الحب في ليلة باردة
ما الذي بوِسْعِ ملاكٍ
أن يفعلَهُ
في ليلةٍ باردةٍ
كهذه؟
بإمكانِهِ
استخدامَ هالتِهِ
مدفأةً
هو الذي لا يملكُ من جسدِهِ
إلاَّ القليل.
عيناهُ الصغيرتانِ
حبَّتا كستناء
(لكَ الأحلى، لي الدمعة).
جراحُهُ
سُكَّرٌ محروقٌ
لأجلِ أطفالٍ يتوسَّدونَ آثارَ المارَّةِ
يلتحفونَ السماء.
تحتَ المطرِ
ترتعشُ أحلامُهُمْ و العظام.
يستطيعُ أيضًا
أن يخبطَ جناحيهِ
نورًا و نارًا
و كأنَّهُ يهمُّ بالتحليقِ
بعيدًا عن هذا الجحيمِ.
كلُّ جناحٍ عاشقٌ
كلُّ خبطةٍ قُبلةٌ
توحِّدُ وحدتينا
ناثرةً نجومها
ضحكات و حبَّات كستناء
لأصابعٍ تمتدُّ صوبَ عناقِنا
شموعًا.
***********
أظفار مطلية بالشهوة
كان صباحًا داكنًا كقهوتنا
كعينيها الحادّتين
كذلك الغموض في القصة
شمس سوداء في غيم النراجيل
القطة نائمة
النادل ببابيونته المعوجّة يتثاءب
عند السياج الخشبي غريبان
ساقان عاريتان
أظفار مطلية بالشهوة
ندب يجرح ضحكتها
من أين جاءت بأسمائنا؟
كيف انضمّت الطاولتان؟
نخون وعدنا لأمّهاتنا
و نأخذ قطع حلوى من أشخاص لا نعرفهم
تفتح دون مواربة قلبها
:بيتًا مؤثّثًا بالبشر
الخائن لأنوثتها
أطفال معوّقون بأمومة ناقصة
الرجل الذي يأكل نصف الكلام
و يقضم بكثير من القسوة تفاحتها
المشعوذ ذو الأرنب و العينين الزجاجيتين
عجائز بعدد التجاعيد
في البيت
تحف من أصابعها
نباتات
إمرأة وحيدة
**************
خلافات يوميَّة
يحبُّها و تحبُّهُ
لكنَّ كلابه لا تحبُّ قططَها
و قططها لا تحبُّ عصافيرَهُ
و الفراشاتُ
هي الأُخرى
لا تحبُّ مثلَ هذه الخلافاتِ اليوميَّة
تحتَ سقفٍ
من أجنحتِها.
*************
كائن اسمه الحب
خفّاش
:يسأل الليل
لماذا أنت قاسٍ، هكذا"
."يا أبي؟
.............
جسر قديم
:يوبّخ قوس قزح
لا تغتر، يا إبني، بهذه الألوان"
."كنت أنا مثلك
.............
أذنه على جدار الزنزانة ,
ينصت
إلى
نبض
عصفور
رسمه
بأظفاره
..........
عجوز متآكل العظام
يحمل رسائل الحب في مراكب ورقيّة
و حكايا القراصنة و الجنيّات
للأطفال
..................
فنجان حزين جدًا
كيف له أن يحضنها
فيما تقبّله
و له ذراع واحدة؟
.............
هيكل عظميّ
ينحت
ما يتبقّى
أسنان قليلة
تبتسم
***************
كواكب و نجوم من قمح
لأنَّهُ يحبُّها
يصعدُ
كُلَّ ليلةٍ
على سلالمِ العتمةِ
بقدميْنِ حافيتيْنِ
خشيةً أن يدنِّسَ السماءَ بحذاءٍ
لا ينزلُ
إلاَّ و القمر في يدِهِ
رغيفًا يفتِّتُهُ
على شكلِ كواكب و نجوم صغيرة
دونَ أن يهدرَ حبَّةَ قمحٍ واحدة.
بالتساوي
بالعدلِ الذي لا تعرفُهُ سوى أصابع عاشق
يوزِّعُ كعكاتِهِ الدافئةَ
على أطفالِ الشوارع
على شبابيكِ النائمينَ دونَ عشاءٍ أو أمل
على الكلابِ و القططِ الضالَّةِ أيضًا.
فقط
لأنَّهُ يحبُّها.
من أحبَّ إنسانًا
أحبَّ الناسَ جميعًا.
