إن الدين عند الله الإسلام.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى.
.....
فقد وردت إلينا الرسالة التالية: سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
السؤال: ظهرت في العصر الحديث فرقة انتشرت في أوربا و أمريكا انضم إليها عدد من المثقفين و المفكرين و المؤلفين المنتسبين إلى الإسلام.و تتلخص عقيدة هذه الفرقة بأن الديانات الكبرى كاليهودية و النصرانية و الهندوكية و البوذية و غيرها هي أديان صحيحة و مقبولة عند الله سبحانه و تعالى.و أن المخلصين من أتباعها يصلون إلى الحق و ينجون من النار و يدخلون الجنة دون حاجة في كل هذا إلى الدخول إلى الإسلام.
أرجو من سماحتكم الرد على هذا الزعم.
.........
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله و أصحابه و من اهتدى بهداه أما بعد:
فهذا الزعم المذكور باطل بالنصوص من الكتاب و السنة و إجماع العلماء.
أما الكتاب فقوله جل و علا: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[1].
و قوله سبحانه: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[2]،و قوله عز وجل في سورة المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[3] و الآيات في هذا المعنى كثيرة.
و أما السنة فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي و لا نصراني ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ) أخرجه مسلم في صحيحه.
و في الصحيحين عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ذكر منها و كان النبي يبعث إلى قومه خاصة و بعثت إلى الناس عامة)،و يدل على هذا المعنى من القرآن الكريم قوله سبحانه: وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَ نَذِيرًا[4]،و قوله عز وجل: وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ[5]،و قوله سبحانه: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَ لِيُنْذَرُوا بِهِ[6] الآية.
و قوله عز و جل في سورة الأعراف في شأن نبيه محمد صلى الله عليه و سلم: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[7] ثم قال سبحانه بعد ذلك: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِمَاتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[ثمانية].
و قد أجمع العلماء على أن رسالة محمد صلى الله عليه و سلم عامة لجميع الثقلين،و أن من لم يؤمن به و يتبع ما جاء به فهو من أهل النار و من الكفار سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو هندوكيا أو بوذيا أو شيوعيا أو غير ذلك.
فالواجب على جميع الثقلين من الجن و الإنس أن يؤمنوا بالله و رسوله،و أن يعبدوا الله وحده دون ما سواه،و أن يتبعوا رسوله محمدا صلى الله عليه و سلم حتى الموت.
و بذلك تحصل لهم السعادة و النجاة و الفوز في الدنيا و الآخرة كما تقدم ذلك في الآيات السابقة و الحديث الشريف،و كما قال الله عز و جل: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ[9].
و قال سبحانه: وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[10]،
و قال عز و جل في سورة النور: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[11] و الآيات في هذا المعنى كثيرة.
و جميع الديانات المخالفة للإسلام فيها من الشرك و الكفر بالله ما يخالف دين الإسلام الذي بعث الله به الرسل و أنزل به الكتب و بعث به محمدا صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء و أفضلهم..و فيها عدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه و سلم و عدم اتباعه،و ذلك كاف في كفرهم و استحقاقهم غضب الله و عقابه و حرمانهم من دخول الجنة و استحقاقهم لدخول النار إلا من لم تبلغه دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم.
فهذا أمره إلى الله سبحانه و تعالى.و الصحيح: أنه يمتحن يوم القيامة فإن أجاب لما طلب منه دخل الجنة و إن عصا دخل النار،و قد بسط العلامة ابن القيم - رحمه الله - هذه المسألة و أدلتها في آخر كتابه: طريق الهجرتين تحت عنوان: طبقات المكلفين.
فمن أراده فليراجعه ليستفيد منه الفائدة الكبيرة..و الله ولي التوفيق،و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
..........
[1] سورة آل عمران الآية 19.
[2] سورة آل عمران الآية 85.
[3] سورة المائدة الآية 3.
[4] سورة سبأ الآية 28.
[5] سورة الأنعام الآية 19.
[6] سورة إبراهيم الآية 52.
[7] سورة الأعراف الآية 157.
[8] سورة الأعراف الآية 158.
[9] سورة غافر الآيتان 51 – 52.
[10] سورة الحج الآيتان 40 – 41.
[11] سورة النور الآية 55.
.............
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى.
الموقع الرئيسي للشيخ
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى.
.....
