كيف نحتفل بالعيد؟
*العلاّمة الفقيد السيد محمد حسين فضل الله.
..........
إنّك إذا عبدت الله كما يريد الله أن تعبده،و اتقيت الله كما يريد الله أن تتقيه،و تحركت في طريقه كما يريد الله أن تتحرك،و جاهدت في سبيله كما يريد الله أن تجاهد،و تحملت مسؤوليتك في الحياة في كل ما أمرك به الله...فإنك بذلك تستطيع أن تحتفل بالعيد،عيد الفرح برضا الله و رحمته و طاعته...أمّا فرح الدنيا الزائل،فكم يستمر؟...ساعة،شهر،سنة...لهذا يريد الله منّا أن نعيش الفرح الروحي الذي يملأ حياتنا بالمحبة و الرحمة،و يوجه حياتنا على أساس الوحدة في الإعتصام بحبل الله و شريعته و كل ما يرضيه...إنّ هذا الفرح هو فرح الدنيا الذي يؤدي إلى فرح الآخرة...هذا هو مفهوم العيد الأعمق الذي نستوحيه من عيدي الفطر و الأضحى:
- عيد الفطر هو عيد القيام بالمسؤولية من خلال الإلتزام بطاعة الله،و الإحتفال به هو إحتفال بطاعة الله.
- و عيد الأضحى هو عيد التضحية و الفداء من أجل ما يرضي الله سبحانه و تعالى،و الإحتفال به هو إحتفال بالإمتثال لأوامر الله و نواهيه.
و من خلال ذلك لا يتحرك العيد في مناسبة معيّنة تأتي و تذهب،بل هي مناسبة الحياة كلها،لأنّ الحياة كلها تمثل مسؤوليتك أمام الله،و لأنّ الحياة كلها تمثل دعوة الله إليك من أجل أن تضحي في سبيله،و معنى ذلك أنّ الله تعالى عندما جعل مناسبتي عيد الفطر و الأضحى تتحركان في خط المسؤولية أمام الله و في خط التضحية في سبيل الله،فمعنى ذلك: أنّ الله يريد أن يشير عليك:
بأن تجعل الحياة عيداً،لأنّ الحياة ساحة للمسؤولية و التضحية.
و في هذا الإتّجاه علينا أن نفهم فلسفة العيد:
إرتباطاً بالله و قياماً بالمسؤولية.
و تضحية في سبيله،و علينا،أيضاً،أن نجعل من كل ما استحدثناه من أعياد أعياداً تتحرك في هذا الخط،فالله تعالى لم يشرّع إلا عيدين فقط:
الفطر و الأضحى...عيد المولد النبوي و عيد الغدير و يوم الإسراء و المعراج..ليست أعياداً تشريعية،و إنّما هي أعياد تستمد خطوطها و مفاهيمها من الأعياد التشريعية الرمز،فكما نحتفل بعيدي الفطر و الأضحى،علينا أن نحتفل بالأعياد المستحدثة الأخرى،فنكون دائماً في خط المسؤولية و التضحية و الطاعة لله وحده.
كل إنسان – اليوم – يجعل لنفسه عيداً،عيد ميلاد،ما معنى عيد الميلاد هنا؟..الإحتفال لا يكون لأنك جئت إلى هذه الدنيا،بل لأنك جئت لتقوم بمسؤوليتك في الحياة،فعندما تمر عليك السنون،و يأتي يوم مولدك،و تدعو أصدقاءك...فكر هل كانت هذه السنون المتتابعة في طاعة الله...فإذا كانت كذلك،فيحق لك الإحتفال و الفرح..أما إذا كانت في معصية الله،فعليك أن تقيم حفلة تأبين و عزاء،لأنّك هنا تنعي مصيرك من خلال تاريخك الماضي...هكذا يجب أن نفهم الحياة،أن نفهم معنى العيش...العيش في سبيل الله و طاعته،و أن نخدم رسالته في خطه و ساحته.
.........
المصدر: كتاب من أجل الإسلام.
