أحببت نبضَ عروبتي.
محمود محمد أسد.
..............
شوقي إليكِ مُؤجّج مأزومُ
أمّا اشتياقُكِ خائفٌ مهزومُ
لاأعرف الأيام كيف تقودني
والعشقُ في القلب السقيم مقيم
لاأعرف الأشواق كيف تشدّني
والقلب من ضرباتها محمومُ
من يقتنعْ بالنار يقطفْ وَردَها
بعض القناعةِ حَملُها مشؤوم
أنا من رأى الأيّامَ تبذرْ حَبَّها
وتعلِّم الإنسان كيف يقوم
أنا من رسمتُ ربيعَها بمواجعي
كيلا يقال بأنّي الموهوم
في القلبِ ألفُ رسالةٍ مجنونةٍ
والحرف من آهاتها مرسوم
النار تحفرُ دربَها في ناظري
والجفنُ نهرٌ شطّه مهدوم
في القلب أطفأت الجِفاءَ، وكم لنا
مِنْ قصّةٍ قد شابَها التنجيم
حتى الفؤادُ بحقدِهم مكْلوم
نَسَج البغاث خيوطَها في غفلةٍ
وَيلٌ لهمْ فحديثهم مَلغوم
زَرَعَ الوشاة سمومَهُم في دربنا
فالشَّهدُ في أشداقهم مسموم
طَرَفُ اللسانِ حلاوة وتلوّنٌ
فالحبُّ بين شفاهِهِمْ مَجْلوم
إنْ ذُقْتَهُ ذقتَ العداوةَ والضنا
عنه العيونُ وطُلسِمَ المفهوم
ضاقَ النّقاءُ بصدرِنا وتحوَّلتْ
والمرءُ في أقدارِهِ محكوم
أنا من نسيج الحبِّ بعضُ تنفّسي
إنّ الحياة مَسَرّةٌ وهموم
وبقيّة مني تنادي خافقي:
هجَرَ الضياءُ فناءَهُ والبوم
كيفَ السباقُ وَطَبعُنا مُتفسِّخ
وتقاسَمَ المستضعفين غشيم
إِنّ الفواجع أحكمتْ بُنْيانَها
واسْتَمرأ اللحمَ الطريّ زنيم
تلك المواسِمُ جرّدتْ أثوابَها
والعِرْضُ يُهتَكُ ، والغيورُ سَقيم
فالنائحاتُ صراخُهنَّ مَبَدّدٌ
والمسجدُ الأقصى سَبَاهُ الرومُ
القدسُ ماعادت عروسَ عروبةٍ
والشعرُ في الألغازِ راح يعوم
كم صارخٍ ياعُرْبُ! كم صوت أتى
كم حرَّة سُبيَت ونحن نهيمُ
كيفَ القصيدُ يضيءُ دربَ جهالةٍ
أسماعَنا والحِسُّ عنه كتيم
عجبي فتجّارٌ له قد أُنتِجوا؛
حِسُّ العروبةِ عندهم معدوم
كم طفلةٍ خطّتْ بدمعٍ حُزنَها
ربّي إليك بسطتُ كل مواجعي
فالعُربُ في غَمٍّ وأنتَ رحيم
أحببت نبضَ عروبتي ورمالَها
حبُّ العروبةِ موقفٌ محسوم
شوقي إليكِ مسافرٌ ومردِّدٌ
عَذبُ الغناءِ يقودهُ المظلوم
والحقُ يَعزِفُ لَحننا مُسْتَعذِبا
دربَ الشهادةِ من ينادي: قوموا
فمتى نردُّ الظالمينَ وكيدَهم
إن الخنوعَ يَمجُّهُ المفطوم
تُوقيْ ليومٍ حاملٍ دفء المنى
والأمنياتُ بدربِها زقّوم
تأبى العروبة أن يكون سلاحنا
صَبْراً، فَحَمْلُ الخانعينَ عقيمُ
أحبَبْتُ نبضَ عروبتي ورجالها
إن المحبَّ بمن يحبُّ يهيم.
