فلسطين بين الدولة واللا دولة.
حمزة اللامي.
..........
شبكة النبأ: تنشغل اروقة الامم المتحده هذه الايام بقضية الدولة الفلسطينية المزمع الاعتراف في الايام القليلة المقبلة،حيث يشكل هذا التحرك الامل الاكبر و الحلم الذي طال تحققه كل تلك العقود فهو بالنسبة للفلسطينيين هو الحلم الوردي الذي لطالما حلم به السياسي الفلسطيني و المواطن الفلسطيني على حد سواء.
فمنذ عقود و اعوام تطلع الفلسطينيون الى انشاء دولتهم العربية الحرة بشكلا رسمي و سيادي، فنضال الفصائل الوطنية في منظمة التحرير الفلسطينية و نضال حركة فتح و حماس و العديد من الشخصيات الوطنية الحرة من مفكرين و المناضلين و الموالين و المعارضين يتطلعوا لتحقيق هذا الحلم الكبير،اذ بات هذا الامر يشغل العقول و الأفئدة في ان تكون فلسطين المحتلة السليبة "دولة" دولة فلسطينية مثلها مثل اي دولة اخرى في العالم لها من الحقوق و عليها من الواجبات،ففي هذه الايام ترتفع ايادي الفلسطينيين بالدعاء الى المولى القدير ان يمن عليها بهذه النعمة سيما أن مجلس الأمن سيبدأ في الأيام المقبلة مناقشة طلب السلطة الفلسطينية بالاعتراف بها كدولة الفلسطينية،و تبدو ان مسألة الاعتراف هذه واضحة المعالم من الان،حيث اعترفت الأمم المتحدة،منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية،بـ150 دولة،و لذا من الطبيعي أن لا يكون هناك قلق من أن يؤدي المطلب الفلسطيني إلى حدوث بعض المشاكل في تلك الاروقة و خصوصا ان اسرائيل يتقد زيتها كلما سمعت بهذا الطلب الذي تقدم به الفلسطينيون،و من الطبيعي ان يحدث هذا الطلب جلبة كبيرة في تلك الاوساط لان أي شيء يتعلق بالقضية الفلسطينية لم يكن سهلا على الإطلاق على مدار أكثر من ستة عقود.
و من المفارقات الغريبة أن الأمم المتحدة نفسها قد حاولت إقامة دولة فلسطينية في عام 1947، و لكن الفكرة قوبلت بالرفض من قبل الدول العربية الأعضاء،ثم تم إحياء الفكرة من جديد بعد مرور 20 عاما في أعقاب الهزيمة العربية من إسرائيل في عام 1967،و لكنها قوبلت بالرفض أيضا، ربما لم تكن إسرائيل أيضا تريد قيام الدولة الفلسطينية.
و مع ذلك،لم تخضع هذه الفكرة للاختبار في أي وقت من الأوقات.
.........
بينما يقول البعض ان "محمود عباس" رئيس السلطة الفلسطينية قد قام بهذا الامر اي الطلب حتى ينعكس عليه بالمردود الشخصي اذ ان ولايته منذ عامين قد انتهت،و لا توجد هناك آلية لاختيار خليفة له،كما ان جهوده في تشكيل حكومة ائتلافية تضم حركة حماس وصلت إلى طريق مسدود..فمن المؤكد إن الحديث عن قيام دولة فلسطينية رسمية قد يسبب بعض المتاعب،كما ان خطاب "محمود عباس" و خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في الأمم المتحدة بات شيئاً من الماضي لايشكل شيئا يذكر،حيث ان هنالك شكوكا في قدرة "محمود عباس" على تأمين الأصوات اللازمة لدعم القرار الاممي بشأن إقامة الدولة الفلسطينية،هذا ان نسينا "الفيتو" الأمريكي المتوقع ان يستخدم في اية لحظة..و لابد من الالتفات الى امر هام و جدير بالاهتمام و هو ان كانت الامم المتحدة قد منحت اسرائيل رسميا دولتهم في الماضي القريب فما الجديد بالمعادلة اليوم من ان تمنح الفلسطينيين رسميا دولة؟
هل هذا الاعتراف بكليهما سيجنب الدولتان الصراع الدامي المأساوي المتجدد كل يوم؟
............