*العلاّمة الفقيد السيد محمد حسين فضل الله.
..........
إنّك إذا عبدت الله كما يريد الله أن تعبده،و اتقيت الله كما يريد الله أن تتقيه،و تحركت في طريقه كما يريد الله أن تتحرك،و جاهدت في سبيله كما يريد الله أن تجاهد،و تحملت مسؤوليتك في الحياة في كل ما أمرك به الله...فإنك بذلك تستطيع أن تحتفل بالعيد،عيد الفرح برضا الله و رحمته و طاعته...أمّا فرح الدنيا الزائل،فكم يستمر؟...ساعة،شهر،سنة...لهذا يريد الله منّا أن نعيش الفرح الروحي الذي يملأ حياتنا بالمحبة و الرحمة،و يوجه حياتنا على أساس الوحدة في الإعتصام بحبل الله و شريعته و كل ما يرضيه...إنّ هذا الفرح هو فرح الدنيا الذي يؤدي إلى فرح الآخرة...هذا هو مفهوم العيد الأعمق الذي نستوحيه من عيدي الفطر و الأضحى:
- عيد الفطر هو عيد القيام بالمسؤولية من خلال الإلتزام بطاعة الله،و الإحتفال به هو إحتفال بطاعة الله.
- و عيد الأضحى هو عيد التضحية و الفداء من أجل ما يرضي الله سبحانه و تعالى،و الإحتفال به هو إحتفال بالإمتثال لأوامر الله و نواهيه.
و من خلال ذلك لا يتحرك العيد في مناسبة معيّنة تأتي و تذهب،بل هي مناسبة الحياة كلها،لأنّ الحياة كلها تمثل مسؤوليتك أمام الله،و لأنّ الحياة كلها تمثل دعوة الله إليك من أجل أن تضحي في سبيله،و معنى ذلك أنّ الله تعالى عندما جعل مناسبتي عيد الفطر و الأضحى تتحركان في خط المسؤولية أمام الله و في خط التضحية في سبيل الله،فمعنى ذلك: أنّ الله يريد أن يشير عليك:
بأن تجعل الحياة عيداً،لأنّ الحياة ساحة للمسؤولية و التضحية.
و في هذا الإتّجاه علينا أن نفهم فلسفة العيد:
إرتباطاً بالله و قياماً بالمسؤولية.
و تضحية في سبيله،و علينا،أيضاً،أن نجعل من كل ما استحدثناه من أعياد أعياداً تتحرك في هذا الخط،فالله تعالى لم يشرّع إلا عيدين فقط:
الفطر و الأضحى...عيد المولد النبوي و عيد الغدير و يوم الإسراء و المعراج..ليست أعياداً تشريعية،و إنّما هي أعياد تستمد خطوطها و مفاهيمها من الأعياد التشريعية الرمز،فكما نحتفل بعيدي الفطر و الأضحى،علينا أن نحتفل بالأعياد المستحدثة الأخرى،فنكون دائماً في خط المسؤولية و التضحية و الطاعة لله وحده.
كل إنسان – اليوم – يجعل لنفسه عيداً،عيد ميلاد،ما معنى عيد الميلاد هنا؟..الإحتفال لا يكون لأنك جئت إلى هذه الدنيا،بل لأنك جئت لتقوم بمسؤوليتك في الحياة،فعندما تمر عليك السنون،و يأتي يوم مولدك،و تدعو أصدقاءك...فكر هل كانت هذه السنون المتتابعة في طاعة الله...فإذا كانت كذلك،فيحق لك الإحتفال و الفرح..أما إذا كانت في معصية الله،فعليك أن تقيم حفلة تأبين و عزاء،لأنّك هنا تنعي مصيرك من خلال تاريخك الماضي...هكذا يجب أن نفهم الحياة،أن نفهم معنى العيش...العيش في سبيل الله و طاعته،و أن نخدم رسالته في خطه و ساحته.
.........
المصدر: كتاب من أجل الإسلام.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة يناير 11, 2013 3:58 pm عدل 1 مرات