......
البلاغ
محمود محمد أسد.
..............
شوقي إليكِ مُؤجّج مأزومُ
أمّا اشتياقُكِ خائفٌ مهزومُ
لاأعرف الأيام كيف تقودني
والعشقُ في القلب السقيم مقيم
لاأعرف الأشواق كيف تشدّني
والقلب من ضرباتها محمومُ
من يقتنعْ بالنار يقطفْ وَردَها
بعض القناعةِ حَملُها مشؤوم
أنا من رأى الأيّامَ تبذرْ حَبَّها
وتعلِّم الإنسان كيف يقوم
أنا من رسمتُ ربيعَها بمواجعي
كيلا يقال بأنّي الموهوم
في القلبِ ألفُ رسالةٍ مجنونةٍ
والحرف من آهاتها مرسوم
النار تحفرُ دربَها في ناظري
والجفنُ نهرٌ شطّه مهدوم
في القلب أطفأت الجِفاءَ، وكم لنا
مِنْ قصّةٍ قد شابَها التنجيم
حتى الفؤادُ بحقدِهم مكْلوم
نَسَج البغاث خيوطَها في غفلةٍ
وَيلٌ لهمْ فحديثهم مَلغوم
زَرَعَ الوشاة سمومَهُم في دربنا
فالشَّهدُ في أشداقهم مسموم
طَرَفُ اللسانِ حلاوة وتلوّنٌ
فالحبُّ بين شفاهِهِمْ مَجْلوم
إنْ ذُقْتَهُ ذقتَ العداوةَ والضنا
عنه العيونُ وطُلسِمَ المفهوم
ضاقَ النّقاءُ بصدرِنا وتحوَّلتْ
والمرءُ في أقدارِهِ محكوم
أنا من نسيج الحبِّ بعضُ تنفّسي
إنّ الحياة مَسَرّةٌ وهموم
وبقيّة مني تنادي خافقي:
هجَرَ الضياءُ فناءَهُ والبوم
كيفَ السباقُ وَطَبعُنا مُتفسِّخ
وتقاسَمَ المستضعفين غشيم
إِنّ الفواجع أحكمتْ بُنْيانَها
واسْتَمرأ اللحمَ الطريّ زنيم
تلك المواسِمُ جرّدتْ أثوابَها
والعِرْضُ يُهتَكُ ، والغيورُ سَقيم
فالنائحاتُ صراخُهنَّ مَبَدّدٌ
والمسجدُ الأقصى سَبَاهُ الرومُ
القدسُ ماعادت عروسَ عروبةٍ
والشعرُ في الألغازِ راح يعوم
كم صارخٍ ياعُرْبُ! كم صوت أتى
كم حرَّة سُبيَت ونحن نهيمُ
كيفَ القصيدُ يضيءُ دربَ جهالةٍ
أسماعَنا والحِسُّ عنه كتيم
عجبي فتجّارٌ له قد أُنتِجوا؛
حِسُّ العروبةِ عندهم معدوم
كم طفلةٍ خطّتْ بدمعٍ حُزنَها
ربّي إليك بسطتُ كل مواجعي
فالعُربُ في غَمٍّ وأنتَ رحيم
أحببت نبضَ عروبتي ورمالَها
حبُّ العروبةِ موقفٌ محسوم
شوقي إليكِ مسافرٌ ومردِّدٌ
عَذبُ الغناءِ يقودهُ المظلوم
والحقُ يَعزِفُ لَحننا مُسْتَعذِبا
دربَ الشهادةِ من ينادي: قوموا
فمتى نردُّ الظالمينَ وكيدَهم
إن الخنوعَ يَمجُّهُ المفطوم
تُوقيْ ليومٍ حاملٍ دفء المنى
والأمنياتُ بدربِها زقّوم
تأبى العروبة أن يكون سلاحنا
صَبْراً، فَحَمْلُ الخانعينَ عقيمُ
أحبَبْتُ نبضَ عروبتي ورجالها
إن المحبَّ بمن يحبُّ يهيم.
......
البلاغ