جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    الإعتدال والتوازن..فضيلة بين رذيلتين.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الإعتدال والتوازن..فضيلة بين رذيلتين. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام الإعتدال والتوازن..فضيلة بين رذيلتين.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت فبراير 12, 2011 2:45 pm

    الإعتدال والتوازن..فضيلة بين رذيلتين.
    موقع البلاغ.

    ............
    الطفولة أيام لعب ولهو ولغو، كما أنّ الشيخوخة أيام عناء ومرض وشقاء.. أمّا أيام الشباب، فهي أيام القوّة والفتوّة والعطاء، وهي أجمل أيام العمر وأخصب مراحله.
    ويأتي الشتاء حاملاً برده القارس فننكمش، ويحلّ الصيف بحرّه اللاهب الشديد فنكاد نخلع جلودنا، ثمّ يقبل الخريف بإبتسامته الصفراء وخفّيه الصفراوين وملابسه التي تغلب عليها الصفرة.. وبين هذه الصفرة الذابلة، وذلك الحرّ، وتلك البرودة، يهل فصل رائق رائع، نقي السماء، لطيف الهواء، كثيف الخضرة، عذب المياه، يعيد للطبيعة توازنها وإعتدالها..ذلك هو فصل الربيع.
    وفي الشتاء، قد تفيض الأنهار وتهدم السدود، وتجرف في طريقها المزارع والبيوت والحيوان والإنسان.
    وفي الصيف، قد يغزو الجفاف والتصحُّر مناطق شاسعة من الأرض، فتبدو قاحلة ماحلة متشققة تشتكي العطش.
    والفيضان كارثة..والجفاف كارثة.
    أمّا المناخ المعتدل الذي تتساقط أمطاره لتروي عطش الأرض، وتنثر الخصب في المراعي لينبت الزرع ويمتلئ الضرع ويعمّ الخير..فهو أمل كلّ فلاح، بل كل إنسان يبحث عن الإستقرار والعطاء، بين الماء والنماء.
    والنارُ في أوّلها حلقاتُ دخان تعمي العيون، وفي ختامها رماد هامد خامد، وبين انبعاث الدخان وموت النار، تتلظّى جمرات الدفء الذي يتسلّل لذيذاً إلى الأوصال الباردة المرتجفة.
    والحياة، في أي جانب نظرت إليها، لا تعدو أن تكون واحدة من حالات ثلاث: إفراط في شيء، أي مبالغة فيه، أو تفريط في شيء، أي تقصير فيه، وحالة بين بين، وهي نُسمِّيه بالإعتدال.
    فالبخل مذموم، والبخيل إنسان يشمئزّ الناس منه ويقرفون، كما أنّ الإسراف والتبذير حالة ممقوتة أيضاً، فالمبذِّرون إنّما كانوا إخوان الشياطين، لأنّ الشيطان يسرف في عدوانه على الإنسان، والمبذِّر يسرف في أمواله، فكأنّما يعتدي عليها، والعدوان، سواء وقع على النفس أو على المال أو على الآخر، فهو تطرُّف وتجاوز وتعدٍّ.
    أمّا الحالة الوسط، وهي حالة الإنسان الذي لا يبخل ولا يبذِّر، وإنّما ينفق بإعتدال، فهي الحالة التي تعبِّرُ عن الإتزان في الشخصية (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (الفرقان/ 67).
    وهي متوازنة مادامت لا تنظر إلى المال بأنّه سبب من أسباب الخلود، ولا تستهين به فتتعامل معه تعامل السفيه بأمواله.
    من ذلك كلّه، فإنّ أفضل ما يمكن أن نعرّف به حالة الإعتدال والتوازن إنّها "فضيلةٌ بين رذيلتين"..كيف ذلك؟
    فالتهوّر في السرعة لدى بعض الشبان ممّن يقودون سياراتهم أو مركباتهم بسرعة جنونية، أمر مرفوض ذوقاً وقانوناً لأنّه يؤدِّي إلى مخاطر جسيمة، كما أنّ البطء الشديد الذي يصل إلى درجة الخوف والتردّد والمحاذرة الزائدة، مرفوض أيضاً، لأنّه كالسرعة السريعة ربّما يؤدي إلى حوادث مؤسفة. أمّا السرعة المعتدلة المعقولة والمقبولة، فهي التي تحافظ على الأمن العام والسلامة الشخصية، وتوصل إلى الهدف والمقصد بسلام.
    من هنا كانت الحالة الوسطى هي الحالة الفُضلى "خير الأمور أوسطها"، الأمر الذي يعني أنّ هذه المقولة الأساسية تقدِّم لكلّ شاب وفتاة معياراً من معايير الإختيار المناسب، أي النظرة بين نظرتين: (المغالية) و(المجحفة).
    فحينما تقف بين تطرُّفين، ويُطلب منك أن تحكم وتختار، فإنّك تحكم على التطرُّف بالرفض، وتنتقي الحل الوسط الذي هو لا مغالاة مرفوضة ولا إجحاف مرفوض، ولكن أمرٌ بين أمرين.
    فالفقر عوز، ومذلّة، وحاجة شديدة تصرف الإنسان عن التفكير بأيّ شيء سوى الإنشغال بلقمة العيش كهمّ دائم وملازم. والثراء الفاحش، بطر، وبذخ، وتبذير، وتكبُّر، وتعالي على البسطاء والفقراء، وربّما إعراض عن ذكر الله.
    أمّا الحياة الهانئة السعيدة، فتلك المعيشة المتوسطة التي تكفل للإنسان تأمين إحتياجاته الضرورية، وتكفيه مؤونة الإستدانة والإقتراض، بما يجعله قرير العين هانئ البال لا يشتكي عوزاً ولا يعاني تخمة أو بذخاً مسرفاً.
