موقع صوت ألمانيا.
.........
أثار خطاب الرئيس السوري بشار الأسد ردود فعل أغلبها غاضبة،حتى أن وزير الخارجية الألمانية طالبه بالتنحي عن منصبه.
يأتي هذا في وقت تصعّد فيه المعارضة المسلحة خطابها و عملياتها.
و لكن ما مدى ثبات و قوة الأسد و على ماذا يعتمد؟
لم يخرج الأسد في خطابه الأسد عن الثوابت التي طالما أكدها منذ قيام الأزمة قبل نحو سنتين،فالبلد يتعرض لمؤامرة دولية و إقليمية،و المعارضون هم مجموعات إرهابية مسلحة،و القوة هي خياره النهائي.
في المقابل لم تتخلى المعارضة أيضا عن ثوابتها،فهي ترفض الحوار،و تعتمد السلاح كخيار وحيد للتغيير في هذه المرحلة،و تعتبر انه لم يعد ثمة جسور للعودة عن خيار إسقاط النظام.
بين الخيارين،يقف كثير من السوريين،غير مؤيدين للأسد و غير راضين عن المعارضة،و لكنهم لا يملكون القرار.
استمرار المعارك بين نظام الأسد و معارضيه تدفع المراقبين للتساؤل:
إلى متى يبقى الوضع في سوريا على ما هو عليه،و لماذا لم يسقط الأسد رغم سقوط أكثر من 60 ألف قتيل في سوريا؟
............
DW عربية حاورت الصحفي عادل درويش،المحرر السياسي في مجلة ميدل ايست و الكاتب في صحيفة ديلي ميل و الصحفي في مجلس العموم البريطاني،ليجيب على هذه الأسئلة،و الذي ذكّر بالمشهد في أوروبا الشرقية في تسعينات القرن الماضي حيث اتحدت الشعوب و أسقطت الأنظمة الشيوعية،مشيرا إلى أن هذا لم يتحقق في سوريا،حيث لا يبدو أن الشعب متحد باتجاه إسقاط النظام " في سوريا كان واضحا منذ البداية وجود إجماع على أن هناك حاجة للإصلاح و التحديث و مزيد من الديمقراطية،لكن أحدا لم يكن يتكلم عن تبديل النظام نفسه".
و بيّن درويش أن الطائفة العلوية متمسكة بالأسد لأسباب معلومة،لكن الأقليات أيضا في سوريا تبدو متمسكة به "فهي ترى في ديكتاتورية علمانية أو ديكتاتورية دون اتجاه أمانا،بدلا عن بديل مبهم غير واضح".
.........
بابا الفاتيكان: "مذبحة لا نهاية لها".
ميدانيا سجلت الأوضاع في سوريا تصعيدا مخيفا في وتيرة العنف في أغلب محاور التماس بين القوات الموالية لنظام الأسد و بين قوات المعارضة،و قد حث البابا بنديكتوس السادس عشر يوم الاثنين (07 كانون الثاني/ ديسمبر 2013 ) المجتمع الدولي على إنهاء ما وصفه بمذبحة "لا نهاية لها" في سوريا قبل أن تصبح البلاد بأكملها "ساحة من الدمار"،حسبما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء في كلمته السنوية عن "حالة العالم" التي وجهها لدبلوماسيين معينين في الفاتيكان.
لكن المجتمع الدولي ما زال يرفض التدخل في سوريا.
........
إلى متى يمكن أن يصمد الأسد؟
و السؤال الملح هو: إلى متى يمكن أن يصمد الأسد؟ سمير عيطة،رئيس تحرير النشرة العربية لصحيفة لوموند دبلوماتيك،أجاب على هذا السؤال في حوار مع DW عربية مشيرا إلى أن الأسد قد يصمد طويلا،لامتلاكه القدرة العسكرية و المالية على الاستمرار لاسيما "أن أغلب الجيش ما زال معه،و ربما يصمد الأسد أشهرا،بل ربما أكثر من سنة ".
