الاسكافي..حرفة أنعشتها البطالة ليمتهنها الشباب في غزة
.......
كانت مهنة تصليح الأحذية في غزة حصرا على الطاعنين في السن و كادت أن تندثر لكن شباب دفعهم ضيق الحال،إلى احترافها،استطاعوا إحيائها و غيروا النظرة النمطية الساخرة و النافرة منها إلى مهنة تحظى بالإعجاب و الإطراء.
في سوق الزاوية الشعبي القديم وسط مدينة غزة،محال و أكشاك صغيرة تمتد أمام الجامع العمري التاريخي،يتزاحم عليها الفقراء و غيرهم ليعيدوا تصليح و ترميم أحذيتهم.
مهنةٌ تمارس ربما منذ عقد من الزمن في هذا المكان.
توفيق شابٌ في العقد الثاني من العُمر يعمل بنشاط وسط قطعٍ و قصاصات من الجلد و كعوب أحذية،لم يجد سوى هذه المهنة التي لم يرثها عن والده،يقول: "حصلت على دبلوم تجارة من سبع سنوات و ما لقيت غير هذه المهنة".
و أشار توفيق لـDWعربية أن احد أصدقائه الشباب نصحه بهذه المهنة " نظرا لحاله الفقر المنتشرة في غزة و لارتفاع أسعار الأحذية الجديدة التي لا يستطيع شرائها معظم الناس"،وفق تعبيره.
لم يختلف حال توفيق عن علي أبو مصطفي،الحاصل على شهادة دبلوم معلمين،و يجلس على الرصيف تحت مظلة و بجانبه مجموعة من الاسكافيين الشباب في سوق خان يونس أمام قلعة برقوق جنوب قطاع غزة.
يقول لـDWعربية " فشلت في الحصول علي وظيفة،ما وجدت غير أني أصلح أحذية و صنادل قديمة".
.........
"مهنة ضرورية لا عيب فيها"
اتجه في سنوات الحصار الأخيرة كثير الشباب إلى مهنة الاسكافي،بعد أن وجدوا الأفاق أمامه مغلقة لممارسة مهن أخرى.
الاسكافي عامر حمدان وسط سوق مدينة خان يونس يجلس على كرسي و أمام آلته لتصليح الأحذية البالية.
و يعتبر حمدان أن مهنته "لا عيب في مزاولتها و اليد البطالة نجسه"،وفق وصفه.
مؤكدا لـDWعربية أنه حاصل على الثانوية العامة،مضيفا " أنا سيد نفسي و شغل الاسكافي أسهل و أفضل من العمل في الباطون".
و يشير أنه يتناوب و شقيقه العمل.
عامر يدفع و زملاء مهنته 2شيكل (نصف دولار تقريبا) يوميا جباية لبلدية المدينة قيمة ما تُسمي أرضيه لمهن متنقلة على أرصفة الأسواق.
بينما الاسكافي على أبو مصطفي الذي يجلس بجوار عامر يعتبر مهنته "من أقرف المهن" لكن لا بديل لها.
و يتابع أبو مصطفي لـDW عربية قائلا" نحن و باقي الشباب أصبحنا نتقبل المهنة بعد أن تعودنا عليها".
إحدى السيدات التي أخذ عامر في تصليح حذائها البالي تقول:" كانت الناس زمان تنظر للمهنة على أنها عيب لكن بالعكس هي مهنه ضرورية تخفف عن المحتاجين،و هؤلاء الاسكافيين الشباب يقومون بإعادة تصليح الأحذية بشكل جميل".
.......
زيادة في أعداد مزاوليها
البطالة و الحصار هما أسباب الزيادة في أعداد العاملين في مهنة الاسكافي،و قد رُدت الروح فيها،و كثر مزاوليها و انحسرت السخرية منها،و اختلفت نظرة الناس إليهم بعد أن كانوا ينفرون منها،وفق اللقاءات التي أجرتها DWعربية عدد كبير منهم.
حسام ابو حجاج احد العاملين في هذه الحرفة يوضح لـDWعربية أن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة "يقترب من الصفر و الناس ليسو قادرين على المصاريف على أولادهم فما بالك نحن الشباب اللي يريد مصاريف زواج".
و يصف أبو حجاج مهنته كاسكافي "أنها أحسن بكثير من مهن أخرى،و دخلها جيد".
و يتابع حسام أن ما يتقاضاه لتصليح الأحذية البالية يتراوح بين شيكل واحد و عشرة.
