لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه ،فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى ،فانظر إلى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء ،ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها ،إذا كان الأمس ضاع فبين يديك اليوم ،وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل، فلديك الغد لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل، واحلم بشمس مضيئه في غد جميل ،ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى.
..................
البكاء نتيجة الضغوط النفسية.
.......................
لا يعتبر اعتراضا على القضاء و القدر،ولا تسخطا من القضاء و القدر،لأن هذا أمر تمليه الطبيعة و ليس باختيار الإنسان،و لهذا تجد الرجل يمر بالآية من كتاب الله في وقت فيبكي من خشية الله عز وجل ،و يقرأ نفس الآية في وقت آخر لا تحرك له ساكنا،و هذا ليس باختيار الإنسان،و تجد الإنسان صبورا حازما قويا،و إذا نابته نائبة من الدهر جعل يبكي كأنه صبي مع أنه لا يحب هذا.
فإذا بكى الإنسان لضائقة أصابته فلا لوم عليه في هذا،و ليس ذلك اعتراضا على القدر،و إنما أمر طبيعي لا يملك الإنسان منعه ولا جلبه..
.....................
ابن عثيمين:فتاوى نور على الدرب1.
المصدر:كتاب 500جواب في الطب و التداوي.إعداد أحمد بن عبد الله الشافعي.دار ابن حزم.القاهرة.