ماذا يمكن أن يكون أصل العبقرية؟؟
.................
لعل التركيز على ميزتين رئيسيتين نجد فيهما الجواب المنشود.
الميزة الاولى:
هي التركيز العظيم الذي يبذله العبقري,فالعباقرة بدون استثناء ينهمكون في اعمالهم,ويكادون يغرقون فيها,فالبعض يركز على نظرية الفرق في العبقرية أكثر مما شددوا على نظرية الوحي والالهام,و لكن ماذا يتيح للعبقري أن يفكر في مشروع طوال سنوات دونما تعب؟
ماذا يمكنه من تركيز كل شخصيته عليه؟
من الثابت ان ذلك يستدعي وحدة نفسية داخلية عميقة ,وقدرة على تنظيم وتنسيق كل طاقاتنا الواعية واللاواعية ,من أجل عناية واحدة ,و يبقى سراً كيف يتم ذلك؟
ولماذا يستطيع البعض القيام بذلك على أتم وجه؟
ولكننا مع ذلك,عندما نشعر أن كل شيء في داخلنا هو في محله ,وعندما نضيع أنفسنا في عملنا أي نصبح مغمورين كلياً في النشاط العملي المؤدي الى الابتكار والتميز.
الميزة الثانية:
هي القدرة على رؤية نموذج أو مثال في الأشياء ,وقد قال الفيلسوف الألماني "شوبنهور" إن رؤية العام في الخاص دائماً هو أساس العبقرية.
إن لكل العباقرة,بشكل من الأشكال,تلك القدرة على اختراق الواجهة العادية للحقيقة والواقع,وتمثيلها بطريقة جديدة رائعة.
فما الذي يمنح العبقرية هذه البصيرة؟
إن معظم العباقرة يذهبون الى أبعد من التفكير المتسائل ,المستفهم,المشكك,يذهبون الى سلامة النية,وهذا يعني أنهم ينظرون الى العالم برؤيا الطفل البريئة المندهشة بدلاً من النظر بعين المراهق المتعبتين.
وقد لاحظ الشاعر الألماني "شيلر" أننا إذا ما حققنا جميعاً وعود طفولتنا لأصبحنا جميعاً عباقرة,ذلك لأن الطفل هو حقاً من نوع العبقرية,وهذا مانجده في قدرة الطفل الفائقة على القيام بنشاط مبتكر وباختراع وباكتشاف,وذلك هو على وجه التقريب التعريف القاموسي للعبقري.
ولكن ماذا يحدث للعبقري في الطفولة؟
ربما يفوز بعض الأفراد بالمهارة والذكاء الكافي وبالموهبة,فيرتفع بذلك كله عن المستوى العادي للمنجزات.
والبعض يعوزهم التوازن النفسي الداخلي لتحقيق التركيز العبقري,وهناك أفراد آخرون يقضي احتكاكهم بالحياة وتطلبات التربية والتعليم,على ملكة الخلق والرؤيا البعيدة التي كانت لهم في سن الطفولة.
ان القليلين منا يحتفظون بمعنى التحدي والتجدد,ومع تقدمنا في السن نصبح حكماء,ويصبح العالم مألوفاً لدينا,ونستقر على رتابة فكرية وعاطفية مريحة.
غير ان البعض,لسبب من الاسباب غريب وغامض ,لاتكون تلك حالهم ,وهذا مايجرنا الى إلقاء نظرة أخيرة على العبقرية.
فالكثيرون منا ينظرون الى العباقرة كما لو كانوا أناساً بعيدين عنا كثيراً,يتكلمون لغة تفوق مدارك كل واحد,ولكن الواقع أن العباقرة إنسانيون الى أبعد الحدود,لا يتكلمون فحسب الينا بل يتكلمون من أجلنا.
إن العبقري المعاصر يحيرنا بآرائه وأفكاره في بادىء الأمر.
........
موقع البلاغ.
.................
لعل التركيز على ميزتين رئيسيتين نجد فيهما الجواب المنشود.
الميزة الاولى:
هي التركيز العظيم الذي يبذله العبقري,فالعباقرة بدون استثناء ينهمكون في اعمالهم,ويكادون يغرقون فيها,فالبعض يركز على نظرية الفرق في العبقرية أكثر مما شددوا على نظرية الوحي والالهام,و لكن ماذا يتيح للعبقري أن يفكر في مشروع طوال سنوات دونما تعب؟
ماذا يمكنه من تركيز كل شخصيته عليه؟
من الثابت ان ذلك يستدعي وحدة نفسية داخلية عميقة ,وقدرة على تنظيم وتنسيق كل طاقاتنا الواعية واللاواعية ,من أجل عناية واحدة ,و يبقى سراً كيف يتم ذلك؟
ولماذا يستطيع البعض القيام بذلك على أتم وجه؟
ولكننا مع ذلك,عندما نشعر أن كل شيء في داخلنا هو في محله ,وعندما نضيع أنفسنا في عملنا أي نصبح مغمورين كلياً في النشاط العملي المؤدي الى الابتكار والتميز.
الميزة الثانية:
هي القدرة على رؤية نموذج أو مثال في الأشياء ,وقد قال الفيلسوف الألماني "شوبنهور" إن رؤية العام في الخاص دائماً هو أساس العبقرية.
إن لكل العباقرة,بشكل من الأشكال,تلك القدرة على اختراق الواجهة العادية للحقيقة والواقع,وتمثيلها بطريقة جديدة رائعة.
فما الذي يمنح العبقرية هذه البصيرة؟
إن معظم العباقرة يذهبون الى أبعد من التفكير المتسائل ,المستفهم,المشكك,يذهبون الى سلامة النية,وهذا يعني أنهم ينظرون الى العالم برؤيا الطفل البريئة المندهشة بدلاً من النظر بعين المراهق المتعبتين.
وقد لاحظ الشاعر الألماني "شيلر" أننا إذا ما حققنا جميعاً وعود طفولتنا لأصبحنا جميعاً عباقرة,ذلك لأن الطفل هو حقاً من نوع العبقرية,وهذا مانجده في قدرة الطفل الفائقة على القيام بنشاط مبتكر وباختراع وباكتشاف,وذلك هو على وجه التقريب التعريف القاموسي للعبقري.
ولكن ماذا يحدث للعبقري في الطفولة؟
ربما يفوز بعض الأفراد بالمهارة والذكاء الكافي وبالموهبة,فيرتفع بذلك كله عن المستوى العادي للمنجزات.
والبعض يعوزهم التوازن النفسي الداخلي لتحقيق التركيز العبقري,وهناك أفراد آخرون يقضي احتكاكهم بالحياة وتطلبات التربية والتعليم,على ملكة الخلق والرؤيا البعيدة التي كانت لهم في سن الطفولة.
ان القليلين منا يحتفظون بمعنى التحدي والتجدد,ومع تقدمنا في السن نصبح حكماء,ويصبح العالم مألوفاً لدينا,ونستقر على رتابة فكرية وعاطفية مريحة.
غير ان البعض,لسبب من الاسباب غريب وغامض ,لاتكون تلك حالهم ,وهذا مايجرنا الى إلقاء نظرة أخيرة على العبقرية.
فالكثيرون منا ينظرون الى العباقرة كما لو كانوا أناساً بعيدين عنا كثيراً,يتكلمون لغة تفوق مدارك كل واحد,ولكن الواقع أن العباقرة إنسانيون الى أبعد الحدود,لا يتكلمون فحسب الينا بل يتكلمون من أجلنا.
إن العبقري المعاصر يحيرنا بآرائه وأفكاره في بادىء الأمر.
........
موقع البلاغ.