و مضى عيطة إلى القول إن المعارضة المسلحة التي تقود المعارك ضد نظام الأسد "مازالت مشرذمة غير موحدة و لا تملك إستراتيجية واضحة".
و رغم حجم الدم و الدمار الكبير الذي لحق بسوريا،فإن الأسد بدا في خطابه الأخير متماسكا وسط المؤيدين له،لكن ردود الفعل الدولية على الخطاب لم تكن إلى جانب الأسد قط.
فقد أعرب وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيله عن أسفه لخلو خطاب الأسد "من أي إدراك جديد" لحقيقة ما يحصل في سوريا،و طالب بتنحيه لتشكيل "حكومة انتقالية".
.........
"الأسد وضع نفسه في المسار التفاوضي".
و علق الصحفي سمير عيطة على هذه المفارقة بالقول إن "الأسد بدا ظاهريا متماسكا،لكن مضمون خطابه كان في الحقيقة مضمونا تفاوضيا،و هو أمر يدل على ضعفه".
و اعتبر الصحفي الفرنسي المنحدر من أصل سوري،أن الأسد قد وضع نفسه عبر هذا الخطاب في سياق وثيقة جنيف التي اتفق عليها الروس و الأمريكان أساسا بانتظار جنيف 2 التي تنص على تنحيه عن السلطة تدريجيا.
و لفت عيطة الأنظار إلى قول الأسد بضرورة العمل على إطلاق ميثاق عمل وطني تليه مرحلة انتقالية تنطلق منها حكومة و دستور جديدين،معتبرا هذا القول تراجعا عن كل ما كان يدعيه من إصلاحات من خلال عمليات استفتاء و تصويت "و بهذه الأقوال وضع الأسد نفسه في المسار التفاوضي".
.........
انتهاكات فظيعة.
و يسجل البعض على المعارضة السورية لجوءها إلى القسوة في التعامل مع من تأسرهم من عناصر النظام،ما دفع إدارة موقع "يوتيوب" لبث الأشرطة المصورة،إلى إغلاق القناة الخاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان لبثها أشرطة فيديو بالغة القسوة،بحسب بيان صدر عن المرصد و نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
في المقابل يعتمد النظام أسلوب القوة المفرطة في التعامل مع المسلحين،مسجلا انتهاكات فظيعة و فاضحة لحقوق الإنسان،حسب وصف الصحفي عادل درويش الذي لفت الأنظار إلى أن هذا الأسلوب كان يلقى تأييدا من بعض فئات الشعب السوري،مؤكدا أنه يعتقد "حتى لو توفر للمعارضة المسلحة تفوق في السلاح فإن الأمر ما كان سيحسم لها،بل كان سيدفع قطاعات الشعب التي تريد بقاء النظام إلى التسلح،فيتطور الأمر إلى حرب أهلية".
على صعيد المواقف الدولية ذهب الصحفي سمير عيطة إلى أن الولايات المتحدة و روسيا لا تريدان حسما في سوريا،لأنهما خائفتان ممن سيأتي بعد الأسد.
و نبّه عيطة إلى مفارقة مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية قد صنفت جبهة النصرة التي هي إحدى قوى المعارضة المسلحة على لائحة المنظمات الإرهابية،و لكنها اعترفت بنفس الوقت بالائتلاف الوطني المعارض الذي لا يسيطر على جبهة النصرة و غيرها من التنظيمات المسلحة المتطرفة.
.........
07.01.2013
ملهم الملائكة.
موقع صوت ألمانيا.
"الأسد بدا ظاهريا متماسكا،لكن مضمون خطابه كان في الحقيقة مضمونا تفاوضيا،و هو أمر يدل على ضعفه"..سمير عيطة.
تغطية خاصة للأزمة السورية...رؤية جوهرة تيسمسيلت.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]