في الماضي اعترفت الامم المتحدة رسميا بدولة اسرائيل و كان ذلك في عام 1947 و كان ذلك بعد خروج بريطانيا من المنطقة و قد استُنفذت مواردها و طاقاتها بسبب الحرب العالمية الثانية،و لم يعد لدى البريطانيين اية رغبة في تحمل مسؤولياتها فيما بعد الحرب العالمية الأولى بموجب سلطة الانتداب لإدارة المنطقة.
لقد ألزمت بريطانيا نفسها في عام 1917 بإنشاء "وطن قومي لليهود" فيما أصبح يُعرف بـ "وعد بلفور"،حيث استخدمت حينها حق الانتداب المدعوم دولياً لتحقيق هذه الغاية.
لكن بريطانيا سرعان ما سئمت من وقوعها في منتصف الصراع بين القوميتين اليهودية و العربية لذلك انسحبت و تركت المنطقة و في ذلك الحين لم يتمكن الإسرائيليون و الفلسطينيون بالقيام بأي شيء.
ففي ظل حل الدولتين،فإنهم سوف يعيشون في مساحة ضيقة جداً من الأرض إذ سيبلغ عرض الدولتين 50 ميلاً فقط من البحر الأبيض المتوسط و حتى نهر الأردن انذاك،و اليوم تشهد فلسطين بحد ذاتها بعض الارباك السياسي الذي يهدد قيام دولة فلسطين بالوقت الراهن كما يراه البعض و اعلان قيام دولة فلسطين كدولة او كامبراطورية لا يهم كثيرا بقدر ما يهم من ان القوى المتصارعة داخل فلسطين ان تتوحد كلمتها و موقفها السياسي المتعند المتشدد،و لو عرجنا على مقالة نشرت باللغة الانكليزية لاحد الكتاب الاسرائيليين بعنوان "مخاطر الاعتراف المبكر بدولة فلسطينية" اذ يقول فيها (حسب الاتفاقات الموجودة،فإن السلطة الفلسطينية تمارس درجات متنوعة من السيطرة على مناطق صغيرة من الضفة،كما أن اتفاقيات عام 1995،الملحقة بأوسلو،تمنع السلوك المنفرد من أي من الطرفين لتغيير وضعية الضفة و غزة)..
و ما نراه اليوم من الكيان الصهيوني فانه غير مكترث البتة فهو ماضٍ في تهويد القدس و مصادرة الأراضي و بناء الجداران و المنازل كيفما يشاء فيما السلطة ملتزمة بكل ما نصت عليه الاتفاقيات المعقودة معها من تعاون أمني،و بما أنها الطرف الأضعف،فإنها من سيحاسب على السعي لتغيير وضع الضفة من خلال “سلوك منفرد” في الأمم المتحدة.
...........
و من الجدير بالذكر ان اسرائيل غير معترضة على قيام دولة فلسطين فجل الساسة اليهود في اسرائيل يتفقون على تأسيس دولة فلسطينية و حتى اليمين الصهيوني تبنى فكرة تأسيس دولة فلسطينية و قد اعلن أرييل شارون عن موافقته على تأسيس دولة فلسطينية بشروط صارمة التي قبل بها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش حيث كان ذلك في المؤتمر الصحفي الذي اقيم في العقبة بحضور "محمود عباس"..فتشكيل دولة فلسطينية يخدم التطلعات الاسرائيلية في المنطقة لان فلسطين ستعترف رسميا بدول اسرائيل و سترتبط معها بعهود و مواثيق شديدة الاحكام و بكل تأكيد سيكون بينهما تعاون امني يخدم الجانبان،و بهذا الامر سيعطي الكيان الصهيوني مشروعية عربية و دولية ناقصة حتى الآن،كما أن وجود دولة فلسطينية قد يصبح مبرراً للمطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية،و بعيدا عن كل الشكليات يرى البعض الدولة المزمع قيامها ستكون شكلية ضمن ميزان القوى الحالي فأنها ستكون بلا سيادة او حتى صلاحيات كما انها ستكون في قبضة الكيان الصهيوني تماماً،فهو المسيطر الوحيد على الاجواء الفلسطينية و المياه الاقليمية و حتى كبار الشخصيات سوف لن يكون بمقدورها التنقل بحرية اذا لم يأخذ لها الاذن و التصاريح !
.........