إلى ذلك تضيف لـDWعربية سيدتان برفقه أطفالها الثلاثة " كثرة مصلحي الأحذية ساعدتنا في هذه الظروف الصعبة و وفرت علينا مالا".
و يضيف مواطن في منتصف العقد الخامس" من عشرين سنه من الصعب جدا أن تري اسكافي،و إن وجدناه يكون كبير في السن و لا يستعمل سوى الإبرة و الخيط و المسامير و اللصق بالغراء بطريقة يدوية بدائية،و لا يتقن عمله مثل هؤلاء الشباب".
و اللافت هنا وفق الاسكافي عامر حمدان أن " شباب كُثر دخلوا على هذه الحرفة لكنها ليست سهلة،فهي تحتاج لفن و تركيز تِرضِي الزبائن".
.........
انتعاش سوق الاسكافي و انضمام النخبة إلى زبائنها
في أسواق غزة و خان يونس و رفح رصدت DWعربية عاملين بمهنة الاسكافي يستخدمون آلات في محال،و بجانبهم من اتخذ الأرصفة مكانا لمزاوله حرفته بأدوات بدائية كالإبرة و الخيط و المسامير.
لكن المؤكد أن جميع العاملين في هذه الحرفة شباب في العقدين الثاني و الثالث.
الغريب أن بعضهم أشار لـDWعربية أن آلات الخياطة الكبيرة الحجم لتصليح الأحذية و الحقائب البالية و التي يمتلكها بعضهم قد يصل ثمنها إلى ثمانية آلاف دولار.
و يعتبر الاسكافي نعيم أن توقف صناعات الأحذية المحلية ذات الجودة العالية،إضافة إلى تدني صناعات الأحذية الجديدة كالصينية إضافة لبطالة الشباب،هي أسباب أنعشت سوق الاسكافي.
و يضيف " الزبائن تحضر لنا أحذية و حقائب و صنادل متهرئة و نعيدها كأنها جديدة،لأننا نعمل بحرفية و بإتقان و نستعمل آلات حديثة".
و رصدنا نخبه من أوساط مجتمعية مختلفة تُقبِل على الاسكافيين.و وفق الاسكافي حمدان " زبائننا منهم الآن الأطباء و المهندسين و الموظفين،كما أشفت غليل الفقراء و محدودي الدخل".
......
شوقي الفرا- غزة
31.07.2013
موقع صوت ألمانيا
.......
كانت مهنة تصليح الأحذية في غزة حصرا على الطاعنين في السن و كادت أن تندثر لكن شباب دفعهم ضيق الحال،إلى احترافها،استطاعوا إحيائها و غيروا النظرة النمطية الساخرة و النافرة منها إلى مهنة تحظى بالإعجاب و الإطراء.
في سوق الزاوية الشعبي القديم وسط مدينة غزة،محال و أكشاك صغيرة تمتد أمام الجامع العمري التاريخي،يتزاحم عليها الفقراء و غيرهم ليعيدوا تصليح و ترميم أحذيتهم.
مهنةٌ تمارس ربما منذ عقد من الزمن في هذا المكان.
توفيق شابٌ في العقد الثاني من العُمر يعمل بنشاط وسط قطعٍ و قصاصات من الجلد و كعوب أحذية،لم يجد سوى هذه المهنة التي لم يرثها عن والده،يقول: "حصلت على دبلوم تجارة من سبع سنوات و ما لقيت غير هذه المهنة".
و أشار توفيق لـDWعربية أن احد أصدقائه الشباب نصحه بهذه المهنة " نظرا لحاله الفقر المنتشرة في غزة و لارتفاع أسعار الأحذية الجديدة التي لا يستطيع شرائها معظم الناس"،وفق تعبيره.
لم يختلف حال توفيق عن علي أبو مصطفي،الحاصل على شهادة دبلوم معلمين،و يجلس على الرصيف تحت مظلة و بجانبه مجموعة من الاسكافيين الشباب في سوق خان يونس أمام قلعة برقوق جنوب قطاع غزة.
يقول لـDWعربية " فشلت في الحصول علي وظيفة،ما وجدت غير أني أصلح أحذية و صنادل قديمة".
.........
"مهنة ضرورية لا عيب فيها"
اتجه في سنوات الحصار الأخيرة كثير الشباب إلى مهنة الاسكافي،بعد أن وجدوا الأفاق أمامه مغلقة لممارسة مهن أخرى.
الاسكافي عامر حمدان وسط سوق مدينة خان يونس يجلس على كرسي و أمام آلته لتصليح الأحذية البالية.
