جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    ܓܨأماه..أين وطني؟ܓ قصة قصيرة للأطفال.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    ܓܨأماه..أين وطني؟ܓ قصة قصيرة للأطفال.   7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام ܓܨأماه..أين وطني؟ܓ قصة قصيرة للأطفال.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأربعاء مارس 02, 2011 11:27 am

    أماه..أين وطني؟..بقلم جاسم محمد صالح
    قصة قصيرة للأطفال

    .......................
    ركض (سامح) هنا وهناك كمن يبحث عن شيء يشعر بحاجة إليه، لكنه لا يعرف ذلك الشيء الذي يبحث عنه..فاقترب من الحمامة الرمادية وهي تهدل على غصن شجرة قريبة منه وسألها:
    - أين بيتك أيتها الحمامة الرمادية؟
    - إنه عش جميل ودافئ على غصن شجرة الزيتون تلك.
    تألم (سامح) حينما سمع ذلك، ومع هذا توجه نحو النسر الأبيض الذي حطّ لتوه على غصن شجرة قريبة منه وسأله:
    - أين بيتك أيها النسر الأبيض؟
    - إنه قرب الصخرة، فوق قمة ذلك الجبل العالي المغطى بالثلوج.. إن أفراخي هنالك ينامون فيه بهدوء.. بعد قليل سأذهب إليهم.
    تألم (سامح) مرة أخرى وركض بلهفة وراء فراشة برتقالية تطير من زهرة إلى زهرة تبحث عن الرحيق الذي تصنع منه العسل، واقترب منها بهدوء وسألها:
    - أين بيتك أيتها الفراشة البرتقالية؟
    توقفت الفراشة البرتقالية عن امتصاص الرحيق وضحكت كثيرا، ثم قالت له:
    - بيتي فوق أوراق تلك الوردة الكبيرة الحمراء.. ياه ما أجمله!!! وما أطيب رائحته!!!
    امتلأ (سامح) بالألم مرة أخرى ودمعت عيناه، لكنه توجه نحو ساقية قريبة منه وشاهد فيها سمكة ملونة صغيرة وهي تسبح بهدوء وفرح مع بقية الأسماك وسأل السمكة:
    - أين بيتك أيتها السمكة الصغيرة الجميلة؟
    فأجابته السمكة الملونة وهي تسبح في الماء الصافي بهدوء:
    - إنه في أعماق هذا النهر الجميل.. فهناك إخوتي وأصدقائي، لقد اشتقت إليهم سأذهب الآن لأراهم.
    قالت ذلك بفرح وسعادة وغطست في الماء وابتعدت بعد أن ودعته واختفت في أعماق النهر الصافي.
    بقي (سامح) في مكانه واقفا لا يعرف ماذا يقول؟؟؟ وماذا يتكلم؟؟؟
    لأنه لا يعرف إلى أي مكان يتجه، ولا يستطيع أن يجيب على السؤال الذي وجهه إلى الآخرين.. كل واحد منهم له بيت يذهب إليه، وهو الوحيد الذي لا بيت له، فحرك رجليه بصعوبة وهو يتجه نحو المكان الذي ترك أمه العجوز فيه.. مكان مصنوع من الصفائح المليئة بالتراب وسقفه مغطى بأغصان الأشجار، إنه قرب شجرة زيتون مثمرة.. لقد أصرت أمه أن يكون قرب شجرة زيتون مثمرة.
    سال (سامح) أمه والدموع تترقرق في عينية حتى سالت على خده:
    - أماه.. أين بيتي؟
    حزنت الأم حزنا كبيرا.. لكنها فرحت في الوقت نفسه، فالآن (سامح) أصبح كبيرا وبدأ يفهم، فاقتربت منه وضمته إلى صدرها بكل قوة.. ففي تلك اللحظات تذكرت كيف أن اليهود المتوحشين هاجموا قريتها وقتلوا زوجها الذي حمل السلاح وقاومهم.. أولئك اليهود لم يكتفوا بقتل الأب بل قتلوا معه إخوته الثلاثة الآخرين.. ثم أحرقوا البيت بالمشاعل التي يحملونها معهم.. كانت دموعها المتساقطة من عينيها تنزل مثل قطرات المطر فوق خدي (سامح) الذي انتبه إلى بكاء أمه، وقالت له:
    - يا ولدي (سامح).. بيتك هو وطنك.. هناك في فلسطين، وطنك سرقه اليهود منك بعد أن قتلوا أباك وإخوتك الثلاثة.. لقد طردونا من الوطن بعد أن أصابتني إطلاقاتهم في رجلي اليمنى وفي فكي الأسفل.. ستتعلم يا ولدي وستكون رجلا قويا تحمل السلاح لتطرد اليهود من وطنك ولتقتل من قتل أباك وإخوتك الثلاثة.. وطنك يا ولدي فلسطين.. وفلسطين تنتظرك، الآن لقد كبرت وقلت لك كل شيء.. ولكن لا تنسَ يا (سامح) أن اليهود ليسوا أعداءك فقط، بل أنهم إعداء لكل البشرية.
    نظر (سامح) إلى وجه أمه وعرف الآن سبب عدم قدرتها على الكلام وعرف أيضا لماذا وضعت ساقا خشبية في رجلها اليمنى، وبسرعة تناول (سامح) منديله من جيبه ومسح به دموع أمه ودموعه بعد ذلك، وبلغة كلها تفاؤل وثقة قال لها:
    سأتعلم يا أماه..وسأعيد بيتي وأسكن فيه، بعد أن أطرد اليهود المعتدين منه.. إنهم مجرمون وقتلة وأنا لهم.
    وضم أمه إليه من جديد ضمة قوية، وأمسك كتابه وبدأ يقرأ.
    ..........................
    جاسم محمد صالح
    مداد القلم.

    ܓܨأماه..أين وطني؟ܓ قصة قصيرة للأطفال.   Hosting-b8009da9e9

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 1:49 pm