****************
إسم مرادف للألم
شتاءٌ قديمٌ
و غُرْفَةٌ بشحوبِ الدمعةِ
تتطايرُ في رعشةِ جدرانِها فراشاتٌ سوداء.
ظلالُ كلماتٍ عابرةٍ،
إسمٌ مرادفٌ للألم.
أينَ ينامُ
في عاصفةٍ كهذِهِ
أطفالُ الشوارعِ
و كلابُها
و القِطَطُ؟.
أُنْصِتُ.
أمطارٌ بغزارةِ الدمْعِ،
طَرقاتٌ مُوحِلةٌ
على قضبانِ نافذةٍ مُوصدةِ الأصابعِ
سيُشقِّقُ البردُ أكُفَّها.
في داخلي جدرانٌ
و أجنحةٌ قاتمةٌ تتخبَّطُ
لعلَّها تُغادِرُ جثثَ الطيورِ في عيني.
مصباحٌ عاجزٌ
في أقصى العتمةِ
يرتجفُ،
زجاجًا رهيفًا من جلدِ القمرِ
صفيحًا صدِئَ في تجاعيدِهِ النورُ.
أغفو
طينًا مالِحًا
تعبَ مدينةٍ تؤرجِحُها الرياحُ
بينَ جُرْحِ جبلٍ
و بحرٍ غريق.
بصوتٍ بمذاقِ السكَّرِ، أحلُمُ
بشجرةِ تُفَّاحٍ
يُقَبِّلُ المحرومونَ من فاكهةِ الفرحِ خدودَها.
ظلاًّ لمصباحي، أنطفئُ
أنينًا مخنوقًا يصرخُ:
"لا تُغْمِضي
أيَّتُها المرآةُ
أيَّتُها المرأةُ العاريةُ في مَسامِ الحجر
أريدُ أن أسمعَ الشمسََ
ترقصُ في عينيكِ."
**********
نشور
حنّطتُ ذاكرتي
حاوطتُها
بالقصائد
و الرسائل
بصورِ الأحبّةِ
و الأصدقاء
أغلقتُ التابوتَ
ربما
تصحو ذاكرتي
من موتِها
ذاتَ يومٍ
لا أريدُها
أن تكونَ وحيدةً
حينَها
مثلي الآن
أريدُها أن تصحو
في مملكتِها
سوزان عليوان
ما الذي بوِسْعِ ملاكٍ
أن يفعلَهُ
في ليلةٍ باردةٍ
كهذه؟
بإمكانِهِ
استخدامَ هالتِهِ
مدفأةً
هو الذي لا يملكُ من جسدِهِ
إلاَّ القليل.
عيناهُ الصغيرتانِ
حبَّتا كستناء
(لكَ الأحلى، لي الدمعة).
جراحُهُ
سُكَّرٌ محروقٌ
لأجلِ أطفالٍ يتوسَّدونَ آثارَ المارَّةِ
يلتحفونَ السماء.
تحتَ المطرِ
ترتعشُ أحلامُهُمْ و العظام.
يستطيعُ أيضًا
أن يخبطَ جناحيهِ
نورًا و نارًا
و كأنَّهُ يهمُّ بالتحليقِ
بعيدًا عن هذا الجحيمِ.
كلُّ جناحٍ عاشقٌ
كلُّ خبطةٍ قُبلةٌ
توحِّدُ وحدتينا
ناثرةً نجومها
ضحكات و حبَّات كستناء
لأصابعٍ تمتدُّ صوبَ عناقِنا
شموعًا.
***********
أظفار مطلية بالشهوة
كان صباحًا داكنًا كقهوتنا
كعينيها الحادّتين
كذلك الغموض في القصة
شمس سوداء في غيم النراجيل
القطة نائمة
النادل ببابيونته المعوجّة يتثاءب
عند السياج الخشبي غريبان
ساقان عاريتان
أظفار مطلية بالشهوة
ندب يجرح ضحكتها
من أين جاءت بأسمائنا؟
كيف انضمّت الطاولتان؟
نخون وعدنا لأمّهاتنا
و نأخذ قطع حلوى من أشخاص لا نعرفهم
تفتح دون مواربة قلبها
:بيتًا مؤثّثًا بالبشر
الخائن لأنوثتها
أطفال معوّقون بأمومة ناقصة
الرجل الذي يأكل نصف الكلام
و يقضم بكثير من القسوة تفاحتها
المشعوذ ذو الأرنب و العينين الزجاجيتين
عجائز بعدد التجاعيد
في البيت
تحف من أصابعها
نباتات
إمرأة وحيدة
**************
خلافات يوميَّة
يحبُّها و تحبُّهُ
لكنَّ كلابه لا تحبُّ قططَها
و قططها لا تحبُّ عصافيرَهُ
و الفراشاتُ
هي الأُخرى
لا تحبُّ مثلَ هذه الخلافاتِ اليوميَّة
تحتَ سقفٍ
من أجنحتِها.
