية:
    في هذه الفقرات من سورة آل عمران،يبين القرآن الكريم النتائج التي حصلت لأولي الألباب من خلال حركة التفكر في كتاب الكون و انعكاساتها على علاقتهم مع الله سبحانه.
    قال تعالى: (الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك) [آل عمران/191]،فهم يتفكرون في خلق السموات و الأرض،فيرون الجدية و العمق و الحكمة و الهدف الذي لا بد أن ينتهي إليه الإنسان في الحياة: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) [المؤمنون/ 115]،لأن هناك حكمة في خلق ذلك كله..فبعد أن تأملوا و فكروا،أدركوا عظمة الله سبحانه فخضعوا له،و تحدثوا معه حديث الفكر (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك)،فكلمة (سبحانك) تعبر عن التعظيم و التنزية لله سبحانه،فكلما قربنا إليك.يا رب.و آمنا بك يا رب و عظمناك يا رب و عبدناك يا رب فإن كل ما نريده..(فقنا عذاب النار).
    و من هنا نعرف أن المسألة العقلية التي تنفتح على الجانب العقائدي ترتبط بقضية المسؤولية في إظهار العبودية لله سبحانه الالتزام بأوامره و نواهيه،حتى يقينا الله النار و يدخلنا الجنة.
    و هكذا يبدأ (أولو الألباب) بالحديث و هم يناجون الله سبحانه عن أولئك الذين أنكروا الله و جحدوه،فاستحقوا الخزي،فأدخلهم الله النار،و في ذلك قمة الخزي للإنسان،و فوق ذلك،فإنه يعيش تحت تأثير سخط الله عليه،و يصور القرآن الكريم تلك الحالة بقوله: (ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته و ما للظالمين من أنصار) و كيف يكون للذين ظلموا أنفسهم بالشرك و الكفر و البغي،فأوقعوها في الخزي و العذاب السقوط الروحي و هلاك المصير..كيف يكون لهم أنصار؟ و الله هو الذي يعذبهم و هو الذي يطردهم من رحمته..فإذا كان الإنسان مطرودا من رحمة الله،فمن ذا الذي يؤمنه من الله؟..( يا من يكفي من كل شيء،و لا يكفي منه شيء ).
    ثم يحاول ألو الألباب التعبير عن مسألة الالتزام بخط الإيمان،و ما هي الظروف،و من هم الذين دفعوا بهم إلى الإيمان في كل تفاصيله..
    (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا) و ذلك كناية عن النبي (صلى الله عليه و سلم) و من سار في خط رسالته،و من دعا إليها،و من استجاب له و آمن بالرسول و الرسالة من خلال إيمانه بالله،لأن هؤلاء فكروا بعقولهم و لم يحركوا غرائزهم التي تقودهم إلى الجمود على ما ورثوه من الأجداد،أو ما تأثروا به من العادات و التقاليد، و يتعاظم إيمانهم في توسل المؤمن إلى ربه في عودته إليه بعد أن أبعدته الذنوب عنه،فيبدأ بالاستغفار و التوبة..
    و لذا نحن نقف بين يدي الله سبحانه و تعالى كمؤمنين،يلتزمون الإيمان و يتحركون في خطه،فإذا كنا قد أخطأنا يا رب،لأن النفس أمارة بالسوء،فإنك يا رب وعدتنا بالمغفرة..
    (ربنا فاغفرلنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار)، اجعلنا خالصين لك،و في خط الأبرار الذين عبدوك و أخلصوا لك،و أن ننال ما وعدت به عبادك الصالحين عندما تأتي آجلنا و نرجع إليك..
    (ربنا و آتنا ما وعدتنا على رسلك) من رضوانك،و من الجنة التي وعدت بها المؤمنين،(و لا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد)،و قد وعدت الذين آمنوا و تابوا و عملوا الصالحات أن تقربهم إليك و تظللهم برحمتك و لطفك..و كانت النتيجة أن شعروا بالسعادة عندما استجاب الله لهم.
    كما ذكرت الآية الكريمة: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) [آل عمران/ 92-95]،فكل من عمل خالصا لله،سواء كان ذكرا أو أنثى،مهما كانت نوعية العمل و طبيعته،فإن الله يعطي لكل ثوابه بعضكم من بعض في كل هذا الوجود و ما يرتبط به الناس بعضهم ببعض.
    و يختم الله سبحانه و تعالى هذا الفصل بالحديث عن الذين تحملوا المعاناة و المأساة في إيمانهم و في جهادهم،فقال: (فالذين هاجروا و أخرجوا من ديارهم و أوذوا في سبيلي و قاتلوا و قتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم و لادخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله و الله عنده حسن الثواب)،و هم الذين هاجروا من ديارهم تحت ضغط الكفر،لأنهم قالوا ربنا الله و تحملوا الأذى في سبيل الله و جاهدوا في حرب الحق ضد الباطل و قاتلوا و استشهدوا..لا قيمة للعلم بلا عمل.
    و من خلال ذلك كله نخرج بنتيجة،و هي أن معنى أن يكون الإنسان عاقلا،أن يندفع ليأخذ العلم لينفتح على معرفة الله و على المسؤولية،و ليقود العلم إلى العمل،لأنه لا قيمة للعلم بدون عمل، لأن العمل هو الثمرة للعلم،و لذلك عندما انطلق (أولو الألباب) في تفكيرهم و في بحثهم،فقد انفتحوا على الله و خضعوا له و ناجوه سبحانه،فأعطاهم في ذلك كله (و في ذلك فليتنافس المتنافسون) [المطففين/ 26].
    .........
    موقع البلاغ

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:39 am