و يعتبر حمدان أن مهنته "لا عيب في مزاولتها و اليد البطالة نجسه"،وفق وصفه.
مؤكدا لـDWعربية أنه حاصل على الثانوية العامة،مضيفا " أنا سيد نفسي و شغل الاسكافي أسهل و أفضل من العمل في الباطون".
و يشير أنه يتناوب و شقيقه العمل.
عامر يدفع و زملاء مهنته 2شيكل (نصف دولار تقريبا) يوميا جباية لبلدية المدينة قيمة ما تُسمي أرضيه لمهن متنقلة على أرصفة الأسواق.
بينما الاسكافي على أبو مصطفي الذي يجلس بجوار عامر يعتبر مهنته "من أقرف المهن" لكن لا بديل لها.
و يتابع أبو مصطفي لـDW عربية قائلا" نحن و باقي الشباب أصبحنا نتقبل المهنة بعد أن تعودنا عليها".
إحدى السيدات التي أخذ عامر في تصليح حذائها البالي تقول:" كانت الناس زمان تنظر للمهنة على أنها عيب لكن بالعكس هي مهنه ضرورية تخفف عن المحتاجين،و هؤلاء الاسكافيين الشباب يقومون بإعادة تصليح الأحذية بشكل جميل".
.......
زيادة في أعداد مزاوليها
البطالة و الحصار هما أسباب الزيادة في أعداد العاملين في مهنة الاسكافي،و قد رُدت الروح فيها،و كثر مزاوليها و انحسرت السخرية منها،و اختلفت نظرة الناس إليهم بعد أن كانوا ينفرون منها،وفق اللقاءات التي أجرتها DWعربية عدد كبير منهم.
حسام ابو حجاج احد العاملين في هذه الحرفة يوضح لـDWعربية أن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة "يقترب من الصفر و الناس ليسو قادرين على المصاريف على أولادهم فما بالك نحن الشباب اللي يريد مصاريف زواج".
و يصف أبو حجاج مهنته كاسكافي "أنها أحسن بكثير من مهن أخرى،و دخلها جيد".
و يتابع حسام أن ما يتقاضاه لتصليح الأحذية البالية يتراوح بين شيكل واحد و عشرة.
إلى ذلك تضيف لـDWعربية سيدتان برفقه أطفالها الثلاثة " كثرة مصلحي الأحذية ساعدتنا في هذه الظروف الصعبة و وفرت علينا مالا".
و يضيف مواطن في منتصف العقد الخامس" من عشرين سنه من الصعب جدا أن تري اسكافي،و إن وجدناه يكون كبير في السن و لا يستعمل سوى الإبرة و الخيط و المسامير و اللصق بالغراء بطريقة يدوية بدائية،و لا يتقن عمله مثل هؤلاء الشباب".
و اللافت هنا وفق الاسكافي عامر حمدان أن " شباب كُثر دخلوا على هذه الحرفة لكنها ليست سهلة،فهي تحتاج لفن و تركيز تِرضِي الزبائن".
.........
انتعاش سوق الاسكافي و انضمام النخبة إلى زبائنها
في أسواق غزة و خان يونس و رفح رصدت DWعربية عاملين بمهنة الاسكافي يستخدمون آلات في محال،و بجانبهم من اتخذ الأرصفة مكانا لمزاوله حرفته بأدوات بدائية كالإبرة و الخيط و المسامير.
لكن المؤكد أن جميع العاملين في هذه الحرفة شباب في العقدين الثاني و الثالث.
الغريب أن بعضهم أشار لـDWعربية أن آلات الخياطة الكبيرة الحجم لتصليح الأحذية و الحقائب البالية و التي يمتلكها بعضهم قد يصل ثمنها إلى ثمانية آلاف دولار.
و يعتبر الاسكافي نعيم أن توقف صناعات الأحذية المحلية ذات الجودة العالية،إضافة إلى تدني صناعات الأحذية الجديدة كالصينية إضافة لبطالة الشباب،هي أسباب أنعشت سوق الاسكافي.
و يضيف " الزبائن تحضر لنا أحذية و حقائب و صنادل متهرئة و نعيدها كأنها جديدة،لأننا نعمل بحرفية و بإتقان و نستعمل آلات حديثة".
و رصدنا نخبه من أوساط مجتمعية مختلفة تُقبِل على الاسكافيين.و وفق الاسكافي حمدان " زبائننا منهم الآن الأطباء و المهندسين و الموظفين،كما أشفت غليل الفقراء و محدودي الدخل".
......
شوقي الفرا- غزة
31.07.2013
موقع صوت ألمانيا