*************
كائن اسمه الحب
خفّاش
:يسأل الليل
لماذا أنت قاسٍ، هكذا"
."يا أبي؟
.............
جسر قديم
:يوبّخ قوس قزح
لا تغتر، يا إبني، بهذه الألوان"
."كنت أنا مثلك
.............
أذنه على جدار الزنزانة ,
ينصت
إلى
نبض
عصفور
رسمه
بأظفاره
..........
عجوز متآكل العظام
يحمل رسائل الحب في مراكب ورقيّة
و حكايا القراصنة و الجنيّات
للأطفال
..................
فنجان حزين جدًا
كيف له أن يحضنها
فيما تقبّله
و له ذراع واحدة؟
.............
هيكل عظميّ
ينحت
ما يتبقّى
أسنان قليلة
تبتسم
***************
كواكب و نجوم من قمح
لأنَّهُ يحبُّها
يصعدُ
كُلَّ ليلةٍ
على سلالمِ العتمةِ
بقدميْنِ حافيتيْنِ
خشيةً أن يدنِّسَ السماءَ بحذاءٍ
لا ينزلُ
إلاَّ و القمر في يدِهِ
رغيفًا يفتِّتُهُ
على شكلِ كواكب و نجوم صغيرة
دونَ أن يهدرَ حبَّةَ قمحٍ واحدة.
بالتساوي
بالعدلِ الذي لا تعرفُهُ سوى أصابع عاشق
يوزِّعُ كعكاتِهِ الدافئةَ
على أطفالِ الشوارع
على شبابيكِ النائمينَ دونَ عشاءٍ أو أمل
على الكلابِ و القططِ الضالَّةِ أيضًا.
فقط
لأنَّهُ يحبُّها.
من أحبَّ إنسانًا
أحبَّ الناسَ جميعًا.
****************
إسم مرادف للألم
شتاءٌ قديمٌ
و غُرْفَةٌ بشحوبِ الدمعةِ
تتطايرُ في رعشةِ جدرانِها فراشاتٌ سوداء.
ظلالُ كلماتٍ عابرةٍ،
إسمٌ مرادفٌ للألم.
أينَ ينامُ
في عاصفةٍ كهذِهِ
أطفالُ الشوارعِ
و كلابُها
و القِطَطُ؟.
أُنْصِتُ.
أمطارٌ بغزارةِ الدمْعِ،
طَرقاتٌ مُوحِلةٌ
على قضبانِ نافذةٍ مُوصدةِ الأصابعِ
سيُشقِّقُ البردُ أكُفَّها.
في داخلي جدرانٌ
و أجنحةٌ قاتمةٌ تتخبَّطُ
لعلَّها تُغادِرُ جثثَ الطيورِ في عيني.
مصباحٌ عاجزٌ
في أقصى العتمةِ
يرتجفُ،
زجاجًا رهيفًا من جلدِ القمرِ
صفيحًا صدِئَ في تجاعيدِهِ النورُ.
أغفو
طينًا مالِحًا
تعبَ مدينةٍ تؤرجِحُها الرياحُ
بينَ جُرْحِ جبلٍ
و بحرٍ غريق.
بصوتٍ بمذاقِ السكَّرِ، أحلُمُ
بشجرةِ تُفَّاحٍ
يُقَبِّلُ المحرومونَ من فاكهةِ الفرحِ خدودَها.
ظلاًّ لمصباحي، أنطفئُ
أنينًا مخنوقًا يصرخُ:
"لا تُغْمِضي
أيَّتُها المرآةُ
أيَّتُها المرأةُ العاريةُ في مَسامِ الحجر
أريدُ أن أسمعَ الشمسََ
ترقصُ في عينيكِ."
**********
نشور
حنّطتُ ذاكرتي
حاوطتُها
بالقصائد
و الرسائل
بصورِ الأحبّةِ
و الأصدقاء
أغلقتُ التابوتَ
ربما
تصحو ذاكرتي
من موتِها
ذاتَ يومٍ
لا أريدُها
أن تكونَ وحيدةً
حينَها
مثلي الآن
أريدُها أن تصحو
في مملكتِها
سوزان عليوان