البشرُ يطلُّونَ على الحلمِ عبرَهُما
للنافذةِ
درفتانِ:
عاشقٌ و معشوقٌ
يتعانقانِ
و يفترقانِ
ليتعانقا من جديد.
كأنَّما طفليْنِ يلعبانِ على شُرْفةِ وردٍ
و النسائمُ أراجيحُ.
بينهما
شمسٌ و قمرٌ و نجوم
تسبيحُ يمامٍ
أغنياتُ عصافير
أزهارٌ بألوانِ الفرح
بشرٌ
يطلُّونَ
على الحلمِ
عبرَهُما.
ضحكاتُ المطرِ على الحواف
تعيدُهُما شجرةً في غابةٍ.
دموعُهُ
كُلَّما تجمَّعت في شقوقِ الخشبِ
تسيلُ
بملامحهما
طلاءً أزرقَ.
في البركةِ الموحلةِ
يسبحُ فمُهُ
باحثًا عن خدِّها
ليطمئنَها بقبلةٍ خفيفةٍ
ليهمسَ
بشفتيْهِ المرتعشتيْنِ
في أذنِها الطافيةِ
هلالاً صغيرًا في العتمةِ:
"لا تخافي يا حبيبتي،
الزمنُ
كعادتِهِ
سيرسمُ لنا وجهيْنِ جديديْنِ
هناكَ
في الأعالي
حيثُ أكفّنا تلوِّحُ
في الريحِ
ستائرَ بيضاء".
**********
نافذة ما
لنفترضْ
أنَّها نافذةٌ
من خشبٍ محفورٍ
و عصافير زُجاج،
الشاشةُ الباردةُ
دمعُ نجومٍ
بينَ إسمينا
تجمَّدَ.
لنفترضْ
أنَّها جذورٌ
هذه الأسلاكُ المُمتدَّةُ
من قلب الآلةِ
إلى عروقِنا،
و أنَّ أطرافَنا عبر المفاتيح تتشابكُ
أغصانًا
عناقُها الأبوابُ.
لنفترض بيتًا سقفُهُ الخلاءُ
(جدرانُهُ من جلدِنا / صمتُنا غفوةُ حارسِهِ)
و حديقةً يُسيِّجُها العشبُ
و فراشاتٍ مُرقَّعَةً بألوانِ المطر
ظلالُها نمورٌ نُفتِّتُ لأجلِها خُبزَ الأصابعِ
و الكلمات.
لنفترضْ زمنًا لا يهربُ من الزمنِ
مكانًا لا يخافُ من المكان
بشرًا جميلين
طينُهُم ماءُ عيني
مذروفًا
في غُبارِ ضحكاتِك.
لنفترضْ حياةً أُخرى
خارجَ الجسدِ
و أبعدَ من الروح
و لنفترضْ
أنَّها نافذةٌ ما.
للنافذةِ
درفتانِ:
عاشقٌ و معشوقٌ
يتعانقانِ
و يفترقانِ
ليتعانقا من جديد.
كأنَّما طفليْنِ يلعبانِ على شُرْفةِ وردٍ
و النسائمُ أراجيحُ.
بينهما
شمسٌ و قمرٌ و نجوم
تسبيحُ يمامٍ
أغنياتُ عصافير
أزهارٌ بألوانِ الفرح
بشرٌ
يطلُّونَ
على الحلمِ
عبرَهُما.
ضحكاتُ المطرِ على الحواف
تعيدُهُما شجرةً في غابةٍ.
دموعُهُ
كُلَّما تجمَّعت في شقوقِ الخشبِ
تسيلُ
بملامحهما
طلاءً أزرقَ.
في البركةِ الموحلةِ
يسبحُ فمُهُ
باحثًا عن خدِّها
ليطمئنَها بقبلةٍ خفيفةٍ
ليهمسَ
بشفتيْهِ المرتعشتيْنِ
في أذنِها الطافيةِ
هلالاً صغيرًا في العتمةِ:
"لا تخافي يا حبيبتي،
الزمنُ
كعادتِهِ
سيرسمُ لنا وجهيْنِ جديديْنِ
هناكَ
في الأعالي
حيثُ أكفّنا تلوِّحُ
في الريحِ
ستائرَ بيضاء".
**********
نافذة ما
لنفترضْ
أنَّها نافذةٌ
من خشبٍ محفورٍ
و عصافير زُجاج،
الشاشةُ الباردةُ
دمعُ نجومٍ
بينَ إسمينا
تجمَّدَ.
لنفترضْ
أنَّها جذورٌ
هذه الأسلاكُ المُمتدَّةُ
من قلب الآلةِ
إلى عروقِنا،
و أنَّ أطرافَنا عبر المفاتيح تتشابكُ
أغصانًا
عناقُها الأبوابُ.
لنفترض بيتًا سقفُهُ الخلاءُ
(جدرانُهُ من جلدِنا / صمتُنا غفوةُ حارسِهِ)
و حديقةً يُسيِّجُها العشبُ
و فراشاتٍ مُرقَّعَةً بألوانِ المطر
ظلالُها نمورٌ نُفتِّتُ لأجلِها خُبزَ الأصابعِ
و الكلمات.
لنفترضْ زمنًا لا يهربُ من الزمنِ
مكانًا لا يخافُ من المكان
بشرًا جميلين
طينُهُم ماءُ عيني
مذروفًا
في غُبارِ ضحكاتِك.
لنفترضْ حياةً أُخرى
خارجَ الجسدِ
و أبعدَ من الروح
و لنفترضْ
أنَّها نافذةٌ ما.