فهل سنكون امام دولة جديرة بهذه التسمية بعد ان تعترف بها الامم المتحدة و مجلس الامن؟
بالتأكيد "لا" لان المخطط الصهيوني اعمق من هذا بكثير فالاعتراف رسميا لا يعني الشيء الكثير لان الصين التي تعد أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني بقيت خارج الأمم المتحدة لأكثر من عقدين من ا لزمن،و لا يستطيع أي فرد أن ينكر أن سويسرا دولة،على الرغم من أنها قد رفضت على مدى عقود الانضمام إلى الأمم المتحدة.
و على نطاق أصغر،فإن كوسوفو دولة ذات سيادة على الرغم من أن الفيتو الروسي قد منعها من الانضمام إلى الأمم المتحدة.
و بين هذا و ذاك تبقى المشكلة الفلسطينية في الأساسيات،حيث إن مصطلح "الدولة الحديثة" هو التعبير السياسي لوجود أمة أو وطن،و يجب أن يكون هناك وطن أولا ثم تبحث بعد ذلك عن دولة للتعبير عن وجودها.
و قبل الختام ان كان يزعم بعض الساسة الفلسطينيين و غير الفلسطينيين من أن قبول السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة و لو كدولة غير عضو في الهيئة العامة سيمكنها من مقاضاة الكيان الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل فهم غير مدركين ان الكيان الصهيوني ليس عضواً في المحكمة الجنائية الدولية،و كدولة غير عضو،لا يمكن رفع أيه قضية ضده في تلك المحكمة إلا إذا تم تحويلها إليها من مجلس الأمن الدولي الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا بحق النقض،إذن اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية ضد الكيان الصهيوني مرهون بحق النقض للدول العظمى في مجلس الأمن،و المسألة في هذا الشأن اكثر من واضحة..
...........
ان قيام الدولة الفلسطينية فيها من الخطر و المخاطر اكثر من المردود الايجابي للاعتراف بها كدولة لأن تحقيقها يتطلب تنازلات كبيرة و باهظة و في عدة مجالات كالقضايا التي تتعلق بالقدس و اللاجئين و الحدود و المستعمرات و الاستيطان و السيادة و المياه و قد تصل الى التدخلات في الشأن العربي و بالتأكيد ان هذا الاعتراف سيفتت المقاومة الفلسطينية.
حمزة اللامي.
..........
شبكة النبأ: تنشغل اروقة الامم المتحده هذه الايام بقضية الدولة الفلسطينية المزمع الاعتراف في الايام القليلة المقبلة،حيث يشكل هذا التحرك الامل الاكبر و الحلم الذي طال تحققه كل تلك العقود فهو بالنسبة للفلسطينيين هو الحلم الوردي الذي لطالما حلم به السياسي الفلسطيني و المواطن الفلسطيني على حد سواء.
فمنذ عقود و اعوام تطلع الفلسطينيون الى انشاء دولتهم العربية الحرة بشكلا رسمي و سيادي، فنضال الفصائل الوطنية في منظمة التحرير الفلسطينية و نضال حركة فتح و حماس و العديد من الشخصيات الوطنية الحرة من مفكرين و المناضلين و الموالين و المعارضين يتطلعوا لتحقيق هذا الحلم الكبير،اذ بات هذا الامر يشغل العقول و الأفئدة في ان تكون فلسطين المحتلة السليبة "دولة" دولة فلسطينية مثلها مثل اي دولة اخرى في العالم لها من الحقوق و عليها من الواجبات،ففي هذه الايام ترتفع ايادي الفلسطينيين بالدعاء الى المولى القدير ان يمن عليها بهذه النعمة سيما أن مجلس الأمن سيبدأ في الأيام المقبلة مناقشة طلب السلطة الفلسطينية بالاعتراف بها كدولة الفلسطينية،و تبدو ان مسألة الاعتراف هذه واضحة المعالم من الان،حيث اعترفت الأمم المتحدة،منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية،بـ150 دولة،و لذا من الطبيعي أن لا يكون هناك قلق من أن يؤدي المطلب الفلسطيني إلى حدوث بعض المشاكل في تلك الاروقة و خصوصا ان اسرائيل يتقد زيتها كلما سمعت بهذا الطلب الذي تقدم به الفلسطينيون،و من الطبيعي ان يحدث هذا الطلب جلبة كبيرة في تلك الاوساط لان أي شيء يتعلق بالقضية الفلسطينية لم يكن سهلا على الإطلاق على مدار أكثر من ستة عقود.