    ونحن هنا لا نتحدّث بطريقة حسابية رياضية هندسية، تقيس الأمور بالمسطرة، فالحالة المتوسطة هي حالة بحبوحة العيش وليست الخط الفاصل بين الفقر المدقع والثراء الفاحش، وإلا ما كان الله أمرنا بطلب الرزق والتوسعة فيه.
    - إعادة نظر:
    قد يتصوّر بعض الشبان والفتيات أنّ الغنى حالة ممقوتة دائماً، وهو تصوّر خاطئ. فالثراء الممقوت هو الثراء الفاحش الذي يشبه ثراء (قارون) الذي كان يخرج بزينته مستكبراً على قومه، أو كذاك التاجر الثري الذي سحب رداءه بزهو وخيلاء، لأنّه لامس شخصاً فقيراً فخشي أن يمسّه من فقره شيء، فالتفت النبي (صلى الله عليه و سلم) إلى ذلك، واعتبر هذا السلوك حالة شيطانية، أي أنّ الشيطان هو الذي يزيِّن لصاحب الثراء أنّه أرفع مقاماً وأعلى قدراً من سائر الناس.
    فالثراء المذموم هو الذي يجعل صاحبه بخيلاً مقتّراً على نفسه ومضيّقاً على عياله وأصدقائه والمحتاجين من معارفه وأقربائه وعامة المسلمين، عملاً بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (المعارج/ 24-25).
    والثراء المذموم، هو الذي يجعل صاحبه يستشعر أنّ ذلك بجهده وقدرته وطوله، وليس لله في ذلك فضل ولا منّة، فيبطر ويفجر، وينسى ذكر الله وشكر الله وقدرة الله ورزقه (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا * أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد/ 6-10).
    لقد آتى الله سبحانه وتعالى سليمان (ع) ملكاً عظيماً، لكن هذا الملك لم يُنسِ سليمان ذكر الله وشكره، بل قال: (...هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ...) (النمل/ 40).
    وفي قبال ذلك، فإن مقولة "القناعة كنز لا يفنى" تحتاج هي الأخرى إلى إعادة نظر، فالله سبحانه وتعالى لا يريد للإنسان أن يبقى عند حد معيّن من الرزق لا يتجاوزه، وربّما راح بعض الشبان يردِّد هذه المقولة لكي لا يتعب نفسه في تحصيل المزيد من الرزق أو الدرجات.
    إنّ هذا فهم خاطئ لمفهوم (القناعة).
    فالقناعة تعني أن تبذل وسعك وقصارى جهدك، حتى إذا لم تتمكّن من تحصيل ما كنت تطمح إليه من رزق، لسبب أو لآخر، فلا تهلك أسفاً، ولا تذهب نفسك حسرات على ما حالت العوائق دون تحقيقه، واقنع بما نلت مؤملاً نفسك بنوال ما تبتغي في مسعى آخر ومحاولة ثانية، وجهدٍ أكبر.
    لقد آتانا الله من المواهب والقدرات البدنية والعقلية ما يجعلنا نحصل على أضعاف ما نحصل عليه الآن، فلِمَ التستر بشعار (القناعة) لتغطية قصور الهمّة، وضعف السعي، وعدم تكرار المحاولة؟
    إنّ القناعة تعني أن لا تلجأ إلى الأساليب المنحرفة والملتوية لتحصيل ما تتمنّى، فإذا عاقتك الموانع من بلوغ أمنياتك، فليس تتوسل بالوسائل الرخيصة أو المذلّة أو العوجاء لبلوغها، وإنّما حاول أن تتدرَّع بالقناعة كلون من ألوان الصبر والتهدئة النفسيّة، وليس كحالة من حالات التجميد للطاقات العقلية أو البدنية.
    ومما يحتاج إلى إعادة نظر أيضاً، هي أنّ الوسطية جميلة في أشياء كثيرة، ولكن ليست في كلّ شيء، فليس – مثلاً – في طلب العلم حالة وسطى، فالمرء عالم ما طلب العلم، والله تعالى يقول: (... وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) (طه/ 114)، فزيادة العلم زيادة في الخير، ولهذا أوصى النبي (ص) بطلب العلم من المهد إلى اللحد، حتى لا يقول شاب: هذا المستوى من العلم يكفيني، لأحصل على شهادة التخرُّج من الجامعة وينتهي كلّ شيء، أو تقول فتاة: إذا نلت شهادة الثانوية فذلك يكفي، المهم أن لا أكون أُميّة.
    فقد لا نحتاج إلى الدراسات العليا، أو تحول دون الحصول عليها عوائق معيّنة، لكنّنا نحتاج بالتأكيد إلى تنمية رصيدنا من العلم والمعرفة والثقافة، لأنّ الحياة في كلّ حقولها – الصعبة المعقدة والبسيطة السهلة – تحتاج إلى العلم والمعرفة. فأنت إذا أردت أن تميِّز بين شخصين، فإنّ العلم يأتي في مقدّمة العلامات الفارقة والمميزة في أيّهما أكثر علماً (... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ...) (الزمر/ 9)، (... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ...) (المجادلة/ 11).
    و(العمل) في سبيل الله كالعلم لا نرضى منه بالحدود المتوسطة، لأنّه مضمار السباق وميدان المنافسة (... لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا...) (الملك/ 2).
    و(التقوى) كما العلم والعمل، كلّما زادت زاد الخير وعمّ الأمان وانتشرت الفضيلة (...إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ...) (الحجرات/ 13).

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 8:39 pm