يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَ مَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.البقرة269.
.........
إخوتي الكرام أعضاء و زوار منتديات جـوهرة تيـسمسيلت.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
........
من وحي عيد الأضحى المبارك
*العلاّمة الفقيد السيد محمد حسين فضل الله.
.....
اليوم عيد الأضحى المبارك،في هذا اليوم نتطلع إلى حجاج بيت الله الحرام بعد أن قضوا الشطر الأكبر من حجهم،نتطلع إليهم و هم ينطلقون في "منى" لرجم الشيطان...الشيطان الذي يريد أن يقترب من إيمانهم ليحوله إلى كفر،و من هواهم ليحوله إلى ضلال،و من إستقامتهم ليحولها إلى إنحراف..الشيطان الذي يعمل بكل قوته و طاقته من أجل أن يصرف الإنسان عن الله وعبادته و طاعته.
لهذا الرمز،أراد الله تعالى للمؤمنين أن يرجموه،ثمّ يتقربون بعد ذلك إلى الله،ليضحّوا بين يديه،و ليقدموا هذا القربان الذي يرمز إلى قربان النبي إبراهيم (عليه السلام) و هو يتوجه إلى ولده إسماعيل (عليه السلام): (يا بني...إني أرى في المنام أني أذبحك،فانظر ماذا ترى...)
و كانت الرؤيا بمثابة الوحي للأنبياء (عليهم السلام)...قال: يا بني إنّ الله تعالى يأمرني أن أذبحك،فما هو رأيك؟...و جاء الجواب من الولد البارّ المؤمن: (يا أبتِ افعل ما تؤمر،ستجدني إن شاء الله من الصابرين) (فلما أسلما) أسلم الأب قلبه و إيمانه و عاطفته لله تعالى...و أسلم الإبن – و هو في ريعان الشباب – أمره لله تعالى،و سحق – من أجل ذلك – كل حبه للحياة و تطلعاتها...مادام الله قد أمر فليست هناك مشكلة في أن يقدم قرباناً لله...
فلما أسلم الأب أمره لله،و وقف بين يديه،يشهده على نفسه: إنّه تعالى أعزّ عليه من ولده.
و وقف الإبن يشهد الله على نفسه،إنّه تعالى أعزّ عليه من نفسه...(فلما أسلما و تلّه للجبين) صراع إبراهيم (عليه السلام) ولده إسماعيل (عليه السلام) على جبين،و هنا تمت الرؤيا،لم ير في المنام أنّه ذبح،و إنما رأى أنّه يعدّ لذبحه (و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين،إنّ هذا لهو البلاء المبين).
هذا هو الإمتحان الكبير الواضح الذي يقف فيه الإنسان ليقدم ولده قرباناً لله تعالى،لأنّ الله يأمره بذلك،و يقدم نفسه قرباناً لله تعالى لأنّ الله يأمره بذلك...و ماذا كانت النتيجة؟..(و فديناه بذبح عظيم)...و فداه الله تعالى بكبش ذبحه إبراهيم (عليه السلام)،و تخليداً لهذه التضحية النادرة جعلها الله من واجبات الحج...الحجاج ينطلقون هناك قريباً من المكان الذي تعرض فيه إبراهيم للتجربة،ليقدموا هذا القربان،و يقولوا:
يا رب..إنك قبلت بالقربان هناك ليكون فداءً لإسماعيل (عليه السلام) و نحن نقدم لك هذا القربان لنشهدك و نعاهدك على أن نعود لبلادنا لنقدم هناك النفس و المال و الولد و كل ما نملك قرابين لك ما دمت تريد ذلك.
في هذا الجو كان عيد الأضحى،العيد الذي يمثل الرمز للتضحية و طاعة الله و عبادته،و الرمز للإنفتاح على الله، والذوبان في دين
الله...و من خلال ذلك نعتبر أنّ العيد رمز للإمتثال لأمر الله،فكل يوم لا يُعصى فيه الله...العيد الأكبر في الإسلام هو أن تعبد الله و تطيعه،لا أن تنظف جسدك و ثيابك – و هذا جيِّد -،بل أن تنظف قلبك حتى لا تترك فيه حقداً على إنسان،و تنظف روحك حتى لا تنطلق إلا بالخير لكل الناس،و تنظف مواقفك حتى لا تتحرك إلا بما ينفع الناس،و تنظف طاقاتك حتى لا تسخَّر للإضرار بعباد الله،و لا تتحرك في أي موقع إلا إذا علمت أن ذلك يرضي الله.
.......
المصدر: كتاب من أجل الإسلام.
www.balagh.com
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.هود88.