و من المفارقات الغريبة أن الأمم المتحدة نفسها قد حاولت إقامة دولة فلسطينية في عام 1947، و لكن الفكرة قوبلت بالرفض من قبل الدول العربية الأعضاء،ثم تم إحياء الفكرة من جديد بعد مرور 20 عاما في أعقاب الهزيمة العربية من إسرائيل في عام 1967،و لكنها قوبلت بالرفض أيضا، ربما لم تكن إسرائيل أيضا تريد قيام الدولة الفلسطينية.
و مع ذلك،لم تخضع هذه الفكرة للاختبار في أي وقت من الأوقات.
.........
بينما يقول البعض ان "محمود عباس" رئيس السلطة الفلسطينية قد قام بهذا الامر اي الطلب حتى ينعكس عليه بالمردود الشخصي اذ ان ولايته منذ عامين قد انتهت،و لا توجد هناك آلية لاختيار خليفة له،كما ان جهوده في تشكيل حكومة ائتلافية تضم حركة حماس وصلت إلى طريق مسدود..فمن المؤكد إن الحديث عن قيام دولة فلسطينية رسمية قد يسبب بعض المتاعب،كما ان خطاب "محمود عباس" و خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في الأمم المتحدة بات شيئاً من الماضي لايشكل شيئا يذكر،حيث ان هنالك شكوكا في قدرة "محمود عباس" على تأمين الأصوات اللازمة لدعم القرار الاممي بشأن إقامة الدولة الفلسطينية،هذا ان نسينا "الفيتو" الأمريكي المتوقع ان يستخدم في اية لحظة..و لابد من الالتفات الى امر هام و جدير بالاهتمام و هو ان كانت الامم المتحدة قد منحت اسرائيل رسميا دولتهم في الماضي القريب فما الجديد بالمعادلة اليوم من ان تمنح الفلسطينيين رسميا دولة؟
هل هذا الاعتراف بكليهما سيجنب الدولتان الصراع الدامي المأساوي المتجدد كل يوم؟
............
في الماضي اعترفت الامم المتحدة رسميا بدولة اسرائيل و كان ذلك في عام 1947 و كان ذلك بعد خروج بريطانيا من المنطقة و قد استُنفذت مواردها و طاقاتها بسبب الحرب العالمية الثانية،و لم يعد لدى البريطانيين اية رغبة في تحمل مسؤولياتها فيما بعد الحرب العالمية الأولى بموجب سلطة الانتداب لإدارة المنطقة.
لقد ألزمت بريطانيا نفسها في عام 1917 بإنشاء "وطن قومي لليهود" فيما أصبح يُعرف بـ "وعد بلفور"،حيث استخدمت حينها حق الانتداب المدعوم دولياً لتحقيق هذه الغاية.
لكن بريطانيا سرعان ما سئمت من وقوعها في منتصف الصراع بين القوميتين اليهودية و العربية لذلك انسحبت و تركت المنطقة و في ذلك الحين لم يتمكن الإسرائيليون و الفلسطينيون بالقيام بأي شيء.
ففي ظل حل الدولتين،فإنهم سوف يعيشون في مساحة ضيقة جداً من الأرض إذ سيبلغ عرض الدولتين 50 ميلاً فقط من البحر الأبيض المتوسط و حتى نهر الأردن انذاك،و اليوم تشهد فلسطين بحد ذاتها بعض الارباك السياسي الذي يهدد قيام دولة فلسطين بالوقت الراهن كما يراه البعض و اعلان قيام دولة فلسطين كدولة او كامبراطورية لا يهم كثيرا بقدر ما يهم من ان القوى المتصارعة داخل فلسطين ان تتوحد كلمتها و موقفها السياسي المتعند المتشدد،و لو عرجنا على مقالة نشرت باللغة الانكليزية لاحد الكتاب الاسرائيليين بعنوان "مخاطر الاعتراف المبكر بدولة فلسطينية" اذ يقول فيها (حسب الاتفاقات الموجودة،فإن السلطة الفلسطينية تمارس درجات متنوعة من السيطرة على مناطق صغيرة من الضفة،كما أن اتفاقيات عام 1995،الملحقة بأوسلو،تمنع السلوك المنفرد من أي من الطرفين لتغيير وضعية الضفة و غزة)..