فقد وردت إلينا الرسالة التالية: سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
السؤال: ظهرت في العصر الحديث فرقة انتشرت في أوربا و أمريكا انضم إليها عدد من المثقفين و المفكرين و المؤلفين المنتسبين إلى الإسلام.و تتلخص عقيدة هذه الفرقة بأن الديانات الكبرى كاليهودية و النصرانية و الهندوكية و البوذية و غيرها هي أديان صحيحة و مقبولة عند الله سبحانه و تعالى.و أن المخلصين من أتباعها يصلون إلى الحق و ينجون من النار و يدخلون الجنة دون حاجة في كل هذا إلى الدخول إلى الإسلام.
أرجو من سماحتكم الرد على هذا الزعم.
.........
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله و أصحابه و من اهتدى بهداه أما بعد:
فهذا الزعم المذكور باطل بالنصوص من الكتاب و السنة و إجماع العلماء.
أما الكتاب فقوله جل و علا: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[1].
و قوله سبحانه: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[2]،و قوله عز وجل في سورة المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[3] و الآيات في هذا المعنى كثيرة.
و أما السنة فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي و لا نصراني ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ) أخرجه مسلم في صحيحه.
و في الصحيحين عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ذكر منها و كان النبي يبعث إلى قومه خاصة و بعثت إلى الناس عامة)،و يدل على هذا المعنى من القرآن الكريم قوله سبحانه: وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَ نَذِيرًا[4]،و قوله عز وجل: وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ[5]،و قوله سبحانه: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَ لِيُنْذَرُوا بِهِ[6] الآية.
و قوله عز و جل في سورة الأعراف في شأن نبيه محمد صلى الله عليه و سلم: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[7] ثم قال سبحانه بعد ذلك: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِمَاتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[ثمانية].
و قد أجمع العلماء على أن رسالة محمد صلى الله عليه و سلم عامة لجميع الثقلين،و أن من لم يؤمن به و يتبع ما جاء به فهو من أهل النار و من الكفار سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو هندوكيا أو بوذيا أو شيوعيا أو غير ذلك.
فالواجب على جميع الثقلين من الجن و الإنس أن يؤمنوا بالله و رسوله،و أن يعبدوا الله وحده دون ما سواه،و أن يتبعوا رسوله محمدا صلى الله عليه و سلم حتى الموت.
و بذلك تحصل لهم السعادة و النجاة و الفوز في الدنيا و الآخرة كما تقدم ذلك في الآيات السابقة و الحديث الشريف،و كما قال الله عز و جل: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ[9].
و قال سبحانه: وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[10]،
و قال عز و جل في سورة النور: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[11] و الآيات في هذا المعنى كثيرة.
و جميع الديانات المخالفة للإسلام فيها من الشرك و الكفر بالله ما يخالف دين الإسلام الذي بعث الله به الرسل و أنزل به الكتب و بعث به محمدا صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء و أفضلهم..و فيها عدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه و سلم و عدم اتباعه،و ذلك كاف في كفرهم و استحقاقهم غضب الله و عقابه و حرمانهم من دخول الجنة و استحقاقهم لدخول النار إلا من لم تبلغه دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم.
فهذا أمره إلى الله سبحانه و تعالى.و الصحيح: أنه يمتحن يوم القيامة فإن أجاب لما طلب منه دخل الجنة و إن عصا دخل النار،و قد بسط العلامة ابن القيم - رحمه الله - هذه المسألة و أدلتها في آخر كتابه: طريق الهجرتين تحت عنوان: طبقات المكلفين.
فمن أراده فليراجعه ليستفيد منه الفائدة الكبيرة..و الله ولي التوفيق،و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
..........
[1] سورة آل عمران الآية 19.
[2] سورة آل عمران الآية 85.
[3] سورة المائدة الآية 3.
[4] سورة سبأ الآية 28.
[5] سورة الأنعام الآية 19.
[6] سورة إبراهيم الآية 52.
[7] سورة الأعراف الآية 157.
[8] سورة الأعراف الآية 158.
[9] سورة غافر الآيتان 51 – 52.
[10] سورة الحج الآيتان 40 – 41.
[11] سورة النور الآية 55.
.............
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى.
الموقع الرئيسي للشيخ
عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد مايو 27, 2012 1:46 pm عدل 1 مرات