.........
إخوتي الكرام أعضاء و زوار منتديات جـوهرة تيـسمسيلت.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
........
من وحي عيد الأضحى المبارك
*العلاّمة الفقيد السيد محمد حسين فضل الله.
.....
اليوم عيد الأضحى المبارك،في هذا اليوم نتطلع إلى حجاج بيت الله الحرام بعد أن قضوا الشطر الأكبر من حجهم،نتطلع إليهم و هم ينطلقون في "منى" لرجم الشيطان...الشيطان الذي يريد أن يقترب من إيمانهم ليحوله إلى كفر،و من هواهم ليحوله إلى ضلال،و من إستقامتهم ليحولها إلى إنحراف..الشيطان الذي يعمل بكل قوته و طاقته من أجل أن يصرف الإنسان عن الله وعبادته و طاعته.
لهذا الرمز،أراد الله تعالى للمؤمنين أن يرجموه،ثمّ يتقربون بعد ذلك إلى الله،ليضحّوا بين يديه،و ليقدموا هذا القربان الذي يرمز إلى قربان النبي إبراهيم (عليه السلام) و هو يتوجه إلى ولده إسماعيل (عليه السلام): (يا بني...إني أرى في المنام أني أذبحك،فانظر ماذا ترى...)
و كانت الرؤيا بمثابة الوحي للأنبياء (عليهم السلام)...قال: يا بني إنّ الله تعالى يأمرني أن أذبحك،فما هو رأيك؟...و جاء الجواب من الولد البارّ المؤمن: (يا أبتِ افعل ما تؤمر،ستجدني إن شاء الله من الصابرين) (فلما أسلما) أسلم الأب قلبه و إيمانه و عاطفته لله تعالى...و أسلم الإبن – و هو في ريعان الشباب – أمره لله تعالى،و سحق – من أجل ذلك – كل حبه للحياة و تطلعاتها...مادام الله قد أمر فليست هناك مشكلة في أن يقدم قرباناً لله...
فلما أسلم الأب أمره لله،و وقف بين يديه،يشهده على نفسه: إنّه تعالى أعزّ عليه من ولده.
و وقف الإبن يشهد الله على نفسه،إنّه تعالى أعزّ عليه من نفسه...(فلما أسلما و تلّه للجبين) صراع إبراهيم (عليه السلام) ولده إسماعيل (عليه السلام) على جبين،و هنا تمت الرؤيا،لم ير في المنام أنّه ذبح،و إنما رأى أنّه يعدّ لذبحه (و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين،إنّ هذا لهو البلاء المبين).
هذا هو الإمتحان الكبير الواضح الذي يقف فيه الإنسان ليقدم ولده قرباناً لله تعالى،لأنّ الله يأمره بذلك،و يقدم نفسه قرباناً لله تعالى لأنّ الله يأمره بذلك...و ماذا كانت النتيجة؟..(و فديناه بذبح عظيم)...و فداه الله تعالى بكبش ذبحه إبراهيم (عليه السلام)،و تخليداً لهذه التضحية النادرة جعلها الله من واجبات الحج...الحجاج ينطلقون هناك قريباً من المكان الذي تعرض فيه إبراهيم للتجربة،ليقدموا هذا القربان،و يقولوا:
يا رب..إنك قبلت بالقربان هناك ليكون فداءً لإسماعيل (عليه السلام) و نحن نقدم لك هذا القربان لنشهدك و نعاهدك على أن نعود لبلادنا لنقدم هناك النفس و المال و الولد و كل ما نملك قرابين لك ما دمت تريد ذلك.
في هذا الجو كان عيد الأضحى،العيد الذي يمثل الرمز للتضحية و طاعة الله و عبادته،و الرمز للإنفتاح على الله، والذوبان في دين
الله...و من خلال ذلك نعتبر أنّ العيد رمز للإمتثال لأمر الله،فكل يوم لا يُعصى فيه الله...العيد الأكبر في الإسلام هو أن تعبد الله و تطيعه،لا أن تنظف جسدك و ثيابك – و هذا جيِّد -،بل أن تنظف قلبك حتى لا تترك فيه حقداً على إنسان،و تنظف روحك حتى لا تنطلق إلا بالخير لكل الناس،و تنظف مواقفك حتى لا تتحرك إلا بما ينفع الناس،و تنظف طاقاتك حتى لا تسخَّر للإضرار بعباد الله،و لا تتحرك في أي موقع إلا إذا علمت أن ذلك يرضي الله.
.......
المصدر: كتاب من أجل الإسلام.
www.balagh.com
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.هود88.