و ما نراه اليوم من الكيان الصهيوني فانه غير مكترث البتة فهو ماضٍ في تهويد القدس و مصادرة الأراضي و بناء الجداران و المنازل كيفما يشاء فيما السلطة ملتزمة بكل ما نصت عليه الاتفاقيات المعقودة معها من تعاون أمني،و بما أنها الطرف الأضعف،فإنها من سيحاسب على السعي لتغيير وضع الضفة من خلال “سلوك منفرد” في الأمم المتحدة.
...........
و من الجدير بالذكر ان اسرائيل غير معترضة على قيام دولة فلسطين فجل الساسة اليهود في اسرائيل يتفقون على تأسيس دولة فلسطينية و حتى اليمين الصهيوني تبنى فكرة تأسيس دولة فلسطينية و قد اعلن أرييل شارون عن موافقته على تأسيس دولة فلسطينية بشروط صارمة التي قبل بها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش حيث كان ذلك في المؤتمر الصحفي الذي اقيم في العقبة بحضور "محمود عباس"..فتشكيل دولة فلسطينية يخدم التطلعات الاسرائيلية في المنطقة لان فلسطين ستعترف رسميا بدول اسرائيل و سترتبط معها بعهود و مواثيق شديدة الاحكام و بكل تأكيد سيكون بينهما تعاون امني يخدم الجانبان،و بهذا الامر سيعطي الكيان الصهيوني مشروعية عربية و دولية ناقصة حتى الآن،كما أن وجود دولة فلسطينية قد يصبح مبرراً للمطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية،و بعيدا عن كل الشكليات يرى البعض الدولة المزمع قيامها ستكون شكلية ضمن ميزان القوى الحالي فأنها ستكون بلا سيادة او حتى صلاحيات كما انها ستكون في قبضة الكيان الصهيوني تماماً،فهو المسيطر الوحيد على الاجواء الفلسطينية و المياه الاقليمية و حتى كبار الشخصيات سوف لن يكون بمقدورها التنقل بحرية اذا لم يأخذ لها الاذن و التصاريح !
.........
فهل سنكون امام دولة جديرة بهذه التسمية بعد ان تعترف بها الامم المتحدة و مجلس الامن؟
بالتأكيد "لا" لان المخطط الصهيوني اعمق من هذا بكثير فالاعتراف رسميا لا يعني الشيء الكثير لان الصين التي تعد أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني بقيت خارج الأمم المتحدة لأكثر من عقدين من ا لزمن،و لا يستطيع أي فرد أن ينكر أن سويسرا دولة،على الرغم من أنها قد رفضت على مدى عقود الانضمام إلى الأمم المتحدة.
و على نطاق أصغر،فإن كوسوفو دولة ذات سيادة على الرغم من أن الفيتو الروسي قد منعها من الانضمام إلى الأمم المتحدة.
و بين هذا و ذاك تبقى المشكلة الفلسطينية في الأساسيات،حيث إن مصطلح "الدولة الحديثة" هو التعبير السياسي لوجود أمة أو وطن،و يجب أن يكون هناك وطن أولا ثم تبحث بعد ذلك عن دولة للتعبير عن وجودها.
و قبل الختام ان كان يزعم بعض الساسة الفلسطينيين و غير الفلسطينيين من أن قبول السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة و لو كدولة غير عضو في الهيئة العامة سيمكنها من مقاضاة الكيان الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل فهم غير مدركين ان الكيان الصهيوني ليس عضواً في المحكمة الجنائية الدولية،و كدولة غير عضو،لا يمكن رفع أيه قضية ضده في تلك المحكمة إلا إذا تم تحويلها إليها من مجلس الأمن الدولي الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا بحق النقض،إذن اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية ضد الكيان الصهيوني مرهون بحق النقض للدول العظمى في مجلس الأمن،و المسألة في هذا الشأن اكثر من واضحة..
...........
ان قيام الدولة الفلسطينية فيها من الخطر و المخاطر اكثر من المردود الايجابي للاعتراف بها كدولة لأن تحقيقها يتطلب تنازلات كبيرة و باهظة و في عدة مجالات كالقضايا التي تتعلق بالقدس و اللاجئين و الحدود و المستعمرات و الاستيطان و السيادة و المياه و قد تصل الى التدخلات في الشأن العربي و بالتأكيد ان هذا الاعتراف سيفتت المقاومة الفلسطينية.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الأربعاء ديسمبر 19, 2012 9:12 pm عدل 1 مرات